#1
|
||||
|
||||
حكايات في الهجرة
حكايات في الهجرة حكاية صهيب والبيعة الرابحة لم يكن صهيب بن سنان من أهل مكّة، ولم تكن له قبيلة تمنعه، وكان يعمل بصناعة السيوف، وكانت هذه الصناعة تدر عليه مالاً وفيرًا، ثم جاء القرار بالهجرة، فقرر صهيب أن يترك تجارته، ويتجه إلى المدينة ليبدأ حياة جديدة هناك، وعند خروجه وقف له زعماء الكفر بمكّة، فقالوا له: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك فيفكرصهيب : ما قيمة المال ولو كان مال الدنيا، إن أنا خالفت أمر رسول الله ، وإن أنا تخلفت عن صحبة المؤمنين، وإن أنا تركت العمل لله ؟ لم يكن اختبارًا صعبًا على نفس صهيب، فقد قرر أن يشتري الجنة منذ زمن، وكلما مر عليه الوقت ازداد إصرارًا على قراره، فقال لقومه في بساطة: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قالوا وهم في شوق للحصول على ثروة صهيب الطائلة : نعم نفعل .. فقال صهيب: فإني قد جعلت لكم مالي. وأعطاهم كل ما يملك، وهاجر إلى الله ورسوله ، وبلغ الأمر إلى رسول الله فقال في يقين: "رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ" ولما رأى رسول الله صهيبًا قال مبشِّرًا له ومهنِّئًا: "رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى". وفيه وفي أمثاله نزل قول الله : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة حكاية هجرة آل سلمة ـكان أبو سلمة بن عبد الأسد من أوائل من هاجر، كما كان من أوائل من أسلم، وكان هو وزوجته أم سلمة رضي الله عنها من قبيلة واحدة هي قبيلة بني مخزوم، ومع الشرف والمكانة والوضع الاجتماعي إلا أنهم تركوا كل ذلك، وانطلقوا إلى المدينة المنوّرة، ولكن بعد أن خرج الرجل وزوجته وابنهما سلمة لحقت بهم عائلة أم سلمة وقالوا لأبي سلمة: هذه نفسك غَلَبْتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه؟ علام نَتْرُكُك تسير بها في البلاد؟ فغلبوه على زوجته فأخذوها. وبالطبع ترك معها ابنهما سلمة، ثم انطلق هو وحيدًا إلى المدينة المنوّرة؛ امتثالاً لأمر الهجرة إلى هناك. أما السيدة أم سلمة رضي الله عنها فبعد أن هاجر زوجها جاء إليها أقارب زوجها، ومع أنهم من نفس القبيلة -قبيلة بني مخزوم- إلا أنهم قالوا: لا نترك ابننا معها إذ نزعتموها من صاحبنا. وجاء أقارب أم سلمة يدافعون عن الغلام الصغير، فأخذ الفريقان يتجاذبان الغلام حتى أصابوه بخلع في يده، ثم أخذه في النهاية أقارب أبي سلمة، وتركوا السيدة أم سلمة وحيدة في مكّة دون زوجها وابنها . فكانت - رضي الله عنها- تخرج كل يوم إلى الأبطح -حيث المكان الذي شهد مأساة التفريق بينها وبين زوجها وابنها- وتظل تبكي من الصباح إلى المساء، ثم تعود إلى بيتها آخر الليل، وظلت تفعل ذلك كل يوم قرابة السنة وبعد عام رقَّ قلبُ رجل من بني عم أم سلمة لحالها، فذهب إلى أهلها وقال لهم: ألا تطلقون هذه المسكينة، فرّقتم بينها وبين زوجها وولدها. وما زال بهم حتى قبلوا، ثم ذهبت إلى أهل زوجها، فلما علموا أنها ستذهب إلى زوجها أعطوها الغلام، ورأت ابنها واحتضنته بشده بعد عام من الفراق، ثم ما استطاعت صبرًا على فراق زوجها، فما انتظرت أن يتوفر لها صحبة آمنة إلى المدينة، ولكنها أخذت ابنها سلمة، وانطلقت به بمفردها إلى المدينة، والمسافة تقترب من خمسمائة كم، ولكنها قررت أن تقطع كل هذه الصحراء في سبيل الله وخرجت السيدة الكريمة أم سلمة مع ابنها تسرع في خطواتها إلى دار الهجرة، ولكن الله الرحيم بعباده سخّر لها من يأخذ بها في صحبة آمنة من مكّة إلى المدينة، سخّر لها جنديًّا من جنوده، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدثر: 31]. لقد سخّر لها رجلاً مشركًا، حيث رآها عثمان بن طلحة - وكان ما زال على شركه- وهي بالتنعيم على مسافة حوالي خمسة كيلو مترات من مكّة، فقال لها: إلى أين؟ فقالت: أريد زوجي في المدينة. قال: أوَمعك أحد؟ قالت: لا والله، إلا الله ثم ابني هذا. فتحركت النخوة في قلب الرجل المشرك، وأظهر مروءة عالية وقال لها: والله لا أتركك أبدًا حتى تبلغي المدينة. ثم أخذ بخطام ناقتها وانطلق يسحبها إلى المدينة وهو يسير على قدميه ولما وصلوا إلى قباء، قال عثمان لأم سلمة: زوجك في هذه القرية، فادخليها على بركة الله. فدخلت السيدة أم سلمة إلى المدينة، وعاد عثمان بن طلحة إلى مكّة ماشيًا دون أن ينتظر كلمة شكر أو ثناء من زوج السيدة أم سلمة أو أحد المسلمين عياش وبره بأمه كان عياش بن أبي ربيعة ممن هاجر مع عمر بن الخطاب ، وعياش بن أبي ربيعة هو أخو أبي جهل من أمه، وبعد أن وصل عياش إلى المدينة علم أبو جهل بهجرته، فأخذ أخاهم الثالث الحارث بن هشام وانطلق إلى المدينة المنوّرة، وصل أبو جهل إلى قباء والتقى بأخيه عياش بن أبي ربيعة في وجود عمر بن الخطاب ، فقال له أبو جهل: إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط، ولا تستظل بشمس حتى تراك فرقَّ لها عياش، وكان بارًّا جدًّا بأمه.. فقال له عمر بن الخطاب : يا عياش، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك، فاحذرهم، فوالله لو آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكّة لاستظلت فقال عياش (وقد خُدِع بكلام أخويه): أبرُّ أمي، ولي مال هناك آخذه قال عمر: خذ نصف مالي ولا تذهب معهما ولكن أَبَى عياش إلا أن يعود ليبرَّ قسم أمه فقال له عمر: أما إذا قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه؛ فإنها ناقة نجيبة ذلول، فالزمْ ظهرها، فإن رابك من القوم ريب فانجُ عليها وخرج عياش وأخواه أبو جهل والحارث بن هشام إلى مكّة، حتى إذا ابتعدوا عن المدينة دبر الأخوان الكافران خدعة وأمسكا بعياش وقيداه بالحبال، ودخلوا به مكّة موثقًا، ثم قالا لأهل مكّة: يا أهل مكّة، هكذا فافعلوا بسفهائكم، كما فعلنا بسفيهنا هذا .. وحُبِس عياش بن أبي ربيعة فترة من الزمان، ولم ينجُ إلا بعد أن أرسل له رسول الله أحد الصحابة وهو الوليد بن الوليد لإنقاذه في مغامرة رائعة ابن الخطاب يهاجر علانية هي قصة مختلفة عن هجرة بقية الصحابة؛ فبينما كان الصحابة عمومًا يهاجرون سرًّا هاجر عمر بن الخطاب جهرًا، فقد وقف عمر في المسجد الحرام وقال بصوت مرتفع: يا معشر قريش، من أراد أن تثكله أمه، أو يُيَتَّمَ ولدُه، أو تُرَمَّل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي يقول هذا الكلام وهو متقلّد سيفه، وفي يده الأخرى عدة أسهم، وقد وقعت الرهبة فعلاً في قلوب الكافرين، فلم يخرج خلفَ عمر أحدٌ، بل أكثر من ذلك لقد هاجر مع عمر عشرون من ضعفاء الصحابة، وما استطاع أحد من المشركين أن يقترب منهم، وصدق عبد الله بن مسعود إذ يقول: إن إسلام عمر كان فتحًا، وإن هجرته كانت نصرًا، وإن إمارته كانت رحمة .. |
#2
|
|||
|
|||
تسلموا على هذا الكم من المعلومات
|
#3
|
|||
|
|||
والله لو نعلم قدر الصحابة لذكرناهم ليل نهار
|
#4
|
|||
|
|||
زكاهم الله ورسوله فى القران والسنه
|
#5
|
|||
|
|||
ومن بين المسلمين من لا يعلم شىء او اسما عنهم
|
#6
|
|||
|
|||
وانا لله وانا اليه راجعون
|
#7
|
||||
|
||||
تشرفت بمرورك الكريم
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك |
#8
|
|||
|
|||
متيز دائما
بارك الله فيك
__________________
|
#9
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
|
العلامات المرجعية |
|
|