#1
|
||||
|
||||
عبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم صاحب دولة بني العباس
الرجل الذي تفوق علي الحجاج في سفك الدماء هو ابو مسلم الخرساني مقيم دوله بني العباس.
* نسبه :- هو عبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم صاحب دولة بني العباس ؛ ويقال له أمير بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأسمه الحقيقي إبراهيم بن عثمان بن يسار بن سندوس ابن حوذ ون ؛ وكان يكنى أبا إسحاق . * نشأته :- نشأ بالكوفة وكان أبوه قد أوصى به إلى " عيسى بن موسى السراج " ؛ فحمله إلى الكوفة وهو بن سبع سنين ؛ فلما بعثه إبراهيم بن محمد إمام الدعوة العباسية إلى خرسان قال له: غير أسمك وكنيتك ؛ فتسمى عبد الرحمن بن مسلم ؛ وتكنى بأبي مسلم ؛ فسار إلى خرسان وهو بن سبعة عشر سنة راكبا حمار ؛ وأعطاه إبراهيم بن محمد نفقته فدخل خرسان وهو كذلك ثم آل به الحال حتى صارت له خرسان بأزمتها وحذافيرها ؛ وزوجه إبراهيم بن محمد بنت أبي النجم إسماعيل الطائي أحد دعاته ؛ لما بعثه إلى خرسان وأصدقها أربعمائة درهم فولد لأبي مسلم بنتان أسماء وفاطمة . * بعض ما ذكر من بطشه :- ذكر أنه في ذهابه إلى خرسان عدا عليه رجل من بعض أصحاب الحانات فقطع ذنب حماره ؛ فلما تمكن أبو مسلم جعل ذلك المكان دكاً فكان بعد ذلك خراباً . وقد كان ذا هيبة وصرامة وكان فاتكا ذا رأي وعقل وتدبير وحزم وكان لديه تسرع في الأمور؛ فقد ذكر بن عساكر أن رجلاً قام إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال : ما هذا السواد الذي عليك ؟ فقال : حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ؛ وهذه ثياب الهيئة والدولة ؛ يا غلام إضرب عنقه. وذكر بن جرير : أن أبا مسلم قتل في حروبه وما كان يتعاطاه لأجل دولة بني العباس ستمائة ألف صبراً زيادة عن من قتل بغير ذلك . وقد قتل أبو مسلم بعضاً من نقباء دعوة بني العباس منهم كبير النقباء وهو سليمان بن كثير؛ ولاهز بن قريظ ؛ وأبي سلمه الخلال . * أول ظهور أبي مسلم الخرساني :- في سنة 129هـ ورد كتاب من إبراهيم بن محمد الإمام العباسي بطلب أبي مسلم من خرسان؛ فسار في سبعين من النقباء ؛ لا يمرون ببلد إلا سألوهم إلى أين تذهبون ؟ فيقول أبو مسلم : نريد الحج ؛ وإذا توسم أبو مسلم من بعضهم ميلاً إليهم دعاهم إلى ما هم فيه فيجيبه إلى ذلك ؛ فلما كان ببعض الطريق جاء كتاب ثان من إبراهيم الإمام إلى أبي مسلم : إني بعثت إليك براية النصر فارجع إلى خرسان وأظهر الدعوة ؛ وأمر قحطبة بن شبيب أن يسير بما معه من الأموال والتحف فيوافيه في الموسم ؛ فرجع أبو مسلم بالكتاب فدخل خرسان في أول يوم من رمضان فرفع الكتاب إلى سليمان بن كثير وفيه : أن أظهر دعوتك ولا تربص ؛ فقدموا عليهم أبا مسلم الخرساني داعيا إلى بني العباس ؛ فبعث أبو مسلم دعاته في بلاد خرسان ؛ فظهر أمره وقصده الناس من كل جانب فكان ممن قصده في يوم واحد أهل ستين قرية ؛ وعقد أبو مسلم اللواء الذي بعثه إليه الإمام ويدعى الظل على رمح طوله أربعة عشر ذراعاً ؛ وعقد الراية التي بعث بها الإمام أيضاً وتدعى السحاب على رمح طوله ثلاثة عشر ذراعاً وهما سوداوان ؛ وهو يتلوا قوله تعالى " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير " ولبس أبو مسلم السواد وسليمان بن كثير ومن أجابهم إلى هذه الدعوة السواد ؛ وصارت شعارهم وأوقدوا في هذه الليلة ناراً عظيمة يدعون بها أهل تلك النواحي وكانت علامة بينهم فتجمعوا . * الإستيلاء على خرسان :- قاتل أبو مسلم الخرساني نصر بن سيار والي خرسان من قبل بني أمية وهزمه في موقعه عظيمة وفر نصر بن سيار في شرذمة قليلة من الناس نحو من ثلاثة آلاف ؛ وفي يوم الخميس لتسع خلون من جمادي الأول ؛ دخل أبو مسلم الخرساني مرو ونزل دار الإمارة بها التي إنتزعها من يد نصر بن سيار ؛ واستفحل أمر أبي مسلم جداً والتفت عليه العساكر ؛ وظل أبو مسلم حاكماً لخرسان من قبل الإمام إبراهيم بن محمد إلى أن قبض عليه مروان بن محمد الخليفة الأموي الأخير وقتلة فآلت الإمامة من بعده إلى أخيه أبو العباس بن محمد وهو الملقب بأبو العباس السفاح فأقره على خرسان وأشتد أمر أبى مسلم وقويت شوكته جداً في خرسان . * مهلك أبي مسلم الخرساني :- وفي سنة 136هـ قدم أبو مسلم إلى الكوفة لمقابلة الخليفة السفاح فقدم عليه في ثمانية آلاف فارس فاستأذن الخليفة للخروج في هذه السنة لإمارة الحج بالناس فأجابه الخليفة إلى أنه قد ولى أخيه أبو جعفر المنصور إنارة الحج هذا العام وكان بن أبي جعفر وأبو مسلم من الوحشة كالبيت الخرب ؛ فخرجا إلى الحج وهم في طريق العودة من الحج وكان أبو جعفر يسبق أبي مسلم في السير بمرحلة فجاءه نبأ وفاة أخيه الخليفة أبو العباس وأن عمه عبد الله بن علي لم يبايعه بالخلافة وخرج عليه فأسرع إلى الكوفة وكانت مقر الخلافة في ذلك الوقت قبل بناء بغداد وبعث إلى أبو مسلم ليقدم عليه من معسكره خارج الأنبار وكان كما ذكرنا بينهما وحشة فقدم عليه أبو مسلم وكان قد بعث إليه يعزيه في موت الخليفة ولم يسلم عليه بالخلافة أو يبايعه لما بينهما من بغض ؛ فأمره أبو جعفر أن يخرج لقتال عمه الذي لم يرضى له بالخلافة فأجاب أبو مسلم لما أمره به أبو جعفر وذهب لقتال عبد الله بن علي عم الخليفة فهزمه وفر عبد الله وبذلك يكون أبو جعفر قد ضرب ألد أعدائه ببعض فقضى على أحدهم وبقي الآخر وهو أبو مسلم . * مقتل أبي مسلم :- وعندما فرغ أبو مسلم من عبد الله بن علي عم الخليفة استفحلت الوحشة بينه وبين الخليفة وبلغت مبلغاً لا رجوع فيه ؛ فقفل راجعاً إلى خرسان ؛ وعندما علم أبو جعفر بذلك أيقن أنه إذا رجع خرسان سيتحصن بها ويستقل بها عن دولة الخلافة فعزم على قتلة قبل أن يرجع إلى خرسان ويستعصي عليه ذلك ؛ فأرسل إليه وهو في طريق عودته رسلاً من قبله تتراً الرسول تلوا الآخر يطلبون منه العوده إلى الخليفة في الكوفة وأبو مسلم يأبى خوفاً على نفسه من الغدر فأرسل إليه أبو جعفر برسالات مع أشخاص مقربين من أبو مسلم وكان بينهما رسالات طويلة بين التهديد و الوعيد والتمنية لعلة يرجع بإحداها ؛ فلما يئس من ذلك أبو جعفر أرسل إلى عامل أبو مسلم على خرسان يمنية بولاية خرسان من بعد أبي مسلم إذا أرسل إليه يتهدده ويطلب منه العوده إلى الخليفة قبل يقدم على خرسان فعندها وجد أبو مسلم أنه محصور بين الخليفة وعاملة على خرسان فقبل العودة على الخليفة في الكوفة لينظر في أمره ؛ فعندما علم أبو جعفر بذلك وكان قد عزم كل العزم على قتله طلب من قائد الحرس أن يتخفى هو وأربعة من أشد رجاله في القاعة وعندما يسمعون الخليفة يتطاول على أبو مسلم ويعلوا صوته عليه فلا يخرجون حتى يصفق لهم الخليفة ؛ فكانت هذه إشارة بينه وبينهم وجاء أبو مسلم وقبل دخوله على الخليفة أخذ من حرس القاعة سيفه ودخل على أبو جعفر المنصور فاستقبله أبوجعفر وأخذا يتحاوران وأخذ أبو جعفر يعاتبه على ما فعله معه وسمى له أشياء وذكره بقتله لأبي سلمة الخلال وسليمان بن كثير ولاهز بن قريظ وأبو مسلم يستعفوا ويطلب العفو وقال لأبي جعفر : أتقول لي هذا يأمير المؤمنين بعدما أبليت في الدعوة فقال له أبو جعفر : يابن الخبيثة فلو كانت مكانك امة حبشية لفعلت مثلما فعلت وأكثر إنما فعلت ذلك بدعوتنا وإسمنا ؛ وصفق أبو جعفر علي يديه فخرج الحرس على أبو مسلم وضربوه بسيوفهم وقطعوه إرباً ولفوه في خرقه وألقوه في دجلة. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|