|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من مفسدات العلاقة الزوجية
من مفسدات العلاقة الزوجية - 1
الشيخ الدكتور أنس العمايرة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) "سورة آل عمران:102". (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا) "سورة النساء:1". (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما) "سورة الأحزاب:70-71". أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد : حياكم الله وبياكم في هذا اليوم الأغر ، وهذا المجلس المباركة ، التي تغشاه السكينة ، وتحفه الملائكة ، ويذكره ربنُا جل في علاه فيمن عنده إن شاء الله . هناك أمور تفسد العلاقة بين الزوجين ، وتصدع بيت الألفة والمحبة والوفاء بينهما ، وتحول حياتهما جحيما بعد أن كانت نعيما ، وأهم هذه المفسدات ما يلي أولاً : تجاهل الحقوق بين الزوجين ثانياً : إطلاق البصر كل الـــعيـــون مبداها من النــظر * ومعظم النار من مستصغر الشــــرر كم نظـرة فتكت فــي قــلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتــر والمرء ما دام ذا عــيــن يـــقلبهـا * في أعين الناس محفوف على خطــر تــسر مـــقلتـــــه ما ضر مهجتــه * لا مرحبا بسرور عاد بالضرر وقال : (ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة : عين بكت من خشية الله ، وعين حرست في سبيل الله ، وعين غضت عن محارم الله) سلسة الأحاديث الصحيحة برقم :2673. فلا خير في نظرة أتبعت شهوة ، ولا خير في شهوة اتبعت فكرة ، ولا خير في فكرة اتبعت دمارا كبيرا للأسر . وأسوق لك ما قاله المناوي في فيض القدير عن آثار النظر لأهميته : ( والغض عن المحارم يوجب حلاوة الإيمان ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته ؛ فإن النظر يولد المحبة في القلب ، ثم تقوى فتصير صبابة ينصب إليه القلب بكليته ، فيصير غراما يلزم القلب كلزوم الغريم ، ثم يقوى فيصير عشقا وهو : الحب المفرط ، ثم يقوى فيصير شغفا وهو : الحب الذي وصل إلى شغاف القلب وداخله ، ثم يقوى فيصير تتيما والتتيم : التعبد فيصير المتتيم عبدا إلى من لا يصلح أن يكون هو عبدا له فيقع القلب في الأسر فيصير أسيرا بعد ما كان أميرا ومسجونا بعد ما كان طليقا )فيض القدير شرح الجامع الصغير ، عبد الرؤوف المناوي 1/530 ، المكتبة التجارية الكبرى – مصر ط 1عام 1356 . ثالثاً : التبرج وكشف العورات فيا أسفي على هذا الجيل الساقط من النساء ، اللاتي ضيعن عرضهن ، وثلبن شرفهن ، وأذهبن كرامتهن ، وقدمن جمالهن – الذي وهبه الله لهن – بلا أدنى ثمن إلى الذئاب البشرية ليتزاحموا على شرفهن فإن أصابوا بغيتهم منهن ولوا عنهن مدبرين كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها قطعة لحم ثم بعد ذلك الندم الكبير ، والخسارة العظمى ، بعد دمار البيوت وخراب الأسر وتشاؤم الزوج من زوجته عندما تزداد أنظاره لهؤلاء العاريات الجميلات في المنظر القبيحات في الأنفس . يا أيتها المرأة الكاشفة لبدنها: أين عفافك الذي به تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وبه تتحشمين ، وبه تلاقين رب العالمين ؟! . آلا تخافين أن يرى زوجك أجمل منك وذلك بسبب التبرج الذي يخرجن به النساء ، فماذا تتوقعين أن يفعل ؟ قد يتغزل بهن ويحاول أن يكلمهن ، وفي نفس الوقت سوف يراك ِ قبيحة بشعة فيحاول أن يتخلص منكِ بأي أسلوب ،فقد يعاملك معاملة سيئة أو يهجركِ ... فهل تضمنين ؟؟ . يا ابنة الإسلام : لماذا اخترتِ الدنيا وعزفتِ عن الآخرة ؟ ! لماذا تحرمين نفسكِ من جنة عرضها السماوات والأرض ؟! ألم تسمعِ قول النبي صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها،وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)سلسة الأحاديث الصحيحة برقم : 1326 . هل ترضين أن ينطبق ذلك عليك ِ ؟ ! أنا والله لا أرضاه لك ِ . فاتقي الله وعودي إلى حجابك ِ وأعلمي أن العائد من الذنب كم لا ذنب له . ويا أيها الرجل المسلم الغيور على عرضك وشرفك : لماذا تعّرض جوهرتك للرجال ؟! ألا تعلم أنها إن كانت جميلة فسوف يتمناها الرجال ، وإن كانت قبيحة فسوف يتكلم عليها الرجال ؟ . يا حفيد خالد وعمر : هل فكرت يوما لماذا تتزين زوجتك وتتعطر عند خروجها من بيتك ؟ وهل فكرت يوما لمن تتزين عند خروجها ؟ إن كانت تتزين لك فلماذا لا تتزين لك في البيت؟! . أيها الرجل الشهم : إن الديكَيْن إذا اجتمعا على دجاجة اقتتلا غيرةً عليها وذودا عنها ، ونحن لا نغار على نسائنا وبناتنا أن يراهن الأجنبي ، لا أن يرى وجوههن أو أكفهن فحسب ، بل ونحورهن وشعورهن وأفخاذهن وكل شيء منهن !!! . رابعاً : الزيارات العائلية المختلطة وقد تتم المواعيد الخفية واللقاءات المتكررة والزوج المسكين واثق من زوجته غير شاك بصديقه فيجري الماء من تحته وهو لا يشعر، وصدق الله تعالى حين قال : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب:59 . هذا وسنكمل في الأسبوع القادم والله تعالى أعلم ، والحمد الله رب العالمين . |
#2
|
||||
|
||||
من مفسدات العلاقة الزوجية - 2 الشيخ الدكتور أنس العمايرة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) "سورة آل عمران:102". (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا) "سورة النساء:1". (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما) "سورة الأحزاب:70-71". أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد : حياكم الله وبياكم في هذا اليوم الأغر ، وهذا المجلس المباركة ، التي تغشاه السكينة ، وتحفه الملائكة ، ويذكره ربنُا جل في علاه فيمن عنده إن شاء الله . نعود - والعود أحمد- إلى ذكر بعض مفسدات العلاقة بين الزوجين ، التي كنا قد ذكرنا منها – في الأسبوع السابق – أربع ، وهنا نذكر بعضها ونبدأ بالخامسة : خامساً : الخلوة مع غير المحارم وقوله : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)سنن الترمذي برقم : 1171 و 2165، والحاكم برقم : 387 وصححه ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 2546.. ومن أخطر الأماكن التي تكثر فيها خلوة الرجل بالمرأة : مكاتب رجال الأعمال ؛ حيث يجلس صاحب العمل مع (السكرتيرة) فترات طويلة. وعيادات الأطباء ؛ حيث يخلو الطبيب مع المريضة. وهنا لا بد التنويه من أن يتقي الله كل من : أصحاب المكاتب والأعمال حيث عليهم استبدال السكرتيرات الإناث بالذكور ؛ ولا يؤثروا تجاراتهم وأعمالهم وأرباحهم على مرضاة الله ؛ حيث جعلوا من المرأة سلعة ً رخيصة ً مكشوفة ً أمام أعين الرجال، واستخدموها في المتاجرة كوسيلة ترفيهية ودعائية لترويج أعمالهم وجلب عدد أكبر من(الزبائن) . والمرأة المسكينة الساذجة ضعيفة الإيمان تركض وراء ذلك ظنا منها أن لها منزلة عالية في المجتمع بعد أن تسمع من ينعق بشعار( المرأة شريكة الرجل بالعمل)!.فسقطت في الحبال من حيث تشعر أو لا تشعر– فتنبهي يا أختاه - . وعلى الرجال أن يتقوا الله جل وعلا حيث لا يسمحوا لزوجاتهم وبناتهم أن يتعالجن عند أطباء ذكور . ومما يثير الدهشة والغرابة والاستنكار ما اعتاده الكثيرون اليوم من متابعة الحمل على يد طبيب ثم الإنجاب على يده أيضا !! فأي رجولة هذه وأي شهامة تلك وأي مروءة بعد ذلك ؟!! وإذا سُئل الزوج أجاب : الوضع المادي لا يسمح ! سبحان الله ، أما الوضع الديني يسمح أن تكشف المرأة وتتعرى وتظهر عورتها المغلظة أمام الأجنبي !! فوالله لو أنه جلس أمام المسجد فجمع المبلغ المطلوب للمستشفيات الإسلامية لكان أفضل له وأطهر !! . لقد نص العلماء رحمهم الله على وجوب تطبيب المرأة المسلمة عند : الطبيبة المسلمة الملتزمة بأوامر الدين ، فإن فقدت فعند الطبيبة المسلمة غير الملتزمة بأوامر الدين ، فإن فقدت فعند الطبيبة النصرانية ، فإن فقدت وكانت الحالة طارئة وضرورية فيجوز حينئذ التطبيب عند الطبيب المسلم . وألان ولله الحمد والمنة يوجد في بلادنا الطبيبات المسلمات المؤمنات الملتزمات بدينهن ، المبدعات بتخصصهن ، المتقنات لعملهن . وهنا أطلب من المسؤولين أن ينظفوا أقسام ( النساء و التوليد ) في المستشفيات الحكومية والخاصة من الأطباء ويستبدلوهم بالطبيبات المؤمنات . وأنا كلي أمل بأن يلقى هذا الطلب قَبولا عند المسؤولين ؛ إذ هم - ولا شك – يدركون خطورة كشف العورات على غير المحارم وما يجلبه من تقليل حياء بعض النساء ، وإزالة ماء وجوههن ، وإخراجهن من خدر الحياء . وإن كنا لا نظن بالأطباء الذكور إلا خيرا ؛ ولكن الدين أغلى من أنفسنا علينا ولا بد من إظهار الحق واتباعه حيثما كان ، وكلي يقين أن معظم أطبائنا قوامون عند حدود الله ، يطلبون الحق وينصاعون إليه . ومن أخطر الخلوات أيضا : خلوة قريب الزوج مع الزوجة ، كخلوتها مع أخ زوجها أو ابن عمه..... ، أو خلوة الزوج من قريبة الزوجة كخلوته مع أختها أو ابنة أخيها .....؛ بحجة أن هؤلاء أقرباء ومحرمات على الزوج !! وثمةَ فرق بين النساء المحرمات على التأبيد والمحرمات مؤقتا ، حيث يجوز الخلوة بالأولى ، ويحرم الخلوة بالثانية فتنبه . وقد حذر النبي من ذلك فقال : (إياكم والدخول على النساء . فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت)البخاري برقم : 4934 ، ومسلم برقم : 2172 . . سادساً : مصافحة النساء لذا حُرمت مصافحة النساء الأجنبيات قال النبي : (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه الطبراني والبيهقي ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح ، وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم : 1910 وقال الألباني : ( حسن صحيح ) وهو في الصحيحة برقم : 226 .. وقوله : (إني لا أصافح النساء) سنن النسائي برقم 4181 ، وصححه الألباني في الصحيحة برقم : 529 . وقول عائشة ا : (والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة)البخاري برقم : 4609 . سابعاً : وسائل الإعلام وخاصة التلفاز ذلك اللص الذي اقتحم كل البيوت ؛ فهو المسؤول الأول عن نقل أخلاق وعادات ومشاكل البيئات المنحرفة الشاذة إلى بيئات المشاهد النظيفة الطاهرة ، ويزيد الطين بِلة والأمر علة أننا نعيش عصر الجنون الإعلامي بوسائله وتعاري ال*** والشهوة وأفلام العشق والحب والغرام . فبعد الانفتاح الإعلامي أصبحت كلمات الحب والغرام والعشق بل ومشاهده صوره الحية تغزونا من كل جهة ، ناهيك عن العادات الاجتماعية الخاطئة التي ينادون بها : كإباحة الاختلاط و الزيارات العائلية المختلطة ....، أو الأفكار الهدامة التي بغيتها خرق العقيدة الإسلامية ..... فتفتحت الأبصار وتفتقت الأذهان عن طريق هذه الوسائل الهدامة . والإنسان بفطرته مولع بتقليد غيره خاصة إذا ظهر غيره بصورة محببة وجذابة للنفس البشرية . وتكمن الخطورة على الحياة الزوجية من التلفاز : بما فيه من الوسائل التي تثير الغرائز وتحكي حياة الحب والعشق وكلمات الغزل فيسمعها الأزواج بل ويشاهدون الحركات المثيرة فتثير في أنفسهم العواطف والرغبة في محاكاتها ، ثم تبدأ المقارنة بين ما يُسمع ويشاهد وبين واقعه الأسري الذي يعيشه فيرى أن زوجته عادية لا تثير اهتمامه ولا تقارن بجمال وحركات النساء في الفضائيات فيحدث ذلك هزة عاطفية في نفسه ، فإن لم يكن في الحلال فليس إلا القلق والتشنج وكثرة المشاكل وربما وصل الأمر للوقوع في الحرام والعياذ بالله ؛ فالظمآن بحاجة ماسة لقطرة ماء حتى ولو كانت ملوثة أو قاتله معتقدا أنه سيطفئ ظمأه حتى ولو للحظة واحدة ثم يفارق الحياة بعدها !! . فإذاً كل منصف يقول : إن التلفاز ملئ بالمحذورات الشرعية والمواضيع المسممة لعقول الشباب والشابات ؛ فأفسد عليهم دينهم وحياتهم الزوجية وعلّم الرجل كيف يخون زوجته ، وعلّم الزوجة فن الخيانة الزوجية . هذا وفي الأسبوع القادم سنحاول نكمل باقي المفسدات في هذا الباب - فإذن الله تعالى- ، إلى أن نلقاكم أستودعكم الله التي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
#3
|
||||
|
||||
من مفسدات العلاقة الزوجية - 3
الشيخ الدكتور أنس العمايرة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) "سورة آل عمران:102". (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا) "سورة النساء:1". (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما) "سورة الأحزاب:70-71". أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد : حياكم الله وبياكم في هذا اليوم الأغر ، وهذا المجلس المباركة ، التي تغشاه السكينة ، وتحفه الملائكة ، ويذكره ربنُا جل في علاه فيمن عنده إن شاء الله . إحوتي أحبتي : كنا قد تدارسنا في الأسبوع الماضي عددا من المفسدات في العلاقة الزوجية التي ينبغي للزوجين أن يحذروها ، وفي هذه الساعة الطيبة نستأنف ما انتهينا به ، فأقول وبالله التوفيق المفسدة الثامنة هي: ثامناً : عمل المرأة خارج بيتها ومع أننا نجيز للمرأة العمل بضوابط شرعية إلا أن اعتقادنا : أن بقاءها في البيت أولى وأفضل إلا للضرورة القصوى ؛ لما ينتج عن خروجها من سلبيات أسرية ، واجتماعية فضلا عن السلبيات الطبيعية والفسيلوجية التي تجنيها المرأة نفسُها في جسدها ونفسيتها . وليس الغرض هنا أن نتوسع في هذا الموضوع ونستفيض في شرح هذه السلبيات ، فلو كنا نرغب بذلك لأصبح هذا الكتيب مجلدا كبيرا . وإنما الهدف بيان الأخطار التي تهدد الحياة الزوجية عند خروج المرأة للعمل ، ومن ذلك ما يلي: 1.اختلاط ال***ين : إن أول جناية جناها عمل المرأة على المجتمع الإسلامي هي : ( الاختلاط) فنزول المرأة إلى الميادين الخاصة بالرجال أدى - قطعا وبلا أدنى شك- إلى اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل . ومعلوم أن الاختلاط من أقوى الوسائل المؤدية إلى الوقوع بالمحرمات حيث إطلاق البصر والكلام مع الرجال وترقيقه لهم بحجة الزمالة والمشاركة في العمل ، والضحك والجلوس وتناول الفطور والمشروبات في المكتب ، ثم بعد ذلك التناغم والميل القلبي ثم التشوق بعد العودة إلى البيت والتعلق القلبي ؛ حيث قد تنشأ علاقة محبة وميل عاطفي يسميها الغافلون : ( صداقة عمل) أو ( زمالة بريئة ) !! . وهذا أمر طبيعي وفطري إذ إن العِشرة لا تكون إلا : بالمجالسة والمحادثة والمُؤانسة . مما قد يؤدي ذلك كله إلى إفساد العلاقة الزوجية بأحد أمرين : أولها : خراب البيوت والأسر وذلك بطلب الزوجة الطلاق من زوجها حتى ترتبط بزميلها في العمل ؛ لحصول التناغم والتجاذب والتفاهم والميل القلبي بينها وبين زميلها أكثر منه بينها وبين زوجها ، غير مكترثة بأولادها. وثانيها : نشوء علاقات غير شرعية ولا أخلاقية إن فشلت المرأة في المطلب الأول- نسأل الله العافية - . 2. اختلال نظام الأسرة وحدوث المشاكل الأسرية : لما نجح أعداء هذا الدين بإخراج المرأة من بيتها ، وعزلها - أو شبه عزلها - عن وظيفتها الأصلية الصحيحة ، وتسليمها عمل غيرها(عمل الرجال) ، وتسليم عملها إلى غيرها( الخادمات الأجنبيات والحاضنات) ؛ أدى ذلك كله إلى اختلال نظام الأسرة . فالمرأة تخرج مبكرا إلى العمل وتحمل أولادها- الذين أصبحوا مشردين - إلى الحضانة ، ويعود الرجل إلى البيت قبل المرأة فلا يجد طعاما مما يضطره إلى صنع الطعام أو تسخينه.... . وتأتي الزوجة بعدئذ متعبة ومرهقة من عناء العمل فتلقي نفسها فتنام ... . يا متعب الجســم كم تسعى لراحتـه * أتعبت جسـمك فيما فيه خسـران أقبل على النفـــــس واستكمل فضائلها * فأنت بالنـفـــس لا بالجسم إنسان بعض الرجال لا يرضى لأسرته هذا التفكك والاختلال العجيب في نظامها، ولا يجد السكن الروحي والنفسي الذي هو من أسس مقومات الحياة الزوجية، ويتفكر في قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم : 21 .فيحاول أن يلتمس هذا السكن فلا يجد إلا إسكانا واحدا عنده فقط ألا وهو : تحول البيت إلى فندق للمبات والراحة ، حيث لم يعد هناك رباط يربط بين الرجل و المرأة بالعواطف و المشاعر المشتركة سوى جمع المال . وينظر إلى زوجته فيجد أن الروابط الأسرية ضعفت في نفسيتها؛ فقد فقدت رباطها العاطفي و الوجداني الذي كان يمسك بالأطفال في ترابط , و يبذر في قلوبهم العطف والحنان ؛حيث أصبحت شيئا أقرب إلى الآلة منه إلى الإنسان ، آلة منتجة إذا فرغت من الإنتاج المادي في العمل عادت إلى الفندق لكي تأخذ قسطا من الراحة ، ولا تكاد تفكر أو تحس بمسؤولياتها اتجاه بيتها وزوجها وأطفالها , وإنما تعيش الحياة لحظة بلحظة , بلا هدف شامل إنما كل هدفها جمع الأموال لتحسين المعيشة . وبالتالي يدرك الزوج إدراكا جازما بأنها لم تعد امرأة كما خلقها الله ؛ فيطلب منها ترك العمل فترفض فتبدأ المشاكل الأسرية وسوء التفاهم مما يسبب في كثير من الأحيان الفراق بينهما أو البقاء على مضض ونكد . و بعد هذا البيان : أنصح كل زوجة أن تؤدي واجباتها الأساسية , وتقوم بمسؤولياتها الأسرية على الوجه الذي رسمه وحدده لها رب البرية . وإياكِ إياكِ أن تكون الوظيفة سببا في زعزعة أسرتك . وسارعي ولا تتوانِ بالتخلي عنها إذا رأيتِ أنها تهدد حياة بيتكِ . تاسعاً : الإعراض عن دين الله فسر السعادة الزوجية أن يقوم البيت على محبة الله وطاعته الذي بيده أن يوفق ويبارك ويجمع بين هذين القلبين ، فطاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين ، والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلاف وعدم الوفاق بينهما قال أحد السلف:(إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي) وقال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) الشورى :30 . وقال تعالى: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) طه :124 . ضنكا بكل صورها : في المنزل والعمل والشارع .... نفسية ومعنوية ، و جسدية أحيانا . وإن التفريق بين المرء وزوجه وإفساد العلاقة بينهما ، وإحلال الخصام والنزاع بدلا من المحبة لهي رسالة الشيطان الأساسية ، وهي مهمة جنوده إذا الزوجان ابتعدا عن منهج الله عز وجل ؛ واسمع للنبي وهو يقول : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا ، فيقول: ما صنعتَ شيئا . قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقتُ بينه وبين امرأته . قال: فيدنيه منه ويقول: نِعْمَ أنتَ ) مسلم برقم : 2813 . وإن أردت فاقرأ قوله تعالى: ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ( البقرة : 102. لذا ينبغي الحرص على الطاعات والنوافل كأداء الصلوات في وقتها ، وقيام الليل ، وذكر الله ، والتحصن بالأذكار وقراءة القرآن ، وقراءة الكتب الإسلامية خاصة كتب السير؛ حتى يعيشا مع النبي وأصحابه : لم أرَ الديــار بأم عينـــــــــي * فلعلي أرى الديار بطرف عيني فكم من أسرة جمعتها الطاعة وفرقتها المعصية!! . وكم هذه : للتكثير فتنبه . أما في الآخرة فيقول تعالى : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ) الصافات : 22. أما المؤمنون فهم في سعادة في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل: 97 . والحياة الطيبة يصفها إبراهيم بن الأدهم وهو يمشي على ساحل البحر الأحمر ويغمس الخبز الناشف بماء البحر ويأكله ويقول : ( والله لو أن الملوك وأبناء الملوك علموا ما نحن به من السعادة لقاتلونا عليها بالسيوف ) . أما في الآخرة فيقول تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ( الطور:21-22 . وقوله : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ( الرعد : 23. واسمع الملائكة وهي تدعوا لهم فتقوا : ( رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(غافر : 8 . وتأمل الوصف الذي يصفهم الله به : ( هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ( يس : 56 . فإذا: حياة الزوجين المؤمنين مستمرة في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى . هذا والله تعالى أعلم ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . |
العلامات المرجعية |
|
|