اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-01-2014, 08:02 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New الجماعة رحمة والفرقة عذاب

الجماعة رحمة والفرقة عذاب


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فقد روى أحمد والطبراني والبيهقي بسند صحيح من حديث النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الجماعة رحمة، والفُرقة عذاب)).

قانون، وناموس، وسُنَّة، وشريعة: (الاجتماع رحمة، والافتراق عذاب)

هكذا قال جل في علاه: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ﴾ [هود: 118، 119]؛ ففي الاتفاق رحمة، وفي الافتراق عذاب، قال ابن عباس رضي الله عنهما معلقًا على هذه الآية الكريمة: هم فريقان: يُرْحَمُ فلا يَختلِف، ولا يُرْحَمُ فيخْتَلِف.

فالناس إذًا راحمون متفقون، أو غير راحمين متفرقون؛ لتتجسد تلك الخصال في قصة المرأتين اللتين تحاكمتا إلى نبي الله داود، ثم ابنه سليمان، حول غلام ادَّعت الكبيرة أنه ابنها وأصرت الصغيرة أنه ولدها، فالكبيرة *****ة الرحمة، لا يهمها أن يتمزق الجسد أو أن يتفرق، والصغيرة رحيمة شفيقة، تُلَمْلِم الجسد وتوحده وتصونه؛ لذلك حَكَمَ سليمان بالغلام للصغيرة دون الكبيرة.

هكذا يوحي ربنا سبحانه إلى رسوله فيقول:
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ [الكهف: 28]، اصبر مع الجماعة.
﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، أنت مع الجماعة أفضل.
﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾ [الحديد: 21]، لو كنْتَ فردًا فمع من تتسابق؟ ابْقَ مع الجماعة.
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، لو كنْتَ معزولاً، فمع من ستتنافس؟ حافِظْ على الجماعة.

فصلاتك في جماعة، وحجك مع الجماعة، وصيامك مع الجماعة، حتى قال صلى الله عليه وسلم لحذيفة في الحديث المشهور: ((عليك بجماعة المسلمين وإمامهم)).

فالجماعة رحمة، والفرقة عذاب.

نعم، والفرقة نار مُحرقة، وبركان هائج، وريح تُشَتِّت، ووبال عظيم، ومرض مُوهِن، وخطر داهم.

يقول جابر رضي الله عنه، والحديث عند الإمام البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ [الأنعام: 65]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ بوجهك))، قال: ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ [الأنعام: 65]، قال: ((أعوذ بوجهك))، ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ [الأنعام: 65]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا أهون، أو هذا أيسر)).

فالفرقة عذاب يستعاذ منه؛ يقول ابن مسعود - والحديث عند البخاري -:سَمِعْتُ رجلاً قرأ آيةً، سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها، فأخذْتُ بيده، فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرْتُ ذلك له فعرفْتُ في وجهه الكراهية، وقال: ((كلاكما محسنٌ، ولا تختلفوا؛ فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)).

نعم، نختلف في الآراء، لكن لا نختلف في القلوب، فقد اختلف موسى وهارون؛ ﴿ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 92 - 94].

واختلف داود وسليمان؛ ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 78، 79]. واختلف موسى والخضِر، واختلف موسى وآدم، واختلفت الملائكة في الذي *** 99 نَفْسًا، واختلف أبو بكر وعمر، واختلفت عائشة وأبو هريرة، واختلف الصحابة في صلاة بني قريظة.

ولا يعني هذا الخلاف أن نتهاجر أو نتسابَّ، أو نتقاطع، أو أن يعتدي بعضنا على بعض، فوالله لا غِنَى للأمة عن الوحدة والألفة والتآزر والتماسك، وخصوصًا في هذا الزمان.

دع عنك الخلافات الشخصية، ولا تجعلها تؤثر على وحدة الأمة ومشروع نهضتها.

يدخل عروة بن الزبير على خالته عائشة رضي الله عنهم جميعًا، فيسُبُّ حسانَ بن ثابت عندها - وكان حسان رضي الله عنه قد وقع في عائشة في حادثة الإفك، وفي نفسها منه شيء - فترد عليه رضي الله عنها، وهي تقول: لا تَسُبَّ حسانَ؛ إنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول ابن مُلَيْكَة: دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما، وكان بينه وبين ابن الزبير شيء، فذكرْتُ ابنَ الزبير بسوء، فقال: لا تتكلم على ابن الزبير؛ فهو ابنُ حَوَارِيِّ النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء ذات النطاقين، وخالته أم المؤمنين عائشة، وعمته أم المؤمنين خديجة، إنه عفيف الإسلام، قارئ القرآن.

إنها نفوس طلَّقَت حظوظها من الدنيا، فتسامت وارتقت، وآثرت وحدة الأمة واجتماعها؛ لأنها أيقنت أن الرحمة لا تتنزل إلا مع الجماعة والوحدة.

فالجماعة رحمة، والفرقة عذاب.

والله من وراء القصد، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه.



__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:50 PM.