اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2017, 07:12 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New ﴿ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾


يقول عز وجل: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾ [1]
إذا كان الخروج خروجًا بالحق فلماذا الكراهة؟
سؤال يطرح نفسه خصوصًا وأن هذا الفريق الكاره هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مؤمنون، وهل ذكر مسألة كراهيتهم للخروج إلى الحرب هي طعن فيهم؟
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: [2] (لا، فهذا القول له حيثية بشرية؛ لأن الذي يريد أن يخوض معركة لا بد أن يغلب عليه الظن بأنه سوف ينتصر، وإلا سينظر إلى أن عملية الخروج إلى القتال فيها مجازفة.
وكان المسلمون في ذلك الوقت قليلي العدد، وليس معهم عُدد، بل لم يكن لديهم من مراكب إلا فرسان اثنان. وكان خروجهم من أجل البضائع والعبر، لا لملاقاة جيش كبير. وهكذا لم تكن الكراهية لهذه المسألة نابعة من التأبي على أوامر الله تعالى أو مطالب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم نظروا إلى المسألة كلها بالمقاييس البشرية فلم يجدوا فيها التوازن المحتمل. ويريد الله ان يثبت لهم انهم لو ذهبوا وانتصروا على العبر فقط لقيل عنهم أنهم جماعة من قطاع الطرق قد انقضوا على البضائع ونهبوها، فلم يكن مع العير إلا أربعون رجلا والمسلمون ثلاثمائة ويزيدون، ومن المعقول أن ينتصروا، ولكن ربنا أراد أن ينصرهم على النفير الذي استنفره الكفار من مكة، هذا النفير الضخم في العدد والعدة ويضم جهابذة قريش وصناديدها، وتتحقق إرادة الحق في أن يزهق الباطل.. وهذا الفريق من المؤمنين لم تخرجهم الكراهة عن الايمان؛ لأن معني "فريق" هم الجماعة الذين يفترقون عن جماعة ويجمعهم جميعًا رباط واحد؛ فالجيش مثلا يتكون من فرق، وهذه الفرق التي يأتي الحديث عنها هنا هي الفرق التي كرهت أن تخرج إلى القتال رغم أنهم مؤمنون ايضا، ونعلم أن كراهية القتال، أمر وارد بالنسبة للبشر وسبحانه وتعالى القائل ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[3])[4]
*
وبسبب هذه الكراهية والتي هي ميل فطرى في صنف من الناس كان الجدال في أن القتال بسبب الخوف من عواقبه المتوقعة بحسابات البشر، ولهذا جاء وصف الموقف في قوله تعالى ﴿ يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾ [5]، فالحال أنهم مترددون خائفون ومع ذلك هم سائرون إلى المعركة كمن يساق إلى الموت أو إلى مكان مصرعه؛ فالحق الذى يجادلون فيه هنا هو القتال (الحق الاول)، أما الحق المراد احقاقه في قوله (ليحق الحق) هو الاسلام (الحق الثاني)، لكن كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحالة، وكيف تصرف في هذه المسألة واستطاع بعون الله وتأييده أن يجمع الكلمة ويوحد الصف وأن يواجه عدوه برجال لا يهابون الموت ويحبون لقاء الله عز وجل حتى أن أحدهم وهو عمير بن الحمام ألقي تمرات كانت في يده وأقبل على قتال القوم؛ متمنينا الشهادة في سبيل الله يقول ابن اسحاق (ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم، وقال: والذى نفسي محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل في*** صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة، فقال عمير بن الحمام(*) وفي يده تمرات يأكلهن: بخ. بخ (كلمة تقال في حالة الاعجاب)، أفما بيني وبين الجنة إلا أن ي***ني هؤلاء، ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى ***) [6].
*
كان هناك فريق متردد كاره، وفريق آخر غير متردد ولا كاره، فكانت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في طرح الأمر أمام الفريقين لأخذ الرأي والمشورة وليستعن بهؤلاء على هؤلاء؛ جاء في كتاب (من هدي سورة الانفال) ما يلي:
(عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم الموقف معالجة حكيمة بارعة؛ كان في بعض النفوس شيء من التردد وكثير من الحذر وخوف من المواجهة؛ صورته الآيات الكريمة تصويرًا بارزًا للعيان؛ أما الطريق التي سلكها عليه الصلاة والسلام فهي نداء النفوس القوية الملتهبة إيمانا، المتقدة حماسة لتأخذ بأيدي النفوس الحذرة المترددة؛ عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الموضوع عرضاً حيادياً كما صورته رواية أبي أيوب الأنصاري[7]؛ وفيها (أن أبا بكر تكلم وأحسن، وتكلم عمر وأحسن وتكلم المقداد[8] فأحسن.. ثم قال صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي أيها الناس.. وكما أراد عليه الصلاة والسلام أن يتكلم الأقوياء، ليتقوى بكلامهم الضعفاء، أراد كذلك أن يسمع قول الأنصار الذين بايعوه قبل ذلك على النصرة، وكان لابد من تجديد البيعة، وإيضاح الأمر وإعلانه في هذا الموقف الصعب وفي وقت الجد، لهذا كان رد سعد بن معاذ رضى الله عنه: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله"؟ وكانت الكلمات الرائعة لزعيم الأنصار، والتي قطعت الطريق على كل متردد أو كاره أو مرجف.. فسر النبي صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال: "سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني احدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم")[9]، وبهذا العرض الحيادي من الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، وباستشارته أصحابه من المهاجر والانصار، استطاع ان يستخرج ما في نفوس بعض القوم من تردد وحذر، وتحولت الكراهية إلى إقدام، والخوف إلى طمأنينة، وارتفعت الروح المعنوية) [10]
*
وبعد استشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه توجه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزل قريبا من بدر، وأرسل عيونه ليتعرف على عدد المشركين وعدتهم، وعلم أن قريشًا قد ألقت بأفلاذ كبدها وأن ممن خرج لملاقاته من صناديد قريش عتبة بن ربيعة وأخيه شيبة، والنضر بن الحارث، وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وسهيل بن عمرو - كما ذكر الحافظ بن كثير في البداية والنهاية عن ابن إسحاق[11] وذكر أيضًا أن قريشا نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى جاء أدني ماء من بدر، وأن الحباب بن المنذر قال يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلًا أنزلكه الله ليس لنا أنه نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي الحباب، ونزل المسلمون على القليب الذى يلي المشركين نصف الليل، واستقوا منه وملؤوا الحياض حتى أصبحت ملاء، وليس للمشركين ماء، ولما رأي الرسول صلى الله عليه وسلم قريشا قد أقبلت قال: "اللهم هذه قريش قد اقبلت بخيلائها وفخزها تحادك وتكذب رسولك. اللهم فنصرك الذى وعدتني، اللهم أحنهم العذاة" (أي اهلكهم من الحين) واشار سعد بن معاذ رضى الله عنه ببناء العريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه أبو بكر الصديق رضى الله عنه كما كان معه في الغار، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بديه إلى السماء حتى سقط الرداء عن منكبيه، يكثر من الابتهال والتضرع والدعاء، ويقول: "اللهم إنك ان تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الارض"، وجعل يهتف بربه عز وجل ويقول "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم نصرك"[12]، ويقول ابن كثير (وقد تواجه الفئتان وتقابل الفريقان وحضر الخصمان بين يدي الرحمن واستغاث بربه سيد الانبياء وضج الصحابة بصنوف الدعاء إلى رب الارض والسماء سامع الدعاء وكاشف البلاء، فكان أول من *** من المشركين الاسود ابن عبد الأسد المخزومي؛ لما خرج إليه حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه؛ فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه، فوقع على ظهره تشخب رجله دمًا نحو أصحابه.. فأتبعه حمزة حتى ***ه..) [13] وكانت البداية وبشائر النصر..
*
تبين مما سبق أن الخروج كان بالحق، وأن الله تعالى جمع القلوب على كلمة واحدة، وأن القتال من أجل ذات الشوكة كان هو الاختيار الأمثل وهو التدبير الإلهي، كي تتحقق العزة للمسلمين وكي لا يقال بعد ذلك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان قاطع طريق أو أن الجهاد في الإسلام سبيل للنهب والسلب أو أنه وأصحابه جماعة من اللصوص - كما زعم أعداء الاسلام من المستشرفين واتباعهم، فالمستشرقون كما يقول الشيخ محمد الغزالي عنهم (نفر من الناس جندهم الاستعمار ليكونوا في ميدان العلم أداة لطعن الاسلام وتشويه حقائقه.. كتعليل الفتوح الاسلامية بدوافع اقتصادية..) [14] وهؤلاء قد ملأ الحقد قلوبهم، كما غمر الخوف صدورهم من بعث وإحياء روح الجهاد في نفوس المسلمين، فبادروا بإلقاء الاتهامات لصرف ا لناس عن الجهاد ومقاومة الاستعمار [15] من ناحية، وللتغطية على جرائم الصليبين في حروبهم، وحملاتهم على بلاد المسلمين؛ ومحاكم التفتيش التي نصبوها للمسلمين ليردوهم عن دينهم، بعد هزيمتهم وضياع دولتهم في الأندلس، وليجعلوا المسلمين دائمًا في موقع المتهم والمدافع فقط.
وأنا لا ألوم هؤلاء الحاقدين والحاسدين من المستشرقين الصليبين فلا أنتظر منهم إلا ما يفعلوا وزيادة، لكن أعجب لجلدهم - وهم على باطل - ولعجزنا ونحن معنا الحق يتلألأ ساطعا كالشمس في وضح النار.. كما أشكو إلى الله تعالى تخاذل المسلمين عن نصرة دينهم والمنافحة عنه وانهم إن دافعوا عن دينهم فهم يقفون موقف المتهم وقد استحوذت عليهم روح الهزيمة الداخلية.
*
وإن البعض[16] ممن يردون عل مزاعم المستشرقين أو يفندون آراءهم يقسمون المستشرقين إلى منصفين وغير منصفين، فغير المنصفين قد أعلنوا عداءهم صراحة وحددوا مواقفهم ليتم التعامل معهم بما يناسب مواقفهم، أما المنصفون (كما يقال عنهم والذين لم يسلموا)؛ إذا كانوا فعلًا منصفين فلماذا لم يعلنوا إسلامهم، ويؤمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي لما علم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وسمع القرآن آمن وأسلم وفي ذلك يقول الله تعالى ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ القَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴾ [17]، وجاء في تفسير الآيات الكريمة أنها نزلت في النجاشي حين سمع القرآن الكريم يتحدث عن مريم "عليها السلام" فبكي؛ وقيل نزلت في وفد من النصارى بعثه النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعوا القرآن فأسلموا، وقيل هم قوم كانوا على دين عيسى بن مريم فلما رأوا المسلمين وسمعوا القرآن أسلموا ولم يتلعثموا، وقيل: نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة سواء كانوا من الحبشة أو غيرها[18] وحسب ما سبق فإني أري أن المستشرقين جميعهم كما أنهم على ملة واحدة فهم كذلك على شاكلة واحدة وأهدافهم واحدة، ولكن تتلون أساليبهم؛ فمنهم الماكر الذى يدس السم في العسل، ومنهم الحاقد الذى لا يستطيع أن يخفي حقده، والله عز وجل يقول ﴿ وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الهُدَى هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيـهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [19]، وما يقرب من مائة وعشرين آية من أول سورة آل عمران تناقش وتجادل أمثال هؤلاء المصرين على عبادة الصليب الرافضين لعبادة الله وحده لا شريك له وإتباع دين خاتم الأنبياء والمرسلين؛ فلو كان هؤلاء المستشرقون وهم قد درسوا الإسلام وعرفوه عن علم - صادقين في إنصافهم فلماذا لم يسلموا، ولهذا فإني أضع هؤلاء وهؤلاء في سلة واحدة، قال تعالى ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ ﴾ [20]، وإني أدعو هذا الصنف من المستشرقين ولا شك أنهم "علماء" وحسابهم عند الله أشد إلى الايمان بالله وحده وإلى الكلمة السواء التي قال الله تعالى ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [21]
*
ومن المسلم به ان العداوة تزيل العدالة، وهذه شبهة مفتراه، وقول كذب وزعم باطل، واتهام مفضوح، واثبات ذلك لا يحتاج إلى كبير جهدًا وتعب، فالحقيقة واضحة جلبة وتلك هي الأدلة:
الدليل الاول: قصة صهيب الرومي[22] رضى الله عنه وقد ورد في تفسير قوله تعالى ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [23]؛ يقول ابن كثير (.. عن صهيب قال: لما اردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش: يا صهيب قدمت إلينا ولا مال لك وتخرج انت ومالك والله لا يكون ذلك أبدا فقلت لهم ارأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني؟ قالوا نعم، فدفعت إليهم مالي فخلوا عنى فخرجت حتى قدمت المدينة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ربح صهيب ربح صهيب" وفي رواية "ربح البيع" قال: ونزلت الآية[24] وأقول: يا ترى كم من المهاجرين مثل صهيب تركوا أموالهم بمكة، وكم من ممتلكات غادروها واستولي عليها كفار مكة فهل امثال هؤلاء إذا أقدموا على محاولة لاسترداد بعض اموالهم المسلوبة يقال عنهم انهم قطاع طرق أو أنهم عصابة سلب و نهب؟!
*
الدليل الثاني: إيذاء المسلمين وفتنتهم في مكة بسبب إسلامهم:
ومما ترويه كتب السير، يقول ابن اسحاق: (ثم إنهم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش، وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر، من استضعفوا منهم يفتنونهم عن دينهم؛ فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبه، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم) وعن ***** قريش آل ياسر؛ يقول ابن اسحاق: (وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار ابن ياسر وأبيه وأمه.. إذا حميت الظهيرة؛ يعذبونهم برمضاء مكة، فيمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: صبرا آل ياسر، موعدكم الجنة، فأما أمه ف***وها وهي تأبي إلا الاسلام.. وكان ابو جهل الفاسق إذا سمع بالرجل قد أسلم له شرف ومنعه، أنبه وأخزاه.. وإن كان تاجرًا قال: والله لنكسدن تجارتك ولنهلكن مالك وان كان ضعيفا أغري به..) [25]
إذًا فقد كان هناك ***** وفتنة و*** وحصار اقتصادي وإهلاك وسلب للمال وللتجارة تعرض لها المسلمون في مكة قبل الهجرة بسبب إسلامهم؛ فهل هؤلاء الذين تعرضوا لأبشع أنواع ال***** والحصار إذا تعرضوا لمحاولات اخرى من المطاردة والاعتداء فقاموا يدفعون عن أنفسهم ويمنعوا شر هؤلاء الظالمين عنهم يقال قطاع طرق وجماعة من اللصوص؟! الجواب: نعم يقول ذلك العقل الشاذ
*
الدليل الثالث: خروج قريش لقتال المسلمين بعد نجاة العير:
يقول ابن اسحاق (ولما رأي أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنكم انما خرجتهم لتمنعوا عيركم ورجالكم واموالكم؛ فقد نجاها الله، فارجعوا فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا.. فنقيم عليه ثلاثا فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف القيان وتسمح بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها، فامضوا)[26]، وإذ1 علمنا أن المسلمين خرجوا ساعة أن خرجوا لم يكن في حسابهم قتال، وقد نجت العير وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم ان قريشا تجهزت لقتاله، فماذا يفعل هو وأصحابه؟ هل يستسلمون لل*** حتى لا يقال عنهم أنهم جماعة من اللصوص أو أنهم قطاع طرق؟! نعم هذا هو منطقهم على الدوام، فالذين يقاومون المحتل الغاصب للمال والأرض المعتدي على النفس والعرض متمردون وخارجون عن النظام، نعم: نظام الغاصب المحتل.. لأنه إذا عض المعتدي عليه يد المعتدي الذي يمسك في يديه بندقية في مقدمتها سكين (سنكي) يقطع بها جسد انسان أعزل فإن العاض شرير قاسى متعطش للدماء أكال للحوم البشر!
*
الدليل الرابع: قول احد المستشرقين المجحفين من غير المنصفين وهو "مرجليوث" حيث قال: (عاش محمد هذه السنين الست بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب، ولكن نهب أهل مكة قد يبرره طرده من بلده ومسقط رأسه وضياع املاكه وكذلك بالنسبة إلى القبائل اليهودية في المدينة فقد كان هناك على أي حال سبب ما حقيقيا أم مصطنعًا ويدعو إلى انتقامه منهم، إلا أن خيبر التي تبعد عن المدينة كل هذا البعد لم يرتكب أهلها في حقه ولا في حق اتباعه خطأ يعد تعديا منهم جميعا لأن *** احدهم رسول محمد لا يصح ان يكون ذريعة للانتقام..) [27]
*
وأدع موضوع اليهود لأقول عن الموضوع الأول، الذي تكلم فيه "مرجليوث" أنه ذكر مبررًا للفعل لكنه وصفه بغير وصفه الحقيقي والعادل.. لكن أني له بالعدل وبينه وبين الحق والعدل ما بين السماء والأرض، كان يجب عليه - لو احترم عقله ومعرفته - ان يسميه قتال عدل أو دفاعًا عن النفس والارض او مقاومة عدوان او رد اعتداء لا أن يقول "تلصص وسلب ونهب".. نعم إن العداوة تزيل العدالة، وأنا أعذره وأمثاله بسبب النار التي تغلي في صدورهم غلًا وغليانا وحسدًا وحقدا وكراهية للإسلام ونبي الاسلام صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ﴿ وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ [28]
*
الدليل الخامس: ان ما حدث في غزوة بدر هو من باب الدفاع المشروع حيث قد تحتمت المواجهة وأصبح لا مفر من القتال، وأن الرجوع أو الاستسلام يعني استئصال الفئة المؤمنة وإبادتها، ويعني كذلك ان كفار مكة قد يواصلون زحفهم لاحتلال المدينة المنورة واعلاء راية الكفر بين ربوعها ولا تقوم بعد ذلك للإسلام قائمة!
*
الدليل السادس: اليس هؤلاء الذين قاومهم النبي صلى الله عليه وسلم ورد عدوانهم وأدبهم وقلم أظافرهم، هم الذين تآمروا على ***ه حين اجتمعوا في دار الندوة - وقد حضر ابليس هذا الاجتماع - فتشاوروا؛ يقول ابن اسحاق (.. قال قائل منهم احبسوه في الحديد، واغلقوا عليه بابا، ثم تربصوا به ما اصاب اشباهه من الشعراء.. ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين اظهرنا فننفيه من بلادنا، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع (وابليس في صور الشيخ النجدي يقول كما قال في الاولى: لا والله ما هذا برأي).. حتى جاء دور ابي جهل فقال: أري ان نأخذ من كل قبيلة فتي شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد في***وه، فتستريح منه.. (فقال الشيخ النجدي - ابليس - القول ما قال الرجل) [29]، ومعلوم ان الله تعالى نجاه واخرجه من بيته سالما فلما علموا بخروجه، تعقبوه في الصحراء كي ي***وه ولكن الله تعالى حفظه وعصمه منهم حين اختبأ في الغار وأعماهم الله تعالى عنه وعن تلك المحاولات اليائسة للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته وأصحابه يقول عز وجل ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ ﴾[30]، فهل يقال بعد ذلك ما يقال من مزاعم واباطيل وافتراءات لا اساس لها من الواقع او الحقيقة.. ألا إنه الغيظ والضغينة والكراهية للإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام
*
الدليل السابع: وهو أهم الأدلة كلها ولو لم يكن إلا هذا الدليل لكفى
وهو أنه أمر الله تعالى وإرادته؛ أي ان الخروج ثم اللقاء كان بأمر الله تعالى وارادته؛ والمسلم طائع لله تعالى في كل أحواله، في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه؛ لما أمر المسلمون وهم في مكة بالصبر صبروا ولما أمروا بالهجرة، هاجروا، ولما أمروا بالقتال قاتلوا، وأمر الله تعالى هو الحق والعدل، والقتال في الاسلام قتال حق وعدل، لا قتال ظلم وعدوان؛ انه قتال من أجل تحرير الانسان من عبودية الناس إلى عبودية رب الناس إله الناس، وقد تجلي امر الله تعالى وارادته في حروف وكلمات الآية الكريمة (كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون)؛ فربك الذى أخرجك يا محمد، وربك الذى اخرجك يعلم ان البعض كاره، وهو ربك الذى أراد إحقاق الحق بالقتال لا بالاستيلاء على العبر، وهو ربك ناصرك ومعلي شأنك، ومعزك ومغنيك ومغني أصحابك بأنفال بدر وغنائم قريش المهزومة المذلولة بقدرة الله تعالى.. واكتفى بهذه الادلة وتلك الوقائع لأقول لهؤلاء:
• انظروا في عقيدتكم الباطلة المزيفة التي ولفتموها في مجامعكم المحرفة.
• انظروا وراجعوا تاريخكم الممتلئ بال*** واسالة الدماء والحروب الظالمة والاستعمار الغاشم ونهب الثروات، وسرقة البشر لاستعمالهم كعبيد لكم.. كفاكم زيف وكذب وافتراء ولا تستسلموا ولا تنقادوا للحقد والحسد الذي غلت وامتلأت به قلوبكم وصدوركم.
• انكم تعلمون الحقيقة ولكنكم مصرون على مواقفكم لأنكم منتفعون ولأنكم مأجورون وأصحاب مصالح، وتعلمون أنكم على باطل، وما تخافون منه هو ان يعود الاسلام من جديد، وان تبعث روح الجهاد في نفوس المسلمين، تخافون من المارد، فتحاولون إخماده، تخافون أن تصل دعوة الحق إلى الناس فيدخلون في دين السماحة والرحمة، دين الاسلام ويؤمنوا بنبي الرحمة المهداة للعالمين.. فأنتم العائق، تبثون سمومكم وافتراءاتكم كي تخيفوا الناس من الاسلام فتشيعون ان المسلمين جماعة من اللصوص وان الاسلام لم ينشر الا بالسيف.. يقول الله عز وجل ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ ﴾ [31].
*
وبعد فتلك كلمة أخيرة: إنه لو تركت الكلاب نباحها، والحيات سمومها، والثعابين والعقارب لدغها، والثعالب مكرها، والحمير نهيقها، والخنازير قذارتها ونجاستها، ما ترك أحبار السوء ورهبان الباطل من المستشرقين "والمبشرين" عداءهم وحقدهم وحسدهم وكراهيتهم لله والرسول صلى الله عليه وسلم سينصر الله تعالى دينه واولياءه وستدور الدائرة على الباطل وأهله.. ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾. [32]

[1] سورة الانفال (5-6).
[2] ولد الشيخ في 16/ 4/ 1911م بقرية دفادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وحصل على العالمية من كلية اللغة العربية ثم عمل بالتدريس بالأزهر وسافر إلى الجزائر رئيساً لبعثة الازهر عام 1966- 1972م ثم عمل بجامعة الملك عبد العزيز وبمكة المكرمة وعين وزيراً الأوقاف عام 1976م وتوفي رحمه الله في 17/ 6/ 1998م وله خواطره حول القرآن الكريم وأثره في الدعوة الاسلامية.
[3] سورة البقرة (216).
[4] تفسير الشعراوي ص 4581 طبع أخبار اليوم.
[5] سورة الانفال (6).
* هو عمير بين الحمام اخو بى سلمة أول قتيل *** من الانصار في الإسلام، *** ببدر وهو الذي اخرج التمرات من قرنه، ثم قال : لئن حيبت حتى آكل الثمرات هذه إنها لحياة طويلة، فرمي ما كان معه، ثم قاتل حتى *** رضى الله عنه.
[6] السيرة النبوية ابن هشام ج2، ص198.
[7] ابو ايوب الانصاري: شهد العقبة مع السبعين، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رحل من قباء إلى المدينة، وشهد بدراً واحداً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة اثنتين وخمسين، وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم. رضى الله عنه.
[8] المقداد: يقال: المقداد بن الاسود: وهو المقداد بين عمرو بن ثعلبة بن مالك شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الفارس الوحيد يوم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وهو ابن سبعين سنة ودفن بالبقيع
[9] فتح الباري ج7، ص230 والسيرة النبوية لابن هشام ج2، ص187
[10] من هدي سورة الانفال د. محمد أمين المصري ص 182.
[11] البداية والنهاية ج3، ص265 مكتبة المعارف بيروت ط4 / 1982م.
[12] المرجع السابق ص 273.
[13] المرجع السابق ص 273.
[14] كتاب (مع الله) الشيخ محمد الغزالي دار العلم دمشق ط3/ 1998م ص 101، 141.
[15] كان الأولى ان نسميه: استخراب أو استحمار.
[16] انظر دراسات في الاستشراق د. على على شاهين ط1/ 1992 دار الطباعة المحمدية ص 72 ذكر الدكتور على شاهين تصنيفا للمستشرقين كما يلى :
1- فئة المنصفين : أ- المنصفين فمن اعتنقوا الاسلام: منهم:
• إسحاق دينيه (1929م) وهو فرنس انحدر عن أبوين مسيحيين، وقد ألف كتباً في الاسلام منها: رسالة بعنوان (اشعة خاصة بنور الاسلام)، وكتاب (الشرق كما يراه العرب..
• فيلبس "ابراهيم خليل احمد" ولد بمدينة الاسكندرية في 13/ 9/ 1919م ودرس العقائد والاديان وعمل قسيسا راعيا ثم قسيسا استاذا ثم قسيسا مبشرا ثم اعتزل الحزمة الدينية واعلن اسلامه في 30/ 5/ 1960م.
ب- المنصفون ممن لم يعتنقوا الإسلام ، منهم: سيرتوماس ارنولد (1930م)، وله مؤلفات منها : (الدعوة إلى الاسلام)، وكتاب (الخلافة) ، وكتاب (تراث الاسلام) وقد تحدث عن تسامح المسلمين مع مخالفهم .. وان الاساليب السلمية كانت الطابع الغالب على حركة الدعوة الاسلامية، وأن العامل الحاسم في انتشار الاسلام في افريقيا وغيرها كان القدوة الطيبة، والتزام التاجر المسلم بالنظافة والالتزام والامانة.
2- فئة المجحفين : وهم نوعان : أ- المجحفون بلا مواربة؛ وهؤلاء يهاجمون الاسلام هجوما بال مواربة ولا يلجأون إلى دس السم في العسل ومنهم:
• مرجليوث (توفي 1940م) وهو مستشرق انجليزي وله مؤلفات وبحوث في الشعر العربي الجاهلي والعلاقات بين العرب واليهود والجامعة الاسلامية وقد تأثر به طه حسين ونقل عنه . وهذا المرجليوث هو الذي قال عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه عاش بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب..
• بندلى جوزي، وهو يهودي ماركس ويكفيه التعريف بأصلية ..
ب- المجحفون من وراء ستار؛ فهم يهاجمون الاسلام من طرف خفي ويدسون السم في العسل ومنهم : سيرها ملتون جيب توفي عام (1965م) وهو انجليزي من مواليد الاسكندرية، ويعتبره الغربيون متحيزا للإسلام بينا يعتبره الشرقيون منصفا. وهذا اقتباس بتصرف واختصار من كتاب:
دراسات في الاستشراق للدكتور على شاهين – الفصل الرابع ص 72
[17] سورة المائدة (82-84)
[18] تفسير ابن كثير ج2، ص85 ط الحلبي
[19] سورة آل عمران (73).
[20] سورة الممتحنة (4).
[21] سورة آل عمران (64).
[22] هو صهيب بن سنان بن مالك بن النمر بن قاسط، اسلم قديما وكان من المستضعفين المعذبين في الله تعالى ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثون وهو ابن سبعين سنة.
[23] سورة البقرة (207).
[24] تفسير ابن كثير ج1، ص247.
[25] السيرة النبوية لابن هشام ج1، ص314.
[26] المرجع السابق ج2، ص191.
[27] دراسات في الاستشراق د. على شاهين ص 91 ط1 سنة 1992
[28] سورة البقرة (120).
[29] السيرة النبوية ج2، ص70.
[30] سورة الانفال (30).
[31] سورة التوبة (32-33).
[32] سورة يوسف (21).

د. أمين الدميري
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:58 AM.