|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من معين الشعر في الفرج بعد الشدة
من معين الشعر في الفرج بعد الشدة (1) بكر البعداني قال ابن السكيت[1]: إذا اشتملَت على اليأس القلوبُ وضاق لما به الصدرُ الرحيبُ وأوطنتِ المَكاره واستقرَّت[2] وأرسَت في أماكنها الخُطوبُ ولم ترَ لانكِشافِ الضرِّ وجهًا ولا أغنَى بحيلتِه الأريبُ أتاكَ على قنوطٍ منكَ عفوٌ[3] يمنُّ به اللطيف المستجيبُ وكلُّ الحادثات إذا تناهَت فموصولٌ بها فرَجٌ قريبٌ قال الشاعر[4]: وإذا دجَى ليلُ الخطوبِ وأظلمَتْ سبُل الخَلاصِ وخابَ فيها الآملُ وأيستُ مِن وجهِ النَّجاة فما لها سببٌ ولا يَدنو لها مُتناوَلُ يأتيكَ مِن ألطافِه الفرجُ الذي لم تَحتسبْه وأنتَ عنه غافِلُ وأنشد علي بن مهدي لبعضهم[5]: عسى الكرْب الذي أمسيت فيه يكونُ وراءَه فرَجٌ قريبُ فيأمن خائفٌ ويُفكُّ عانٍ ويأتي أهلَه النائي الغريبُ فيا ليتَ الرِّياح مُسخَّرات بحاجتنا تُبادرُ أو تَؤوبُ فتُخبرنا الشَّمالُ إذا أتينا وتُخبِرُ أهلَنا عنا الجَنوبُ فإن يكُ صدْر هذا اليوم ولَّى فإنَّ غدًا لناظرِه قريبُ * وقال عبد بن الزَّبير - بفتح الزاي وكسر الباء - الأسدي[6]: لا أحسبُ الشرَّ جارًا لا يُفارِقُني ولا أحزُّ على ما فاتني الودجا أخْلِقْ بذي الصبْر أن يَحظى بحاجتِه ومُدْمِنِ القرع للأبواب أن يَلِجَا وما نزلت من المكروه منزلة إلا وثقت بأن ألقى لها فرجا قال محمود الوراق[7]: علامَ يَشقى الحريص في طلب الرِّز ق بطول الرَّواح والدَّلجِ يا قارع الباب ربَّ مجتهدٍ قد أدمنَ القرعَ ثمَّ لم يَلِجِ وربَّ مستولِجٍ على مهَلٍ لم يشقَ مِن قرعِه ولم يهجِ فاطوِ على الهمِّ كشحَ مصطبرٍ فآخر الهمِّ أول الفرَجِ وقال إبراهيم بن عبدالرحمن بن أبي الفضل[8]: لا تخشَ مِن شدَّةٍ ولا نصبِ وثِقْ بفضْلِ الإله وابتهجِ وارج إذا اشتدهم نازلة فآخر الهم أول الفرجِ وقال إبراهيم بن العباس الصولي[9]: ولربَّ نازلة يضيق بها الفتى ذرعًا وعند الله منها مخرَجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها فُرجت، وكان يظنُّها لا تُفرج ويروى لأبي محجن الثقفي[10]: عسى فرجٌ يأتي به الله إنَّه له كلَّ يومٍ في خليقته أمرُ عسى ما ترى ألاَّ يدوم وأن ترى له فرجًا ممَّا ألحَّ به الدَّهر إذا اشتدَّ عسرٌ فارج يسرًا فإنَّه قضى الله أنَّ العسر يتبعه اليسر وقال آخر[11]: إذا أنت لم تَقدِر على ترك عشرة لذي شوكة فانصحْ وعاشرْهُ بالصِّدقِ ولا تضجرنْ مِن ضيقِ ما قد لقيته عسى فرج يأتيك مِن خالقِ الخَلقِ وقال أحمد بن حمزة البوني[12]: لطائف اللهِ وإن طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف سجى كم فرجٍ بعد إياسٍ قد أتى وكم سرورٍ قد أتى بعد الأسى! وقول غيره[13]: توقع صنعَ ربك سوف يأتي بما تهواه من فرج قريبِ ولا تيئسنْ إذا ما ناب خطبٌ فكم في الغيب من عجبٍ عجيبِ وقال آخر[14]: روِّح فؤادك بالرِّضا ترجع إلى رُوحٍ رطيبِ لا تيأسنَّ وإن ألحَّ الدَّهر مِن فرجٍ قريبِ [1] حياة الحيوان الكبرى (2 / 328) للدميري، وفيات الأعيان (6 / 399 - 400)، وانظر: مجموعة القصائد الزهديات (1 / 467 - 468) للسلمان، وقيل: تنسب لعلي ابن أبي طالب، وهي في الديوان المنسوب إليه، ونسبها غير واحد ومنهم: أبو طاهر السِّلَفي في: "الثلاثون من المشيخة البغدادية" لأبي علي بن مقلة. [2] في بعضها: " وَاطْمَأَنَّتْ". [3] في بعضها: " غَوْثٌ ". [4] حياة الحيوان الكبرى (2 / 211)، وانظر: مجموعة القصائد الزهديات (1 / 6). [5] شعب الإيمان (7 / 208) للبيهقي، ويقال: إنها لهدبة بن الخشرم. [6] الوافي بالوفيات للصفدي، وليس فيه البيت الثاني وهو من الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (12 / 6300). [7] بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر. [8] خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي. [9] البداية والنهاية (10 / 345) لابن كثير، ووفيات الأعيان (1 / 46)، وتنسب للإمام الشافعي - رحمه الله - وهي في ديوانه المنسوب له! [10] بهجة المجالس وأنس المجالس، والآداب الشرعية والمنح المرعية (3 / 275) لابن مفلح، وقيل: هي للمنتصر بن بلال الأنصاري؛ انظر: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 159) لابن حبان. [11] نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة (1 / 179) للمحبي. [12] المستطرف (2 / 542) للأبشيهي. [13] المنفرجتان لابن النحوي والغزالي (ص: 48). [14] بهجة المجالس وأنس المجالس. |
#2
|
||||
|
||||
من معين الشعر في الفرج بعد الشدة (2) بكر البعداني قال الكريزي[1]: لعَمرُك ما طولُ التعطُّلِ ضائري ولا كلُّ شُغْلٍ فيهِ للمرءِ مَنفعَهْ إذا كانَت الأرزاق في القُرب والنَّوى عليكَ سواءٌ فاغتنِمْ راحةَ الدَّعَه وإن ضِقتَ فاصبِر يَفْرِجِ اللهُ ما تَرى ألاَ رُبَّ ضيقٍ في عواقبِه سعَه وقال منصور الفقيه[2]: إذا الحادثاتُ[3] بلَغْنَ المدى وكادَت لهنَّ تَذوب المُهَجْ وحلَّ البلاءُ وقلَّ الوفا[4] فعِندَ التَّناهي يَكونُ الفرَجْ وقال آخر[5]: واصبِرْ على الدَّهر إن أصبَحتَ مُنغمِرًا بالضِّيق في لُججٍ تَهوي إلى لُججِ فما تَجرَّع كأسَ الصَّبرِ معتصمٌ بالله إلاَّ أتاه اللهُ بالفرَجِ لا تيئسَنَّ إذا ما ضِقتَ مِن فرَجٍ يأتي به الله في الرَّوحاتِ والدُّلَجِ وإن تضايَق بابٌ عنكَ مُرتَتِجٌ فاطلُبْ لنفسِك بابًا غيرَ مُرتتجِ وقال الآخر[6]: عسى فرَجٌ يكون عَسى نُعلِّل نَفْسَنا بعَسى وأقرَبُ ما يكون المرْ ءُ مِن فرَجٍ إذا يَئِسا وقال أبو العتاهية[7]: النَّاس في الدِّين والدُّنيا ذَوو درَجِ والمالُ ما بين مَوقوفٍ ومُختلجِ مَن عاش قضَّى كثيرًا من لُبانَتِه وللمَضايقِ أبوابٌ مِنَ الفرَجِ[8] مَن ضاق عنك فأرضُ الله واسعةٌ في كلِّ وجهٍ مضيقٍ وجهُ مُنفرجِ قد يُدرك الرَّاقدُ الهادي برَقدتِه وقد يَخيب أبو الرَّوحاتِ والدُّلجِ خيرُ المذاهب في الحاجات أنجحُها وأضيقُ الأمر أدناهُ مِن الفرجِ وقال القاضي الكبير الأستاذ الشهير أبو العباس أحمد بن الغماز البلنسي نزيل إفريقية[9]: يا صاحبَ الهمِّ إن الهمَّ منفرِجٌ كَم مِن أمورٍ شِدادٍ فرَّجَ اللهُ اليأسُ يَقطع أحيانًا بصاحبِه لا تيئسنَّ فإن الفاتح اللهُ الله حَسبُك فيما عُذتَ مِنه به وأينَ يأمَنُهم مَن حسبُه اللهُ إذا قضى اللهُ فاستَسلِم لقُدرته ما لامرئٍ حيلةٌ فيما قَضى اللهُ سلِّمْ إلى اللهِ فيما شاء وارضَ به فالخيرُ أجمعُ فيما يَصنَع اللهُ وقال آخر[10]: يا صاحبَ الهمِّ إن الهم منفرجٌ أبشِرْ بخيرٍ فإن الفارجَ اللهُ اليأسُ يقطع أحيانًا بصاحبِه لا تيئسنَّ فإن الكافيَ اللهُ إذا ابتُليتَ فثِقْ باللهِ وارضَ به إنَّ الذي يَكْشف البلوى هو اللهُ [1] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 150) لابن حبان، الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 275) لابن مفلح، وبهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر، ونسبَها الزمخشري في ربيع الأبرار لأبي حكيمة الكاتب. [2] بهجة المجالس وأنس المجالس، وانظر: الكشكول (2/ 89) للعاملي، والروض المعطار في خبر الأقطار (ص: 44) للحِميري، وتنسب لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهي في ديوانه المطبوع! [3] في بعضها: "النَّائباتُ". [4] في بعضها: " العَزاءُ". [5] بهجة المجالس وأنس المجالس، والآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 275)، ولم يذكر سوى البيتين الأولين فقط. وانظر: من أعذب الشعر (ص: 63). [6] مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي (3/ 169). [7] بهجة المجالس وأنس المجالس. [8] وذكر هذا البيت ابنُ عبدالبر في موضع آخر من كتابه. [9] من حاشية إحسان عباس على نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (4/ 316) للتلمساني. [10] المحاسن والأضداد (ص: 112) للجاحظ. |
#3
|
||||
|
||||
من معين الشعر في الفرج بعد الشدة (3) بكر البعداني وقال ابن المحنني لنفسه[1]: يا ساهرَ الطَّرْف في همٍّ وفي حزَنٍ حليفَ وَجْدٍ ووَسْواسٍ وبَلْبالِ لا تَيئسنَّ فإن الهمَّ منفرجٌ والدهرُ ما بين إدبارٍ وإقبالِ أما سَمعتَ ببيتٍ قد جَرى مثلاً ولا يُقاس بأشباهٍ وأشكالِ ما بينَ رقْدَةِ عينٍ وانتباهَتِها يُقلِّبُ الدهرُ مِن حالٍ إلى حالِ وقال بعضهم[2]: الحمدُ لله نِعمَ القادرُ اللهُ الخيرُ أجمَع فيما يَصنع اللهُ إنَّ البلايا بأقوام موكَّلةٌ هي البلايا ولكِنْ حسبُنا اللهُ كذا قَضى الله فاستسلِم لقُدرته ما لامرِئٍ حيلةٌ فيما قَضى اللهُ إذا ابتُليتَ فثِق بالله وارضَ به إن الذي يَكشف البلوى هو اللهُ دَع ما سوى الله كلٌّ عنكَ ذو عِللٍ الله حسبُك مِن كلٍّ لكَ اللهُ كَم من همومٍ وأحزانٍ بُليتَ بها حلَّت عليَّ فكان الكافِيَ اللهُ يا صاحب الهمِّ إنَّ الهم منفرجٌ أبشر بخيرٍ كأَنْ قد فرَّجَ اللهُ وقال بعضهم[3]: رويدَك فارقُبْ لِلَّطائفِ مَوقعًا وخَلِّ الذي مِن شرِّه يُتوقَّعُ وصَبرًا فإنَّ الصبرَ خيرُ تميمةٍ ويا فوزَ مَن قد كان للصبرِ يَرجعُ وبِتْ واثقًا باللُّطفِ مِن خير راحمٍ فألطافُه مِن لَمحةِ العينِ أسرعُ وإنْ جلَّ خطبٌ فانتظِر فرَجًا له فسوف تراهُ في غدٍ عنكَ يُرفعُ وكُن راجعًا للهِ في كلِّ حالةٍ فليس لنا إلاَّ إلى اللهِ مَرجعُ وقال أبو العتاهية[4]: هي الأيَّام والغِيَرُ وأمرُ اللهِ مُنتظَرُ أتيئَسُ أن تَرى فرَجًا فأين اللهُ والقدَرُ؟! وقال بعضهم[5]: إذا تضايق أمرٌ فانتَظِر فرَجًا فأصعبُ[6] الأمر أدناهُ مِنَ الفرجِ ولبعضهم[7]: وكم جَزِعَت نفوسٌ عن أمورٍ أتى مِن دونها فرَجٌ قريبُ وقال الشاعر البُرعي[8]: إلهي أنت تَعلمُ كيف حالي فهَل يا سيِّدي فرَجٌ قريبُ وكم مُتملِّقٍ يُخفي عِنادي وأنتَ على سَريرته رقيبُ وحافِرِ حُفرةٍ لي هارَ فيها وسَهم البغي يَدري مَن يصيبُ وممتَنعِ القُوى مُستضعَفٌ لي قصَمتَ قُواه عنِّي يا حَسيبُ وذي عَصبيَّةٍ بالمكرِ يَسعى إلى سَعيٍ به يومٌ عصيبُ فيا ديَّان يومِ الدِّينِ فرِّج همومًا في الفؤاد لها دبيبُ وقال محمد بن بشير الخارجي[9]: إنَّ الأمور إذا انسدَّت مَسالكها فالصَّبر يَفتقُ منها كلَّ ما ارتُتِجا لا تيئسنَّ وإن طالَت مُطالَبةٌ إذا استَعَنتَ بصبرٍ أن تَرى فرَجا أخلِقْ بذي الصَّبر أن يَحظى بحاجتِه ومُدمِنِ القَرع للأبواب أن يَلِجا وقال أبو علي الواعظ[10]: هوِّنْ عليك فكلُّ الأمر يَنقطعُ وخلِّ عنك ضَباب[11] الهمِّ يَندفِعُ فكلُّ همٍّ له مِن بَعده فرَجٌ وكل كربٍ[12] إذا ما ضاق يتَّسعُ إنَّ البلاء وإن طال الزَّمانُ به فالموتُ يَقطعه أو سوف ينقطعُ ولبعضهم[13]: يا قلبُ لا تَكُ قانطًا لا بدَّ من فرَجٍ قريب وقال يوسف بن محمد بن يوسف التوزري[14]: اشتَدِّي أزمَةُ[15] تَنفرجي[16] قد آذنَ ليلُكِ بالبلَجِ ولبعضهم[17]: اشتدِّي أزمةُ تنفرجي فالضِّيق مَنوطٌ بالفرَجِ والعُمْرُ يَؤول إلى يُسرٍ والرُّوح تُراح مِنَ الحرَجِ [1] معجم البلدان (1 /251) لياقوت الحموي، وانظر: تاج العروس من جواهر القاموس (34 /469) للزَّبيدي. [2] انظر: معجم ابن عساكر رقم: (839). [3] أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقري، وأدب الكاتب (ص: 1) لابن قتيبة. [4] الأغاني (4/84) لأبي الفرج الأصفهاني، والبصائر والذخائر (6/216) لأبي حيان التوحيدي، وبهجة المجالس وأنس المجالس. [5] شعب الإيمان (12 /364) للبيهقي، وانظر: البيان والتبيين (ص: 386) للجاحظ، ومجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي (3 /169)، والفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (12 /6311). [6] وفي بعضها: "فأضيق". [7] مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي (3 /169). [8] من ديوان البرعي. [9] وقيل: بشر؛ البيان والتبيين (ص: 390) للجاحظ، وبهجة المجالس وأنس المجالس، والذخائر والعبقريات (1 /148) للبرقوقي. وانظر: الجواهر الحسان في تفسير القرآن (3 /15) للثعالبي، والوافي بالوفَيات للصفدي، ولم يذكر سوى بيتين. [10] البداية والنهاية (10 /318) لابن كثير. وانظر: بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم، والآداب الشرعية والمنح المرعية (3 /275). وبهجة المجالس وأنس المجالس وعزاها لمحمد بن حازم الباهلي وهي في ديوانه. [11] وفي بعضها: " عنان". [12] وفي بعضها: " أمرٍ". [13] سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر؛ للمرادي. [14] هو ناظم "المنفرجة" والتي مطلعها: اشتدِّي أزمةُ تنفرجي انظر: الأعلام (8 /247) للزركلي، وانظر: طبقات الشافعية الكبرى (8 /56) تاج الدين السبكي. [15] ويقال: إن (إزمة) امرأة وهذا اسمها، أخذها الطلق، فقيل لها ذلك، أي: تصبَّري يا إزمة؛ حتى تنفرجي عن قريب بالوضع. قال الحافظ: "نقلت ذلك من خط مغلطاي في حاشية أُسْد الغابة"؛ الإصابة في تمييز الصحابة (8/6). [16] يزعم البعض أن هذا شطر حديث، وهذا غير صحيح؛ فهو موضوع. انظر: الضعيفة رقم: (2391). [17] بغية الطلب في تاريخ حلب؛ لابن العديم. |
#4
|
||||
|
||||
من معين الشعر في الفرج بعد الشدة (4) بكر البعداني قال مسكينٌ الدَّارمي[1]: وأقطَعُ الخرقَ بالخرقاءِ لاهيةً إذا الكواكبُ كانت في الدُّجى سُرُجا ما أنزلَ الله بي أمرًا فأكرَههُ إلاَّ سيَجعلُ لي مِن بَعدِه فرَجا وقال آخر[2]: إن يَكُن يومي تولَّى سعدُه وتَداعى لي بنَحْسٍ ونكَدْ فلعلَّ الله يَقضي فرَجًا في غَدٍ مِن عندِه أو بعدَ غَدْ وقال بعضهم[3]: صبِّر الَّنفس عند كلِّ مُلمٍّ إنَّ في الصَّبر حيلةَ المُحتالِ لا تَضِق في الأمورِ ذَرعًا فقَد[4] يُكْ شَفُ غُمَّاؤها بغيرِ احتيالِ ربَّما تجزعُ الُّنفوسُ مِنَ الأمْ رِ له فُرْجةٌ كحَلِّ العِقالِ قد يُصاب الجبانُ في آخرِ الصفْ فِ ويَنجو مُقارع الأبطالِ قال العطوي[5]: مُستشعِرُ الصَّبرِ مَقرونٌ به الفرَجُ يُبلى ويَصبرُ والأشياء تَرتتجُ[6] حتَّى إذا بلغَت مكنونَ[7] غايتِها جاءَتك تَزها[8] وفي[9] ظَلْمائها السُّرجُ فاصبِر ودُم واقرَعِ البابَ الَّذي طلعَت منه المكارهُ والمُغرى به يَلج[10] يُقدِّر اللهُ فارجُ اللهَ وارضَ به ففي إرادتِه الغمَّاءُ تنفرجُ وقال أبو العتاهية[11]: هوِّن عليك مَصائر الدْ دُنيا تَعُد[12] سُبلاً فِجاجا لا تضجَرنَّ لضيقةٍ يومًا فإنَّ لها انفِراجا وقال آخر[13]: كن لما لا تَرجو مِن الأمرِ أرجى مِنكَ يومًا لِمَا له أنت راجِ إنَّ موسى مَضى لِيَطلبَ نارًا من ضياءٍ رآه والَّليلُ داجِ فأتى أهلَه وقد كلَّم اللَّ هَ وناجاه وهْو خيرُ مُناجِ وكذا الأمرُ كلَّما ضاق بالنَّا سِ أتى اللهُ فيه بالإنفِراجِ وقال ابن نُباتة[14]: أقولُ لقلبيَ العاني تصَبَّرْ وإنْ بعُدَ المساعدُ والحبيبُ عسى الهمُّ الذي أمسيتَ فيه يكونُ وراءهُ فرجٌ قريبُ وقال بعضهم[15]: اصبِر على الزمَنِ العَصيبْ فلكلِّ مجتهدٍ نصيبْ وتعلَّمِ الصبرَ الجمي لَ إذا نظَرتَ إلى الحبيبْ ستَجيء أيامٌ غدًا أصفى مِنَ اللبنِ الحليبْ فالصَّبر يأتي دائمًا مِن بَعدِه فرَجٌ قريبْ وقال أبو هلال الحسن بن عبدالله بن مهران العسكري[16]: لكلِّ مُلمَّةٍ فرجٌ قريبٌ كمثلِ الليلِ يَتلوهُ الصباحُ وإنَّ لكلِّ صالحةٍ فسادًا كذاك لكلَ فاسدةٍ صلاحُ وللأيام أيدٍ باسطاتٌ وأفنيةٌ مُوسعةٌ فِساحُ وقد تَأتي وأوجُهها صِباحٌ كما تأتي وأوجهُها قِباحُ وللحالاتِ ضيقٌ واتِّساعٌ وللدنيا انفِلاقٌ وانفتاحُ فلا تجزع لها واصبِرْ عليها فإنَّ الصبرَ عُقباهُ النجاحُ وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهَت فمقرونٌ بها الفرجُ المتاحُ لكلِّ ملمةٍ فرجٌ قريبٌ كمثلِ الليلِ يتلوهُ الصباحُ وقال عبدالغفار الأخرس[17]: وكم لله من فرَجٍ قريبٍ وكم للعَبدِ من سعَةٍ وضيقِ وقال بعضهم[18]: لا بدَّ مِن فرَجٍ قريبِ يَأتيك بالعجَبِ العجيبِ [1] التذكرة السعدية للعبيدي. [2] مجمع الأمثال (2/ 422) لأبي الفضل النيسابوري، وبهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر. [3] تاريخ دمشق (67/ 115) ابن عساكر، وتهذيب الكمال (34/ 128) للمزي، وانظر: بهجة المجالس وأنس المجالس، ونظم الدرر في تناسب الآيات والسور (1/ 481) لبرهان الدين البقاعي. [4] في بعضها: "لا تضيقن في الأمور فقد". [5] السحر الحلال في الحكم والأمثال (ص: 35) لأحمد الهاشمي، وبهجة المجالس وأنس المجالس. [6] في بعضها: "تنتهج". [7] في بعضها: "مقدور". [8] في بعضها: "تضحك". [9] في بعضها: "عن". [10] في بعضها: "منه المطامع فالمغرى به يلج". [11] ديوان أبو العتاهية (ص: 39)، وانظر: بهجة المجالس وأنس المجالس وهي فيه من قول: هلال بن العلاء الرَّقّي. [12] وفي بعضها: "تكن". [13] بهجة المجالس وأنس المجالس. [14] ديوان ابن نباتة المصري (ص: 231). وانظر: الكشكول (1/ 38) للعاملي. [15] موسوعة الرقائق والأدب (ص: 333) للحَمَدَاني. [16] ديوان المعاني (2/ 243). [17] ديوان عبدالغفار الأخرس (ص: 400). [18] نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (4/ 364)، والروض المعطار في خبر الأقطار (ص: 290). |
العلامات المرجعية |
|
|