الثورة المصرية وإعادة الكلمات إلى معانيها

[محمد حسن ضبعون]

ظهرت خلال فترة الثورة المصرية العديد من الكلمات التي كان استخدامها شائعا بين الناس في غير محله الصحيح وموضعه المناسب، ففقدت معانيها وغابت روحها، وأصبحت

لا تعبر عن قيمتها. (الثورة ـ الشعب ـ الغضب ـ الرحيل ـ الصمود ـ التحدي)

هذه الكلمات قبيل الثورة لم تكن تعرف إلا أنها أسماء أفلام أو مسلسلات ، أو مباريات ،

وحكايات. لا قيمة إلا إلهاء الشعوب وتخديرها وشغلها بسفاسف الأمور وتوافه الأشياء

إن لم يكن لها أبعاد أخري من إشاعة السلبية، والانزواء، وهدم القيم والثوابت لدي الشعب المصري والعالم العربي كله.

أصبحت هذه الكلمات في ظل ثقافة السقوط خالية من المضمون بعيدة عما وضعت له وصيغت من أجله.

بل هناك من الكلمات الأخري التي أصبحت فارغة لا قيمة لها قليلة الأهمية بعيدة المنال

في ظل ثقافة الخوف والاستسلام مثل الحرية والكرامة والعدالة والسلام.

فهذه الألفاظ ونطيرانتها أصبحت عند الكثيرين ضربا من المحال، أو لا تستخدم إلا في عالم المثاليات والحديث عن اليوتوبيا والمدنينة الفاضلة.

أما في ظل الأوضاع السابقة فهي أشبه بحلم جميل يجعل المتحدث والمطالب بها، بل والحالم في غياهب السجون أو مضهد ومحارب في عمله وفي كل شئون حياته الخاصة والعامة.

ناهيك عن ألفاظ الشعب والأمة والإرادة والشرعية وغير ذلك من مقومات الدولة والوطن.

أصبح كل هذا في ظل الديكتاتورية والاستبداد ألعوبة بيد الحاكم وأعوانه، ولا قيمة له إلا بقدر ما يكون الخداع به في الحطابات الكاذبة والشعارات الفارغة.

أما الحقيقة فالكل في خدمة الحاكم وأعوانه.

إن الثورة المصرية بما رفعته من شعارات وما استخدمته من ألفاظ وعبارات

قد أنقذت هذه الكلمات التي عاشت في ظل ثقافة السقوط،و اللهو والعبث،أو الخوف والاستسلام أو الديكتاتورية والاستبداد.

أنقذتها من محنتها، ومحنة اللغة العربية عموما لتعيدها إلى مكانها الصحيح وموضعها المناسب.

إننا نتمنى أن تكون هذه الثورة المباركة إعادة لإصلاح الأوضاع المقلوبة ، وتسمة الأمور بأسمائها الصحية.

وأن تستيقظ الأمة من زمان الانخداع بالزعيم عادل إمام

وتتمسك بمطلبها الحقيقي إمام عادل.