|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
التعليم والنقل .. ياقوي
تندر زملاؤنا بالصحف الخاصة علي التغيير الوزاري المحدود الذي تم.. بعضهم كان يتوقع تغيير سبعة وزراء.. آخرون قالوا عشرة.. وتطوع فريق ثالث بتغيير رئيس الحكومة نفسه الذي ظهر أكثر من مرة أنه يحظي بالثقة.. وسخر آخرون من فكرة أن يتحمل د. يسري الجمل وحده أخطاء الحكومة والفساد الإداري وعدم تعديل مواد الدستور وافتقاد نزاهة الانتخابات.. وتمادي ساخرون فقالوا إنه السبب في تراجع دور مصر وفشل الإعلام في التصدي للهجمات الموجهة ضد الوطن كما لم يعفوه من المسئولية عن تدني أسعار المحاصيل الزراعية وسوء حالة المرافق وغير ذلك من السلبيات المعروفة. وأتذكر أنني كتبت في يوم 12 نوفمبر الماضي وفي العدد الأسبوعي ل "الجمهورية" مقالا قلت فيه إن التغيير لا يرتبط بالشخص ولكن بالسياسات وأكدت علي أنه ليس عاجلا.. كان المقال في نفس أسبوع الشائعات التي أكدت أنه سيكون بعد انتهاء المؤتمر السنوي للحزب الوطني وسيطيح بعدد غير قليل من الوزراء. ثم حدث تغيير وزير واحد بالإضافة إلي تعيين آخر في المكان الشاغر باستقالة محمد منصور عقب كارثة العياط.. وأعود للتغيير الذي جاء بالمهندس علاء فهمي وزيرا للنقل والدكتور أحمد زكي بدر وزيرا للتعليم فأقول - عكس الزملاء الصحفيين - إنه تغيير محسوس لأنه يمس قطاعين من أهم قطاعات الخدمات الحكومية.. القطاعان ضمن برنامج الرئيس الانتخابي ورغم ما بذل من جهد فيهما إلا أنه لم تظهر نتيجته بعد.. تطبيق كادر المعلمين حدث.. المبالغ اعتمدت.. تم الصرف. لكن العملية التعليمية لم تتقدم.. صحيح أن السياسات موجودة لكن يبدو أنها تحتاج قدرا من الحزم والالتزام. وزير التعليم الجديد د. زكي بدر يقول معارضوه إن خبرته الأمنية ونجاحه في قمع فوضي الطلاب في جامعة عين شمس عندما كان نائبا لرئيس الجامعة عام 2007 ومنعه دخول البلطجة هو الذي أتي به لرئاسة الجامعة ومن ثم الوزارة.. لكن هؤلاء ينسون شيئا هاما وهو أنه أستاذ جامعي قدير وقديم ويحمل الدكتوراه من هندسة عين شمس أعلي الكليات المتخصصة في هذا الفرع من العلوم في مصر ويمتلك شخصية حازمة وقيادي من الطراز الأول. المهمة الموكول إليه تنفيذها في وزارة التعليم هي إعادة النظام إلي المدارس وإلزام المدرسين بتوجيه جهدهم الرئيسي إلي العملية التعليمية لتحقيق الجودة المنشودة.. المبدأ أنه طالما تحقق للمعلمين ومديري المدارس ما كانوا ينشدونه فلابد أن تتم المحاسبة علي ما أنجزوا.. التعليم يحتاج إلي سياسات واقعية وليس إلي أفكار "هلامية".. وإذا كنا نعزو سبب الكثير من المشاكل إلي ضعف الناتج من التعليم. فقد آن الأوان لتصحيح المسار وتطبيق سياسة ثواب وعقاب حقيقية. خصوصا وأن المدرسين زادت مطالبهم بعد الكادر بحيث لم يعد متبقيا إلا أن يتم تطبيقه علي الطلاب!. وزير التعليم الجديد جاء ليصحح مسار سياسة أهم قطاع في مصر وليعيد الانضباط إلي أهم خدمة بعد أن ترهلت وفقدت الحافز للانطلاق. وهو عالم وباحث ومفكر يهمه المستوي العلمي للطلاب والمهاري للمدرسين.. وربما لا يعلم كثيرون أن د. أحمد زكي بدر كان تلميذا للدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل الأسبق. لذلك كان البعض يرشحه لخلافة محمد منصور بعد استقالته. لكن الاختيار جاء ليتولي التعليم ويذهب علاء فهمي لوزارة النقل التي تصور كثيرون أنها ليست مجاله لأنه متخصص اتصالات. المهندس علاء فهمي يتصدي لحزمة مشاكل في وزارة النقل التي تختلف عن وزارة التعليم في شيء رئيسي وهو أن الناس تتصور أن مشكلتها الرئيسية هي السكك الحديدية نتيجة لحوادثها أو بالأصح كوارثها. ناهيك عن التدهور المستمر في العربات والمقاعد والارتفاع المستمر لأسعار التذاكر. لكن الحقيقة أن مشاكل الوزارة "بالكوم" وأهمها تطوير الموارد البشرية واستكمال الهيكل الإداري والمالي للعاملين الذين مازال كثيرون منهم يتقاضون ملاليم.. بالإضافة إلي مشاكل النقل البحري مثل ميناء شرق بورسعيد الذي توقف فجأة.. وتهديد الوكيل السياحي للعبارتين "القاهرة والرياض" باللجوء للتحكيم الدولي لرفض رئيس شركة العبارات التعاون معه ومطالبته الوزارة بفسخ التعاقد معه.. الوكيل يقول إنه سيلجأ للتحكيم الدولي وفي هذا خسارة ضخمة لأنه من الممكن أن تصل ل 40 مليون جنيه.. الخط الثالث لمترو الأنفاق متوقف لمشاكل في الحفار ومتأخرات في السداد. يتخوف كثيرون من الوزير علاء فهمي لأنه لم يعمل من قبل في مجال النقل ويخشون من تكرار تجربة سلفه محمد منصور الذي تفرغ للدعاية والإعلانات ونسي مهمته الحقيقية. علاء فهمي يختلف لأنه عمل لفترة في المخابرات الحربية وهو شخصية غير استعراضية ولديه استعداد كبير لفهم احتياجات المواطنين في الخدمة التي يقدمها وهي من أهم الخدمات التي تعكس نجاح أو فشل الحكومة في تطبيق سياساتها وتوجهاتها.. وربما لا يعرف المتخصصون أن هناك خططا كثيرة ودراسات لتطوير مرفق النقل لم يلتفت إليها الوزير السابق وكان من الممكن أن تحقق ما نصبو إليه في تطوير خدمة السكك الحديدية والطرق والموانيء. لقد نجح فهمي في البريد بالمتابعة وابتكار حلول للمشاكل. وهما موهبتان لازمتان لأي وزير يتولي مرفقا حيويا وخطيرا مثل النقل.. ليس مهما التخصص ولكن الابتكار والتخطيط والمتابعة أسلحة تكفل النجاح لأي وزير خصوصا في هذا المرفق الذي يتطلب فدائيا لانتشاله مما هو فيه. الوزيران الجديدان يحملان حملا ثقيلا.. وأشعر أن كليهما عندما توجه إلي مكتبه استعان بالله علي همه وقال "يا قوي".. نعم لا قوي إلا الله وهو المستعان لكن يجب فيمن يتولي المناصب التي تتماس مع مصالح الجماهير أن يتقبل النقد بصدر رحب ويعترف بالأخطاء ويتابع خطته ولماذا تقدمت في أماكن وتعثرت في أخري؟ إننا نحتاج بشدة وزراء يقدمون لمصر الكثير.. لا نريد أن يقترن التغيير بخروج شخص ودخول آخر فهذا ليس المقصود.. اجعلوا المواطن يشعر بالتحسن.. وإذا شعر المصريون بأن هناك فارقا بين وزير وآخر فهذا قمة النجاح.. ولا تستهينوا بذكائنا والبوصلة الموجودة في كل منا. http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...e/detail00.asp آخر تعديل بواسطة BaNZeR ، 07-01-2010 الساعة 01:02 PM سبب آخر: اضافة رابط الخبر |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|