#1
|
|||
|
|||
تاريخ الحج في الأديان: دليل عظمة و صدق الإسلام
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسل الله، أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله. أما بعد
فهذا بحث في تاريخ الحج في الأديان، و بخاصة في الإسلام و المسيحية، فيه رد على دعوى وجود شعائر وثنية قبلها الإسلام أو اقتبسها من الوثنية الجاهلية، و فيه إثبات إبقاء الإسلام على هدايات الأنبياء السابقين محبة لهم و اقتداء بهم و استكمالا لمسيرتهم المباركة في قيادة البشرية إلى الحق و الخير و التوحيد. تعريف الحج: العبادات في الأديان السماوية عبد الرزاق رحيم ص116نقلا عن معجم اللاهوت ص257: و الحج عندهم هو: رحلة يقصد بها المؤمنون إلى مكان مقدس بظهور إلهي أو بنشاط معلم ديني، من أجل تقديم صلاتهم في إطار ملائم لذلك بصفة خاصة، و يجري التمهيد للحج ببعض طقوس التطهير، و تتم الزيارة في تجمع من شأنه أن يظهر للمؤمنين الجماعة الدينية التي ينتمون إليها. ص196: و الحج عندهم بمعنى القصد إلى مكان تقدس بظهور رباني تجلت فيه القدرة الإلهية متمثلا بكنيسة أو قبر أو مشاهد لقديسيهم. يقول المستشرق فنسنك في دائرة المعارف الإسلامية ج11ص3465: إن البحث في أصل معنى الحج لا يعدو أن يكون من قبيل النظريات، و مع ذلك فإن بعضها جائز، و قد فسر لغويو العرب الحج بأنه القصد، و يتفق هذا و معنى الحج عند النصارى، على أنه من الواضح أن هذا المعنى اصطلاحي كالفعل العبري. و هذا يقودنا إلى محاولة معرفة الحج عند النصارى، و معنى الحج العبري. ففي دائرة المعارف الكتابية: حجَّي أو حجَّاي هي الصفة من الكلمة العبرية ” حج ” أي ” عيد “، و لعل النبي سمي بهذا الاسم لأنه ولد في يوم عيد.اهـ و في قاموس الكتاب المقدس: حَجَّي:اسم عبري معناه عيد، أي مولود في يوم عيد.اهـ قاموس أعلام الكتاب المقدس ص74: حجي أي بهيج أو أعيادي، و هو من الأنبياء الصغار. و بهذا يتبين أن الحج يجمع معاني القصد و التقديس و التعييد. مهمة شاقة: مهمة المقارنة بين الحج الإسلامي و غيره في الأديان الأخرى. الأركان الأربعة أبو الحسن الندوي دارالقلم ص5: و قد كانت هذه المهمة عسيرة دقيقة، إذ أن الوضع الديني و الفقهي في هذه الديانات يختلف عن الوضع الديني و الفقهي عند المسلمين، اختلافا كبيرا، و الباحث يواجه غموضا و اضطرابا عظيما، و فراغا علميا هائلا، لا عهد له به في كتب الشريعة و الفقه، و تاريخ التشريع الإسلامي. و ثمرة جليلة: و لكن هذه الصعوبة تتضاءل و تزول أمام الثمرة العظيمة التي نحصل عليها، حيث يعتز المسلم بدينه و يشعر بعظيم نعمة الله عليه. الأركان الأربعة ص5: و قد كانت الحاجة إلى الدراسة المقارنة شديدة، لأن المسلم لا يستطيع أن يقدر نعمة الإسلام، و ما أكرمه الله به عن طريق هذا الدين الكامل الخالد الذي” لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”، و لا أن يستوفي حق الشكر و الحمد إلا إذا قارن بين هذه العبادات في الإسلام و العبادات في الأديان الأخرى، فضلا عن العقائد و المبادئ و الأسس التي يقوم عليها صرح الإسلام.
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|