في قمة الحزن هناك لحظة مشاعر تقولها كرة القدم

[قمر قمر]

كرة القدم لغة حضارة .. وجسر عبور للشعوب نحو بعظها.. بلا مراكز حدوديه.. ولا تأشيرات دخول .. مفرداتها راقية المفهوم .. بيضاء النوايا .. نظيفة المقصد .. سامية المعنى . فهي ليست خطاب عداء .. ولا تروق احياناً لبعض المتعصبين .. الذين لا يرون في الرياضه سوى التعصب .. ولا ينظرون لابعد من انوفهم !!





اتملى مشهد الحارس الانجليزي سيمان وهو يتعرض لحمله اتهمته انه سبب انتكاسة انجلترا بهدف رونالدينو وان كانت مواساة بيكهام لزميله واجبه , فأن رونالدينيو سجل موقفاً راقياً في معناه الانساني اعتذر اولاً للحارس العتيق اذا كان قد تسبب في احداث الام له ورفض اعتباره مسؤولاً عن الهدف وطلب من الجمهور مراعاة ظرفه ثم اشاد بكفاءته الفنيه رغم ان المنافسات كانت مثيره




في مباراة البرازيل وانجلترا كان التنافس على اشده وكانت المباراه بين منتحبين كبيرين الفائز منهما كان سيواصل الطريق بهدوء , فاستطاعت البرازيل تحقيق الفوز ليتبخر حلم الانجليز وقائدهم بيكهام الي كان في ذروة الحزن عقب الخسارة , سارع روبرتو كارلوس نحوه ليبادله القميص ثم طيب خاطره ويتبادل معه حديثاً لا اخال ان مفرداته حلت من التشجيع وتهدئة الخواطر !

لمسة فيها معاني انسانيه مستوحاه من التنافس الرياضي بمفاهيمه الحضاريه , وليس بخطاب عداء او تعصب , كان الرئيس الفرنسي شيراك اول من بعث برقيه الى الرئيس السنغالي فيها مواساه لخروج الفريق امام تركيا في دور الثمانيه , لكنها تحمل روح المسؤوليه بالاشاده بعروض الفريق السنغالي الفنيه الرائعه وما قدمه في النهائيات من مستويات دللت على تطورها, وقبل ان استرسل في الحديث فأن السنغال هي التي دقت في النعش الفرنسي اول مسمار بخروجه من النهائيات ... بلا مشاعر غاضبه او حساسيه كاذبه




بعد الخروج المرير للبرتغال من الدور الاول توجه مدرب الفريق الكوري هيدينك الى لويس فيجو ليحتظنه ويواسيه بعد ان كان فيجو قد انهار من هول الخروج الباكر وغير المتوقع والمقبول , ولكن كلمات هيدينك كان لها تأثير كبير على نفسيه فيجو .. تصرف كبير من مدب كبير اثبت انه كذلك غير مره .. لان الكره اخلاق اولاً واخراً وهذا ما ادركه هيدينك .






وفي مباراه تحديد المركزين الثالث والرابع ضرب الاتراك والكوريون اقصى مثل يمكن ان يعبر عن الروح الرياضيه والاخلاق العاليه واثبتوا ان كرة القدم خطاب صداقه وموده بين الشعوب وليس بخطاب عداء وتنافر , فقد تعانق افراد الفريقين وطافوا ارض الملعب يداً بيد وكجماعه واحده وكأنهم فريق واحد , فالاخلاق الرياضيه هي من انتصرت اولاً واخيراً وسط تصفيق من الحضور وكل من شاهد المباراه





رغم الوجع .. رغم الحزن عند الخساره .. الاحباط لضياع فرصة العمر .. بل ربما نهاية مسيره لعدد كبير من النجوم ... ومع ذلك يجد هؤلاء الوقت والقدره على مسح اثار التنافس عقب نهاية المباراه .. نشاهد بانوراما فيها قمة الصبر والتماسك .. بتبادل اللاعبين القمصان .. فيها ذكرى مناسبه .. كلها ايضا ذاكرة زمن تختزن كل الوقائع التي تتحول مع الايام الى مجرد موقف .. فالحياة في الملاعب لا تتوقف عند نتيجة او تنهي بخسارة لقب !!!





وتــبــقــى كـــرة الــقــدم لــغــة حــضــاره