#1
|
|||
|
|||
الناصر محمد بن قلاوون
الملك الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون [1]، (ولد بالقاهرة في 684 هـ / 1285 - توفى بالقاهرة في 741 هـ / 1341). تاسع سلاطين المماليك البحرية|البحرية [2].لقب بـأبو المعالي [3] وأبو الفتح [4]. جلس على تخت السلطنة ثلاث مرات، من 693 هـ / 1293 إلى 694 هـ / 1294، ومن 698 هـ / 1299 ، [5] أصغر أبناء السلطان المنصور قلاوون، والأخ الأصغر للسلطان الأشرف خليل. ولد بقلعة الجبل بالقاهرة [6] في يوم السبت النصف من المحرم سنة 684 هـ / 24 مارس 1285 م. أمه " أشلون خاتون " ابنة الأمير المغولى " سكناى بن قراجين بن جيغان " [7]، الذي وفد إلى مصر مع أخيه " قرمشي بن قراجين " في صيف سنة 675 هـ / 1276، في أيام السلطان الظاهر بيبرس [8]، وقد تزوجها السلطان قلاوون في عام 680 هـ بعد وفاة أبيها وأنجب منها آخر أبنائه ناصر الدين محمد، وكانت زوجته الوحيدة في يوم وفاته [9]. في عام 692 هـ / 1292 احتفل السلطان خليل بختان أخيه الأمير ناصر الدين وعدة من أولاد الأمراء، ونصب القبق [10] بالقرب من باب النصر ووزعت الأموال على من أصاب في رميه ونثر الذهب [11]. نشأ الناصر محمد في قلعة الجبل، مقر السلاطين بالقاهرة، محاطاً بالأمراء والنبلاء وأرباب الدولة، فهو ابن السلطان المنصور، وأخو السلطان الأشرف، وأمه بنت أمير من أمراء المغول. تلك البيئة التي نشأ فيها الناصر كانت لها أثراً على شخصيته وطباعه بعدما كبر، حيث توسع في الانفاق على البنايات الفخمة والمشاريع الحيوية، كما استهواه الغزو والفتح [12]. تنصيبه بعد اغتيال السلطان الأشرف خليل في ديسمبر 1293 م اتفق الأمراء على تنصيب أخيه الصغير ناصر الدين محمد، وعلى اخفاء نبأ الاغتيال لبعض الوقت إلى أن تستقر الأمور. فأرسلوا إلى الأمراء في الشام، بتدبير من الأمير سنجر الشجاعى، مكتوب على لسان الأشرف مضمونه: " إنا قد إستنبنا أخانا الملك الناصر محمداً وجعلناه ولى عهدنا حتى إذا توجهنا إلى لقاء عدو يكون لنا من يخلفنا " وطُلب من أمراء الشام تحليف الناس للملك الناصر محمد، وأن يقرن اسمه باسم الأشرف في الخطبة. فجمع الأمير عز الدين أيبك الأموى، نائب السلطان في دمشق، الأمراء وأرباب الدولة وخطب باسم الملك الأشرف والملك الناصر ولي عهده. واستمر الأمر على هذا النحو إلى أن وصل " مرسوم ناصرى " يأمر بالخطبة للملك الناصر وحده والترحم على أبيه المنصور وأخيه الأشرف [13]. أحضر الأمراء الناصر محمد، وكان في التاسعة من عمره، ونصبوه سلطاناً على البلاد ومعه الأمير زين الدين كتبغا نائباً للسلطنة والأمير سنجر الشجاعى وزيراً ومدبراً للدولة، وبيبرس الجاشنكير أستادراً [14]. أصبح السلطان الصغير مجرد دمية في أيدى الحاكمين الفعليين للبلاد كتبغا والشجاعى. لكن كتبغا، وهو مغولى الأصل، والشجاعى كانا في واقع الأمر غريمان متنافسان، وراحت علاقتهما ببعضهما البعض تزداد سوءًً وتدهوراً مع مرور الأيام وتطور الأحداث، فالشجاعى لما رأى انه قد صار مهيمناً على أمور الدولة في وجود طفل على تخت الملك، روادته نفسه على سلطنة نفسه، فراح يرمى الفتن بين الأمراء وكتبغا، وصار يغدق على المماليك البرجية ويغريهم بقتل الأمراء والنيل من كتبغا [15]. فلما علم كتبغا بمخطط الشجاعى جمع بنى جلدته من المغول المقيمين بالقاهرة والأكراد الشهرزورية وحاصر القلعة [16][17][18] وقطع عنها الماء [19]. نشب نزاع دموى بين فريق الشجاعى وفريق كتبغا، انتهى بهزيمة الأمير الشجاعى (الذي لعب دوراً رئيسيا في تحرير الشام من الصليبيين) بعد أن أكد كتبغا لأم السلطان الناصر وهي تحدثه من فوق السور، أن الصراع الدائر هو نزاع بينه وبين الشجاعى وليس بينه وبين ابنها الملك الناصر مؤكداً لها : " والله لو بقى من أولاد أستاذنا - أى السلطان قلاوون - بنت عمياء، ما خرجنا المُلك عنها، وإنما قصدنا مسك الشجاعى الذى يرمى بيننا الفتن " [19]. فاطمئنت أم الناصر وأغلقت أبواب القلعة ليجد الشجاعى نفسه محصورا بين أبواب القلعة المغلقة وقوات كتبغا [20]. وبدأ مماليك الشجاعى يفرون منه وينضمون لفريق كتبغا. طلب الشجاعى الأمان من كتبغا فلم يعطه، فذهب إلى القلعة لإيجاد حل للنزاع الدائر ولكنه قُتل عند دخوله القلعة [21]. أو بعد خروجه من عند السلطان الصغير الذي نصحه قائلاُ : " يا عمى، أنا اعطيك نيابة حلب، اخرج روح عنهم واستريح من هذا الحال كله" [22]. بعد مقتل الشجاعى فتحت أبواب القلعة ودخل كتبغا وأمراءه وأطلقوا سراح أتباعهم الذين كان الشجاعى قد أسرهم وقت النزاع أو قبض عليهم من قبل. وأبعد كتبغا المماليك البرجية التي آزرت الشجاعى إلى ثكنات بعيدة عن القلعة وسجن بعضهم، كما سجن بعض الأمراء من عصبة الشجاعى، وكان بيبرس الجاشنكير من ضمنهم. أقيم الأمير تاج الدين بن الصاحب وزيراُ محل الشجاعى [23]، وسُلبت أملاك الشجاعى وقُبض على نوابه في الشام [24]. ظهور حسام الدين لاجين وخلع الملك الناصر فجأة ظهر في القاهرة حسام الدين لاجين الذي فر وأختفى مع الأمير قرا سنقر بعد اشتراكهما في قتل السلطان الأشرف. ثارت المماليك البرجية، وهي مماليك الأشرف خليل التي أبعدها كتبغا من القلعة، وخرجت إلى الشوارع هائجة تطالب بمعاقبة حسام الدين لاجين على اشتراكه في قتل أستاذهم. وانتهى الأمر بالقبض على المماليك الأشرفيه الغاضبة ومعاقبتها بالسجن والإعدام. بمقتل الشجاعى وإخماد ثورة الأشرفية توطد وقوي مركز كتبغا فأصبح الحاكم الفعلي للبلاد بلا منازع. وأقنعه لاجين بضرورة ازاحة السلطان الناصر والاستيلاء على العرش قبل أن يقوم مماليك الأشرف، أو الناصر ذاته بعد أن يكبر، بالانتقام منه. جمع كتبغا الأمراء في دار النيابة وقال لهم: " قد انخرق ناموس المملكة، والحرمة لا تتم بسلطنة الناصر لصغر سنه " فوافقه الأمراء وحلفوا له، فتسلطن بلقب الملك العادل كتبغا ومعه حسام الدين لاجين نائباً للسلطنة، وأبعد الناصر محمد مع أمه إلى إحدى قاعات القلعة، منهياً بذلك فترة حكمه الأولى التي لم يفعل فيها شيئاً يذكره التاريخ سوى الجلوس على تخت السلطنة وبلوغه سن العاشرة. ثم قام حسام الدين لاجين بعد أن تسلطن بإبعاده إلى الكرك.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|