|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبة متضمنة جملاً مأثورة عن خطب النبي صلى الله عليه وسلم
خطبة متضمنة جملاً مأثورة
عن خطب النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله على هُداه، والشُّكر له على سابِغ نعماه، وأسأله المزيد مِن جودِه وكريم عطاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ العالمين، وإله المسلمين، ووليُّ الصالحين، وأشهد أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- عبدُه ورسوله، ومُصطَفاه وخليله، وأمينُه على وحيِه، وسَفيره بينه وبين عباده، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه، الذين آمَنوا به وعزَّروه ونصَروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون. أما بعد: فأيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، والعمل بما فيه رضاه، وأن يَتوب كل واحد مِنا مما جَناه، قبل لقاء الله، وينظر كل امرئ مِنَّا لما قدَّمت يداه. أيها المسلمون: هاكُم جُملاً كريمةً، وحِكَمًا حكيمةً، مِن مأثور جوامع كَلِم النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كان يَخطب ويَعِظ بها أصحابه، وهي عِظَة ونَصيحة لعامَّة أمَّتِه؛ فأصغوا لها الأسماع، واعقِلوها بقُلوبكم لغرض الانقياد والاتِّباع، فإنها مِن بليغ المَوعظة، وخالِص النصيحة. قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العُرى كلمة التُّقى، وخير المِلَل ملَّة إبراهيم، وخير السنَّة سنَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأشرف الحديث ذِكْر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازِمها، وشرُّ الأمور مُحدَثاتها، وأحسن الهُدى هُدى الأنبياء، وأشرف الموت قتْل الشهداء، وأعمى العَمى الضَّلالة بعد الهُدى، وخير العمل ما نفَع، وخير الهُدى ما اتُّبِع، وشرُّ العَمى عمى القلب)). عباد الله: ومِن قِيله -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغِنى غِنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مَخافَة الله، وخير ما وقَر في القلوب اليقين، والارتياب مِن الكفْر، والنياحة مِن عمل الجاهلية، والغلول - أي: الأخذ مِن بيت المال بغير حق - مِن جُثاء جهنَّم، والكَنز - أي: المال الذي لا تؤدَّى زَكاته - كيٌّ مِن النار، والشِّعر - أي: الغناء - مِن مزامير إبليس، والخَمر جماع الإثم، والنِّساء - أي: الأجنبيات - حبائل الشيطان، والشباب شُعبَة مِن الجنون، وشرُّ المَكاسب كسْب الرِّبا، وشرُّ المآكِل مال اليَتيم، والسعيد مِن وُعِظ بغَيره، والشَّقيُّ مَن شَقي في بطن أمِّه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أَذرُع - أي: القبر - والأمرُ بآخِره، وملاكُ العمل خواتِمُه، وشرُّ الروايا روايا الكذب، وكلُّ ما هو آتٍ قريب)). أيها الناس: ومِن جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((مَن يتألَّ - أي: يَحلف على الله يَفعل الله الشيء أو لا يَفعله - يُكذبه الله، ومَن يَغفر يَغفِر الله له، ومَن يَعفُ - أي: عن غيره مُصلِحًا - يَعفُ الله عنه، ومَن يَكظِم الغيظ يَأجُرْه الله، ومَن يَصبر على الرزية يُعوِّضْه الله، ومَن يَتبع السُّمعة يُسمِّع الله به، ومَن يَصبر يُضاعِف الله له، ومَن يَعصِ الله يُعذِّبْه)). مما يُؤثَر عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((اهربوا مِن النار، واطلبوا الجنة جهدكم، فإن الجنة لا يَنام طالبها، وإن النار لا يَنام هارِبها، وإن الآخِرة محفوفة بالمَكاره، وإن الدنيا مَحفوفة بالشَّهوات واللذات، فلا تَشغلنَّكم عن الآخِرة شَهواتُ الدُّنيا ولذَّاتها)). أيها المسلمون: ومما أُثر عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((خمْس ما أثقلهنَّ في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالِح يُتوفَّى فيَحتسبِه والده، وخَمس مَن لقي الله بهنَّ مُستقينًا وجَبتْ له الجنَّة: مَن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأيقن بالموت والحِساب، والجنَّة والنار، وخَمس مَن جاء بهنَّ يوم القيامة مع إيمان، دخَل الجنَّة: مَن حافَظ على الصَّلوات الخَمس على وضوئهنَّ وركوعهنَّ وسجودهنَّ ومواقيتهنَّ، وصام رمضان، وحجَّ البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وآتَى الزكاة مِن مالِه طيبة بها نفسُه، وأدَّى الأمانة)). أيها المؤمنون: ومما وعَظ النبي -صلى الله عليه وسلم- به أصحابه وأمَّتَه قولُه: لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، ألا أَدلُّكم على شيء إذا فَعلتُموه تحابَبتُم؟ أَفشو السلام بينَكم، إنَّ أثقَل الصلاة على المُنافِقين صلاة العشاء والفجر، ولو يَعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْوًا، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنى، واليد العُليا خير مِن اليد السُّفلى، وابدأ بمَن تَعول: أمك وأباك، وأختك وأخاك، وأدناك أدناك، ألا وإن الله يحبُّ الإنفاق ويَبغض الإقتار، أَنفِق وأَطعِم، ولا تصرَّ صرًّا فيَعسُر عليك الطلَب، واعلم أن الله يحبُّ النظَر النافذ عند الشبُهات، والعقل الكامِل عند نزول الشَّهوات، ويحبُّ السَّماحة ولو على تمرات، ويحب الشَّجاعة ولو على قتْل حية أو عقْرب. معشر المؤمنين: ومِن جوامِع كلمِه -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((طوبى لمَن تواضَع في غير منقصَة، وذلَّ في نفسِه في غير مَسكنَة، وأنفَق مِن مالٍ جمَعه في غير مَعصية، وخالَط أهل الفِقه والحِكمة، ورَحم أهلَ الذلِّ والمسكَنة، طوبى لمن ذلَّ في نفسِه، وطاب كسبُه، وحَسُنتْ سريرته، وكَرُمتْ علانيتُه، وعزَل عن الناس شرَّه، طوبى لمَن عمل بعِلمه، وأنفَق الفضْل مِن مالِه، وأمسكَ الفضْل مِن قوله)). أمة الإسلام: لقد وُعظتُم فاتَّعظوا، وسمعتم فاعقِلوا، وعرفتُم فالزَموا، وبلَغتْكم الحجَّةُ فاعمَلوا واثبُتوا؛ فإنكم عما قريبٍ إلى ربكم مُنقلِبون، وبين يدَيه موقوفون وبأعمالِكم مجزيُّون، وعلى تَفريطِكم نادِمون، وسيعلم الذين ظلَموا أيَّ مُنقلَب يَنقلِبون. الخطبة الثانية الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطَفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والمثَل الأَعلى، وأشهد أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- عبد الله المُصطَفى، ورسوله المُجتَبى -صلى الله عليه وسلم- وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه ما صُبحٌ بَدا، وليل دَجى، إلى أن يُبعْثر ما في القُبور، ويُحصَّل ما في الصُّدور، ويَنقسِم الناس إلى فريقَين: فريق في الجنة، وفريق في السَّعير.عباد الله: مِن بليغ مواعِظه -صلى الله عليه وسلم- وكلُّها بليغ - قولُه -صلى الله عليه وسلم-: ((أيها الناس، إنه لا دُنيا لمن لا آخِرة له، ولا آخِرة لمَن لا دُنيا له، وإن الله تعالى قد أبلَغ في المَعذِرة، وبلَغ في الموعظة، وإن الله تعالى قد أحلَّ كثيرًا طيبًا فيه سَعة، وحرَّم خبيثًا؛ فاجتَنِبوا ما حرَّم الله عليكم)). وأطيعوا الله - عز وجل - فإن الله لن يحلَّ شيئًا حرَّمه، ولن يُحرِّم شيئًا أحلَّه، وإن مَن ترَك الحرام وأحلَّ الحَلال، أطاع الرحمن، واستمسَك بالعُروة الوثْقى لا انفِصام لها، واجتمعتْ له الدنيا والآخِرة، ألا وإن الدنيا عرَض حاضِر، يَأكل منها البرُّ والفاجر، وإن الآخِرة أجل صادق، يَقضي فيها ملك قادِر، وإن الخير كلَّه بحذافيره في الجنَّة، وإن الشرَّ كله بحذافيره في النار، فاعملوا وأنتم مِن الله على حذر، واعلموا أنكم مَعرُوضون على أعمالكم؛ فمَن يَعمل مِثقال ذرة خيرًا يرَه، ومَن يعمل مثقال ذرة شرًّا يرَه. عباد الله، إن الله -تعالى- قد أمركم بأمر بَدأ فيه بنفسِه، وثَنَّى فيه بملائكتِه المُسبِّحة بقُدسِه، وثلَّث بكم أيها المؤمنون مِن جنِّهِ وإنسِه، فقال تعالى قولاً كريمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه عشرًا))، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد وآلِه وصحبِه، ومَن اتَّبعه بإحسان وسارَ على نهجِه، سُبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يَصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالَمين.
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|