#1
|
||||
|
||||
غضبة المعلمين للوطن لا للفئوية
منذ أن أصبح من المسلَّم به، أن التعليم قد انهار تماماً، تحت وطأة نظام مبارك الاستبدادى، فقد خرجت مدارسنا من جميع المسابقات والمعايير الدولية، كما خرجت الجامعة، وأصبح من المألوف وغير المستغرب أن يمكث التلميذ بالمدرسة عشر سنوات دون أن يعرف كيف يكتب اسمه.
والوزير صار مجرد واجهة لحراسة ذلك التدهور، وضمان ألا يكون فى مدارسنا تعليم أو أنشطة أو شىء له قيمة، وتنفيذ ما تطلبه الهانم، أو الوريث، أو أصحاب النفوذ، من إصدار تراخيص لمدارسهم الخاصة والدولية0 وجموع المعلمين، تنحدر أحوالهم المادية والمهنية، عاماً بعد عام، ويتعرضون للمهانة والذل لمجرد حصولهم على بعض حقوقهم المادية، فيما عرف باختبارات الكادر، ولا معاملة إنسانية أو كريمة، وهم يساقون سخرة للجان الامتحانات فى محافظات بعيدة، ويموت بعضهم فى ظل غياب أى رعاية صحية، دون أن تأبه الوزارة أو تهتم، ويستطيع أى أب أن يصطحب بلطجيته ويقتحم المدرسة لتأديب المعلمين أمام تلاميذهم، والتنكيل والتشريد جزاء كل من يعترض من المعلمين، أو يكتب رأياً فى صحيفة، ويوصمون جميعاً بأنهم عصابات ومافيا الدروس الخصوصية، وتبرز الصحف فى صدر صفحاتها المعلم الذى يهتك عرض تلميذة، والمعلمة التى تكسر ذراع تلميذ، أما عشرات الآلاف من المعلمين الذين يؤدون رسالتهم فى ظروف لا إنسانية فلا حس ولا خبر. وانتهى دور المدرسة، ولم يعد يمكث فيها إلا الفقراء، الذين سيتسربون من التعليم، أو الذين سيتوجهون للتعليم الفنى، أما أبناء القادرين فيكتفون من المدرسة بوجود اسمهم بها على الورق فقط، لضمان دخولهم الامتحان، ويجعلون من بيوتهم، أو فصول التقوية مدارسهم الخاصة. وهيئة قومية لضمان الجودة والاعتماد الأكاديمى، بلا معنى ولا فاعلية ولا قدرة، وتحولت إلى مجرد هيئة لضمان استنزاف أموال الدولة، بلا أثر فعلى على التعليم، رغم إنشائها منذ خمس سنوات. وعلى الورق فقط نقابة رسمية للمعلمين، تضم ما يصل إلى مليون عضو، وتعد بذلك أكبر النقابات عضوية وأغناها، بما تخصمه من رواتب المعلمين شهرياً، ومع ذلك فلا أحد يعرف لها رأياً فى قضايا التعليم ومشكلاته، ولا أحد يلمس لها دوراً تقوم به، مثل النقابات المحترمة فى جميع أنحاء العالم، هيمن عليها النظام الاستبدادى الفاسد، ووضع على رأسها الدكتور مصطفى كمال حلمى، لمدة عشرين عاماً، وتوفى الرجل منذ ثلاث سنوات والنقابة من يومها بلا نقيب، لأنها فى الأساس ليست نقابة حقيقية، بل أصبحت بؤرة للفساد، وفى أحسن الحالات مجرد مكتب أمن تابع لإدارة الأمن بالوزارة0 لكل هذه الأسباب ثار المعلمون على تلك الأوضاع، التى تعد تقصيراً فى ذات الوطن، قبل أن تكون مجرد مطالبات فئوية مادية، وحقائق الأمور تؤكد أن المعلم اليائس المحبط الكاره لمهنته على يديه تفشل كل محاولات الإصلاح، أما المعلم الراضى عن مهنته المحب لها فإنه يستطيع أن يخلق لنا أجيالاً قادرة على صناعة المستقبل، ولو بدون إمكانيات هائلة، ومنذ عشرات السنين قال طه حسين: «إذا كانت الدولة تضع كادراً خاصاً للقضاة، لأنهم يقضون فى قضايا الناس والأفراد، فما بالنا بالمعلمين الذين يحكمون فى قضايا الوطن والمستقبل»، ومن الجدير بالذكر أن حركة المعلمين المستقلة قد بدأت فى عهد المخلوع مبارك ومنذ سنة 2007، مما ينفى عنها مجرد أثر من آثار الثورة، والأحرى أن غضبة المعلمين كانت عاملاً مهماً من عوامل قيام ثورة يناير، ويطالب المعلمون أيضاً بإقالة وزير التعليم، الذى لم يتغير فى عهده شىء، بينما الدنيا تتغير من حولنا، كما يطالبون بعودة التكليف لخريجى كليات التربية، وتثبيت المتعاقدين، وإصلاح التعليم الخاص، وإنشاء نقابة تليق بمهنة التعليم، الذى أصبح سر تقدم الأمم، ولهذا كله ثار المعلمون، ولن يرتاحوا حتى تنال مصر تعليماً يليق بها وبثورتها المجيدة «ثورة يناير». http://www.almasry-alyoum.com/articl...5&IssueID=2282
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|