"الشيطان يعظ".. هذا هو الوصف الأقرب الذى يمكن أن يوصف به رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم، الحية التى برعت فى الرقص ثم نفخ سمومها فى أقرب أقرباءها للوصول إلى مبتغاه، فبالأمس خرج الفاسد الأكبر فى قطر، عبر تغريدات للحديث عن الأزمة مع بلاده والتى شرفت على الدخول بعد شهرين إلى عامها الأول مع البلدان العربية والخليجية، ورغم السلوك القطرى الداعى لتأزيمها وليس للعمل على حلحلتها، إلا أن الشيطان القطرى الأكبر تناسى ذلك إضافة إلى جرائمه فى حق دول مجلس التعاون الخليجى ووجه نداء لها.
مساعى يائسة لتجميل وجه قطر، قام بها بن جاسم على حسابه الخاصة على تويتر، حيث دون سلسلة من التغريدات، وجه خلالها نداء لقادة دول مجلس التعاون الخليجى، ودعاهم لتجنب إثارة ما أسماه "خلاف مفتعل" ولإعطاء الأولوية للمصلحة العامة بدل الشخصية. ونشر حمد بن جاسم تغريدة قال فيها: "نداء لقادة مجلس التعاون: لا تجعلوا خلافا مفتعلا ليس له أساس يجمد نشاطات مجلس التعاون بهذا الشكل فى هذه الظروف الصعبة، فهذا الخلاف يمكن أن يستمر لفترة طويلة رغم أنه تجاوز كل الحدود فى طرق وأساليب التعامل مع الأزمات".
تاريخ حمد بن جاسم فى الكذب والتضليل وتجميل وجه إمارة الإرهاب القطرية معروف لدى القطريين، فهو الرجل الذى يحكم خلف الستار ويحرك الأمير الصغير تميم بن حمد آل ثانى، وهو المسئول القطرى الذى تكشف حياته عن حجم الفساد الذى سيطر على الطبقة الحاكمة من عائلة "آل ثانى"، فضلا عن جرائمه وتلوث أيديه بدماء الأبرياء فى العديد من بلدان مجلس التعاون والبلدان والدول العربية.
الشيطان القطرى والفاسد الأكبر ظن أن تغريداته حول مجلس التعاون الخليجى ستمحو خطايا "تنظيم الحمدين" نحو بلدان هذا المجلس وجرائمه تجاه شعوبه، ففى تغريدة أخرى اختتم رئيس الوزراء القطرى السابق، بالقول: "هذا المجلس أسس لمصلحة دول وشعوب المنطقة، فأتمنى فى هذا الزمان الصعب والوضع الهابط أن نجد من يقدم المصلحة العامة على الأمور الشخصية".
يأتى "نداء" حمد بن جاسم لقادة دول الخليج العربية فى الوقت الذى يستمر فيه توتر داخلى كبير فى قطر وتصاعد حالة الاستياء الحادة بين القطريين من "آل ثانى"، بسبب تكبد بلادهم خسائر اقتصادية فادحة فى ظل سياسة دعم الإرهاب التى يأبى تميم العدول عنها، ويرضخ لحزمة مطالب الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، ويعود للحض العربى الذى فارقه وطعن أشقاءه العرب بخنجر مسموم، ما دفع المراقبون بالقول أن تميم بدأ يبحث عن مخرج للأزمة، لكن الرباعى العربى لن يرضى سوى بتنفيذ مطالبها الـ 13 التى قدمتها العام الماضى وحث من خلالها الدوحة على وقف عدم الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة