|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الردُ على الشبهةِ المثارةِ حول روايةِ : " قردةٌ في الجاهليةِ زنت فرُجمت "
نصُ الأثرِ : روى الإمامُ البخاري في " صحيحه " (3849) ، كتاب مناقب الأنصار ، بابٌ القسامة في الجاهليةِ : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ ، قَدْ زَنَتْ ، فَرَجَمُوهَا ، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ . الردُ : أولاً : هذا الحديثُ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري ، فصحيحُ البخاري سماهُ : " الجامعُ المختصرُ المسندُ الصحيحُ من أمورِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلم – وسننهِ وأيامهِ " فالخبرُ ليس مسنداً للرسولِ فهو ليس على شرطِ البخاري – رحمهُ اللهُ - . فالأحاديثُ الموقوفةُ ، وهي الأحاديثُ التي تروى عن الصحابةِ ، ولا يتمُ رفعُها للنبي – صلى اللهُ عليه وسلم - ، والتي يسميها بعضُ أهلِ العلمِ " الآثار " هي ليست كذلك على شرطِ البخاري – رحمه الله - . وكذلك الأحاديثُ المعلقةُ ، وهي الأحاديثُ التي يوردها البخاري ، ويحذفُ أولَ أسانيدها ، أو يوردُ قولاً بدون سندٍ كأن يقول : " قال أنسٌ " ، أو يوردهُ بصيغةِ التمريضِ كأن يقول : " يُروى عن أنسٍ " ، وهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها بصيغةِ الجزمِ ، أو بصيغةِ التمريضِ ، فليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري ، وقد بلغت معلقاتُ البخاري في الصحيحِ ألفاً وثلاثمائة وواحداً وأربعين . ثانياً : هذا الخبرُ رواهُ عمرو بنُ ميمونٍ ، وهو من كبارِ التابعين ، وليس صحابياً ، وإنما هو ممّن أدرك الجاهليةَ ، وأسلم في عهدِ النبي – صلى اللهُ عليه وسلم – ولكنهُ لم يرهُ ، ولم يرو عنهُ ، ويطلقُ على أمثالهِ في كتبِ التراجمِ والرجالِ : " مُخَضْرَمٌ " ، ترجم له الحافظُ في " التقريب " فقال : " مُخَضْرَمٌ مَشْهُوْرٌ " [ سيرُ أعلامِ النبلاء (4/158) – والإصابةُ (3/118 ) ] . قال ابنُ الجوزي – رحمه الله : " وقد أوهم أبو مسعود بترجمةِ عمرو بنِ ميمونٍ أنهُ من الصحابةِ الذين انفرد بالإخراجِ عنهم البخاري ، وليس كذلك فإنهُ ليس من الصحابةِ ، ولا لهُ في الصحيحِ مسندٌ " . [ كشفُ المشكلِ من حديثِ الصحيحين لابن الجوزي (4/175) ] . فعمرو بنُ ميمونٍ كما قال الإمامُ القرطبي – رحمه الله – يعدُ من كبارِ التابعين من الكوفيين [ تفسيرُ القرطبي (1/442) تفسير سورة البقرة الآية 65 ] . ثالثاً : البخاري – رحمهُ اللهُ – لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِ . رابعاً : الخبرُ استنكرهُ الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ – رحمهُ اللهُ – قال الحافظُ ابنُ حجرٍ – رحمهُ اللهُ - : " وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ قِصَّة عَمْرو بْن مَيْمُون هَذِهِ وَقَالَ : " فِيهَا إِضَافَة الزِّنَا إِلَى غَيْر مُكَلَّف ، وَإِقَامَة الْحَدّ عَلَى الْبَهَائِم وَهَذَا مُنْكَر عِنْد أَهْل الْعِلْم " . [ فتح الباري لابن حجر 7/197 ( الطبعة السلفية ) ] . خامساً : استنكر الخبرَ الإمامُ الألباني – رحمه الله – فقال : " هذا أثرٌ منكرٌ ، إذ كيف يمكنُ لإنسانٍ أن يعلمَ أن القردةَ تتزوجُ ، وأن من خُلقهم المحافظةَ على العرضِ ، فمن خان ***وهُ ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها ، فمن أين علم عمرو بنُ ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535) ] . سادساً : قال الشيخُ الألباني – رحمهُ اللهُ - : " وأنا أظنُ أن الآفةَ من شيخِ المصنفِ نعيمِ بنِ حمادٍ ، فإنهُ ضعيفٌ متهمٌ ، أو من عنعنةِ هُشيم ، فإنهُ كان مدلساً " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535) ] . سابعاً : وممن ذهب إلى تضعيفِ الأثرِ محققُ " سير أعلام النبلاء " (4/159) فقد قال في الحاشيةِ : " ونعيمُ بنُ حمادٍ كثيرُ الخطأِ ، وهُشيمٌ مدلسٌ وقد عنعن " . ثامناًً : فالخبرُ ضعيفٌ في سندهِ نُعيمُ بنُ حمادٍ ، من رجالِ معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ ، روى عنهُ البخاري مقروناً بغيرهِ في الأحاديثِ أرقام ( 393-4339-7139) ، ولم يقرنهُ بغيرهِ إلا في هذا الحديثِ المقطوعِ الذي ليس على شرطهِ – رحمهُ اللهُ – حديث رقم (3849) . ونعيمُ بنُ حمادٍ قال عنه الحافظُ في " التقريب " : " صدوقٌ يخطيءُ كثيراً " ، وقال النسائي : " ضعيفٌ " ، وذكرهُ ابنُ حبان في " الثقات " وقال : " ربما أخطأ ووهم " . [ تهذيب الكمال (29/476) ] . تاسعاً : وكذلك الخبرُ ضعيفٌ لأن في سندهِِ هُشيمَ بنَ بشيرٍ الواسطي ، وهو كثيرُ التدليسِ ، وجعلهُ الحافظُ في المرتبةِ الثالثةِ في طبقاتهِ ، وهم ممن لا يُحتجُ بحديثهم إلا بما صرحوا به السماعَ ، قلتُ : ولم يصرح بالسماعِ في هذا الخبرِ . عاشراً : مال الشيخُ الألباني إلى تقويةِ هذا الأثر مختصراً دون وجود النكارةِ أن القردةَ قد زنت وأنها رُجمت بسببِ الزنا فقال - رحمه الله - : " لكن ذكر ابنُ عبدِ البر في " الاستيعاب " (3/1205) أنهُ رواهُ عبادُ بنُ العوام أيضاً ، عن حصين ، كما رواه هشيم مختصراً . قلتُ : ( القائلُ الألباني ) وعبادُ هذا ثقةٌ من رجالِ الشيخين ، وتابعهُ عيسى بنُ حطان ، عن عمرو بنِ ميمون به مطولاً ، أخرجهُ الإسماعيلي ، وعيسى هذا وثقهُ العجلي وابنُ حبان ، وروايته مفصلةٌ تبعد النكارةَ الظاهرةَ من روايةِ نعيم المختصرة ، وقد مال الحافظُ إلى تقويتها خلافاً لابنِ عبدِ البر ، والله أعلم " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535-536) ] . الحادي عشر : لو اقترضنا صحةَ الخبرِ ، فإن الراوي أخبر عما رأى في وقتِ جاهليتهِ فإنهُ لا حرج من القولِ بأن هذا ما ظنهُ لا سيما أنهُ في روايةٍ رأى قرداً وقردةً مع بعضهما فجاء قردٌ آخر ، وأخذها منهُ فاجتمع عليها القردةُ الآخرون ورجموهما. فهذه صورةُ الحكايةِ ظنها الراوي رجماً للزنى ، وهو لم يأخذ هذا حكايةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليست كذلك الراوي لها أحدُ أصحابِ النبي – صلى الله عليه وسلم - ولو أخبر بها النبي – صلى اللهُ عليه وسلم - ، وصح السندُ عنه قبلناهُ ، فإننا صدقناهُ فيما هو أعظمُ من ذلك . الثاني عشر : والغريبُ في هذا الأمرِ أن بعضَ أهلِ العلمِ قد تكلف جداً في توجيهِ هذا الخبر ، والذي كما أسلفنا ليس من قولِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – ولا من قولِ أحدٍ من الصحابةِ ، فالخبرُ مقطوعٌ على أحدٍ التابعين ، فلا أدري لم هذا التكلفُ في هذهِ الردودِ على خبرٍ ضعيفِ السندِ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري – رحمهُ اللهُ – . ومن هذهِ الأقوالِ التي فيها الكثيرُ من التكلفِ ما قالهُ بعضُ أهلِ العلم كما نقل عنهُ الحافظُ في " الفتح " : " لَعَلَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مِنْ نَسْل الَّذِينَ مُسِخُوا فَبَقِيَ فِيهِمْ ذَلِكَ الْحُكْم " . وقد ردهُ ابنُ التينِ والحافظُ ابنُ حجرٍ فقال بعد أن نقل القولَ عن ابنِ التينِ : " ثُمَّ قَالَ – أي ابن التين - : إِنَّ الْمَمْسُوخ لَا يَنْسِل قُلْت : وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد , لِمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم " أَنَّ الْمَمْسُوخ لَا نَسْل لَهُ " ( حديث رقم 2663- كتاب القدر – باب أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ) . ومن الردودِ الظاهرةِ التكلفِ هو ما أوردهُ الحافظُ عن بعضِ أهلِ العلمِ بأنهُ : " لَا يَلْزَم أَنْ تَكُون الْقُرُود الْمَذْكُورَة مِنْ النَّسْل , فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِينَ مُسِخُوا لَمَّا صَارُوا عَلَى هَيْئَة الْقِرَدَة مَعَ بَقَاء أَفْهَامهمْ عَاشَرَتْهُمْ الْقِرَدَة الْأَصْلِيَّة لِلْمُشَابَهَةِ فِي الشَّكْل فَتَلَقَّوْا عَنْهُمْ بَعْض مَا شَاهَدُوهُ مِنْ أَفْعَالهمْ فَحَفِظُوهَا وَصَارَتْ فِيهِمْ , وَاخْتُصَّ الْقِرْد بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْفِطْنَة الزَّائِدَة عَلَى غَيْره مِنْ الْحَيَوَان وَقَابِلِيَّة التَّعْلِيم لِكُلِّ صِنَاعَة مِمَّا لَيْسَ لِأَكْثَر الْحَيَوَان , وَمِنْ خِصَاله أَنَّهُ يَضْحَك وَيَطْرَب وَيَحْكِي مَا يَرَاهُ , وَفِيهِ مِنْ شِدَّة الْغَيْرَة مَا يُوَازِي الْآدَمِيّ وَلَا يَتَعَدَّى أَحَدهمْ إِلَى غَيْر زَوْجَته , فَلَا يَدَع فِي الْغَالِب أَنْ يُحَمِّلهَا مَا رُكِّبَ فِيهَا مِنْ غَيْرَة عَلَى عُقُوبَة مَنْ اِعْتَدَى إِلَى مَا لَمْ يَخْتَصّ بِهِ مِنْ الْأُنْثَى , وَمِنْ خَصَائِصه أَنَّ الْأُنْثَى تَحْمِل أَوْلَادهَا كَهَيْئَةِ الْآدَمِيَّة , وَرُبَّمَا مَشَى الْقِرْد عَلَى رِجْلَيْهِ لَكِنْ لَا يَسْتَمِرّ عَلَى ذَلِكَ , وَيَتَنَاوَل الشَّيْء بِيَدِهِ وَيَأْكُل بِيَدِهِ , وَلَهُ أَصَابِع مُفَصَّلَة إِلَى أَنَامِل وَأَظْفَار , وَلِشَفْرِ عَيْنَيْهِ أَهْدَاب " . قلتُ : لا يخفى على الناقدِ البصيرِ أن هذا التوجيهَ لا يخلو من تكلفٍ واضحٍ لا يتناسبُ مع التيسيرِ في فهمِ النصوصِ ، وإضافة قيودٍ ومحترزاتٍ لا داعي لها أصلاً ، بل توحي لقارئِها إلى وجودِ التقعرِ والتشدقِ ولي أعناقِ النصوصِ حتى تتفقَ مع من ذهب إلى هذا الرأي . ومن الغريبِ حقاً في سبيلِ ردِ هذا الخبر أن الحميدي في كتابهِ " الجمع بين الصحيحين " زعم أن هذا الخبرَ أُقحم في كتابِ البخاري ، قال الحافظُ – رحمه الله - :" وَأَغْرَبَ الْحُمَيْدِيّ فِي الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث وَقَعَ فِي بَعْض نُسَخ الْبُخَارِيّ , وَأَنَّ أَبَا مَسْعُود وَحْده ذَكَرَهُ فِي " الْأَطْرَاف " قَالَ : وَلَيْسَ فِي نُسَخ الْبُخَارِيّ أَصْلًا فَلَعَلَّهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْمُقْحَمَة فِي كِتَاب الْبُخَارِيّ " ، وقد رد الحافظ هذا القول :" وَمَا قَالَهُ مَرْدُود , فَإِنَّ الْحَدِيث الْمَذْكُور فِي مُعْظَم الْأُصُول الَّتِي وَقَفْنَا عَلَيْهَا , وَكَفَى بِإِيرَادِ أَبِي ذَرّ الْحَافِظ لَهُ عَنْ شُيُوخه الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة الْمُتْقِنِينَ عَنْ الْفَرَبْرِيّ حُجَّة , وَكَذَا إِيرَاد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا وَأَبِي مَسْعُود لَهُ فِي أَطْرَافه , نَعَمْ سَقَطَ مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيّ وَكَذَا الْحَدِيث الَّذِي بَعْده , وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون فِي رِوَايَة الْفَرَبْرِيّ , فَإِنَّ رِوَايَته تَزِيد عَلَى رِوَايَة النَّسَفِيّ عِدَّة أَحَادِيث قَدْ نَبَّهْت عَلَى كَثِير مِنْهَا فِيمَا مَضَى وَفِيمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى " . قلتُ : القولُ بإقحامِ خبرٍ أو حديثٍ ليس في أصلِ البخاري قولٌ فاسدٌ يفضي إلى عدمِ الوثوقِ بجميعِ ما في الصحيحِ ، وهذا القولُ خطأٌ ، بل ظاهرُ البطلانِ ، فلا أدري لم كلُ هذا التكلفِ في هذهِ التوجيهاتِ الباطلةِ لقبولِ خبرٍ ضعيفٍ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري رحمهُ اللهُ . الثالث عشر : إن صحت هذه الحادثةُ فتبين أن القردةَ أطهرُ من الخنازيرِ ، القائلين بجوازِ تنقلِ محارمهم بين أحضانِ الرجالِ ، وأن تكونَ في كلِ يومٍ تحت يدِ صاحبٍ ، وفي كلِ ساعةٍ في حجرِ ملاعبٍ . بل عند الرافضةِ القائلين بجوازِ إعارةِ الفروجِ ما يقتربُ من مذهبِ الخنازيرِ . فقد روى الطوسي عن محمدٍ عن أبي جعفر قال : " قلتُ : الرجلُ يُحلُ لأخيهِ فرجٌ ؟ قال : نعم ؛ لا بأس بهِ ، لهُ ما أُحل لهُ منها " ( كتاب الاستبصار3/136 ) . وذكر الطوسي في " الاستبصار " (3/141) : " عن أبي الحسن الطارئ أنهُ سأل أبا عبدِ الله عن عاريةِ الفرجِ ، فقال : " لا بأس به " . الرابع عشر : هل تعلم أن الرافضةَ ينسبون إلى جعفرٍ الصادق أنهُ قال أن الفيلَ مسخٌ ، كان رجلاً لوطياً ، وأن الدبَ كان رجلاً مخنثاً يراود الرجالَ . عن الصادقِ أنهُ قال : " المسوخُ ثلاثةُ عشر : الفيلُ ، والدبُ ، والأرنبُ ، والعقربُ ، والضبُ ، والعنكبوتُ ، والدعموصُ ، والجري ، والوطواطُ ، والقردُ ، والخنزيرُ ، والزهرةُ ، وسهيلٌ " ، قيل : يا ابنَ رسولِ اللهِ ما كان سببُ مسخِ هؤلاءِ ؟ قال : " أما الفيلُ : فكان رجلاً جباراً لوطياً ، لا يدعُ رطباً ولا يابساً. وأما الدبُ : فكان رجلاً مخنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ . وأما الارنبُ : فكانت امرأةً قذرةً لا تغتسلُ من حيضٍ ولا جنابةٍ ، ولا غيرِ ذلك ، وأما العقربُ : فكان رجلاً همازاً لا يسلمُ منهُ أحدٌ ، وأما الضبُ : فكان رجلاً أعرابياً يسرقُ الحاجَ بمحجنهِ ، وأما العنكبوتُ : فكانت امرأةً سحرت زوجها ، وأما الدعموصُ : فكان رجلاً نماماً يقطعُ بين الأحبةِ ، وأما الجري : فكان رجلاً ديوثاً يجلبُ الرجالَ عن حلائلهِ ، وأما الوطواطُ : فكان سارقاً يسرقُ الرطبَ من رؤوسِ النخلِ ، وأما القردةُ : فاليهودُ اعتدوا في السبتِ ، وأما الخنازيرُ : فالنصارى حين سألوا المائدةَ فكانوا بعد نزولها أشدَ ما كانوا تكذيباً ، وأما سهيلُ : فكان رجلاً عشاراً باليمن . [علل الشرائع (2/486) ] وعن علي بنِ أبي طالبٍ عليهم السلام ، قال : " سألتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله عن المسوخِ فقال : " هم ثلاثةُ عشر : الفيلُ ، والدبُ ، والخنزيرُ ، والقردُ ، والجريثُ ، والضبُ ، والوطواطُ ، والدعموصُ ، والعقربُ ، والعنكبوتُ ، والارنبُ ، وسهيلٌ ، والزهرةُ " . فقيل : يا رسولَ اللهِ ؛ وما كان سببُ مسخهم ؟ فقال : " أما الفيلُ : فكان رجلاً لوطياً لا يدعُ رطباً ولا يابساً ، وأما الدبُ : فكان رجلاً مؤنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ ، وأما الخنازيرُ : فكانوا قوماً نصارى سألوا ربَهم إنزالَ المائدةِ عليهم ، فلما أنزلت عليهم كانوا أشدَ ما كانوا كفراً وأشد تكذيباً ، وأما القردةُ : فقومٌ اعتدوا في السبتِ ، وأما الجريثُ : فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجالَ إلى حليلتهِ . [علل الشرائع (2/488) ] وأخيراً نقولُ : ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ * * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ ورحم اللهُ شيخَ الإسلامِ ابنَ تيميةَ عندما وصف الرافضةَ بقولهِ : " أَنَّ الرَّافِضَةَ أُمَّةٌ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا دِينٌ مَقْبُولٌ ؛ وَلَا دُنْيَا مَنْصُورَةٌ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِبًا وَجَهْلًا وَدِينُهُمْ يُدْخِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كُلَّ زِنْدِيقٍ وَمُرْتَدٍّ كَمَا دَخَلَ فِيهِمْ النصيرية ؛ وَالْإسْماعيليَّةُ وَغَيْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ يَعْمِدُونَ إلَى خِيَارِ الْأُمَّةِ يُعَادُونَهُمْ وَإِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ يُوَالُونَهُمْ وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ ؛ فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ - وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِهِمْ - لَوْ كَانُوا مِنْ الْبَهَائِمِ لَكَانُوا حُمْرًا وَلَوْ كَانُوا مِنْ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَمًا " . ا.هـ. [ الفتاوى (4/466) ] . كتبه وحرره
سعود الزمانان 13 - 5 - 1425 هـ
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
قالوا : رويتم أن قرودا رجمت قردة في زنا ، فإن كانت القرود إنما رجمتها في الإحصان فذلك أطرف الحديث ، وعلى هذا القياس فإنكم لا تدرون لعل القرود تقيم من أحكام التوراة أمورا كثيرة ، ولعل دينها اليهودية بعد . ، وإن كانت القرود يهودا فلعل الخنازير نصارى . قال أبو محمد : ونحن نقول في جواب هذا الاستهزاء : إن حديث القرود ليس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه ، وإنما هو شيء ذكر عن عمرو بن ميمون . حدثني محمد بن خالد بن خداش قال : حدثنا مسلم بن قتيبة ، عن هشيم ، عن حصين ، عن عمرو بن ميمون قال : زنت قردة في الجاهلية فرجمتها القرود ورجمتها معهم . قال أبو محمد : وقد يمكن أن يكون رأى القرود ترجم قردة ، فظن أنها ترجمها لأنها زنت ، وهذا لا يعلمه أحد إلا ظنا ؛ لأن القرود لا تنبئ عن أنفسها ، والذي يراها تتسافد لا يعلم أزنت أم لم تزن ؟ هذا ظن ، ولعل الشيخ عرف أنها زنت بوجه من الدلائل لا نعلمه ، فإن القرود [ ص: 373 ] أزنى البهائم ، والعرب تضرب بها المثل فتقول : أزنى من قرد . ولولا أن الزنا منه معروف ما ضربت به المثل ، وليس شيء أشبه بالإنسان في الزواج والغيرة منه . والبهائم قد تتعادى ويثب بعضها على بعض ويعاقب بعضها بعضا ، فمنها ما يعض ، ومنها ما يخدش ، ومنها ما يكسر ويحطم ، والقرود ترجم بالأكف التي جعلها الله لها كما يرجم الإنسان . فإن كان إنما رجم بعضها بعضا لغير زنا فتوهمه الشيخ لزنا ، فليس هذا ببعيد ، وإن كان الشيخ استدل على الزنا منها بدليل وعلى أن الرجم كان من أجله ، فليس ذلك أيضا ببعيد ؛ لأنها على ما أعلمتك أشد البهائم غيرة وأقربها من بني آدم أفهاما . قال أبو محمد : وأنا أظن أنها الممسوخ بأعيانها توالدت . واستدللت على ذلك بقول الله - عز وجل قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير فدخول الألف واللام في القردة والخنازير يدل على المعرفة ، وعلى أنها هي القردة التي نعاين ، [ ص: 374 ] ولو كان أراد شيئا انقرض ومضى لقال : وجعل منهم قردة وخنازير . إلا أن يصح حديث أم حبيبة في الممسوخ فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . ولسنا نقول : إنها فعلت ذلك لأنها علمت بحكم التوراة كما يقول المستهزئ . ولكنا نقول : إنها عاقبت بالرجم ، إما على الزنا أو على غير ذلك من أجل أكفها ، كما يخدش غيرها ويعض ويكسر إذا كانت أكفها كأكف بني آدم ، وكان ابن آدم لا ينال ما يريد أذاه إذا بعد عنه إلا بالرجم ، ومما يزيد في الدلالة على أن القرود هي الممسوخ بأعيانها إجماع الناس على تحريمها بغير كتاب ولا أثر ، كما أجمعوا على تحريم لحوم الناس بغير كتاب ولا أثر .
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت عل إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعل آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد الرجل الفاضل والعالم الكبير الذي له اهلية وشهد له اهل العلم بالاهليه وانا اؤكد على كلمة الاهليه كل هؤلاء المتكلمين ليس لهم اهليه في الحقيقة اليوم يقولون هذا الصحفي الذي اثار الدنيا يقول ان البخاري مسلم ليسو معصومين وفيهم اخطاء انا اقول هذا الرجل اخترع فرية ويرد عليها ما هي الفرية التي اخترعها التي ما قال بها عالم قط وانا اقول قط فقط عالم وليس جاهل ما قال بها عالم قط ان صحيح ومسلم كان قران لا فيه احاديث انتقدها اهل العلم وليس الجهلة فالمسأله لو انها ما بين اهل العلم لا يوجد اطلاقا اي مشاكل الخلاف بين اه العلم جائز لا فرق بين غالبهم ولا المغلوب بس يكونوا من اهل العلم وامن اصحاب الاهليه لكن لا ياتي جاهل يردد كلام اهل العلم يقول الدارقطني اعترض على البخاري في احاديثه نعم يا ابني هذا الدارقطني ليس انت الدارقطني عندما يعترض رجل يأتي بحجة وقوانين الرواية لا تقول الدارقطني اعترض لماذا لا اعترض انا وقد وقع شيء من هذا لي مع بعض من له منصب كبير في المسائل الشرعيه وجدته كتب في مجلة من المجلات ان البخاري له احاديث ضعيفة فانا لم اتصور ابدا مع علو منصب هذا الرجل ان يتكلم بهذا الكلام فشددت الرحل من بلدي اليه هنا في القاهرة ودخلت عليه قلت له يا فلان والله المجلة الفلانية كتبت تحت عنوان البخاري في احاديث ضعيفة ونسبت اليك انك تقول كلام ان يوجد احاديث ضعيفة فانا خايف يكونوا دسوا عليك الكلام وان لاتكون انت تكلمت بهذا الكلام قال لا انا تكلمت فيه فعلا قلت له انا رجل متخصص في علم الحديث ثلاثين سنة وما اعلم عالما قال ان البخاري فيه احاديث مكذوبة فهل تستطيع ان تعلمني الان هل فيه احاديث مكذوبة في البخاري ما هي قال لي ساحضر لك المتخصصين يردوا عليك قلت له لكن فضيلتك الذي كتبت انا ليس لي علاقة بالمتخصصين انت فضيلتك الذي كتبت قال لي بالنص الذي احفظه ونقش على صفحة قلبي الكل يتكلم في البخاري وقفت علي انا المسأله اصبحت سداح مداح الدارقطني يتكلم في حديث البخاري يأتي كُسير وعُوير وثالث ما فيه خيريقول وانا كمان مثل الدارقطني هذه هي الفوضى الني نعيش فيها الان مثل ما قلت لكم الدين علوم الاسلام ليس لها حمى لا يوجد احد يحمي علوم الاسلام كله مباح كل واحد يتكلم على هواه اول ما تقول له ممنوع الكلام حينها يتباكى على حرية الراي ويرفعه للمجلس العالمي حقوق الانسان والكلام وقصفو اقلامنا يقوموا الدنيا ولا يقعدوها لاجل ان يتكلم الكلام الذي يريده لا لا يجوز ان يتكلم في دين الله عز وجل الا من له اهليه فانا اقول ان بعض اهل العلم الكبار ممكن يند عليه عبارة فهم نص او نصين او ثلاثة لان الفهم في العلم شيء ومعرفة العلم شيء اخر ممكن يبقى الدليل عندي دليل واحد انا لا اعرف ان اخرج منه الا فائدة واحده يأتي عالم من العلماء يخرج منه مئة فائدة الفرق بيني وبين هذا العالم انني نظرت الى ظاهر الكلام انما العالم الاخر تصرف في الكلام عنده دلائل منطوق وعنده دلالة مفهوم عنده مفهوم موافقة وعنده مفهوم مخالفة وهذه كلها عبارة عن قوانين العالم ممكن يقلب الدليل الواحد يخرج منه عشرات الاحكام وواحد ثاني لا بعرف ان يخرج منه حكم واحد نأتي اليوم الى بعض النماذج صاحبنا يقول لك البخاري ومسلم من اكبر العلماء لكن لا يوجد احد معصوم انا اريد ان اقول شيئا هل هناك عالم في الدنيا قال ان البخاري ومسلم كالقران لا يجوز لاحد ان ينظر في حرف فيهما هذا الكلام ما قاله عالم قط اذا الرجل اخترع الدعوة ويرد على الذي اخترعه والا فمعلوم عند العلماء ان اصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل هما البخاري ومسلم هذا ليس معناه لا يوجد احاديث فيها اخذ ورد وفيه اخذ ورد وكل العلماء قالوا هذا وسجل السيوطي هذا الكلام في الفيته في علم الحديث قال انه كان زمان العلماء بيصنفوا الكتب على الابواب باب في الطهارة باب في الزكاة باب في النكاح ويرديون احاديث كيفما اتفقوا واحاديث فيها صحيح او احاديث موصولة او احاديث مثلا منقطعة الاسناد او كلام كذا كان ذلك في الاول لحد البخاري جاء وغير وجه الدنيا في التصاريف قال السيوطي رحمه الله في الالفيه أَوَّلُ جامِعِ الحَديثِ والأَثَرْ اِبْنُ شِهابٍ آمِرًا لَـهُ عُمَرْ عمر بن عبد العزيز وَأَوَّلُ الجَامِعِ لِلأَبْـوَابِ (الجماعة في الابواب باب في كذا وباب في كذا ) جَمَاعَةٌ فِي العَصْرِ ذُو اقْتِرَاب كَابْنِ جُرَيْجٍ (مكة) وَهُشَيْمـٍ (واسط)مَالِكِ (في المدينة)وَمَعْمَرٍ (في اليمن )وَوَلَدِ المُبَـارَكِ(في خرسان كَابْنِ جُرَيْجٍ وَهُشَيْمـٍ مَالِكِ وَمَعْمَرٍ وَوَلَدِ المُبَـارَكِ وَأَوَّلُ الجَامِعِ بِاقْتِـصَارِ عَلَى الصَّحِيحِ فَقَطِ البُخَارِي وَمُسْلِمٌ مِنْ بَعْدِهِ، وَالأَوَّلُ عَلَى الصَّوَابِ فِي الصَّحِيحِ أَفْضَلُ وَانْتَقَدُوا عَلَيْهِمَا يَسِيرَا [فَكَمْ تَرَى نَحْوَهُمَا نَصِيرَا] وَلَيْسَ فِي الْكُتْبِ أَصَحُّ مِنْهُمَا بَعْدَ الْقُرَانِ وَلِهَذَا قُدِّمَا انظر السيوط يقول وَأَوَّلُ الجَامِعِ بِاقْتِـصَارِ عَلَى الصَّحِيحِ فَقَطِ البُخَارِي هو الذي اقتصر على الصحيح فقط وَمُسْلِمٌ مِنْ بَعْدِهِ، وَالأَوَّلُ (البخاري) عَلَى الصَّوَابِ فِي الصَّحِيحِ أَفْضَلُ وَانْتَقَدُوا عَلَيْهِمَا يَسِيرَا ها اثبات انه يوجد علماء انتقدو البخاري والمسلم احاديث لكن احاديث يسيرة بجنب ما جمعوا [فَكَمْ تَرَى نَحْوَهُمَا نَصِيرَا]العلماء الذين جاءوا بعد ذلك وجدوا الدارقطني أعل بعض الاحاديث قالوا انت مخطىء يالدارقطني وراي البخاري اصوب وراي مسلم اصوب لماذا اصوب لان اثنين ثلاثة اربعة الدليل الاولاني الثاني الثالث الرابع ولا مانع ان يكون الدارقطني قد اصاب لكن هذا مجتهد مع مجتهد ومعروف عند اهل العلم ان قول المجتهد ليس بحجة على مجتهد اخر مثل ان البخاري وزنه ثقيل الدارقطني له وزن ثقيل والاثنين عندما يتكلموا عارفين الكلام الذي يتكلموه لماذا مثل ما قولت لكم زمان وانا باشرح في مصطلح نحن عندنا اي خر من الاخبار اي رواية يجب ان يكون لها راوي اذا انا عندي رواية وعندي راوي من الاصل ومن الفرع الاصل الراوي والرواية فرع عن الراوي انا عندما اقول حدثني فلان انا الاصل لاني انا الذي قلت الكلام فالكلام فرع علي انا الاصل والرواية فرع فالرواة مثلما قلنا لاجل انا اقبل كلام راوي من الرواة لا بد ان اعرف مرتبة هذا الراوي من الضبط والاتقان والدين هل خبره ينفع ام لا اذا كان ثقة ثبتا امين دينا خيرا اشتهر تعديله وقل جارحه او جرحه احدا غير مفسر جرح مجمل معناه اخذ رواية هذا الراوي الحكم على الرواة مسألة اجتهادية واحد ذهب وسافر الى البلاد ووسأل عن الراوي وعرف اصله وفصله واحد لم يسافر ولم يبذل هذا المجهود من الذي يقدم قوله على الثاني في الحكم على الراوي الذي سافر وسمع اخباره وتعب عليه واحضر اقوال الدنيا فيه هذا اقول له لا هذا الذي يعرف بالراوي انت لا تعرف اذا هذا يقدم الذي بحث وصبر وهذا الكلام قال لك الراوي ثقة الثاني قال لقد بلغني انه ليس صحيحا الذي قال هذا الراوي ثقة كلامه صحيح ام لا حديثه صحيح والذي قال لا ليس صحيحا ولم يعجبني هيضعف حديثه واحد صحح وواحد ضعف هذا مجتهد وهذا مجتهد كيف اعرف ان اوازن بينهما ؟ بقوانين اهل العلم اعرف ان هذا هو المخطىء ام هذا المؤدبين اولاد الاصول الذين تربو من نعومة اظفارهم سأل سؤال في الجريدة يقول هل اخرج البخاري ومسلم احاديث متنها منكر وواضح النكارة الجواب نعم وسألقي مثالا قال اخرج البخاري حديثا لا يقبله الشرع ولا يصدقه الا المجانين من ظاهر الجنون ثم قال وهذا الحديث منكر المتن لا يقبله عاقل ولا حتى مجنون وانكره على البخاري كثير من العلماء قديما وحديثا لكن العجب ان مقدسي البخاري اخذوا يتلطعون بتكلف ممجوج واحمق لتصحيح هذه الخرافة انا لن ارد ولن اقول هذا مؤدب او قليل الادب لان الكلام يشرح نفسه عندما يكون حديث في البخاري يقول لا يصدقه لا العقلاء ولا المجانين من ظاهر الجنون اذا هل هذا اتهام للبخاري انه مجنون ام لا ؟نعم اتهام للبخاري بالجنون هذا اتهام لكل شراح البخاري الذين هم ثلاثمئة عالم مجانين ام لا نعم مجانين هذا اتهام لجميع الذين قرأوا صحيح البخاري ومسلم بالملايين من عصر البخاري الى عصرنا هذا كلهم مجانين ام لا ؟نعم كلهم مجانين بهذه العبارة انه يوجد في صحيح البخاري حديث لا يصدقه عاقل ولا مجنون ظاهر الجنون وكثير من العلماء قديما وحديثا انكروا على البخاري انا هادخل بالمسألة دخولا علميا واقول لكم كيف هي المسألة ما هو الخبر الذي اتهم البخاري بالجنون من اجله حديث رواه البخاري في مناقب الانصار في باب ايام الجاهلية رواه عن نعيم بن حماد عن هشيم بن بشير والخبر في صحيح البخاري مختصر لكنه ورد في مستخرج الاسماعيلي عن البخاري ورد مطولامن طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون وانا سأورد سياق الاسماعيلي سأورد سياق ابي بكر الاسماعيلي لانه هو مبسوط شوي قيل لعمرو بن ميمون وطبعا عمرو بن ميمون هذا ثقة ثبت وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز رحمه الله قيل له ما اعجب شيء رأيته في الجاهليه قال كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلاً رقيقاً وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق فإستيقظ فزعاً فشمها فصاح فإجتمعت القرود فجعل يصيح ويومئ إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما ، الراوي: عيسى بن حطان المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 7/196 خلاصة حكم المحدث: الطريق التي أخرجها البخاري دافعة لتضعيف ابن عبد البر للطريق التي أخرجها الإسماعيلي فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم قال عمرو بن ميمون فلقد رايت الرجم في الحيوانات قبل ان اراه في بني ادم هذا الخبر الذي اورده البخاري مختصرا والصحفي المؤدب المتربي على الادب قال لا يقبله الا المجانين من ظاهر الجنون مثل البخاري والذي سميته ايضا الملايين الذين قراو للبخاري والعلماء الذين شرحوا للبخاري ومن هذا الكلام هل يوجد احد يقول لك وانكره الكثير من العلماء قديما وحديثا انا اقول له يحضر لي اثنين انكروه فقط من العلماء لا يأتي كُسير وعُوير وثالث ما فيه خير انا اريد عالم له اهليه انا لا اعلم احدا انكر هذا الا ابن عبد البر وبان عبد البر احد ائمة الكبار من اصحاب الحديث والفقه لكن ابن عبد البر عندما تكلم عن هذه القصة تكلم بكلام العلماء وليس بكلام الجهلاء وسأقول لك عبد البر كيف تكلم بهذه المسألة ابن عبد البر قال هذا حديث منكر لماذا لان فيه اثبات الرجم في غير بني ادم وطبعا الدواب والقرود والحيوانات ليست مكلفه لا يوجد فيها تكليف كيف يثبت الزنا وحد الزنا فيمن لا يكلف هذا مقصود ابن عبد البر ثم اردف عبد البر قائلا تكلم عبد البر بكلام العلماء اردف قائلا ولو صح ذلك لعلهم كانو طائفه من الجن كانوا على شكل قرود وانت تعرف ان الجن يتشكل ولو صح ذلك لكانوا طائفة من الجن والجن مكلف يعني ابن عبد البر الاول انكر وبعدين قال لو صح ذلك فتأوله انهم جماعه من الجن هذا العالم العالم الاول ممكن ينكر السند ممكن ينكر المتن وبعدين ان صح ذلك يجد له مخرجا في التأويل هذا المؤدب بيقول هؤلاء مجانين من ظاهر الجنون حتى انه لم ينظر لكلام عبد البر وقال الجماعه الحمقى الذين تكلفو بتكلف ممجوج واحمق ذهبوا يتكلمون بكلام ساقط ومن هذا الكلام وقال لك ربما كانت هذه القردة من نسل الذين مسخوا قردة من بني اسرائيل فعلا بعض العلماء قالت مثل هذا الكلام لكن علماء اخرون ردوا عليهم بحديث مسلم وغيره إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلا ، و لا عقبا ، و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1807 خلاصة حكم المحدث: صحيح الجماعه من بني اسرائيل قال الله سبحانه وتعالى كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ، ليس لهم نسل وليس لهم عقل لكن العالم مثلما قلت الفهم نعمة من الله قد لا يوفق العالم ان يجد الحديث الصحيح كن المعنى ليس راكب معاه لا ينكره ولكن يحاول ان يتأول فقد يكون تأويله ضعيفا مردودا لكن هذا هو طريقة اهل العلم يتأول او يتوقف عن تأويله فعبد البر يقول لعلهم كانوا من الجن لاجل ذلك حصل انا اريد ان اقول قول عبد البر لو صح ذلك واحد يمكن يقول لك طعن في رواية البخاري لان ابن عبد البر شكك في صحة الرواية اقول لك روية ابن عبد البر لا تقف على ذلك ولم يعلم بها من اين احضرت هذا الكلام ؟ اقول لك انما ابن عبد البر انما روى هذا الحديث من طريق عيسى ابن حطان عن عمرو بن ميمون لم يرى رواية البخاري وعيسى بن حطان حسن الحديث يعني وثقه ابن العجلي وثقه ابن حبان وروى عنه جمع من الثقات اذا لو اريد ان احكم على رجل مثل هذا اقول انه حسن الحديث ابن حجر العسقلاني قال في التقريب انه مقبول اي عند المتابعه والا فلين الحديث حتى على كلام ابن حجر العسقلاني قد توبع في رواية البخاري عيسى ابن حطان يرويها عمرو بن ميمون اجعل عيسى هذا اي كلام اذا رواية البخاري فيها حصين عن عمرو بن ميمون هذا الحديث عن عمرو بن ميمون اثنان الاول الحصين عند البخاري والثاني عيسى بن حطان لكن ابن عبد البر لم يقف على رواية البخاري ولو وقف عليها ما وسعه الا ان يتأولها ولا يقول انها منكرة ولا هذا الكلام نرجع لاصل المشكلة هل غير المكلف عليه زنا او حد حتى يحضروا القرد ويرجموه اقول لك عمرو بن ميمون عندما راى هذا وهذا يشبه بني ادم تماما واكثر الحيوانات زنا القرود كما قال ابن قتيبه في مختلف الحديث يقول ليس هناك حيوان اقرب للانسان في الزواج والغيرة مثل القرود ويقول وفي امثلة العرب يقولون ازنى من قرد عندما يكون واحد من بني ادم مشهور بالزنا ويزني على طول يقولون ازنى من قرد قال ابن قتيبة فلولا ان الزنا فاش في القرود ما ضرب المثل به فعمرو بن ميمون لما وجد ان المسالة تشبه بني ادم قال رايت الرجل اذا الصواب في هذه المسألة لو اني سأتعامل مع الخبر اقول هذا صح عن عمرو بن ميمون ولكن انا لست موافق عمرو بن ميمون على توصيفه للواقعه لكن لا اقول البخاري مجنون وظاهر الجنون ومن هذا الكلام لانه ثبت فعلا عن عمرو بن ميمون انه قال هذا الكلام فممكن انا اخالف عمرو بن ميمون في الفهم اخالفه في التوصيف اقول لا هذا رجم وانا لست موافق على قصة الرجم فان خالفت عمرو بن ميمون من غير ما تتهم البخاري انه مجنون يقول لا يصدقه عاقل ولا مجنون اذا المجنون لا يصدق اذا ماذا بعد الجنون عندما يكون واحد مجنون هنأتي بدرجة ثالثة يلبس القروانة ويجعل يد القروانة من ورا ام ماذا انا لم افهم ما هي المسألة فالمسألة عندما تشبه مجرد شبه مثل اي بني ادم يقول الكلب اوفى من بني ادم ويجلس يقول ان الكلب عندما مرضت جلس يبكي وكان يحنو علي وكان ناقص يحضر لي الدواء حتى انه احسن من فلان وفلان واحد يقول هذا الكلام لماذا راى منه علامات تدل على وفائه وعلى حسن صحبته الى اخره فتأول هذا التأول ما هو المنكر في الحديث حتى يقول مجنون وظاهر الجنون ويجنن الامة كلها ويكون هو الوحيد بني ادم ربنا ابتعثه في القرن الخامس عشر ان يفهم ما لا يفهمه ملايين العلماء والله الذي يعتقد ان الحق فات ملايين العلماء وهو الذي ادركه هو المفروض يروح يقعد في العباسية لان لو روحت العباسية الذين داخل هذه المستشفى هم يعتقدون انهم اعقل العقلاء وكل المجانين هم الذين خارج المستشفى من اجل ان يقول مثل هذا الكلام ابن المثنى روى في كتاب له اسمه كتاب الخيل يذكر في هذا الكتاب انهم حاولو ان ينزوا فرس عن امه ينزب فرس على امه يعني ينكحها فجاء الفرس وشم امه فلم يرضى ينزو عليها فأتوا على الام وجللوها بكساء غطوها ببطانية واحضروا نفس الفرس ابنها فنزى عليها فلما رفعوا هذا الكساء وشم امه عمد الى ذكره فقطعه من اصله بأسنانه يقول الحافظ بن حجر العسقلاني هذا والخيل اقل فطنة من القرود فالخيل اقل فطنة من القرود عمل بنفسه هكذا عندما نزى على امه فما بالك بالقرد وقد مر في كلام ابن قتيبه انه ازنى من قرد أين المنكر في الموضوع واين الاشكال في الموضوع حتى اخلع على البخاري وعلى هذه الامة هذا الكلام الذي قراته عليكم انهم مجانين ولا يصدقه الا المجانين ومن هذا الكلام هذا شيء عجيب والله اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين المحاضرة الدفاع عن صحيح البخاري لفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحوينيّ هو حجازي محمد يوسف شريف منقول
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
الشبهة:
عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم. الجواب : · الصحابي أخبر عما رأى في وقت جاهليته فإن لا حرج من القول بأن هذا ما ظنه لا سيما أنه في رواية رآى قردا وقردة مع بعضهما فجاء قرد آخر وأخذها منه فاجتمع عليها القردة الآخرون ورجموهما. فهذه صورة الحكاية ظنها رجما للزنى. وهو لم يأخذ هذا حكاية عن النبي ولو أخبر بها النبي وصح السند عنه قبلناه. فإننا صدقناه فيما هو أعظم من ذلك.
__________________
|
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد: قال البخاري رحمه الله ـ3849ـ: باب القسامة في الجاهلية حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم. قال ابن حجر 7/156 : .. ثبت عند أكثر الرواة عن الفربري هنا ترجمة "القسامة في الجاهلية" ولم يقع عند النسفي، وهو أوجه، لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث. وتبعه القسطلاني 6/179. وقال العلامة بد العيني 16/299 : مطابقته للترجمة ظاهرة ! اهـ. قلت: إنما تكون ظاهرة لو لم يترجم عليها "القسامة في الجاهلية"، واعتمد ترجمة الباب الذي قبله وهو " أيام الجاهلية" فحينئذ تكون ظاهرة، ويظهر أن العيني تجاهل هذه الترجمة يدل عليه شرحه لمناسبة الحديثين الذي قبله. وأما الكرماني فأورد الترجمة في شرحه، ولم يتكلم على المناسبة بين الترجمة والأثر. 15/75. وأما الخطابي في الأعلام فلم يتعرض للأثر ، وكذلك ابن المنير في المتواري. أما شرح الحديث فقد قال ابن حجر 7/160 : قوله رأيت في الجاهلية قردة بكسر القاف وسكون الراء واحدة القرود وقوله اجتمع عليها قردة بفتح الراء جمع قرد وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال: كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود فجعل يصيح ويومئ إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم. قال بن التين: لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم ثم قال إن الممسوخ لا ينسل قلت وهذا هو المعتمد لما ثبت في صحيح مسلم أن الممسوخ لا نسل له، وعنده من حديث بن مسعود مرفوعا" إن الله لم يهلك قوما فيجعل لهم نسلا". وقد ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي: إلى أن الموجود من القردة من نسل الممسوخ وهو مذهب شاذ اعتمد من ذهب إليه على ما ثبت أيضا في صحيح مسلم" أن النبي لما أتي بالضب قال لعله من القرون التي مسخت" وقال صلى الله عليه وسلم في الفأر فقدت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلا الفأر". وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك: قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك بخلاف النفي فإنه جزم به، كما في حديث بن مسعود، ولكن لا يلزم أن تكون القرود المذكورة من النسل، فيحتمل أن يكون الذين مسخوا لما صاروا على هيئة القردة مع بقاء أفهامهم عاشرتهم القردة الأصلية للمشابهة في الشكل فتلقوا عنهم بعض ما شاهدوه من أفعالهم فحفظوها وصارت فيهم، واختص القرد بذلك لما فيه من الفطنة الزائدة على غيره من الحيوان، وقابلية التعليم لكل صناعة مما ليس لأكثر الحيوان، ومن خصاله أنه يضحك ويطرب ويحكي ما يراه وفيه من شدة الغيرة ما يوازي الآدمي ، ولا يتعدى أحدهم إلى غير زوجته فلا يدع في الغالب أن يحملها ما ركب فيها من الغيرة على عقوبة من اعتدى إلى ما لم يختص به من الأنثى، ومن خصائصه أن الأنثى تحمل أولادها كهيئة الآدمية، وربما مشي القرد على رجليه لكن لا يستمر على ذلك، ويتناول الشيء بيده، ويأكل بيده، وله أصابع مفصلة إلى أنامل وأظفار ولشفر عينيه أهداب، وقد استنكر ابن عبد البر قصة عمرو بن ميمون هذه، وقال فيها إضافة الزنا إلى غير مكلف، وإقامة الحد على البهائم، وهذا منكر عند أهل العلم قال: فان كانت الطريق صحيحة فلعل هؤلاء كانوا من الجن لأنهم من جملة المكلفين، وإنما قال ذلك: لأنه تكلم على الطريق التي أخرجها الإسماعيلي حسب. وأجيب: بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم أن يكون ذلك زنا حقيقة ولا حدا وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان، وأغرب الحميدي في الجمع بين الصحيحين فزعم: أن هذا الحديث وقع في بعض نسخ البخاري وأن أبا مسعود وحده ذكره في الأطراف قال: وليس في نسخ البخاري أصلا فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري، وما قاله مردود فإن الحديث المذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها، وكفي بإيراد أبي ذر الحافظ له عن شيوخه الثلاثة الأئمة المتقنين عن الفربري حجة، وكذا إيراد الإسماعيلي، وأبي نعيم في مستخرجيهما، وأبي مسعود له في أطرافه، نعم سقط من رواية النسفي، وكذا الحديث الذي بعده ولا يلزم من ذلك أن لا يكون في رواية الفربري فإن روايته تزيد على رواية النسفي عدة أحاديث قد نبهت على كثير منها فيما مضى وفيما سيأتي إن شاء الله تعالى وأما تجويزه إن يزاد في صحيح البخاري ما ليس منه فهذا ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه وهذا الذي قاله تخيل فاسد يتطرق منه عدم الوثوق بجميع ما في الصحيح لأنه إذا جاز في واحد لا بعينه جاز في كل فرد فرد فلا يبقى لأحد الوثوق بما في الكتاب المذكور واتفاق العلماء ينافي ذلك، والطريق التي أخرجها البخاري دافعة لتضعيف ابن عبد البر للطريق التي أخرجها الإسماعيلي. وقد أطنبت في هذا الموضع لئلا يغتر ضعيف بكلام الحميدي فيعتمده، وهو ظاهر الفساد. وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الخيل له من طريق الأوزاعي أن مهرا أنزي على أمه فامتنع فأدخلت في بيت وجللت بكساء وأنزي عليها فنزى فلما شم ريح أمه عمد إلى ذكره فقطعه باسنانه من أصله، فإذا كان هذا الفهم في الخيل مع كونها أبعد في الفطنة من القرد فجوازها في القرد أولى. اهـ وراجع اعتراضات العيني في عمدة القاري على كلام ابن حجر 16/300. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم. قال العيني في عمدة القاري ج:16 ص:299 -300 9483 ـ حدَّثنا ( نُعَيْمُ بنُ حَمَّاد ) ٍ حدَّثنا ( هُشَيْم ) ٌ عنْ ( حُصَيْن ) ٍ عنْ ( عَمْرِو بنِ مَيْمُون ) ٍ قال رأيْتُ في الجاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فرَجَمُوهَا فرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ مطابقته للترجمة ظاهرة ونعيم بضم النون ابن حماد بتشديد الميم أبو عبد الله الرفاء الفارض المروزي سكن مصر قال أبو داود مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وهشيم بضم الهاء ابن بشير بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة السلمي الواسطي وحصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي وعمرو بفتح العين ابن ميمون قد مر عن قريب قوله قردة بكسر القاف وسكون الراء وهي الحيوان المشهور وتجمع على قرود وقردة أيضاً بكسر القاف وفتح الراءكما في متن الحديث قوله قد زنت حال من قردة المفردة فإن قلت كيف ذكر قوله اجتمع مع أن فاعله جماعة وهو قوله قردة وكذلك ذكر الضمير المرفوع في رجموها وفي قوله معهم قلت أما الأول فلوقوع الفصل بين الفعل والفاعل وأما الثاني فباعتبار أن الراوي كان بين القردة فغلب المذكر على المؤنث وأصل هذه القصة ما ذكرها الإسماعيلي مشروحة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال كنت في اليمن في غنمٍ لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلاًّ رَفيقاً وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ثم رجعت فجعلت تدخل يدها من تحت خد الأول برفق فاستيقظ فزعاً فشمها فصاح فاجتمعت القرود فجعل يصيخ ويومي إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم وقال ابن التين لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم وقال ابن عبد البر إضافة الزنا إلى غير المكلف وإقامة الحدود في البهائم عند جماعة أهل العلم منكر ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات في الجن والإنس دون غيرهما وقال الكرماني يحتمل أن يقال كانوا من الإنس فمسخوا قردة وتغيروا عن الصورة الإنسانية فقط وكان صورته صورة الزنا والرجم ولم يكن ثمة تكليف ولا حدّ وإنما ظنه الذي ظن في الجاهلية مع أن هذه الحكاية لم توجد في بعض نسخ البخاري وقال الحميدي في (الجمع بين الصحيحين) هذا الحديث وقع في بضع نسخ البخاري وأن أبا مسعود وحده ذكره في (الأطراف) قال وليس هذا في نسخ البخاري أصلاً فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري وقال بعضهم في الرد على ابن التين بأنه ثبت في (صحيح مسلم) أن الممسوخ لا نسل له ويعكر عليه بما ثبت أيضاً في صحيح مسلم أن النبي لما أوتي بالضب قال لعله من القرون التي مسخت وقال في الفأر فقدت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلاَّ الفار وإليه ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي حيث قالا إن الموجود من القردة من نسل الممسوخ وأجيب بأنه قال ذلك قبل الوحي إليه يحقيقة الأمر في ذلك وفيه نظر لعدم الدليل عليه وقال في الرد على ابن عبد البر بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم يكون ذلك زناً حقيقة ولا حداً وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان وأجيب عنه بالجواب الأول من جوابي الكرماني في ذلك وقال في الرد على الحميدي بقوله وما قاله الحميدي مردود فإن الحديث المذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها ورد عليه بأن وقوف الحميدي على الأصول أكثر وأصح من وقوف هذا المعترض لأنه جمع بين (الصحيحين) ومثله أدرى بحالهما ولو كان في أصل البخاري هذا الحديث لم يجزم بنفيه عن الأصول قطعاً وجزماً على أنه غير موجود في رواية النسفي وقال هذا القائل أيضاً وتجويز الحميدي أن يزاد في (صحيح البخاري) ما ليس منه ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه قلت فيه نظر لأن منهم من تعرض إلى بعض رجاله بعدم الوثوق وبكونه من أهل الأهواء ودعوى الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري فيه غير موجهة لأن دعوى الكلية تحتاج إلى دليل قاطع ويرد ما قاله أيضاً بأن النسفي لم يذكر هذا الحديث فيه) انتهى وذكر محمد أنور الكشميري في فيض الباري شرح صحيح البخاري(4/76) ( حدثنا نعيم بن حماد - واعلم أنهم قالوا إن نعيم بن حماد من رجال تعليقات البخاري ، لا من مسانيده ، ويرده هذا الاسناد ، فإنه وقع هاهنا في المسند غيضا ، على أن الحاكم صرح في مستدركه في كتاب الجنائز أن البخاري احتج بنعيم بن حماد ، فطاح ما احتالوا بكونهه من رجال التعليقات ، وقد تكلمنا في نعيم بن حماد هذا ثم إن ابن الجوزي أدخل هذا الحديث في الموضوعات ، وكذا حديثين من صحيح مسلم ، وقد صرح أصحاب الطبقات أن ابن الجوزي راكب على مطايا العجلة ، فيكثر الأغلاط ، ورأيت فيه مصيبة أخرى ، وهي أنه يرد الأحاديث الصحيحة كلما خالفت عقله وفكره ، كحديث الباب ، فإنه لم يعقل كيف ترجم القردة القردة الزانية ، فإنه من ديدن الإنسان دون الحيوان ، قلت وهذا مهمل ، وقد ثبت اليوم فيها أفعال تدل على ذكاوتهم ، وقصصها شهيرة يتعجب منها كل ذي أذنين ، وقد دون اليوم أهل أمريكا ، لسانها أيضا ، فما الاستبعاد في الرجم ، فإن الله تعالى لو كان خلق فيها شعورا لذلك لم يمنعه ، وصرح السيوطي في اللآلي المصنوعة أن ابن الجوزي غال في الحكم بالوضع حتى اشتهر في شدته ، كما اشتهر الحاكم بالتساهل في التصحيح ، ومن هاهنا لا يعبأ المحدثون بجرح ابن الجوزي ، وتصحيح الحاكم ، إلا ما ثبت عندهم) انتهى. وقد بحثت كثيرا عن هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي فلم أجده ولم يذكر هذا ابن حجر ولا غيره فالظاهر أن هذا وهم من الكشميري والله أعلم. قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج: 3 ص: 1205 عمرو بن ميمون الأودى أبو عبد الله أدرك النبى صلى الله عليه وسلم وصدق إليه وكان مسلما فى حياته وعلى عهده صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن ميمون قدم علينا معاذ الشام فلزمته فما فارقته حتى دفنته ثم صحبت ابن مسعود وهو معدود فى كبار التابعين من الكوفيين وهو الذى رأى الرجم فى الجاهلية من القردة إن صح ذلك لأن رواته مجهولون وقد ذكر البخارى عن نعيم عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون الأودى مختصرا قال رأيت فى الجاهلية قردة زنت فرجموها يعنى القردة فرجمتها معهم ورواه عباد بن العوام عن حصين كما رواه هشيم مختصرا وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى ابن حطان وليسا ممن يحتج بهما وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحدود فى البهائم ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات فى الجن والإنس دون غيرهما وقد كان الرجم فى التوراة وروى أن عمرو بن ميمون حج ستين ما بين حج وعمرة ومات سنة خمس وسبعين قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (1/442) قال ابن العربي: وفي البخاري عن عمرو بن مَيْمُون أنه قال: «رأيت في الجاهلية قِردة قد زَنَت فرجموها فرجمتها معهم» ثبت في بعض نسخ البخاري وسقط في بعضها، وثبت في نص الحديث «قد زنت» وسقط هذا اللفظ عند بعضهم. قال ابن العربي: فإن قيل: وكأن البهائم بقيت فيهم معارف الشرائع حتى ورثوها خَلفاً عن سلف إلى زمان عمرو؟ قلنا: نعم كذلك كان؛ لأن اليهود غيّروا الرجم فأراد الله أن يقيمه في مُسُوخهم حتى يكون أبلغ في الحجة على ما أنكروه من ذلك وغيّروه، حتى تشهد عليهم كتبهم وأحبارهم ومسوخهم، حتى يعلموا أن الله يعلم ما يُسِرّون وما يُعلنون، ويُحصي ما يُبدّلون وما يغيّرون، ويُقيم عليهم الحجة من حيث لا يشعرون، وينصر نبيّه عليه السلام وهم لا يُنصرون. قلت: هذا كلامه في الأحكام، ولا حجة في شيء منه. وأمّا ما ذكره من قصة عمرو فذكر الحميدي في جمع الصحيحين: حكى أبو مسعود الدمشقي أن لعمرو بن ميمون الأَوْديّ في الصحيحين حكايةً من رواية حُصين عنه قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة فرجموها فرجمتها معهم. كذا حكى أبو مسعود ولم يذكر في أي موضع أخرجه البخاريّ من كتابه؛ فبحثنا عن ذلك فوجدناه في بعض النسخ لا في كلها؛ فذكر في كتاب أيام الجاهلية. وليس في رواية النعيميّ عن الفَرَبْرِيّ أصلاً شيء من هذا الخبر في القِردة؛ ولعلها من المُقْحَمات في كتاب البخاري. والذي قال البخاريّ في التاريخ الكبير: قال لي نُعيم بن حمّاد أخبرنا هُشَيم عن أبي بَلْج وحُصين عن عمرو بن مَيمون قال: رأيت في الجاهلية قِردة اجتمع عليها قرود فرجموها فرجمتها معهم. وليس فيه «قد زنت». فإن صحت هذه الرواية فإنما أخرجها البخاريّ دلالة على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية ولم يُبال بظنّه الذي ظنّه في الجاهلية. وذكر أبو عمر في الاستيعاب عمرو بن ميمون وأن كنيته أبو عبد اللَّه «معدود في كبار التابعين من الكوفيين، وهو الذي رأى الرجم في الجاهلية من القردة إن صح ذلك؛ لأنّ رواته مجهولون. وقد ذكره البخاريّ عن نُعيم عن هُشَيم عن حُصين عن عمرو بن ميمون الأَوْدِيّ مختصراً قال: رأيت في الجاهلية قردة زنت فرجموها ـ يعني القردة ـ فرجمتها معهم. ورواه عباد بن العوّام عن حُصين كما رواه هُشيم مختصراً. وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى بن حِطّان؛ وليسا ممن يُحتّج بهما. وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنى إلى غير مكلَّف، وإقامة الحدود في البهائم. ولو صح لكانوا من الجن؛ لأن العبادات في الإنس والجن دون قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 46 / 415 -416 : أخبرنا أبو الحسين بن قيس أنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي أنا سعد بن يزيد البزار نا علي بن عاصم نا حصين بن عبدالرحمن عن عمرو بن ميمون الأودي قال:" رأيت قردة باليمن فرجمتها القردة فرجمتها معهم ". قال علي بن عاصم لو غير حصين حدثني ما صدقت. رواه البخاري في صحيحه عن نعيم بن حماد عن هشيم عن حصين. أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبدالواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبدالله بن مندة أنا خيثمة نا الحسن بن مكرم نا شبابة بن سوار نا عبدالملك بن مسلم نا عيسى بن حطان قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا عمرو بن ميمون الأودي جالس ، وعنده ناس فقال: له رجل حدثنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية ، قال: كنت في حرث لأهلي باليمن فرأيت قرودا كثيرة قد اجتمعن ، قال: فرأيت قردا وقردة اضطجعا ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد ، واعتنقها ثم ناما فجاء قرد فغمزها من تحت رأسها فنظرت إليه فأسلت يدها من تحت رأس القرد ثم انطلقت معه غير بعيد فنكحها وأنا أنظر ، ثم رجعت إلى مضجعها فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت فانتبه القرد فقام إليها فشم دبرها فاجتمعت القردة فجعل يشير إليه وإليها فتفرقت القردة فلم ألبث أن جيء بذلك القرد بعينه أعرفه فانطلقوا بها وبالقرد إلى موضع كثير الرمل فحفروا لهما حفيرة فجعلوهما فيها ثم رجموهما حتى ***وهما والله لقد رأيت الرجم قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم. قال ابن مندة: هذا حديث غريب تفرد به شبابة عن أبي سلام عبدالملك بن مسلم أخبرناه أبو المظفر القشيري أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو الحسين محمد بن عبدالله المخلدي الهروي أنا أبو محمد عبدالله بن بشر البكري نا سعيد بن يعقوب الطالقاني نا عبدالله بن أبي جعفر الرازي نا أبو سلام عن عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قيل له: أخبرنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية قال: رأيت الرجم في غير ابن آدم إن أهلي أرسلوني في نخل لهم أحفظها من القرود فبينا أنا يوما في البستان إذ جاء القرود فصعدت نخلة فتفرقت القرود فاضطجعوا فجاء قرد وقردة فاضطجعا فأدخلت القردة يدها تحت القرد فاستثقلا نوما فجاء قرد فغمز القردة فسلت يدها من تحت القرد فذهبت معه فأصاب منها القرد ثم رجعت القردة إلى القرد فذهبت تدخل يدها في المكان الذي كانت فيه فانتبه القرد فقام فشرم دبرها فصاح صيحة فاجتمعت القردة فقام واحد منهم كهيئة الخطيب فوجهوا في طلب القرد فجاءوا به بعينه وأنا أعرفه فحفروا لهما فرجموهما. وانظر: تهذيب الكمال 22/256 وسير أعلام النبلاء 4/159 قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص 255-257 : قالوا: رويتم أن قرودا رجمت قردة في زنا فإن كانت القرود إنما رجمتها في الإحصان فذلك أظرف للحديث ، وعلى هذا القياس فإنكم لا تدرون لعل القرود تقيم من أحكام التوراة أمورا كثيرة ! ولعل دينها اليهودية بعد ! وإن كانت القرود يهودا فلعل الخنازير نصارى ! قال أبو محمد: ونحن نقول في جواب هذا الاستهزاء إن حديث القرود ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه وإنما هو شيء ذكر عن عمرو بن ميمون. حدثني محمد بن خالد بن خداش قال نا مسلم بن قتيبة عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: "زنت قردة في الجاهلية فرجمتها القرود ورجمتها معهم" . قال أبو محمد: وقد يمكن أن يكون رأي القرود ترجم قردة فظن أنها ترجمها لأنها زنت ، وهذا لا يعلمه أحد إلا ظنا لأن القرود لا تنبئ عن أنفسها ، والذي يراها تتسافد لا يعلم أزنت أم لم تزن هذا ظن ، ولعل الشيخ عرف أنها زنت بوجه من الدلائل لا نعلمه (1) فإن القرود أزنى البهائم ، والعرب تضرب بها المثل فتقول أزنى من قرد ، ولولا أن الزنا منه معروف ما ضربت به المثل ، وليس شيء أشبه بالإنسان في الزواج ، والغيرة منه ، والبهائم قد تتعادى ويثب بعضها على بعض ، ويعاقب بعضها بعضا فمنها ما يعض ، ومنها ما يخدش ، ومنها ما يكسر ويحطم ، والقرود ترجم بالأكف التي جعلها الله لها كما يرجم الإنسان ، فإن كان إنما رجم بعضها بعضا لغير زنا فتوهمه الشيخ لزنا فليس هذا ببعيد ، وإن كان الشيخ استدل على الزنا منها بدليل وعلى أن الرجم كان من أجله فليس ذلك أيضا ببعيد (1) لأنها على ما أعلمتك أشد البهائم غيرة وأقربها من بني آدم أفهاما. قال أبو محمد: وأنا أظن أنها الممسوخ بأعيانها توالدت واستدللت على ذلك بقول الله عز وجل (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير) فدخول الألف واللام في القردة والخنازير يدل على المعرفة ، وعلى أنها هي القردة التي نعاين ، ولو كان أراد شيئا انقرض ، ومضى لقال: وجعل منهم قردة وخنازير إلا أن يصح حديث أم حبيبة في الممسوخ (2) فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ولسنا نقول: إنها فعلت ذلك لأنها علمت بحكم التوراة كما يقول المستهزئ ، ولكنا نقول: إنها عاقبت بالرجم إما على الزنا ، أو على غير ذلك من أجل أكفها كما يخدش غيرها ، ويعض ويكسر إذا كانت أكفها كأكف بني آدم ، وكان بن آدم لا ينال ما يريد أذاه إذا بعد عنه إلا بالرجم ، ومما يزيد في الدلالة على أن القرود هي الممسوخ بأعيانها إجماع الناس على تحريمها بغير كتاب ، ولا أثر كما أجمعوا على تحريم لحوم الناس بغير كتاب ولا أثر . ======================== (1) تقدم سياق القصة بتفاصيلها عند الإسماعيلي ، وابن عساكر ، وغيرهم . (2) في مسلم (2663) عن معرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يعجل شيئا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئا بعد حله ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك" قال: فقال رجل: يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك. هناك طريق عن حصين غير طريق هشيم رواها أبو نعيم في معرفة الصحابة قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا عباد بن العوام عن حصين قال سمعت عمرو بن ميمون يقول "زنت قردة في اليمن فرجمتها القردة ورجمتها معهم" ولقد أشار ابن عبد البر -كما ذكر في ثنايا الكلام- إلى رواية عباد هذه فذكرتها للفائدة ثم روى القصة بتمامها من طريق آخر عن شبابة بن سوار بمثل رواية ابن عساكر أعلاه وطريق علي بن عاصم عن حصين التي رواها ابن عساكر من طريق الخرائطي رواها الخرائطي في مساوئ الأخلاق وعندي قال "زنت قردة" بدلا من "رأيت قردة" قال ابن الأثير الجزري عقب ذكر القصة في ترجمة عمرو بن ميمون "وهذا مما أدخل في صحيح البخاري"
__________________
|
#6
|
|||
|
|||
3636 حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم
الشروح قوله : ( حدثنا نعيم بن حماد ) في رواية بعضهم حدثنا نعيم غير منسوب ، وهو المروزي نزيل مصر ، وقل أن يخرج له البخاري موصولا بل عادته أن يذكر عنه بصيغة التعليق . ووقع في رواية القابسي " حدثنا أبو نعيم " وصوبه بعضهم وهو غلط . قوله : ( عن حصين ) في رواية البخاري في " التاريخ " في هذا الحديث " حدثنا حصين " فأمن بذلك ما يخشى من تدليس هشيم الراوي عنه ، وقرن فيه أيضا مع حصين أبا المليح . قوله : ( رأيت في الجاهلية قردة ) بكسر القاف وسكون الراء واحدة القرود ، وقوله : " اجتمع عليها قردة " بفتح الراء جمع قرد ، وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال : " كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف ، فجاء قرد من قردة فتوسد يدها ، فجاء قرد أصغر منه فغمزها ، فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رفيقا وتبعته ، فوقع عليها وأنا أنظر ، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق ، فاستيقظ فزعا ، فشمها فصاح ، فاجتمعت القرود ، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده ، فذهب القرود يمنة ويسرة ، فجاءوا بذلك القرد أعرفه ، فحفروا لهما حفرة فرجموهما ، فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم " . قال ابن التين : لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم . ثم قال : إن الممسوخ لا ينسل قلت : وهذا هو المعتمد ، لما ثبت في صحيح مسلم " أن الممسوخ لا نسل له " وعنده من حديث ابن مسعود مرفوعا إن الله لم يهلك قوما فيجعل لهم نسلا وقد ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي إلى أن الموجود من القردة من نسل الممسوخ ، وهو مذهب شاذ اعتمد من ذهب إليه ما ثبت أيضا في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أتي بالضب قال : لعله من القرون التي مسخت وقال في الفأر : فقدمت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلا الفأر وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك ، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك ، بخلاف النفي فإنه جزم به كما في حديث ابن مسعود ، ولكن لا يلزم أن تكون القرود المذكورة من النسل ، فيحتمل أن يكون الذين مسخوا لما صاروا على هيئة القردة مع بقاء أفهامهم عاشرتهم القردة الأصلية للمشابهة في الشكل فتلقوا عنهم بعض ما شاهدوه من أفعالهم فحفظوها وصارت فيهم ، واختص القرد بذلك لما فيه من الفطنة الزائدة على غيره من الحيوان وقابلية التعليم لكل صناعة - ص 197 - مما ليس لأكثر الحيوان ، ومن خصاله أنه يضحك ويطرب ويحكي ما يراه ، وفيه من شدة الغيرة ما يوازي الآدمي ولا يتعدى أحدهم إلى غير زوجته ، فلا يدع في الغالب أن يحملها ما ركب فيها من الغيرة على عقوبة من اعتدى إلى ما لم يختص به من الأنثى ، ومن خصائصه أن الأنثى تحمل أولادها كهيئة الآدمية ، وربما مشى القرد على رجليه لكن لا يستمر على ذلك ، ويتناول الشيء بيده ويأكل بيده ، وله أصابع مفصلة إلى أنامل وأظفار ، ولشفر عينيه أهداب . وقد استنكر ابن عبد البر قصة عمرو بن ميمون هذه وقال : فيها إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحد على البهائم وهذا منكر عند أهل العلم ، قال : فإن كانت الطريق صحيحة فلعل هؤلاء كانوا من الجن لأنهم من جملة المكلفين ، وإنما قال ذلك لأنه تكلم على الطريق التي أخرجها الإسماعيلي حسب ، وأجيب بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم أن يكون ذلك زنا حقيقة ولا حدا ، وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به ، فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان . وأغرب الحميدي في الجمع بين الصحيحين فزعم أن هذا الحديث وقع في بعض نسخ البخاري ، وأن أبا مسعود وحده ذكره في " الأطراف " قال : وليس في نسخ البخاري أصلا فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري . وما قاله مردود ، فإن الحديث مذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها ، وكفى بإيراد أبي ذر الحافظ له عن شيوخه الثلاثة الأئمة المتقنين عن الفربري حجة ، وكذا إيراد الإسماعيلي وأبي نعيم في مستخرجيهما وأبي مسعود له في أطرافه ، نعم سقط من رواية النسفي وكذا الحديث الذي بعده ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون في رواية الفربري ، فإن روايته تزيد على رواية النسفي عدة أحاديث قد نبهت على كثير منها فيما مضى وفيما سيأتي إن شاء الله تعالى ، وأما تجويزه أن يزاد في صحيح البخاري ما ليس منه فهذا ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه ، ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه ، وهذا الذي قاله تخيل فاسد يتطرق منه عدم الوثوق بجميع ما في الصحيح ، لأنه إذا جاز في واحد لا بعينه جاز في كل فرد فرد ، فلا يبقى لأحد الوثوق بما في الكتاب المذكور ، واتفاق العلماء ينافي ذلك ، والطريق التي أخرجها البخاري دافعة لتضعيف ابن عبد البر للطريق التي أخرجها الإسماعيلي ، وقد أطنبت في هذا الموضع لئلا يغتر ضعيف بكلام الحميدي فيعتمده ، وهو ظاهر الفساد . وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في " كتاب الخيل " له من طريق الأوزاعي أن مهرا أنزي على أمه فامتنع ، فأدخلت في بيت وجللت بكساء وأنزي عليها فنزا ، فلما شم ريح أمه عمد إلى ذكره فقطعه بأسنانه من أصله ، فإذا كان هذا الفهم في الخيل مع كونها أبعد في الفطنة من القرد فجوازها في القرد أولى .
__________________
|
#7
|
|||
|
|||
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
|
العلامات المرجعية |
|
|