|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كي نكونَ مُبارَكين! ... محمد بن عبد الله المقدي
ها هنا أذكر جملةً صالحة مما يصِحُّ التبَرُّك به:
1- ملازمة الإيمان والتقوى سببٌ لتحصيل البَرَكَة: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96]. 2- التبَرُّك بالأماكن والأزمان التي نصَّتِ الشريعة على بركتها، ومنها: الأماكن: 1- المسجد الحرام: {إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96]. وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ» (مسند أحمد: [3/ 343]). 2- المسجد النبوي: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ» (متفق عليه: البخاري [1190]، ومسلم [1394]). والبَرَكَة والخير حالَّةٌ فيه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ المَازِنِيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» (متفق عليه: البخاري [1195]، ومسلم [1390]). 3- المسجد الأقصى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْـمَسْجِدِ الْـحَرَامِ إلَى الْـمَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]. 4- المساجد مُبارَكة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (صحيح مسلم [2699]). 5- المدينة النبوية، ففي سُكناها خيرٌ وبركة: عن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة» (متفق عليه: البخاري [1885]، ومسلم [1369]). والبَرَكَة في مُدِّها وصاعها ومِكْيالها: عن أبي هريرة أنه قال: "كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا» (صحيح مسلم [1373]). 6- بلاد الشام، فسُكناها يَجلب البركة: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأعراف: 137]، {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71]، {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِـمِينَ} [الأنبياء: 81]. "وبركتها دينية ودنيوية، فهي مقر الأنبياء ومَهبِط الملائكة، وبركتها الدنيوية بكثرة الثمار والأقوات والخَصْب والرزق" (انظر: تفسير الطبري [15/17]، وتفسير البغوي [3/62]). ودعا النبي صلى الله عليه وسلم للشام بالبَرَكَة فقال: عن ابن عمر قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا». قال: قالوا: وفي نجدنا؟ قال: قال:«اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا». قال: قالوا: وفي نجدنا؟ قال: قال: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» (صحيح البخاري [1037] و[7094]). 7- اليمن، وقد دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بالبَرَكَة كما تقدم. الأزمان، فتُدرَك بركتُها بموالات الخيرات وعُمران الأوقات فيها: 1- من أعظم الأزمان المباركة رمضان وعشره الأخيرة، وليلة القدر، «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».. «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».. «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (صحيح البخاري[37]و[38] و[1901]، ومسلم [759] و[760]). 2- العشر من ذي الحجة وخيرها يوم عرفة: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1 - 2]. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ». قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» (صحيح البخاري [969]). عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» (صحيح مسلم [1162]). 3- يوم عاشوراء: عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية» (صحيح مسلم [1162]). 4- يوم الجُمُعة: أبو هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» (صحيح مسلم [854]). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: «فِيهِ سَاعَةٌ، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا (متفق عليه: البخاري [935]، ومسلم [852]).. 5- يوما الإثنين والخميس: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئا، إِلَّا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» (صحيح مسلم [2565]). 6- وقت النزول الإلهي في كل ليلة في ثلث الليل الآخر: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» (متفق عليه: البخاري [1145]، ومسلم[758]). 7- أكلة السُّحور: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» (متفق عليه: البخاري [1923]، ومسلم [1095]). التبَرُّك بالمطعومات والمشروبات والمركوبات وهيئات الطعام: (1) تمر العَجْوة: عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ» (أخرجه البخاري [5445]، ومسلم [2047]). (2) ماء زمزم: قال أبو ذَرٍّ: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» (صحيح مسلم [2473]). (3) زيت الزيتون: عن أبي أَسِيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ» (سنن الترمذي [1852]، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [379]). (4) النخل: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ إِذَا أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ المُسْلِمِ». فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ التَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النَّخْلَةُ» (صحيح البخاري [5444]). (5) الخيل: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البَرَكَة في نواصي الخيل» (صحيح البخاري [2851]، وأخرجه مسلم [1874]). (6) الغنم: عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: «اتَّخِذِي غَنَما فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً» (سنن ابن ماجة [2/ 773 – رقم 2304]، وهو صحيح؛ انظر: السلسلة الصحيحة رقم [773]). (7) الاجتماع على الطعام والتسمية: حَدَّثَنِي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلاَ نَشْبَعُ، قَالَ: «فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟»قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ»" (سنن أبي داود [3764]، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [ 2128]).. (10) الأكل من جوانب الإناء: عن ابنِ عبَّاسٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسَطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ» (سنن الترمذي [1805]، وقال الشيخ الألباني: صحيح).. (11) لَعْقُ الأصابع بعد الأكل ولعق إناء الطعام وأكل اللُّقْمَةِ الساقطة: عن أنسٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَاما لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ، قَالَ: وَقَالَ: «إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ»، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، قال: «فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ» (صحيح مسلم [2034]). التَّبَرُّك بأمور متعدِّدة في حياة الإنسان ومعاشه، منها: (1) الصِّدق في التعامل: عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا - أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا - فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» (متفق عليه: البخاري [2079]، ومسلم [1532]). (2) سَخَاء النَّفْسِ في طلب المال: عن حَكِيم بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قال: "سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ: «يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى». قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لاَ أَرْزَأُ أَحَدا بَعْدَكَ شَيْئا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدْعُو حَكِيما إِلَى العَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ" (متفق عليه: البخاري [1472]، ومسلم [1035]). (3) البُكور في طلب الرزق: عن صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ بارك لأمتي في بُكورها» (سنن الترمذي [1212]، وقال الشيخ الألباني: صحيح) (4) البِرُّ والإنفاق: صدقةً وزكاةً، قال الله تعالى: {وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُضْعِفُونَ} [الروم: 39]، وقال: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]، وقال: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، وقد ثبت في الحديث القدسي عند مسلمٍ قول الله تعالى: «يا ابنَ آدم أنْفِقْ، أُنْفِقْ عليك» (صحيح مسلم [993])، واتفق الشيخانِ على حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقا خَلَفا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكا تَلَفا» (أخرجه البخاري [1442]، ومسلم [1010]). (5) صِلَةُ الرَّحِم: التي قطعها كثير من الناس لأجل الدنيا وكسبها، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (أخرجه البخاري [2067]، ومسلم [2557]) وبسط الرزق: توسيعه وتكثيره أو البَرَكَة فيه. (6) التوكُّل على الله: وهذا من تمام التعلُّق به وتوحيده، فالمرْءُ يبذل أسباب الرزق، ثم لا يتعلق بها أو بمن جعله الله سبباً لها، بل بمُسدِي النعمة، وقد روى الإمام أحمد والترمذي وصحَّحه حديث الفاروق عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصا وَتَرُوحُ بِطَانا» ( أخرجه أحمد [205]، وابن ماجه [4164]، والترمذي [2344]، وصحَّحه الأرناؤوط والألباني [الصحيحة: 310]).. (7) العيدان: ويبدأ الناس بصلاة العيد يشكرون الله فيها على ما أعطاهم من نِعَمِه الكثيرة؛ فيُبارِك لهم في هذه النعم ويَزِيدها ويُنمِّيها لهم، ولذلك تقول أمُّ عطية رضي الله عنها: "كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ العِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اليَوْمِ وَطُهْرَتَهُ" (صحيح البخاري رقم [971]). (8) الدُّعاء بعد الطعام: عن أبي أُمامةَ رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا رَفَعَ مائدته قال: «الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرا طَيِّبا مُبَارَكا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّعٍ وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبَّنَا» (صحيح البخاري [5458]). وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "دَخَلْتُ أَنَا وخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: أَلا نُطْعِمُكُمْ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَنَا أُمُّ عُفَيْقٍ؟ (قال الحافظ ابنُ حجر فيما نقله ابن عَلان عنه في (الفتوحات الربانية)[5/238]، (ووقع في رواية ابن عيينة في هذه الطريق (أم عُفيق) بالعين المهملة والفاء ثم القاف مُصغراً، وأصل الحديث في الصحيح بلفظ (أم حفيد) أوله حاء مهملة وآخره دال وهو المشهور ... وهي أختُ ميمونة وأخت لُبابة الكبرى أمّ ابن عباس). قَالَ: فَجِيءَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ، فَتَبَزَّقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: كَأَنَّكَ تَقْذَرُهُ؟ قَالَ: «أَجَلْ»، قَالَتْ: أَلا أُسْقِيكُمْ مِنْ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَنَا؟ فَقَالَ: «بَلَى»، قَالَ: فَجِيءَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: «الشَّرْبَةُ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدا»فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدا، فَقَالَ: «مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَاما فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ»" (أخرجه أحمد [1978] والترمذي [3455] وقال: حديث حسن، وكذا حسنه الألباني والأرناؤوط). عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: "نَزَلَ رَسُولُ اللهِ عَلَى أَبِي قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَاما وَوَطْبَةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ ظَنِّي، وَهُوَ فِيهِ، إِنْ شَاءَ اللهُ، إِلْقَاءُ النَّوَى بَيْنَ الإِصْبَعَيْنِ، ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي، وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ: ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ»" (أخرجه مسلم [2042]). (9) الدعاء للزوجيْن:عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جُشَمٍ، فَقَالُوا: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَقَالَ: لاَ تَقُولُوا هكَذَا، وَلكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ» (أخرجه ابن ماجه [1906] وصحَّحه الألباني). وعنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا رَفَّأَ الإنْسَانَ إذَا تَزَوَّجَ قالَ: «بَارَكَ الله لك، وبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا في الْخَيْرِ» (أخرجه أحمد [8957]، وأبو داود [2130]، والترمذي [1091] وقال: حَدِيثُ حسنٌ صحيحٌ). (10) السَّلامُ على الأهل: عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ» (أخرجه الترمذي [2698]، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [1608]: حسن لغيره). (11) الحجامة: أخرج البيهقي وابن السني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ تَحَرِّيا، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلَاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلَاءِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ» (أخرجه ابن ماجة [3487]، وحسَّنه الألباني بمجموع رواياته كما في السلسلة الصحيحة [766]).
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|