(7) أبو جهل ( فرعون هذه الأمة )
كان أبو جهل من أشد الكفار إيذاء للمسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم ، فحلف يوماً لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلى عند الكعبة ليطأن عنقه برجله ، فلما أصبح أبو جهل ــ لعنه الله ــ أخذ حجراً ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره ، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام . فقام يصلى ، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منبهتاً ممتقعاً لوه مرعوباً قد يبست يداه على حجره ، حتى قذف الحجر من يده ، وقال إليه رجال من قريش فقالوا له : ما بك يا أبا الحكم ؟ فقال : قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة ، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لله ما رأيت مثل هامته ، ولا قصرته ، ولا أنيابه لفحل قط فهمَّ أن يأكلني . وهو ممن دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فكانت نهايته يوم بدر على يد معاذ ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن مسعود .قال ابن مسعود : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقلت : قد قتلت أبا جهل فقال " الله الذي لا إله إلا هو " ؟ فقلت : الله الذي لا إله إلا هو مرتين ــ أو ثلاثاً ــ قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وعده " . ثم قال " انطلق فأرنيه " . فانطلقت فأريته فقال : " هذا فرعون هذه الأمة " .