#1
|
|||
|
|||
صفة عيسى عليه السلام وشمائله وفضائله
صفة عيسى عليه السلام وشمائله وفضائله بسم الله الرحمن الرحيم 1-قال الله تعالى: (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسول وأمه صديقة) قيل سمي المسيح لمسحه الارض وهو سياحته فيها وفراره بدينه من الفتن في ذلك الزمان لشدة تكذيب اليهود له وافترائهم عليه وعلى أمه عليهما السلام. وقيل لانه كان ممسوح القدمين.وقال تعالى: (وقفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور) وقال تعالى: (وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) [ البقرة: 87 ] والآيات في ذلك كثيرة جدا وقد تقدم ما ثبت في الصحيحين: " ما من مولود إلا والشيطان يطعن في خاصرته حين يولد فيستهل صارخا إلا مريم وابنها ذهب يطعن فطعن في الحجاب " وتقدم حديث عمير بن هانئ، عن جنادة، عن عبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" رواه البخاري وهذا لفظه، ومسلم وروى البخاري ومسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران وإذا آمن بعيسى بن مريم ثم آمن بي فله أجران، والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه فله أجران" وقال البخاري: ، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسري بي لقيت موسى قال فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنؤة.قال ولقيت عيسى فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس، يعني الحمام، ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به. " وقد تقدم " رأيت عيسى وموسى وإبراهيم.فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر.وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط " (البخاري). قال عبد الله بن عمر: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهراني الناس المسيح الدجال فقال: إن الله ليس بأعور إلا أن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبي رجلين، وهو يطوف بالبيت فقلت من هذا ؟ فقالوا المسيح بن مريم.ثم رأيت رجلا وراءه جعد قطط أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن.واضعا يده على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت من هذا ؟ فقالوا المسيح الدجال. ثم قال البخاري: : وابن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية. فبين صلوات الله وسلامه عليه صفة المسيحين: مسيح المهدي، ومسيح الضلالة، ليعرف هذا إذا نزل فيؤمن به المؤمنون، ويعرف الآخر فيحذره الموحدون. وقال البخاري: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت قال كلا والذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني" وقال أحمد: ، ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأى عيسى رجلا يسرق فقال يا فلان أسرقت فقال لا والله ما سرقت فقال آمنت بالله وكذبت بصري " وقال البخاري: ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحشرون حفاة عراة غرلا ". ثم قرأ: (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) فأول الخلق يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: أصحابي فيقال: إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد.إن تعذبهم فإنهم عبادك.وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وقال أيضا: عبد الله بن عبد الله عن ابن عباس سمع عمر يقول على المنبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " وقال البخاري: ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج يصلي إذ جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلي فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعة فعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقيل لها ممن قالت من جريج فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام قال فلان الراعي قالوا أنبني صومعتك من ذهب قال: لا إلا من طين.وكانت امرأة ترضع ابنا لها في بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله.ثم أقبل على ثديها يمصه.قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص أصبعه ثم مر بأمه فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال: اللهم اجعلني مثلها فقالت: لم ذلك ؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة وهذه الامة يقولون سرقت وزنت ولم تفعل " وقال البخاري أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا أولى الناس بابن مريم والانبياء أولاد علات ليس بيني وبينه نبي " وفى رواية : " أنا أولى الناس بعيسى عليه السلام والانبياء أخوة أولاد علات وليس بيني وبين عيسى نبي " وقال أحمد: ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الانبياء أخوة لعلات.ودينهم واحد وأمهاتهم شتى.وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لانه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنه رجل مربوع إلى الحمرة، والبياض سبط كان رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين مخصرتين فيكسر الصليب، وي*** الخنزير، ويضع الجزية ويعطل الملل، حتى يهلك في زمانه كلها غير الاسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب وتقع الامنة في الارض حتى ترتع الابل مع الاسد جميعا، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان والغلمان بالحيات لا يضر بعضهم بعضا، فيمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه " وقال: " فيمكث أربعين سنة.ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " 3-نزوله عليه السلام في آخر الزمان عند قوله تعالى في سورة النساء: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) [ النساء: 159 ] وقوله: (وإنه لعلم للساعة) وأنه ينزل على المنارة البيضاء بدمشق وقد أقيمت صلاة الصبح فيقول له إمام المسلمين.تقدم يا روح الله فصل فيقول: لا بعضكم على بعض أمراء مكرمة الله هذه الامة. وفي رواية فيقول له عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلفه.ثم يركب ومعه المسلمون في طلب المسيح الدجال فيلحقه عند باب لد في***ه بيده الكريمة. وذكرنا أنه قوي الرجاء حين بنيت هذه المنارة الشرقية بدمشق التي هي من حجارة بيض وقد بنيت أيضا من أموال النصارى حين حرقوا التي هدمت وما حولها فينزل عليها عيسى بن مريم عليه السلام في*** الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل من أحد إلا الاسلام، وأنه يحج من فج الروحاء حاجا أو معتمرا أو لثنتيهما، ويقيم أربعين سنة، ثم يموت فيدفن فيما قيل في الحجرة النبوية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وروى البخاري ، عن سلمان قال: الفترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة والمشهور ستمائة سنة 4- عن محمد بن إسحاق: أن عيسى عليه السلام قبل أن يرفع وصى الحواريين بأن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعين كل واحد منهم إلى طائفة من الناس في إقليم من الاقاليم من الشام والمشرق وبلاد المغرب، فذكروا أنه أصبح كل إنسان منهم يتكلم بلغة الذين أرسله المسيح إليهم.وذكر غير واحد أن الانجيل نقله عنه أربعة لوقا ومتى ومرقس ويوحنا، وبين هذه الاناجيل الاربعة تفاوت كثير بالنسبة إلى كل نسخة ونسخة وزيادات كثيرة ونقص بالنسبة إلى الاخرى وهؤلاء الاربعة منهم اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما متى ويوحنا ومنهم اثنين من أصحاب أصحابه وهما مرقس ولوقا. 5-وكان ممن آمن بالمسيح وصدقه من أهل دمشق رجل يقال له ضينا وكان مختفيا في مغارة داخل الباب الشرقي قريبا من الكنيسة المصلبة خوفا من بولس اليهودي وكان ظالما غاشما مبغضا للمسيح، ولما جاء به.وكان قد حلق رأس ابن أخيه حين آمن بالمسيح وطاف به في البلد.ثم رجمه حتى مات رحمه الله. ولما سمع بولص أن المسيح عليه السلام قد توجه نحو دمشق جهز بغاله وخرج لي***ه فتلقاه عند كوكبا، فلما واجه أصحاب المسيح، جاء إليه ملك فضرب وجهه بطرف جناحه فأعماه. فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح، فجاء إليه واعتذر مما صنع وآمن به فقبل منه وسأله أن يمسح عينيه ليرد الله عليه بصره، فقال إذهب إلى ضينا عندك بدمشق في طرف السوق المستطيل من المشرق فهو يدعو لك، فجاء إليه فدعا فرد عليه بصره وحسن إيمان بولص بالمسيح عليه السلام أنه عبد الله ورسوله وبنيت له كنيسة باسمه فهي كنيسة بولص المشهورة بدمشق من زمن فتحها الصحابة رضي الله عنهم حتى خربت. والحمد لله رب العالمين
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|