اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2014, 12:37 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New القنفع الخبروع


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
إن أصحاب الأخلاق العظيمة هم الذين ينتقون أصحابهم وأصدقاءهم على أسس ومبادئ قيمة؛ ليحققوا المعنى الحقيقي لأصل من أصول عقيدتنا، وهو: (الحب في الله، والبغض في الله)، فلا تجدهم يصادقون من اتصف بصفة يبغضها الله ورسوله عليه السلام، بل ويحرصون كل الحرص على الابتعاد عن كل طريق يوصلهم إلى الوقوع في شِراك هذه الصفات الدنيئة.

إن النميمة من أقبح الصفات التي لا بد أن نحذر منها ومن صاحبها؛ ولذلك هي من الصفات المذمومة التي ذم الله تعالى من اتصف بها، فقال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ [القلم: 10 - 13].

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "النَّمَّام الذي يمشي بين الناس، ويحرش بينهم، وينقل الحديث لأجل الإفساد بين الناس".

أحبتي، من الجهل بمكان أن نتساهل بالكبائر ونترك الصغائر، وللأسف واقعنا يَعِجُّ في هذا الفصام النكد الذي يصغر الكبيرة ويكبر الصغيرة، فتجد من هؤلاء من هو حريص على الإنكار للذنوب الصغيرة التي ليس لها حد في الدنيا ولا عقوبة في الآخرة، ويتساهل في الإنكار على النمام أو المغتاب على الرغم من إجماع العلماء على أن الغيبة والنميمة من الكبائر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة نمّام))، وقال ابن حجر الهيتمي في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر: "عمل النَّمام أضرُّ من عمل الشيطان؛ فإنَّ عمل الشيطان بالوسوسة، وعمل النَّمام بالمواجهة".

وما ذاك إلا لخسة طبعه ودناءة همّته، ففي نفسه تشتعل النيران التي لا يطفئها إلا التحريش بين الناس، والسعي في تخريب وتدمير العلاقات الشخصية بين الناس، والأدهى والأمرُّ حينما تكون هذه النميمة وسيلة لَهْو وتسلية، فضعف الإيمان، وحب الظهور، وطلب المصلحة الشخصية، والحرص على تتبع عورات الآخرين - من أعظم الأسباب الدافعة للنمام أن يسعى في نميمته، وخاصة مَن ألبس نميمته لباس الإصلاح والتوجيه، وغطاها بأسلوب عاطفي مشفق، وإنما هو المفسد الذي يجب علينا كشف حقيقته.

وإن المؤمن الفطن المبصر لحقيقة ما نعيشه في كثير من الخلافات، شخصية ًكانت أو جماعية، سواء كان ذلك على المستوى الفردي، أو على مستوى المجتمعات الصغيرة كالأسرة، أو الكبيرة كالقبيلة، أو على مستوى البيئة التي قد نوجد فيها في أغلب أوقاتنا كقطاعات الأعمال العامة والخاصة وغيرها من الجهات والمستويات - يجد أن سببها هو نقل الكلام والحديث في هذا وذاك، فالنميمة هي الشرارة الأولى لهذه الخلافات التي فرقت جمعنا، وأضعفت قوتنا.

وفي ذلك قال أحد الشعراء:
تنحَّ عن النَّمِيمَةِ واجتنبْها
فإنَّ النمَّ يحبطُ كلَّ أجرِ
يثيرُ أخو النَّمِيمَةِ كلَّ شرٍّ
ويكشفُ للخلائقِ كلَّ سرِّ
وي***ُ نفسَه وسواه ظلمًا
وليس النَّمُّ مِن أفعالِ حُرِّ


لقد كان لزامًا على كل مسلم أن يتجنب هذا الخلق الوضيع، بل ويحرص على عدم مصاحبة ومصادقة من كانت هذه صفته، بل من الواجب علينا جميعًا الوقوف في وجه كل نمّام يحاول إفساد علاقاتنا وأخوّتنا، وأن ننبذه ونمقته، فلا نضع له في قلوبنا أثرًا، ولا في مجالسنا مكانًا.

وقد قيل في ذلك:
لا تقبلنَّ نميمةً بُلِّغتَها
وتحفظنَّ مِن الذي أنباكها
إنَّ الذي أهدى إليك نميمةً
سينمُّ عنك بمثلِها قد حاكها


قال الغزالي في إحياء علوم الدين: "كل مَن حُملت إليه النَّمِيمَة وقيل له: إنَّ فلانًا قال فيك كذا وكذا، أو فعل في حقك كذا، أو هو يدبر في إفساد أمرك، أو في ممالاة عدوك أو تقبيح حالك، أو ما يجري مجراه؛ فعليه ستة أمور:
الأوَّل: ألا يصدقه؛ لأنَّ النَّمام فاسق، وهو مردود الشهادة؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ ﴾ [الحجرات: 6].

الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له، ويقبّح عليه فعله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [لقمان: 17].

الثالث: أن يُبغضه في الله تعالى؛ فإنَّه بغيض عند الله تعالى، ويجب بغض من يبغضه الله تعالى.

الرابع: ألا تظنَّ بأخيك الغائب السوء؛ لقول الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ ﴾ [الحجرات: 12].

الخامس: ألا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث للتحقق؛ اتباعًا لقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12].

السادس: ألا ترضى لنفسك ما نهيت النَّمام عنه، ولا تحك نميمته، فتقول: فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نمَّامًا ومغتابًا، وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت".

وأخيرًا: تذكر أيها النمام أنك محاسب عن كل قول وفعل، وستقف أمام الحكيم ليسألك عن كل صغيرة وكبيرة، فتب إلى الله تعالى بإخلاص وصدق وعزيمة على ترك هذا الخلق المذموم، وجدّد من نفسك وعلاقاتك بين الناس، فمن أحبه الناس أحبه الله، ومن كرهه الناس كرهه الله.

[1] القُنْفُعُ: بضم القاف وسكون النون وضم الفاء والعين قال ابن منظور هو الخسيس.

[2] الخُبْرُوعُ: هو النمام، والخبرعة فعله وهي النميمة.



__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-12-2014, 02:26 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:21 AM.