اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-12-2009, 02:54 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي محنة خلق القرآن ( رفع المحنة عن العباد )

البدعة الكبرى– المحاضرة التاسعة
رفع المحنة عن العباد
الحمد لله رب العالمين ، سبحانه من إله عظيم يغفر الذنوب ولا يبالي ، يغفر الذنب ويعفو عن الزلل ، تنزه مولانا عن النقص والعلل ، جبار قوي لا يكل ولا يصيبه الملل، بسط الأرض بقدرته وأرسي أعماق الجبل ، خلق السماوات والأرض بالحق ولم يترك أمرهما همل ، سبحانه من إله عظيم خلق كل شيء بحكمته وعدل ، لا يعجزه في الأرض رقم ولا عدد ، سبحانه من إله عظيم ، سبحانه من إله رحيم ، عز بقدرته وحكمته فامتنع ، وعلا بذاته وشانه فارتفع ، وذل كل شيء لعظمته وخضع ، وأمسك السماء عن الأرض أن تقع ، وفرش الأرض فانبسط سهلها واتسع ، وفجر الأنهار والماء من العين نبع ، وسخر السحاب من بخار علا وارتفع ، وسخر النجوم ونور القمر فلمع ، ووهب ونزع ، وضر ونفع ، وأعطي ومنع ، وسن وشرع ، وخص وجمع ، إلهنا إله عظيم التواب ، غفور وهاب ، خضعت لعظمته الرقاب ، وذلت لقدرته الصعاب ، وخشعت له قلوب ذوي الألباب ، ويسبح الرعد بحمده والبرق والسراب ، والشجر والدواب والسحاب ، مسبب الأسباب وخالق الإنسان من تراب ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب .
وأشهد ألا إله إلا الله ، شهادة توافق ما قال ربنا جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ، وجلت آلاؤه ، وشهدت بها أرضه وسماؤه ، ورسله وأنبياؤه ، ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قَائِماً بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلا هُوَ العزيز الحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ ) (آل عمران:18) .
ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وآخر نبي للخلق أجمعين ، وصاحب المقام عن مجيء رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن سار على دربهم بإحسان إلي يوم الدين ، ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلحْ لكُمْ أَعْمَالكُمْ وَيَغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:71) ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون ) ، أما بعد .
فقد ظل الخليفة الواثق على هذا بدعته في إلزام الناس بخلق القرآن ، مشددا على الخاصة والعامة الامتحان ، حتى حدثت مناظرة في مجلسه ، وكان معه ولاة أمره وجنده ، هذه المناظرة بين عالم من علماء السنة ، وبين قاضي قضاة البدعة ، أحمد بن أبي دؤاد ، يقال إنها كانت سببا في رفع المحنة ، وهي بحق قاعدة هامة في رد البدعة وإفحام المبتدع .
أدخل الشيخ أبو عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الأُزدي على الواثق أمير المؤمنين ، وهو مقيد بالسلاسل ، وهو شيخ شامي ، وقد أمر قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد باعتقاله لأنه كان يقول بقول الإمام أحمد في إثبات صفة الكلام لله تعالى ، فسلم غير هائب ، ودعا فأوجز ، فقال الواثق : ناظر أحمد بن أبي دؤاد ، فقال الشيخ الأزدي : يا أمير المؤمنين هذا لا يقوي على المناظرة ، فغضب الواثق لإهانته قاضي القضاة ، وقال : أبو عبد الله يصغر ويضعف عند مناظرتك ؟! فقال : هوّن عليك يا أمير المؤمنين ، أتأذن لي في كلامه ؟
فقال الواثق : قد أذنت لك ، ثم التفت إلي ابن أبي دؤاد وقال له : خبرني يا بن أبي دؤاد ، أمقالتك تلك يقصد الشيخ بدعة القول بخلق القرآن ، واجبة في أصول الدين فلا يكون كاملا إلا بما قلت ؟ قال ابن أبي دؤاد : نعم قال الشيخ : هل ستر الرسول شيئا مما أمر الله به المسلمين في أمر دينهم ؟ قال ابن أبي دؤاد : لا ، قال الشيخ : أفدعا إلي مقالتك هذه ؟ فسكت بنُ أبي دؤاد ، قال الشيخ للواثق : يا أمير المؤمنين هذه واحدة ، قال الشيخ : يا ابن أبي دؤاد أخبرني عن الله تعالى حين أنزل ( اليَوْمَ أَكْمَلتُ لكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَليْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكُمْ الإِسْلامَ دِينَا ) (المائدة/3) ، فقلت أنت : الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن ، فهل كان الله تعالى الصادق في إكمال دينه أو أنت الصادق في نقصانه ؟ فسكت بن أبي دؤاد ، قال الشيخ للواثق : يا أمير المؤمنين ثنتان .
قال الشيخ : يا أحمد مقالتك هذه علمها رسول الله أم جهلها ؟ قال علمها ، قال الشيخ : أفدعا الناس إليها ؟ فسكت بن أبي دؤاد ، قال الشيخ : يا أمير المؤمنين ثلاث ، ثم قال خبرني يا أحمد ، لمّا علم رسول الله صلي الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها ، هل وسعه أن أمسك عنها أم لا ؟ قال أحمد : علمها وسكت عنها ، قال الشيخ : وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رحمة الله عليهم ؟ قال : نعم ، قال الشيخ : أفوسع رسول الله أن علمها وأمسك عنها كما زعمت ولم يطالب بها أمته ؟ قال : نعم ، فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الخليفة يقول : يا أمير المؤمنين إن لم يسعه ما وسع رسول الله السكوت عنه ، فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله أن يسكت عنه ، قال الواثق : نعم ، لا وسع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله أن يسكت عنه ، فبكي وأمر بحل قيوده ، فجاذب الشيخ الحداد على القيود يود لو يحتفظ بها ، قال الواثق : ولم ؟ قال الشيخ : نويت أن تجعل بيني وبين كفني لأخاصم بها هذا الظالم يوم القيامة ، وبكي الشيخ ، وبكي الواثق ، وبكي الحاضرون ، قال الواثق : اجعلني في حل ، قال الشيخ : جعلتك لقرابتك من رسول الله ، قال الواثق : تقيم معنا ، قال الشيخ : ردك إياي إلي الموضع الذي أخذني منه هذا الظالم أجدي عليك وأنفع لي ..ثم قام وخرج .
وبعد هذه المناظرة بيت الولاة النية على رفع المحنة عن العباد ، فلما تولي المتوكل الخلافة سنة 232هـ انتصر لأهل السنة ، فكان من أفضل خلفاء بني العباس ، لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون ، فإنهم أساءوا إلي أهل السنة ، وقربوا أهل البدعة والضلالة ، من المعتزلة وغيرهم ، وقد ظهر انتقام الله وعدله في الظالمين ، ومنتُه وفضله على المؤمنين ، وقد استبشر الناس بولايته ، فإنه كان محبا للسنة وأهلها ، ورفع المحنة عن الناس ، وكتب إلي الآفاق ، لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن ، ثم كتب إلي نائبه ببغداد ، وهو إسحاق بن إبراهيم ، أن يبعث بأحمد بن حنبل إليه ، فاستدعي إسحاق بالإمام أحمد إليه ، فأكرمه وعظمه ، لما يعلم من إعظام الخليفة له ، وإجلاله إياه ، وسأله عن القرآن ؟
فقال له أحمد : سؤالك هذا سؤال تعنت أو استرشاد ؟ فقال بل سؤال استرشاد فقال : هو كلام الله منزل غير مخلوق ، فسكن إلي قوله ، فلما علم أهل البدعة ، ظهور المودة بين الخليفة والإمام ، حاولوا الوشاية به ، والفتنة عليه فزعموا للخليفة أنه يريد قلب نظام الحكم ، فزعم رجل من المبتدعة عند الخليفة المتوكل ، يقال له ابن البلخي ، أن رجلا من العلويين نصبه أحمد بن حنبل خليفة ، وقد آواه إلي منزله ، وهو يبايع الناس له في الباطن ، فأمر الخليفة نائب بغداد أن تحاصر قوات الأمن الخاصة ، منزل أحمد من الليل ، فلم يشعروا إلا والمشاعل قد أحاطت بالدار من كل جانب ، حتى من فوق الأسطح ، فوجدوا الإمام أحمد جالسا في داره مع عياله ، فسألوه عما ذكر لهم ، فقال ليس عندي علم من هذا ، وليس من هذا شيء ، ولا هذا في نيتي ، وإني لأري طاعة أمير المؤمنين ، في السر والعلانية ، وفي عسري ويسري ، ومنشطي ومكرهي ، وأثره على ، وإني لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق ، في الليل والنهار ، ففتشوا منزله حتى مكان الكتب ، وبيوت النساء ، وسطح المنزل وغير ذلك ، فلم يروا شيئا مريبا ، فلما بلغ المتوكل ذلك ، وعلم براءته مما نسب إليه ، علم أنهم يكذبون عليه كثيرا ، فبعث إليه بعشرة آلاف درهم عطية من الخليفة ، فامتنع من قبلوها ، فقال رسول الخليفة :
يا أبا عبد الله ، إني أخشي من ردك إياها ، أن تقع وحشة أو قطيعة ، بينك وبين الخليفة ، ومصلحتك في قبول عطيته ، فوضعها عنده ثم ذهب ، فلما كان من آخر الليل استدعي أحمد أهله ، وبني عمه وعياله ، وقال لهم : لم أنم هذه الليلة من هذا المال ، فجلسوا وكتبوا أسماء جماعة من الفقراء من أهل الحديث وغيرهم ، في بغداد والبصرة ، ثم أصبح ففرقها في الناس ولم يُبق منها درهما ، حتى تصدق بالكيس الذي كانت فيه ، ولم يعط منها لأهله شيئا ، وهم في غاية الفقر والجهد ، وبلغ الخليفة أنه تصدق بالجائزة كلها حتى كيسها ، فقال على بن الجهم يا أمير المؤمنين : إنه قد قبلها منك ، وتصدق بها عنك وماذا يصنع أحمد بالمال ؟ إنما يكفيه رغيف من الخبز فقال الخليفة : صدقت .
ثم كتب كتب المتوكل إلي نائبة في بغداد ، أن يحمل إليه الإمام أحمد ، فقال إني شيخ كبير وضعيف ، فرد الجواب على الخليفة بذلك ، فأرسل الخليفة مصرا لتأتيني ، إني أحب أن آنس بقربك ، وبالنظر إليك ، وأن تحصل لي بركة دعائك ، فسار إليه الإمام أحمد وهو عليل ، في بنيه وبعض أهله ، فأنزله في قصر عظيم ، فلم يتحمل البقاء وارتحل عنها إلي دار أخرى .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:12 AM.