اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-12-2011, 06:35 PM
الصورة الرمزية mostafa_gamal2
mostafa_gamal2 mostafa_gamal2 غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 670
معدل تقييم المستوى: 15
mostafa_gamal2 is on a distinguished road
Lastpost عروس أبكت الحاضرين ....!!!



عروس أبكت الحاضريـــن .
لم يكن فيفكرِها من أمور دنياها شيءٌ سوى ذكر تلك الليلة المنتظرة، وبرغْم كلِّ التهُّيبوالقلق الذي يعْتريها إلاَّ أنَّ شوقَها إليها كان طاغيًا على كل شيء، وظاهرًالكلِّ مَن حولها، فحركاتُها وكلماتها وتعابير وجْهِها الَّذي لم تفارِقْه البسمةمنذ تمَّ عقْد قرانِها، كلُّها تفضح ما تُحاول أن تُخفيه سلوى من فرحٍ وشوْقٍ ليومالزِّفاف، فلقدْ كان قلْبُها الأبيض يتمرَّغ في أنْهار السُّرور الذي غمرَها حتَّىكادت رُوحُها تفيض من نواحيها فرحًا.

تجاوزتْ سلوى الثَّامنة والعشرين منعمرِها وقد تزوَّج كلُّ أتْرابِها، من صديقاتٍ وقريباتٍ وأخوات، كانت تُلازِم كلاًّمنهنَّ وتُساعدها في زفافِها، شاركتْهنَّ جميعًا أفراحَهنَّ بسرورٍ واهتمامٍغامرَين، حتَّى جاء اليوم الَّذي التفتتْ فيه حولَها ولاحظتْ أنَّه لم يبقَ سواها،ومع أنَّها لَم تكُن قد وصلتْ بعدُ إلى سنٍّ تَخشى فيها فوات القطار، إلاَّ أنَّهاكانت ترى أنَّها الوحيدة التي لم يصِل الدَّور إليْها، ومازال القطار لا يَختارهامحطَّةً يقِف فيها لتَلِجهُ، فيزفّها إلى حيث فارسُها المرتقب، لطالَما بقِيتترْقبه يفتح أبوابَه في محطَّات بعيدة عنْها وتلج داخله عروس غيرها.

ولكن هاهي أخيرًا صافرة القطار تُطلق صفيرَها، ويتردَّد صداه في الأرْجاء مُعلنًا أنَّههنا قرَّر القطار أن يقِف هذه المرَّة، ليأخُذَها إلى حيثُ تتحقَّق أحلامُها، إلىحيثُ تَمنَّت دائمًا أن تكون، هناك إلى منزل الأحلام لتكون الأميرة التي تحوِّلبلمساتِها الكوْن إلى قصر من الورْد.

جرت الأمور بسرعة كبيرة بعد الخِطبةفحُدِّد موعدٌ لعقدِ القِران، وحفلُ الزّفافِ سيكون بعد أقلَّ من أربعةأشهُر.

عقد القران:

اكتفتِ الأُسرة بِحفلٍ عائلي بسيط لعقْد القِران،حضرَه أهلُها وأهلُ خاطبِها فقط.

حضر المأْذون لكتابة العقْد، وسأل سلوى إنكانت تُوافق على أن يكون خالد زوجًا لها؟ أرادت سلوى أن تُجيب ولكنَّ صوتَها انسحبخجلاً إلى قاعِ حلْقِها فلم تستطِع الإجابة، فأعاد المأْذون سؤاله وطلب منها أنتجيب بصوت واضحٍ مسموع، إن كانت توافق على هذا العقد.

أشار إليْها أخوها أنتجيب حتَّى لا يُظنَّ أنَّها قد أُجبرت على الزَّواج، فأجابتْه سلوى بموافقتِهاوهرعَتْ إلى أمِّها الَّتي احتوتْها وضمَّتْها إلى صدرها، تلْهج لها بالدُّعاءوتغْرِقها بدموع الفرح.
لم تتوقَّف من حينِها تعليقات أَخيها: أخيرًا لم أعُدوليًّا لك يا سلوى؛ فقد استلم المهمَّة غيري، كان الله له بالعون.

كانتتتوارى خجلةً من تعليقاتِه، فقد كان أخوها بمنزلة الأب منها؛ فهي لم تعرِفْ أباهاالَّذي توفِّي وهي في الثَّالثة من عمرِها، وأخوها الأكبر هو مَن قام على رعايتِهاوالأسرة كاملة بعد أبيه.
أرسلت سلوى خطَّها إلى كلّ مَن تذكَّرتْه من رفيقاتالدراسة، يحمل دعوتها لهنَّ لحضور زفافِها المرتقَب، حتَّى مَن انقطعت بها أسبابالصِّلة؛ فقد أرادتْ أن يُشاركَها الفرَح كلُّ مَن عرفته.

كان الفرح يملأُقلوبَهنَّ لأجلِها، وألسنتُهنَّ تلهج بنشوة: "أخيرًا"، وكأنَّه أمرٌ قد يُئس منحدوثه، وحِيل بينها وبين تحقيقِه إلى الأبد.

عزمْنَ جميعًا على الحضور، لميعتذِرْ أحد، حتَّى من كانت تفصلُها المسافات الطويلة رتَّبتْ أمورها استعدادًاللحضور على الموعد.

كيف لا، وهنَّ لم يعرِفْنَ قطُّ قلبًا في نقاء وصفاءِقلْبِها، ولا روحًا بشفافية روحِها؟! كانت تَمحو بلمساتِها كلَّ أثر للأحْزان،وتُزيل ببسماتِها كلَّ نقش للآلام.

تحضيرات العرس:

بدأت سلوى بِشِراءما تحتاج إليْه، وحرصت - حتَّى لا تنسى شيئًا - على تدْوين كلِّ احتِياجاتِها فيمفكَّرةٍ، كانت تُعلِّم بها كلَّ ما تنتهي من قضائه من مستلزمات، من ملابس ومفارشوعطور، وكماليات وأدوات للزينة، وكلّ ما يتعلَّق بليلة الزّفافأرْهقهاتحديدُ ما تحتاجه؛ فمستلزمات الزّفاف كثيرة، وخشِيتْ ألاّ تتمكَّن من إتمام كلِّالتَّحضيرات على الموعِد المحدَّد؛ لذا استعانتْ بأخواتِها وصديقاتِها لمساعدتِهافي التَّجهيزات الكثيرة وكافَّة الإعدادات للزّفاف، واللاتي لم يتأخرْن بدورهنَّ عنتقديم المساعدة والمشورة لها.

ثوب الزفاف:

كانت سلوى تترقَّب أنيحتويَها ذلك الرّداء الأبيض، الَّذي طالما حلمتْ بارتِدائه والتَّباهي به كأميراتالأحلام في قصص الخيال.

أرادتْ ثوب زفافٍ مميَّز ومُلفت، مختلف عن كلّ مارأته من أثوابٍ من قبل؛ لذا حارت كثيرًا في انتقائه؛ ولكنَّها أخيرًا اختارته،انتقتْه بعناية كبيرة لتبْدُو فاتنة في ليلة العمْر كما تسمِّيها.

دنا موعِدالزِّفاف، وسلوى منهمِكة في إتْمام ما يستلزِمُه من تحضيرات نهائيَّة، والتوتُّروالقلق باديان عليْها كلَّما اقترب الموعِد، بالرَّغْم من انتهائِها من أغلبالتَّرتيبات.

حدَّدتْ يومًا للقِيام بتجْربة وقياس ثوْب الفرح وما قامتْبتفصيله من ملابس للعرس، وإجْراء التَّعديلات الأخيرة عليْها قبل استِلامها، ويومًاآخَر لزيارة المزيِّنة والمختصَّة بالتَّجميل للعناية ببشرتِها وتَحديد ما تودُّعملَه بشعْرِها ووجهِها من زينةٍ في ليلة الزِّفاف، واتَّفقتْ مع "المُخضِّبة" الَّتي ستخضب يديْها في ليلة الحنَّاءالتي تسبق ليلة الزّفاف، واختارتْ منصويحباتِها مَن ترافقها وتساعدها في الاختِيار؛ فسلوى كثيرة التردّد والحيرة،فانتقت معها صديقاتها شكل المنصَّة الَّتي ستجلِس عليْها أعْلى مسرحِ قاعةِالزّفاف، ونوع الزينة التي ستملأ بها القاعة، وطريقة الزفَّة الَّتي ستزفّ بها،وأصْناف الحلوى التي ستقدَّم للضيوف في الزّفاف، وحتَّى توْزيعات الهدايا التيسيعود بها المدعوون إلى منازِلِهم مذيَّلة باسم سلوى وزوجها.

ورتَّبت معزوجِها للسَّفر بعد الزِّفاف، فحدَّدا إحدى الدول الآسيويَّة لقضاء عدَّة أسابيعفيها.

أم العروس:

كانت أمّ العروس هي الأكثر قلقًا؛ فقد كانت منشغِلةبتحْضير قائمة المدعوين، والحرْص على وصول بطاقات الدَّعوة إلى كلّ الأهل والمعارفوالأصدقاء.

وزيارة قاعة الزّفاف والاتِّفاق مع القائمين عليْها على كلِّالتَّحضيرات، وتَحديد عددِ الضُّيوف والطَّاولات الَّتي تلزم، وكيفيَّة تنظيمهاوترْتيبها في القاعة.

والانتهاء من تنسيقِ متعلّقات العروس وأشيائها،وإعدادها لنقْلها إلى منزل زوجها.

ومن جانب آخر حرَصتْ على أن تنصحَ ابنتَهاوتعلِّمها وتزوِّدها بما تَحتاج إلى معرفتِه من خبرات حسنة، في كيفية رعاية الأسرةالتي هي مقْبلة على بنائِها، فثقَّفتها بما تحتاجُه للتَّعامل مع زوجِها الَّذي قدتختلِف طباعُه وعاداته عن طباعها وعاداتها، وعرَّفتْها بما له من واجبات عليها،وأوصتْها بأن تتحلَّى بالصَّبر وبسعَة الصَّدر على ما قد تواجِهُه في حياتِهاالزَّوجيَّة من صعوبات، وبأنَّ التَّفاهُم والتَّحاوُر هما من الطُّرق الأجدىلامتصاص وحلّ المشكلات.

وكانت سلوى تستمِع لوصايا أمّها باهتِمام وحرص؛ فهيالنَّاصح الأمين لها.

وجاءت ليلة الحنَّاء:

في صباح ذلك اليوم أصرَّتالأمّ أن تأْكل سلوى سبعَ تمراتٍ على الرِّيق؛ لتقيَها السمَّ والسِّحر، وأن تحصِّننفسَها بالأذْكار والأدعية والآيات، وغمرتْها بعبق العود ورائحة البخور الثَّمين،وتزيَّنت استعدادًا لاستقبال المهنِّئات اللاتي بدأْنَ بالتَّوافُد منذالصباح.

امتلأتْ عيناها بالدموع وهي ترقُب ابنتَها الصُّغرى في أجمل حُلّةتستعدُّ للانتِقال إلى منزلها الجديد، ومغادرة منزلٍ عاشتْ فيه سنوات، درجتْ فيأرْجائِه وطبعت ضحكاتِها في كلِّ زواياه، لم يكن الأمر هينًا عليْها في كلّ مرَّةكانت تهيّئ فيها إحْدى بنيَّاتها للزفاف.

وفي المساء، كان الجميع قد وصل: القريبات والصديقات والجارات، ولم يبْقَ إلاَّ أن تطلَّ العروسعليهنَّ.

أطلَّت سلوى كالبدر المرتقَب تضيء المكان ببهاء إطلالتها، وقدارتدت ثوب الديباج الأخضر المعروف، والمطرَّز بخيوط الذَّهب المنسوج، ووضعتْ علىرأْسِها هامة من الذَّهب المسلسل ينساب سلاسله بين خصلات شعرها.

وزُفَّتعلى أصوات "زغاريدِ" وتصفيقِ رفيقاتِها اللاَّتي أحطْنَ بها، يتراقصْن كالفراشاتحولها، وأُجلستْ على أريكة تعْلوها نمارق هنديَّة خضراء مُذهبة، وبدأ الاحتِفالبالأهازيج تردِّدُها صويحباتها.

بدأت مراسم الخضاب ...فأُحضر إناء نحاسيمُلئ بماء الورد، ونُثرت به وريقات الورد؛ لتطيَّب به يدا وقدما العروس قبل أن ترسمعليْها نقوش الحنَّاء، ثمَّ شرعت المخضِّبة بنقْش الحناء على راحتَيْهاوقدميها.

كانت سلوى في غاية الحياء؛ ما جعل يديْها لا تكفَّان عن الارتعاشارتباكًا، فتكرِّر عليْها المزيّنة ألا تتحرَّك وإلاَّ أفسدتِ الحنَّاء لكثرة ماكانت تُحرِّك يديها، وصويْحباتها لا يتوقَّفن عن تعليقاتهنَّ اللاذعة، ويتضاحكْنلاحْمرار وجهها خجلاً.

في هذه الأثناء، شرعت الأمّ تعرض للحضور صندوقَالذَّهب وما يَحويه من حليٍّ وجواهر، وقلائد وأساوِر وخواتم و ....

انتهتالمزيّنة أخيرًا من وضْع الحنَّاء على كفَّي وقدمي سلوى، فتحلّقت صاحباتُها حولهايُمسكنَ بأطراف شالٍ أخْضر مطرَّز بِخيوط الذَّهب، يرفْعنه فوق رأس العروس حينًاويُرْخِينَه حينًا، وهنَّ يلهجْن بالدُّعاء لها بالتَّوفيق في حياتِها الجديدةويردِّدن: "الصَّلاة والسلام عليْك يا حبيب الله محمَّد"، ويعقبْنها بالزغاريدوالأهازيج:
حنَّاك عجين يا سلوى حنَّاك عجين، لا تستحي من زوجِك، لا تستحين .

انتهتْ مراسم ليلة الحنَّاء بعد احتِفال استمرَّ ساعات، تهيَّأت فيأعقابِها سلوى لإزالة آثار الحنَّاء الذي جفَّ عن يديْها وأقدامِها، فزُفَّتللمغادرة وأوْراق الورد والياسمين والريحان تتساقَط حوْلَها كقطرات المطر، وصخبالأهازيج والتَّصفيق من حولها.

ما أن سارت سلوى بضْعَ خطوات حتَّى مادت بهاالأرْض، وتهاوى جسدُها وخرَّت فجأة وسط صخب الحضور وهلعهم.

سلوى، سلوى .. الكل يصرُخ بين بكاء وعويل، ويحاول أن يتحسَّس نبضَها الَّذي ارتَحل عن عروقِها،ولكنِ انطفأت كلُّ إضاءات الحياة في جسدِها، لم يَحتمل قلبُها الغضُّ كلَّ تلكالفرْحة، فسقطت كورقة الخريف.

اختار السكون قلبُها ليَسكُنَهُويُسْكِنه.

ماتت سلوى بسكتةٍ قلبيَّة.

توقَّف قلبُها قبل أن تحتويهاتلك الليلة، أو يلفّها الرِّداء الأبيض الذي انتقتْه.

ولكن كان مقدَّرًا لهاأن يلفَّها رداء أبيض غير الذي انتقتْه لنفسها، رداء انتقاها دون غيرِها لتُزفَّ بهإلى حيثُ اختار الله أن تكون في تلك الليلة، وطُيِّبت بطيبٍ آخر غير الَّذياختارته، وسُرِّح شعرها على يد مسرحة غير التي اتَّفقت معها، وزُفَّت زَفَّةً أُخرىلم تكن ضمن عروضِ الزفَّات التي شاهدتْها، إلى منزل آخَر غير الذي حُمِلت أشياؤهاإليه، رحلت دون حلي أو جواهر أو ثياب، فقط بردائها الأبيض.

رحلت سلوى:
رحلت تاركة كل ما أعدته لحياتِها الجديدة، إلى حياةٍ جديدة أخرى، في مكانآخر.
رحلت تاركة خلفها صمتًا، وهلعًا يملأ القلوب، ودمعًا حارقًا يملأالأحداق.

تَزَوَّدْ مِنَ التَّقْوَى فَإِنَّكَ لاتَدْرِي إِذَا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلَى الفَجْرِفَكَمْ مِنْ صَحِيحٍمَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ وَكَمْ مِنْ عَلِيلٍ عَاشَ حِينًا مِنَالدَّهْرِوَكَمْ مِنْ صَبِيٍّ يُرْتَجَى طُولُ عُمْرِهِ وَقَدْ نُسِجَتْأَكْفَانُهُ وَهْوَ لا يَدْرِيوَكَمْ مِنْ عَرُوسٍ زَيَّنُوهَا لِزَوْجِهَاوَقَدْ قُبِضَتْ رُوحَاهُمَا لَيْلَةَ القَدْرِ
أرجو أن تنال القصة رضاكم ولا تنسونى من صالح دعائكم.
نقلاً من كتابات الكاتبه شريفة الغامدى .
__________________

ّ...............................
إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني...
وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعوا لي...
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:44 PM.