|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تحذير.. الإعلام فيه سمٌ قاتل!
تحذير.. الإعلام فيه سمٌ قاتل!
السبت 29 شعبان 1432 الموافق 30 يوليو 2011 علاء البشبيشي مفهومان خاطئان لا بدَّ من رصدهما قبل الحديث عن دور الحكومات ووسائل الإعلام الغربيَّة في تعزيز الإسلاموفوبيا (الخوف المرضي من الإسلام)؛ أولى هاتين الخرافتين: أنَّ الحكومات في الغرب تمثّل إرادة شعوبها وتعمل على تحقيق رغباتهم، وثانيهما: أنَّ الإعلام الغربي حرّ ومستقل. فالحكومات والإعلام في الغرب يتمّ التحكم فيها، والتلاعب بها، عن طريق المؤسسات الكبرى على حساب المصلحة العامة الأوسع، وبالمخالفة لما تراه غالبية الشعب. على سبيل المثال كشف استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة "كوم ريس" حول الإسلاموفوبيا عن أنَّ غالبية البريطانيين يلقون باللوم على وسائل الإعلام في ارتفاع معدلات الخوف من الإسلام في المملكة المتحدة، وأظهر الاستطلاع أن إلقاء اللوم على الإعلام يتزايد في أوساط الشباب (14-24 عامًا -40%)، مقارنة بكبار السن (65 عامًا وأكثر – 27%)، وأن 33% ممن يؤيدون هذا الرأي لا ينتمون لأي دين، بينما يقول به 27% من معتنقي النصرانيَّة، وفي حين أكَّد 99% من الشعب انتشار الإسلاموفوبيا في بلادهم، أكَّد المراقبون أهمية تسليط الإعلام الضوء على إسهامات المسلمين التي أفادت بريطانيا، بدلاً من التركيز على مثيري المشاكل، والتواصل مع المسلمين لإزالة هذه المشاعر السلبيَّة التي تضر بنسيج المجتمع، بدلاً من عزلهم. اللافت أنَّه رغم مكر الليل والنهار، وتوجيه منصات الإعلام النوويَّة صوب كل ما هو إسلامي لتشويهه، إنْ لم يكن بالإمكان تدميره، تهّل البشريات كما يتسلّل النور من رحم الظلمة، وتنساب المياه من بين حنايا الصخر، وتصدق نبوءة القرآن {فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلَبون}؛ فتكشف صحيفة التايمز عن اعتناق ما لا يقل عن ثلاثين ألف بريطاني الإسلام، كما ورد في التعداد السكاني لعام 2001 بالمملكة المتحدة، وهو ما يقارب الآن خمسين ألف شخص، أغلبهم من النساء، وفق ترجيحات كفين برايس، من مركز دراسات سياسة الهجرة بجامعة سوانسي. ما رصده استطلاع مؤسسة "كوم ريس" يسمى بالعدوان الأيديولوجي؛ الذي يخلق وحشًا وهميًّا، ومن ثم يسهل حشد الدعم لسحقه، مثلما حدث في أول عملية دعاية حكوميَّة حديثة، في العام 1916، حينما أسَّست إدارة الرئيس الأمريكي "وودرو ويلسون" ـ الرئيس الثامن والعشرون للولايات المتحدة الأمريكيَّة في الفترة من 4 مارس 1913 إلى 4 مارس 1921 ـ لجنة دعاية حكومية أُطلق عليها اسم "لجنة كريل"، ونجحت في غضون ستة أشهر أن تقلب الشعب الأمريكي ذا النزعة القوية جدًّا إلى الهدوء واللاعنف، إلى شعب هستيري يتاجر بالحرب ويروّج لها، وحولت قناعته بعدم وجود أي مبرِّر للتورط في حرب أوروبيَّة، إلى رغبة وحشية في تدمير كل ما هو ألماني وتمزيق ألمانيا إربًا إربًا والمطالبة بدخول الحرب لإنقاذ العالم. بعد انتهاء الحرب، استُخدِمَت التقنيات الإعلاميَّة ذاتها (الهراوة الديمقراطيَّة) لإثارة (الرعب الأحمر) الهستيري ـ كما كان يُسمى ـ بدعم قوي من الإعلام ومؤسسة الأعمال والتجارة، الأمر الذي أثمر نجاحًا باهرًا، وفي ثلاثينيات القرن العشرين، تعلَّم هتلر الدرس؛ فأثار في شعبه الخوف من اليهود والغجر، وغرس في عقولهم ضرورة الدفاع عن النفس بسحق الأعداء، وخلال السنوات الماضية دأبت القوى العظمى على خلق وحش ضخم كل سنة أو سنتين، كما فعل جهاز العلاقات العامة الريغيني في ثمانينيات القرن الفائت، بالضبط مثلما صُوِّر بعد ذلك الإرهابيون الدوليون، وتجار المخدرات، والعرب المجانين، وصدام حسين- الهتلر الجديد- بأنهم سيغزون العالم ويحتلونه؛ للإبقاء على الشعب خائفًا مرتعبًا يهيمن عليه الجبن، فيظل جاثما منكمشًا يشلّ الجبن قدرته على التفكير. إنَّ بعض ما يُنشَر في الصحف ليس مجرد (كلام جرايد)، ولكنه في الحقيقة رسائل مفخخة يراد بها أن تنفجر حيث أراد النفعيون، لتطيح بمن يريدون! |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|