على الرغم من ان حدوث الازمات قديم قدم التاريخ الا ان وعي متخذي القرار الاداري باهمية ادارتها لم تتبلور بعد الا في السنوات الاخيرة نظراً لتسارع الازمات وتنوعها واشتداد التحولات الفجائية الحادة في المواقف وتلاشي حدود البعد الزماني والمكاني بين مواقع الاحداث وبين متابعيها وتخلي الدول عن محليتها وتقوقعها وازدياد احساس الكيانات الادارية بانها جزء من عالم اكبر واوسع من عالمها الخاص المحدود بكيانها الذاتي..
كل ذلك دفع الى السطح بشدة الاحساس بعالمية الازمة مهما كانت محليتها.وقد اصبح اليوم استخدام المنهج العلمي كاسلوب للتعامل مع الازمات اكثر ضرورة واكثر حتمية ليس فقط لما يحققه من نتائج ايجابية ولكن ايضا لان استخدام البديل غير العلمي له نتائج قد تكون مخيفة ومدمرة بشكل كبير. اضافة الى ان الادارة العلمية للازمات ضرورة حتمية ومسؤولية وطنية لمواجهة اوضاع الجمود والتحجر. ونظرا لخطورة واهمية موضوع الازمات واداراتها ومعالجتها بالفكر الاداري المتقدم وبغية لحاق الدول النامية بركب العالم المتطور لابد من ان يتخذ القادة الاداريون في هذه الدول قراراتهم بعيدا عن العشوائية والارتجالية وانفعالات اللحظة الجزئية وذلك لردم الفجوة بين دولهم والدول المتقدمة واللحاق بها .والازمة هي نقطة الانعطاف او عملية تحول قد تكون الى الاحسن او الى الاسوأ وهي تحمل امكانية الفرصة والخطر في آن واحد
|