لقد تجرأت بعض صحف الغرب، على سب النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستهزاء به ، والتنقص من قدره ، وتم إنكار المنكر ولله الحمد والفضل ، من قبل الحكومات والسفارات العربية والإسلامية ، لاسيما هذه الدولة المباركة ، التي تستمد أحكامها من الكتاب والسنة ، وإجماع الأمة ، فلقد أثلج صدور المؤمنين ، وأرغم أنوف الكافرين ، استنكار وشجب مجلس الوزراء ، ومجلس الشورى ، وهيئة كبار العلماء ، لهذه الحادثة الأليمة الآثمة ، والواقعة الحزينة الغاشمة ، فأجزل الله مثوبتهم ، ورفع قدرهم ، وأعلى شأنهم ، ولقد ذهبت وفود سفراء الدول الإسلامية والعربية في تلك الدول ،وكان الرد حرية التعبير والرأي ، فأي حرية يدعونها ، وأي حقيقة يزيفونها ، وقد علموا أن هناك قانوناً دولياً يحذر سب الأديان ، ويحرم انتقاص الأنبياء صلى الله وسلم عليهم أجمعين ، فيا أمة المليار مسلم ويزيدون ، ماذا تنتظرون ، وقد أهين نبيكم صلى الله عليه وسلم ، من قبل دولة كافرة ، يرعاها اللوبي الصهيوني ، تدعي كذباً وزوراً أنها تكفل حرية الأديان ، والتحضر والتمدن في البلدان ، والرقي بالمعايير الغربية ، وهي تضمر العداء والكراهية ، للإسلام وأهله سراً وعلانية ، قال تعالى : " قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَـٰتِۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " ، سبحان الله ! يسبون نبي الرحمة والهدى ، رسول الخير والتقى ، وقد نالت شفقته كل البشرية ، ورعى الحقوق المرعية ، حتى بلغت رحمته كفار الأرض ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِداً ، أوْ انْتَقَصَهُ ، أوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، أوْ أخَذَ مِنْهُ شَيْئاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ ، فَأنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ أخرجه أبو داود وغيره ، وصححه الألباني ] ، يا لها من رحمة عظيمة بالعالمين ، وشفقة كبيرة بالناس أجمعين ، فتقرحت أفواه الكفار ، وتشققت حناجر الفجار ، لما سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .