#1
|
|||
|
|||
كن أسداً ولا تكن ثعلباً
كن أسداً ولا تكن ثعلباً
الغلام والثعلب كان لرجل من أغنياء التجار ولد نجيب صرفه من صغر سنه في التجارة ببلده حتي رضي بخبرته فيها , فلما باغ أشدَّه أراد أن يعوده على الأسفار في تجارة الأقطار , فجهَّزه تجهيزاً يليق بأمثاله وأصحابه ومضي الغلام , فلما كان علي مسيرة أيام من المدينة نزل ذات ليلة في بعض المروج , وكانت ليلة مُقمرة , فقام يتمشي وقد مضي جزء من الليل , فبصر بثعلب طريح وقد أخذه الهرم والإعياء وضعف عن الحركة , فوقف عنده وأخذ يتفكر في أمره ويقول كيف يرزق هذا الحيوان المسكين وما أظن إلا أن يموت جوعاً , فبينما هو كذلك إذا هو بأسد مقبل قد افترس فريسة فجاء حتي قرب من الثعلب , فتناول منها حتي شبع وترك بقيتها ومضي , فعند ذلك تحامل الثعلب على نفسه وأخذ يتحرك قليلاً قليلاً حتي انتهي إلي ما تركه الأسد , فأكل حتي شبع والغلام يتعجب من صنع الله في خلقه, وما ساق إلي هذا الحيوان العاجز من رزقه , وقال في نفسه إذا كان سبحانه قد تكفل بالأرزاق فلأي شيء احتمال المشاق وركوب الأسفار واقتحام الأخطار , ثم انثني راجعاً إلي والده فأخبره الخبر وشرح له ما ثني عزمه عن السفر , فقال له : يا بني قد أخطأت النظر إنما أردت أن تكون أسداً تأوي إليه الثعالب الجياع , لا أن تكون ثعلباً جائعاً تنتظر فضلة السباع , فقبل نصيحة أبيه ورجع لما كان فيه اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن ونعوذ بك من العجز والكسل ونعوذ بك من الجبن والبخل ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|