اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 17-08-2012, 07:30 PM
الصورة الرمزية simsim elmasry
simsim elmasry simsim elmasry غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,873
معدل تقييم المستوى: 15
simsim elmasry has a spectacular aura about
افتراضي

ربما ينبغي بين الحين والآخر أن نتحدث عن طبيعة العمل الجماعي وفلسفته وخصائصه التي تدفع جماعة العمل إلى الإنجاز وعلى تقبل الخلاف في الرأي، وأن قوة العمل الجماعي تكمن في إيمان الجماعة به وبقواعده الثابتة، حتى وإن بدا رأيها مخالفًا لقناعة البعض ورأيه، ومخالفًا لتحليله للموقف ورؤيته له.
ربما نحتاج من وقتٍ لآخر أن نعيد ذكر موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة في قرارهم في الخروج في غزوة أحد من المدينة من عدمه، نقرأه مرارًا وتكرارًا، ثم نستخلص منه عبرة الالتزام بقرار الجماعة، وهو الذي يخالف رأي رسول يوحى إليه، وبهر الجميع بحكمته وعلمه ورجاحة عقله.
تعالوا نسترجع المشهد الرائع والملهم والمرشد والفاصل والواضح.
أحمد صلاح
بعد هزيمة مذلة للمشركين في غزوة بدر، تقرر قريش الأخذ بالثأر والزحف على المدينة لمقانلة المسلمين، ويرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو النبي الملهم، عدم الخروج من المدينة وأن جغرافية المدينة ستسمح بالتفوق على المشركين فيما لو كان القتال من داخلها، بينما رأى معظم الصحابة أن تتم ملاقاة المشركين من خارج المدينة.
ينزل الرسول العظيم الكريم وهو النبي الموحى على قرار الشورى رغم عدم اقتناعه، ولكن الرسول القائد كان من الشجاعة بحيث يقدم على قرار حرب غير مقتنع به شخصيًّا، بل يمكن القول إنه كان صلى عليه وسلم متأكدًا من صحة قراره، ورغم ذلك يقدم الرسول الأمين على قرار هو الأخطر على الإطلاق بالنسبة لدولة ناشئة هو رئيسها، ألا وهو قرار الحرب، ليقر مبدأً أساسيًّا في الدولة مهما كان حجم التضحية.
رغم عدم موافقة الرسول على قرار الحرب، يضع الرسول الخطة بكل إخلاص وكأن القرار قراره، حتى يقترب المسلمون من النصر، ولكن تحدث المفاجأة وينهزم المسلمون.
ربما يطل علينا الموقف العظيم الآن بدلالاته القوية وعبره البليغة، ليجعلنا نرى مشهد تدعيم قرار جماعة الإخوان بنزول مرشح للرئاسة نقيًّا خالصًا إذا ما أرجعناه إلى قواعد العمل الجماعي الأصيلة، والتي كانت مكنت المسلمين من بناء الدولة الإسلامية، ثم ميزت الإسلاميين في عملهم الدعوي والسياسي حتى وصلوا إلى صدارة المشهد.
إنه موقف يوضح لنا الخصائص القوية للعمل الجماعي، وفلسفته الخاصة التي تؤول في النهاية إلى النجاح، حتى وإن بدا الأمر على غير ذلك.
وهذه الخصائص هي:
أولاً: أن المبدأ دائمًا يعلو فوق الشخص، مهما كان حبنا لهذا الشخص وتقديرنا له واعتزازنا بقدراته واقتناعتنا بفكره، فلم يكن أحب للمسلمين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك من هو أعز منه لديهم، وأفضل منه خلقًا وعلمًا وفكرًا ومهارةً وقدرات وكفاءة، ورغم ذلك استجاب رسول الله لرأي الجماعة واحترم قرار الشورى، رغبة منه في إقرار مبدأ تسير عليه الأمة من بعده.
وعندما تأصل هذ المبدأ في نفوس المسلمين، استطاعوا أن يثبتوا أمام صدمة أخرى أقوى من الهزيمة في غزوة أحد، وفاة الرسول نفسه، ليذكرهم الله تعالى بقوله:
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144)) (آل عمران).
ثانيًا: إن احترام قواعد العمل الجماعي والإيمان به، لا يقاس في المواقف السهلة البسيطة والقرارات اليومية العادية، إنما الاختبار الحقيقي له يكون في المواقف الصعبة المؤثرة، وليس هناك موقف أصعب من موقف حرب على المسلمين اتخذ فيه الرسول قراره المخالف لرأيه بكل شجاعة، ليبعث رسالة للجميع عبر السنوات والقرون، أنه يؤمن بقاعدة الشورى في العمل الجماعي، وأنه ليس على استعداد لأن يتنازل عن المبدأ مهما تكن الظروف والمبررات، ولقد أقر الله بهذا المبدأ، وشجع المسلمين على الاستمرار فيه رغم الهزيمة، فأنزل الآية العظيمة (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) (آل عمران: من الآية 159).
إن العهد على السمع والطاعة في المنشط والمكره هو أحد خصائص العمل الجماعي الأصيلة، ذلك بعد أن نحرر مصطلح السمع والطاعة، ليفهم على طبيعته لا على الطريقة التي يحب أن تروج لها وسائل الإعلام على أنه طاعة عمياء، من أناس تجمدت عقولهم وسلموها لغيرهم، بل هو نفس معنى الالتزام الحزبي في الأحزاب، أو الالتزام بقرارات مجلس إدارة أي مؤسسة، فهي تعني الالتزام بقرار تم بناء على آليات شورية متفق عليها داخل الجماعة، دون أن يحمل القرار معصية الله، وبعدها يصبح الالتزام بها ضرورة منطقية، نجحت في تطبيقها بكفاءة عالية جماعة الإخوان، وفشل فيها الكثيرون ممن يرون أنها طاعة عمياء لا أصول لها ولا قواعد.

عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: "بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَلا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا، لا نَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ".
ثالثًا: إن احترام قاعدة الشورى في العمل الجماعي ليست عملاً تنظيميًّا فقط، بل عملاً إيمانيًّا مرتبط بالعبادة، ويثاب عليه فاعله من الله، كأي طاعة يتعبد المسلم بها لربه.
المؤسسات والعمل الجماعي وجماعة الإخوان
يعلمنا التاريخ أن المؤسسات الناجحة فقط هي المؤسسات القادرة على تأصيل فكرة العمل الجماعي عند أعضائها، وقدرتها على تدريب أفرادها على ممارسة هذه القواعد بإيمان وحرفية، ولذا فإن فكرة العمل الجماعي في أوروبا وكل البلاد التي عرفت طريق النهضة، كانت تؤمن بالعمل الجماعي كضرورة للإنجاز، ثم استمرار هذا الإنجاز، ثم تطوير هذا الإنجاز.
لقد أدركت هذه البلاد أن الجماعة أقدر بكثير على مواجهة الصعوبات التي تواجه الفرد، وأنها أكثر قدرة على حل المشكلة، في الوقت الذي يتراجع فيه إيمان الدول العربية وكل الدول التي تعاني التراجعَ والتخلفَ الحضاري، من فكرة العمل الجماعي والنزوع بقوة إلى فكرة الفردية.
وعلى مدار ثمانين عامًا، أبهرت جماعة الإخوان المسلمين المعارضين قبل المؤيدين، على قدرتها على الاستمرار كل هذا الوقت متماسكة متمسكة بأفكارها ومبادئها، في الوقت الذي طورت فيه ذاتها لتفهم المجتمع وتتغلغل داخله، حتى اختلط نسيجها بنسيج المجتمع بصورة لا يمكن فصلها عنه أبدًا، كل ذلك رغم كل الأهوال التي تعرضت لها الجماعة، وكل المؤامرات التي حيكت لها من أنظمة ذات إمكانات باطشة لتنهي هذا الكيان، حتى أيقن هؤلاء أن ما يطمحون إليه هو أقرب إلى المستحيل منه إلى الواقع.
في نفس الوقت الذي نجد فيه أحزاب كبيرة وصغيرة تتفتت وتنقسم وتتصارع فيما بينها في صراعات تهدد وحدتها وتصرفها عن تنفيذ أهدافها.
يعلمنا التاريخ أيضًا أن المشروعات التي تبني المستقبل تكون أسرع وأقوى وأكثر سدادًا وأصلب عودًا أمام أعدائها، إذا ما تبنتها مؤسسة عتية فتية عرفت معنى التحدي واعتادت عليه منذ عقود.
إن العمل الجماعي في قوته مثل شعاع الليزر، فهي عبارة عن حزمة مركزة من الأشعة، هذا التركيز يعطيها قوة غير عادية تمكنها من قطع المعادن، وهكذا المؤسسات، تستطيع أن توجه أفرادها في اتجاه واحد، لتنجز إنجازًا ضخمًا في وقت قصير.
إن قيمة العمل الجماعي لجديرة بأن ندافع عنها ونقف وراءها في المنشط والمكره، والتفريط في هذه القيمة أو اهتزاز الثقة فيها في لحظة ما، لن يأتي بخير، لأننا ساعتها سنكون قد فرطنا في قيمة إسلامية، بغض النظر عن اقتناعنا بالقرار، أو ما هي نتيجته.
----------------------
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:16 PM.