|
اجتماعيات طالب منتدى خاص بالطلاب لتبادل المعارف والحلول للمشكلات التعليمية والمسابقات والألغاز الهادفة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف نعرف اخلاق الانسان الحقيقية
قيل لرسول الله ~: إن فلانة تقومُ ليلها وتصوم نهارها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال: "لا خير فيها، هي في النار". فالخلق السيء، إذن، هو الهلاك في الدنيا والآخرة، ويجعل صاحبه بغيضاً إلى الناس، يتحاشون التعامل معه أو الاقتراب منه، لأن للأخلاق السيئة رائحة منتنة جداً. والخلق الحسن هو حياة الأفراد والأمم والمجتمعات، وهو الذي يفتح لصاحبه قلوب الناس، وأبواب النجاح، ومغاليق السعادة، والخلق الحسن مُفَضَّلٌ على المال، قال الله عز وجل: {قولٌ معروف ومغفرة خيرمن صدقة يتبعها أذى} 263سورة البقرة. وفي سرى الحياة نحتاج بشدة إلى معرفة أخلاق بعض الذين نتعامل معهم أو نريد مصاهرتهم، أخلاقهم الحقيقية لا المصطنعة، ولاشك أن معرفة أخلاق الإنسان الحقيقية أمر صعب، ولا يستطيع عاقل إدعاءَ ذلك بسهولة، لأن أكثر الناس يُمَثِّلون، ويلبسون أقنعة، ويَتَخفَّون، ويتطبعون بغير طباعهم الحقيقية وإن كان لابد أن يعود الإنسان إلى طبعه، وهذه هي المشكلة. كُلُّ امرئ راجعٌ يوماً لشيمتِهِ وإن تَخَلَّق أخلاقاً إلى حينِ فالطبع يغلب التطبع، والذئب يبقى ذئباً ولو لم يأكل غنمك، فإن لم يأكلها اليوم أكلها غداً، وربما كان يطمع فيها دفعة واحدة، فالإنسان ـ في كثير من الأحيان ـ أشرس من الذئب، وأخطر من الثعبان الذي يُغَيِّرُ جلده، وأسوأ من الحرباء التي تغير لونها حسب المكان، بل إن الحرباء هنا مسكينة تريد الحفاظ على حياتها فقط، أما الإنسان الحرباء فيريد خداع الناس، وطمس عيونهم، وكسب ثقتهم، وإقناعهم بأنه كريم الأخلاق، مع أنه لئيم أهدافه الحقيقية خبيثة.. واللئيم طبعاً وخلقه لا فائدة فيه، مهما قدمت له من الخير، فهو كشجرة الحنظل لو سقيتها بأعذب الماء وطليتها بالعسل ما أخرجت لك غير الحنظل، وقديماً قال المتنبي: إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تَمَرَّدَا والمشكلة هنا هي في كيفية معرفة الأخلاق الحقيقية للإنسان، هل هو كريم أم لئيم، فإن التعامل السريع في هذا العصر خاصة، والمعرفة العامة، والسماع، والانطباع الأولي، كلها من باب الظن، والظن لا يغني عن الحق شيئاً، كما أن بعض الظن إثم. فحتى الكريم في أعماقه.. كريم الأصل والطباع.. قد يكون جافاً في كلامه، لم يعتد على الرقة والمجاملة الناعمة، فيظنه الجاهل المتسرع لئيماً أو سيء الأخلاق، وقد يجزم بذلك وينقل جزمه الكاذب للآخرين فيظلم الرجل ويظلم نفسه، لأنه معدوم التمييز.. واللئيم قد يبدو ناعماً كالحية، يعطيك من طرف اللسان حلاوةً، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، فينخدع الجهال والأغرار والمتسرعون الذين يحكمون على الأخلاق بالانطباع وبالمجالسة السهلة ومعسول الكلام الذي قد لا يكون وراءه طائل، وكأنه شيك بدون رصيد. *** وأشد ما نكون حاجة لمعرفة أخلاق الإنسان الحقيقية، رجلاً كان أم امرأة، في مسألة المصاهرة، حين يخطب منك رجل إحدى محارمك، فإنك حينئذ في أمس الحاجة لمعرفة أخلاقه الحقيقية، لأنه سوف يصبح جزءاً من العائلة، فإن كان كريماً أراحك وأسعد ابنتك وكان عوناً لك لا عليك ومصدر سرور وفخار، وإن كان لئيماً ابتلاك بالمشكلات وأشقى ابنتك وكان انضمامه إلى عائلتك أشبه بالعار، وكنتَ قد كسبتَ عدواً لا تعرف كيف تتعامل معه، خاصة إذا كنت من الأجواد الوادعين المحبين للستر والهدوء.. وقد يجرجرك للمحاكم وتجرجره وهو المخطئ الظالم.. وقد تلد ابنتك عدداً من الأوغاد مثله ثم يرميها هي وهم عليك! مسألة التزويج ليست سهلة أبداً، خاصة أن الرجل إذا تقدم للخطبة ـ مهما كان لئيماً ـ يتظاهر بمكارم الأخلاق، ويتصبّر على المروءة والحلم، ويتحلى بحلو الكلام، و"يتمسكن حتى يتمكن" والمثل العربي يقول: "على لسان كل خاطب تمرة".. ولكنه ـ إذا كان لئيماً ـ لا يكاد يتمكن ويتزوج حتى يخلع قناع التمثيل الذي أتعبه ويعود لطبعه الذي يلازمه ويكشِّر عن أنيابه ويتجلى لؤمه بعد أن وقع الفأس في الرأس فتحس بنت الأجواد أنها تورطت معه أي ورطة ويحس أبوها أنه ****ب بحر هائج في المنتصف! كذلك الرجل إذا أراد أن يتزوج امرأة ـ وإن كان وضعه أسهل لأن قرار الطلاق بيده وتأثيره عليه مستقبلاً أسهل ـ ولكنه مع ذلك يتورط إذا وقع حظه على امرأة سوء.. طبعها رديء.. وخلقها ذميم.. فقد تكون خدعته بجمالها وتحت الجمال شراسة ولؤم، ورسول الله ~ يقول: "إياكم وخضراءَ الدِّمَن" قالوا: وما خضراءُ الدِّمَن يا رسولَ الله؟ فقال: "المرأةُ الحسناءُ في المنبت السوء". ومن البلاء أن يقع الرجل الكريم في امرأة سيئة لئيمة الطباع تشقيه وتأتي له بأولاد على شاكلتها! *** وبشكل عام فمن الخطأ البيِّن الحكم على الإنسان من واقع معرفة سطحية، ولو طالت، لأنك هنا تراه ـ في الواقع ـ من بعيد، فلا تُمَيِّز ملامحه الحقيقية، فرؤية العقل كرؤية العين، تريد القرب والتمعن والتعمق، والإنسان إذا رأى بعينه (زول) شخص قادم من بعيد جداً فإنه لا يستطيع أبداً أن يعرف من هو، أو يحدد ملامحه، بل قد لا يستطيع الحكم بأنه رجل أو امرأة. كما أن الانطباع لا يكفي، بل إن الانطباع كثيراً ما يكون ظالماً، وغير موضوعي، فأنت قد تخرج بانطباع سيء عن إنسان لمجرد رؤيته، أو سماع نبرات صوته، لأنه يذكرك ـ بدون شعور ـ بمدرس كنت تكرهه.. أو نحو هذا.. وقد تحبه لأنه يذكرك ـ في بعض مظاهره ـ بإنسان تحبه، وكل هذا حكم ظالم وخاطئ حتى لو أصاب مصادفة. الحكم على أخلاق الإنسان الحقيقية يحتاج ـ ويستأهل ـ عدة أمور في اعتقادي، أهمها: 1ـ معرفة كيف يعامل مَنء هم دونه كخدمه، ومرؤوسيه، ونحو هذا، فإن اللئيم يسيء معاملة من هم دونه بدون شك، وإن الكريم يحسن معاملة من هم دونه بدون شك أيضاً. لا يصح إطلاقاً الحكم على أخلاق الإنسان من خلال معاملته لمن هم أقوى منه، ممن يقدرون عليه، لأن اللئيم هنا ينافق ويداجي ويتظاهر بأحسن الأخلاق، وكريم الأخلاق فعلاً قد لا يثني عليه مديروه لأنه لا يقبل الذل ولا يجيد النفاق.. أخلاق الإنسان الحقيقية تتجلى في معاملته للناس الذين يقدر عليهم كمرؤوسيه وخدمه وزوجته إذا كان متزوجاً، وقد ورد في الأثر عن النساء أنهن يغلبن الكريم ولا يغلبهن إلا اللئيم. وإذا كانت فتاة فاسأل كيف تعامل إخوتها الأصغر منها وخدمها. 2ـ معرفة أهل الإنسان والبيت الذي خرج منه، فالإنسان ليس نباتاً شيطانياً يخرج فجأة، بل له أصل يستمد منه طبعه وتربيته معاً: والابنُ ينشأُ على ما كان والدُهُ إن العروقَ عليها ينبت الشَّجَرُ ويقول الآخر: إذا تزوجت فكن حاذقاً واسأل عن الغصن وعن منبته فإذا تقدم لك خاطب فانظر إلى أهله وتفحص أخلاقهم ووضع نسائهم مع إخوانه الذين سبقوه في الزواج، وما هي طباعهم وأعراقهم ومن صاهروا، وإذا أردت أن تخطب امرأة فاعرف أخلاق أمها قدر المستطاع فإن الأم أشد تأثيراً هنا من الأب، واعرف أخلاق إخوانها وأخواتها خاصة اللاتي سبقنها إلى الزواج واستقص طاقتك، على أن هذا وحده لا يكفي، صحيح أنه علامة كبيرة ولكنها لا تكفي وحدها، فالله يخرج الحي من الميت والميت من الحي، ولنا عبرة في ابن نوح عليه السلام، و أبي لهب عم رسول الله ~. 3ـ لا تعرف أخلاق الإنسان الحقيقية في حالة الرضا والسكون، بل في حالة الغضب والاستثارة، فإن الغضب مثل النار تصهر لك معدن الإنسان وتجلوه واضحاً.. فإذا رأيت الإنسان عند غضبه يقول غير الحق ويفحش فابعد عنه! 4ـ الحياء من الإيمان، والوقح الذي لا حياء لديه لا خير فيه.. ولا أمانة.. قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة إلى من أئتمنه، وسلم الناس من يده ولسانه". الوقح لا يسلم منه أحد..! ومَنء أجمع الناس على بغضه فابعد عنه ولا يغرك ماله أو مظهره، قال رسول الله ~ "ألا أنبئكم بشرِّ الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من أكل وحده، ومَنَع رفءدَه، وجلد عبده، ألا أنبئكم بشرمن ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: مَنء لا يُقيلُ عَثءرَة، ولا يَقءبَلُ معذرة، ثم قال: ألا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: مَنء يبغض الناس ويبغضونه". 5ـ حاول قدر المستطاع أن تعرف كيف يتعامل هذا الإنسان مع أهله وأقاربه، فإن كان بهم باراً ولهم واصلاً فهو فاضل، وإن كان بهم عاقاً ومعهم قاطعاً فإنه لا خير فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". منقووووووووووووووول
|
#2
|
||||
|
||||
مشاركة قيمة ... يسلمووو بالنهاية اخى >>> الطبع يغلب التطبع نسأل الله ان يسبغ علينا من فضله حسن الصفات وان يهدينا الى ما فيه صلاحنا آمين يارب العالمين
__________________
أستغفرك ربى حتى ترضى ....... حتى تغفر حتى تطيب لنا الحياة |
#3
|
||||
|
||||
موضوع رائع أخى الكريم ومهم فى تلك الأيام
وكما قلت أخى الفاضل والخلق الحسن هو حياة الأفراد والأمم والمجتمعات، وهو الذي يفتح لصاحبه قلوب الناس، وأبواب النجاح، ومغاليق السعادة، والخلق الحسن مُفَضَّلٌ على المال، .
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
__________________
Good FRIENDS are hard to find
harder to leave ! and impossible to forget |
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
اقتباس:
لا حرمنى الله طلتكم
شكرا جزيلا لحضراتكم تقديرى واحترامى |
العلامات المرجعية |
|
|