|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إلى متى؟ (شعر)
إلى متى والليلُ لا يرحَلُ وكلُّ هذا العهرِ لا يخجَلُ؟! والساقُ لا تسألُ عن ساقِها والبابُ لا يُورى ولا يُقفَلُ إلى متى؟ والشيخُ لا يَرعوي عن غيِّهِ والطفلُ لا يعقِلُ؟! إلى متى والريحُ في أرضِنا تعوي وهذا الجبنُ يستبسِلُ والجهلُ يقضي بينَنا واثقاً والعقلُ لا يقضي ولا يفصِلُ وأولُ الناسِ هنا آخِرٌ وآخِرُ الناسِ هو الأوَّلُ إلى متى يَنزو علينا الأسى والكأسُ من آهاتِنا تثمَلُ وكلُّ أهلِ الأرضِ قد مزَّقُوا أكفانَهم، بل سافرُوا واعتلُوا ونحنُ في بحرِ خصوماتِنا والنارُ غيرَ الحُبِّ لا تأكلُ كم ذا يداسُ الفكرُ في أرضِنا ويَعتلينا الأجهلُ الأجهلُ راياتُنا ألفٌ بلا عِزَّةٍ أصواتُنا من بعضِها تَجفُلُ والبلبلُ الغرِّيدُ لا ينتشي والوردُ في أكمامِهِ يذبُلُ والضدُّ لا يهوى سوى ضدِّهِ ويستبيحُ الأرذلَ الأرذلُ وكلُّنا يا أُمَّتي ظامِئٌ ودونَ هذا المنحنى المنهَلُ يا أُمَّتي يا أُمَّتي، إنَّني أبكي وصدري من أَسًى مِرجَلُ أعزَّنا اللَّهُ.. فماذا جَرى حتَّى يهونَ الليثُ والأجدَلُ!؟ وعندنا يا أمتي مشعَلٌ فكيفَ يخبو عندَنا المشعَلُ؟ ونحنُ قومٌ سادةٌ في الورى ونحنُ من أسيادِهم أفضَلُ وكلما مرَّتْ بنا ليلةٌ رأيْتُ فيها الخطْبَ يستفحِلُ أَضيقُ بالحرفِ وأشجانِهِ فالحرفُ في أفواهِنا حنظَلُ الخيلُ كلُّ الخيلِ صَهَّالةٌ ما بالُ تلكَ الخيلِ لا تصهَلُ؟! ننامُ والحالُ على حالِها "اللَّهوُ والهيْصَةُ والبرطلُ"! كم مرةٍ هَمَّتْ بها أُمَّتي لكنَّها عن قصدِها تذهَلُ والناسُ شادُوا ناطحاتِ السما ونحنُ يغفو عندَنا المِعْوَلُ! القدسُ ما زالَتْ على حالِها واللِّدُّ والرَّملةُ والكَرمِلُ يا أمتي يا كعبةً للهُدى يا أيُّها السيفُ الذي يُصقَلُ ما زال نبضُ الحبِّ في خافقي متى يجيءُ القادمُ الأوَّلُ؟ أرنو إلى تلكِ الوجوهِ التي فيها يضيءُ الليلُ، بل يرحَلُ ما زالَ فينا عُصبَةٌ حرَّةٌ في كلِّ يومٍ حبلُها يُفتَلُ تَمضي ويَمضي الفجرُ في إثرِها والقولُ إن قالَتْ هو الفيصلُ أ. محمود مفلح
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|