"قلَّ مَن أَمعَن النَّظَر في عِلم الكَلام إلاَّ وأَدَّاه اجتهادُه إلى القول بما يُخالِف مَحضَ السُّنَّة، ولِهَذا ذمَّ عُلماءُ السَّلَف النَّظر في عِلم الأوائل؛ فإنَّ عِلم الكلام مُولَّد من علم الحُكَماء الدَّهرية، فمَن رام الجَمْع بين عِلم الأنبياء -عليهم السَّلام- وبين عِلم الفلاسفة بذكائه، لا بُدَّ وأن يُخالِف هؤلاء وهؤلاء، ومَن كفَّ ومَشَى خَلف ما جاءت به الرُّسل مِن إطلاق ما أطلقوا، ولم يتحَذْلَق ولا عمق، فإنَّهم -صلوات الله عليهم- أطلقوا وما عمَّقوا، فقد سَلَك طريق السَّلف الصَالِح، وسَلِم له دينُه ويقينه؛ نسألُ اللهَ السَّلامة في الدِّين".
الحَافِظ العلاَّمة ابن حَجَر
(لسان الميزان/ 4/ 242)