#1
|
||||
|
||||
عسر الهضم .. الأسباب وطرق العلاج
عسر الهضم .. الأسباب وطرق العلاج
مصطفى دنقل عسر الهضم مصطلح عام، نسمعه كثيراً في العيادات والمستشفيات من المرضى، ويتصور الكثير من الناس أنه مرض في حد ذاته، له أعراض ثابتة، وله فحوصات وعلاج واحد، والحقيقة أن ذلك خطأ شائع إلى حد كبير. وعند فحص شكوى المريض بعناية، من جانب الطبيب، يجد اختلاف مفهوم هذه الشكوى من مريض لآخر، بصورة شديدة التباين والاختلاف، فمن المرضى من يقصد بها وجود فضلات الطعام، بشكلها الكامل في البراز، ومنهم من يقصد وجود آلام متفرقة في البطن بعد تناول الطعام مباشرة، أو الإحساس بالانتفاخ أو الامتلاء، وآخرون يقصدون بها وجود إسهال أو حتى إمساك مزمن إلى آخر ذلك. ومن هنا يجب على الطبيب المعالج، تحليل شكوى المريض جيداً؛ لأن عسر الهضم قد يعطي أياً من الأعراض السابقة أو مجموعة منها، ولكن نفس هذه الأعراض قد تصاحب أيضاً أمراضاً أخري بالجهاز الهضمي. ويقول الدكتور يحيي محمد الفقي -عضو الكلية الملكية البريطانية، واستشاري الباطنة والجهاز الهضمي-: إن هناك نسبة كبيرة من المرضى، لديهم شكوى من عسر في الامتصاص، وليس في الهضم؛ ذلك، أن هضم الطعام تقع مسئوليته على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وحتى الأمعاء الدقيقة، أما أي خلل في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي من الأمعاء الدقيقة، فيؤدي إلى عسر الامتصاص. أسباب ومضاعفات ويوضح الدكتور يحيي الفقي، أن أسباب عسر الهضم تتمثل في التلوث والميكروبات البكتيرية والفطرية والطفيليات، مثل الأميبا والجيارديا، وهذان النوعان هما الأكثر انتشاراً بنسبة عالية جدا، لدرجة أنه من النادر أن تجد تحليل براز مريض، يخلو من هذين النوعين من الطفيليات في مصر، وبالطبع فإن علاج عسر الهضم هنا، يتطلب علاج هذه الميكروبات والطفيليات والتخلص منها.. هناك أسباب أخري كثيرة لعسر الهضم، مثل الخلل الحركي في المعدة والأمعاء، والذي لا يعطي الفترة اللازمة لبقاء الطعام في الأمعاء، لإتمام عملية الهضم، وبالتالي التخلص من الطعام بسرعة وهو ما يؤدي إلى نزول الطعام بالبراز بالشكل الكامل، رغم عدم وجود نقص في الإنزيمات الهاضمة، التي تفرزها المعدة والأمعاء والبنكرياس.. وهناك أيضاً النقص في الإنزيمات والهرمونات، التي يفرزها البنكرياس والمعدة والأمعاء مباشرة في القناة الهضمية، ونقص هذه الإنزيمات أو الهرمونات متنوع، وأسبابه كثيرة، منها نقص إنزيم "اللاكتيز"، وهو نوع شائع عند المصريين، يؤدي إلى عسر هضم شديد، عند تناول الألبان ومشتقاتها، وهو كثير الحدوث في الأطفال ويستمر مع بعض منهم حتى البلوغ وما بعده، وكذلك نقص الإنزيمات الأخرى المسئولة عن هضم الدهون والبروتين، أو نقص هرمونات الهضم بالبنكرياس، والذي يكون أحياناً بدون سبب عضوي واضح، أو نتيجة أمراض التهابات أو أورام البنكرياس، ولحسن الحظ، أن النوع الأخير هو أقل الأنواع، وأكثرها ندرة. بجانب الأعراض المزعجة للمريض، التي سبق ذكرها في بداية حديثي، فهناك أيضاً مضاعفات نقص وصول الغذاء للجسم، وحالة ضعف عام، ونقص بالبروتين والفيتامينات ولوازم الطاقة، التي يحتاجها الجسم من السكريات والدهون. وأنصح المرضى، بألا يقفزوا بشكواهم إلى الطبيب، بأن لديهم عسر هضم، بل إلى وصف دقيق لشكل الأعراض وطبيعة الإخراج، ومدة هذه الأعراض وارتباطها بمواعيد الطعام؛ حتى يتسنى للطبيب تحديد الأسباب والعلاج المناسب. وصايا علاجية: ويرى الدكتور يحيي الفقي، أن العلاج الأمثل لتجنب عسر الهضم، بكل أشكاله وأعراضه، يتمثل في مضغ الطعام جيدا، أو التأكد من سلامة الأسنان، خاصة في الأطفال وكبار السن، والانتظام في مواعيد الطعام بقدر الإمكان، وعدم النوم مباشرة بعد الأكل، وألا تكون وجبة العشاء عالية الدسم والدهون، ثم يعقبها النوم مباشرة، والتركيز علي وجبتي الإفطار والغداء بصفة أساسية، وجعل وجبة العشاء الأقل من حيث الكمية، وإذا كانت وجبة العشاء هي الرئيسية، بسبب ظروف العمل مثلاً، كما هو الحال مع أغلب الناس حالياً، فيجب عدم الاستسلام للنوم مباشرة بعد الأكل، بل الحركة لمدة ساعتين على الأقل. وممارسة الرياضة، ولو بصورة بسيطة، تساعد علي انتظام حركة الأمعاء؛ وبالتالي إعطاء الفرصة الأمثل لهضم الطعام، والنظافة الشخصية ونظافة المأكولات، تجنب الناس الإصابات بالنزلات المعوية، التي يعقبها عسر الهضم لمدد طويلة أحياناً. وعدم الإكثار من الأكل عالي الدسم، والدهون والمواد الحريفة مثل الشطة، حيث أن الإكثار من هذه المواد، يسبب ارتباكاً في حركة الهضم؛ وبالتالي عسر هضم.. وأخيراً: الأدوية المهضمة، والتي تحتوي على إنزيمات هاضمة بديلة، ومكملة لعملية الهضم، ولكن استخدام هذه الأدوية، يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المعالج، وفي أقل الحدود الممكنة، حيث أن كثرة استعمالها بدون إذن طبيب، يؤدي إلى نتائج عكسية أحياناً.. |
العلامات المرجعية |
|
|