جثة على قيد الحياة

[بنت الريف]

بسم الله الرحمن الرحيم

جثة على قيد الحياة

أهلا حبيبى ,
لما أتيت ؟

لعلك بخير , لكنى أعلم لو أنك بخير ما عدت

أأتيت تشكو أحزانك

القلب الذى أعتدت عليه مات

ألا ترانى , الأن أنا جثة هامدة أمامك

لما تسيل من عينيك دموع , لما ترتعش يداك ؟

أأتيت تشيعنى , أم عدت نادم على ما فات

لما تبدو شاحب اللون ؟ أنا مت لكنى أراك

لما البكاء ؟

ألم ترانى مفارقة الحياة !

كفا ,كفا لن يجدى الآن البكاء

أيخفف الأموات آلم الأحياء

جسدى ملقى أمامك ألا تصدق عيناك ؟

أطرافى باردة لا تشعر بأى عناء

أما قلبى فتجمد من الجفاء

حبيبى لن يجدى الآن البكاء

أناديك حبيبى فلطالما عشت ما عرفتك غير بهذا النداء

لا , أرجوك لا تلمسنى فلمساك كلدغات الحيات

دموعك تسرى فى جسدى كالسم

كفى , كفا حبيبى بكاء ؟

أأتيت ترثيني , أم أتيت لتذكرنى بما كان , أم لتتقبل العزاء ؟

أتظن أنى نسيت , فإذا نسيت إذا ما سبب الوفاة !

عشت عمرى مع ذكرياتك أعلم أنه منى غباء

ذكرياتك كتمت أنفاسى إلى أن فارقت الحياة

كفا حبيبى بكاء

لم أعد أشعر بك , تيقن أنه لم يعد لى بقاء

كفانى فى حياتى شقاء

أتريدنى أتألم حتى بعد الفناء

كفا يا من لأجله سخرت منى النساء

كفا يا من سخرت له قلبى

كفا يا من ضيعت فيه عمرى

كفا يا من من أجله فارقت الكبرياء

أتركنى وعد حيث كنت

أتركنى كما تركتنى فى عالم النسيان

لا أريد منك أشواق ولا تشكو لى أحزان

قلبى أصبح من حديد لا يهتز لأى من كان

حضنى غطاه الجليد لا يصلح للإسكان

صارحنى الأن :

لما عدت ؟ أعدت نادما أم شمتان ؟

ألا ترانى فأنا لا أعد أصلح للحياة ؟

كفا , كفا لن يجدي الآن البكاء

مع محبتى
بنت الريف