|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
(58) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ إِلَى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 159) ومُسْلِمٌ (1/ 226) وأبو دَاوُدَ (1/ 106) والنَّسَائِيُّ (1/ 84) وابْنُ مَاجَة (1/ 285) ومَالِكٌ (1/ 29) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 139) وأَحمَدُ (1/ 418) وابْنُ رَاهَوَيْه (3/ 1463) والدَّارِمِيُّ (1/ 720) والبَزَّارُ (2/ 429) وابْنُ الجَارُود (1/ 67) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 3) وابْنُ حِبَّان (3/ 1058) والدَّارَقُطنِيُّ (1/ 271) والبَيْهَقِيُّ (1/ 217). ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْن/ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي العَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بْنِ كِلاَب بْنِ مُرَّة بْنِ كَعبِ بْنِ لُؤَي بْنِ غَالِب بْنِ فِهْر بْنِ مَالِكٍ، أَبُو عَمْرٍو الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ ثُمَّ المَدَنِيُّ؛ ذُو النُّورَيْنِ، وثَالِثُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وأَحَدُ العَشَرَة المُبَشَّرِينَ، ومِن كِبَارِ الرِّجَالِ الَّذِينَ اعتَزَّ بِهِم الإِسْلاَمُ، وأَحَدُ أَسْخِيَاءِ العَالَمِ بِأَسْرِهِ سَلَفاً وخَلَفاً. وجَدَّتُهُ لِأُمِّهِ هِيَ: أُمُّ حَكِيمٍ البَيْضَاء بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِب عَمَّة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. وُلِدَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الهِجْرَة بِسَبْعٍ وأَربَعِينَ سَنَةً، وأَسلَمَ قَدِيماً بَعدَ البَعثَةِ بِقَلِيلٍ، وهَاجَرَ الهِجرَتَيْن، وتَزَوَّجَ ابْنَتَي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، رُقَيَّة فَمَاتَت عِنْدَهُ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ ومَاتَت عِنْدَهُ أَيْضاً. وكَانَ ثَرِيّاً، شَرِيفاً، حَسِيباً، نَسِيباً، حَيِيّاً، تَقِيّاً، عَابِداً، جَوَاداً، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحَيَاءِ والسَّخَاءِ والكَرَمِ؛ فَهُوَ الَّذِي جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ (فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ) بِتِسْعِ مَائَةٍ وخَمْسِينَ بَعِيراً وأَتَمَّ الأَلْفَ بِخَمْسِينَ فَرَساً وتَبَرَّعَ بِأَلفِ دِينَارٍ أَيْضاً؛ فَقَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَهَا: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعدَ اليَومِ». وهُوَ الَّذِي اشْتَرَى بِئَرَ رومة بِعِشْرِينَ أَلْف دِرهَماً، وجَعَلَهَا خَالِصَةً لِلْمُسْلِمِينَ. وهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَامَ بِتَوْسِعَةِ المَسْجِد النَّبَوِيِّ؛ وكَانَ يُحيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةً يَقْرَأُ فِيهَا القُرآنَ كَامِلاً. وَلِيَ الخِلاَفَةَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وعِشْرِينَ (23 هــ)، وتُوُفِّيَ بِالمَدِينَة سَنَةَ خَمْسٍ وثَلاَثِينَ (35 هــ) ودُفِنَ بِالبَقِيعِ، ولَهُ مِن العُمُرِ اثْنَانِ وثَمَانُونَ سَنَةً (82)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث: - (مِرَار) مَرَّات. - (فَمَضْمَضَ): وكَيْفِيَّتِهَا: أَن يَجعَلَ المَاءَ فِي فَمِهِ ثُمَّ يُدِيرُهُ فِيهِ ثُمَّ يَمُجُّهُ. - (اسْتَنْشَقَ): الِاسْتِنْشَاقُ هُوَ: أَن يَجعَلَ المَاءَ فِي أَنْفِهِ ثُمَّ يُخْرِجُهُ بِقُوَّةٍ. - (الكَعْبَيْنِ): العَظمَانِ النَّاتِئَانِ بَيْنَ السَّاقِ والقَدَمِ؛ وفِي كُلِّ رِجلٍ كَعبَانِ. - (نَحوَ وُضُوئِي هَذَا): مِثْلَ هَذَا الوُضُوء. - (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ): فِيهِ اسْتِحْبَابُ صَلَاةِ رَكعَتَيْنِ فَأَكْثَرَ عَقِبَ كُلِّ وُضُوءٍ؛ وَهُوَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ. - (لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ): لاَ يَسْتَرسِل مَعَ مَا يَخْطُر عَلَى نَفْسِهِ فِي أُمُورِ الدُّنيَا وفِيمَا لاَ يَتَعَلَّقُ بِالصَّلَاةِ. - (غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ): مِن صَغَائِر الذُّنُوبِ فَقَط. - فَهَذَا الْحَدِيثُ أَصلٌ عَظِيمٌ فِي صِفَةِ الوُضُوءِ، وقَد أَجمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الوَاجِبَ فِي غَسْلِ الأَعضَاءِ مَرَّةً مَرَّةً وعَلَى أَنَّ الثَّلَاثَ سُنَّةٌ، وقَد جَاءَتِ الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِالغَسْلِ مَرَّةً مَرَّةً وثَلَاثًا ثَلَاثًا وبَعضُ الأَعضَاءِ ثَلَاثًا وبَعضُهَا مَرَّتَيْنِ وبَعضُهَا مَرَّةً؛ وقَالَ العُلَمَاءُ: فَاخْتِلَافُهَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ كُلِّهِ،وأَنَّ الثَّلَاثَ هِيَ الكَمَالُ والوَاحِدَةُ تُجزِئُ. - وأَجمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى وُجُوبِ غَسْلِ الوَجْهِ واليَدَيْنِ والرِّجلَيْنِ ومَسْحِ الرَّأْسِ. - وَاخْتَلَفُوا فِي وُجُوبِ المَضمَضَةِ والِاسْتِنْشَاقِ عَلَى أَربَعَةِ مَذَاهِبَ: فَالمَذْهَبُ الأَوَّلُ: مَذْهَبُ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وأَصْحَابِهِمَا؛ أَنَّهُمَا سُنَّتَانِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ، وهُوَ قَوْلُ الحَسَن البَصْرِيّ والزُّهْرِيّ والحَكَم وقَتَادَة ورَبِيعَة ويَحيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنصَارِيُّ والأَوْزَاعِيُّ واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وهُوَ فِي إحدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ عَطَاءٍ وأَحمَدَ. والمَذْهَبُ الثَّانِي: أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ، فَلَا يَصِحَّانِ إِلَّا بِهِمَا؛ وَهُوَ المَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وهُوَ مَذْهَب ابْن أَبِي لَيْلَى وحَمَّادٍ وإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ورِوَايَةً عَنْ عَطَاءٍ. والمَذْهَبُ الثَّالِث: أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ فِي الغُسْلِ دُونَ الْوُضُوءِ؛ وهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ وأَصْحَابِهِ وسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. والمَذْهَبُ الرَّابِع: أَنَّ الِاسْتِنْشَاقَ وَاجِبٌ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ والمَضْمَضَةُ سُنَّةٌ فِيهِمَا؛ وهُوَ مَذْهَب أَبِي ثَوْرٍ وأَبِي عُبَيْدٍ ودَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ وأَبِي بَكْرِ بْنِ المُنْذِرِ ورِوَايَةٌ عَنْ أَحمَدَ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 23-07-2014 الساعة 09:27 AM |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|