اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الجامعات المصرية > الكليات الأدبية والتربوية > كلية الأداب > اللغة الفرنسية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-09-2009, 11:24 PM
الصورة الرمزية Crazy_Horse
Crazy_Horse Crazy_Horse غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 72
معدل تقييم المستوى: 16
Crazy_Horse is on a distinguished road
افتراضي ألبير كامى و رواية الطاعون

ألبير كامى هو كاتب فرنسى (1913-1960) ولد فى الجزائر ، و توفى فى اصطدام سيارة بفرنسا. درس فى جامعة مدينة الجزائر ، و قام بنشاط مسرحى فى بداية حياته العملية (1934-1938). ثم تحول ، من بعد ، إلى الصحافة فى باريس ، و شارك فى المقاومة الفرنسية فى أثناء الحرب العالمية الثانية ، لاسيما بإسهامه فى تحرير جريدة (القتال) التى تولى رئاسة تحريرها (1945) خلال ثلاث سنوات. انصرف بعدها إلى الانتاج الأدبى على أنواعه و بخاصة إلى النوع القصصى الفلسفى. و قد حاول كامى ، فى معظم آثاره ، التعبير عن فكرة آسرة ، مسيطرة على ذهنه ، و هى عبثية القدر الإنسانى الناجمة عن حياة المرء فى وسط عالم لامعقول ، يعجز فيه ذكاؤه عن أى تعديل فى مساره و حتمياته. و لقد أبى السير فى الخط الذى رسمه جان بول سارتر فى محصلاته الوجودية ، فسعى فى موقفه من خلقية الثورة ، و الرفض للوصول إلى مثل أعلى فكرى و إنسانى ضرورى ، فى مقابل عبثية العالم. و استعان فى المسرح أيضاً فى الإبانة عن آرائه ، و أصدر فى هذا الفن عدداً من التمثيليات التى لاقت نجاحاً لدى النخبة من المثقفين. و لئن تميز خلال جهاده السياسى ، و الأدبى ، و الفكرى ، بصفائه الذهنى ، و التزامه بالقضايا الانسانية العامة ، و قضايا الشعوب التائقة إلى الكرامة ، فإنه ، هنا أيضاً ، لم يتقيد بإيديولوجية مستعارة. بل صدر فى كل ذلك ، عن أعماق نفسه. من أقواله المعروفة : " لم أتعلم الحرية فى كتب كارل ماركس .... بل تعلمتها من البؤس ". و الواقع أن مولده فى أسرة فقيرة ، و نشأته فى بيئة مرهقة بالأعباء المادية ، أتاحتا للدارسين الاهتداء إلى الأصول التى انطلق منها ، غير أن موقفه من استقلال الجزائر لم يكن فى مستوى التزامه بتحرر الشعوب المستعمرة. من مؤلفاته : (الوجه و القفا) (1937) ، (أعراس) ا(1938) ، (الغريب) (1942) ، (أسطورة سيزيف) (1942) ، (سؤ التفاهم) (1944) ، (رسالة إلى صديق ألمانى) (1945) ، (الطاعون) (1947) ، (السقوط) (1956) ، (الصالحون) (1949) ، (المنفى و المملكة) (1957).

الطاعون هى رواية وضعها ألبير كامى سنة 1947. تتلخص أحداثها بأن ألوفاً من الجرذان قد خرجت من مخابئها فى وهران لتموت على قارعة الطرقات ، و فى المنازل ، نذيراً بالطاعون الذى تفشى فى المدينة. فنجمت فجأة حالة مضعضعة للسكان أدت إلى هرب بعضهم ، و انفصال آخرين عن أحبائهم ، و نزول الرعب فى القلوب ، و انكماش الناس و تقوقعهم. و تطور الوباء ، محطماً النفوس ، منتزعاً ما فيها من خير ، مشيعاً فيها اللامبالاة بالمعذبين. و تحول بعض السكان إلى الصلوات و إلى الله ، أو عمدوا إلى التعاويذ و إلى استكشاف المستقبل بالسحر و الشعبذة. و قلة ضئيلة منهم نظرت إلى الكارثة بهدؤ ، و نظمت أمرها لمجابهتها ، على رأسها تارو و الدكتور ريو. و قد تعرض هذان المناضلان للموت بلا تأثر ، و ثابرا على إسعاف المرضى ، و مكافحة الطاعون ، و لا دافع لهما فى هذه المعركة الرهيبة إلا إحساسهما بالإشفاق على ضحايا الداء أو القدر ، و بواجب التصدى للشر. و قد أدركا من التجربة أن محاربة الجراثيم أمر طبيعى و مألوف فى كل زمان و مكان ، و أن النزاهة ، و الصفاء ، و المثابرة على العمل فى الملمات العاصفة هى نتيجة إرادة عنيدة و مستمرة لا تتجلى إلا فى الكوارث ، و المواقف المصيرية. و انضم إليهما جماعة من المتطوعين فى المعالجة ، و إسعاف المحتضرين ، و دفن الأموات و تشجيع من تبقى من الأصحاء على احتمال الرعب المدمر للنفوس ، و تأمين ضرورات الحياة اليومية. و هكذا استمر الطاعون فى زحفه أياماً ، يحصد الكبار و الصغار ، الأقوياء و الضعفاء ، الصالحين و الأشرار ، الأصدقاء و الأعداء ، و المكافحة ناشطة فى مسيرتها المتزنة ، الواعية ، المجاهدة ، إلى أن بدأت الأزمة بالانحسار ، و الوباء بالتلاشى شيئاً فشيئاً. و لما استعادت المدينة هدوءها ، ثم شؤونها العادية ، ثم أفراحها و لامبالاتها ، و رجع الذين كافحوا بلا هوادة إلى رتابة الحياة ، شعر هؤلاء أن المآثر التى أقدموا عليها خلال العاصفة ما هى إلا نتيجة لما أرادوه لأنفسهم من عمل ، و مستوى ، بالتزامهم جانب الانسان المعذب ، الضائع. و لا ريب أن الكاتب قد اتخذ من هذه الأحداث و ويلاتها رمزاً لحالة الانسان فى واقعه ، مصوراً فى براعة مدهشة ، تصرف كل فرد أمام قضية مصيرية تحتم على كل فرد اتخاذ موقف يمثل ما فى إرادته من عزم ، أو خور ، و تصد ، أو هروب. فيرضى بعضهم بالهزيمة ، و يصمد بعضهم الآخر للدفاع عن كرامة الانسان متحدياً القدر الأعمى
__________________
Et la force est de mon côté

آخر تعديل بواسطة Crazy_Horse ، 03-09-2009 الساعة 11:32 PM
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:00 AM.