#1
|
||||
|
||||
أخوف آية في القرآن
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا الفرقان/23 ذلك لأن التعبد لله عز وجل مبني على الإخلاص والاتباع ، فهو أساس كل العبادات وهو مقصد جميع الأنبياء ، وعليه مدار الثواب والعقاب يوم القيامة ، فمن عمل صالحا يقصد به وجه الله تعالى من غير التفات إلى حظوظ دنيوية عاجلة كان من الفائزين أما من راقب الجاه والمال والسمعة كان عمله وبالا عليه يوم القيامة . يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية : هذا يوم القيامة ، حين يحاسب الله العباد على ما عملوه من خير وشر فأخبر أنه لا يتحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال التي ظنوا أنها نجاة لهم فكانت لا شيء .. وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي : إما الإخلاص فيها ، وإما المتابعة لشرع الله . فكل عمل لا يكون خالصا وعلى الشريعة فهو باطل . كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا البقرة/264 " وقد اتفق أهل العلم على أن الرياء يحبط ثواب العمل المراءى به ، لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ رواه مسلم يقول النووي في "شرح مسلم" : " والمراد : أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ، ويأثم به ". فلا شك أن مثل هذا الوعيد مخوف للمسلم أشد التخويف ، ودافع له نحو مراقبة الإخلاص لله في قلبه وقطع كل أسباب المراءاة ، وإلا فقد وخسر أعماله التي راءى بها ولو كانت كأمثال الجبال . أما حديث ثوبان رضي الله عنه المشهور ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا . قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا ، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ . قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا . رواه ابن ماجه في سننه ، والطبراني ، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" .. " رواته ثقات " وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" : " إسناده صحيح " . والذي يبدو من حال هؤلاء هو الجرأة على معاصي السر ، حين يستخفون من الناس مع إظهار الصلاح والاستقامة أمام الناس . أما الأعمال التي أخلص العبد فيها لله سبحانه ، ولم يقصد بها غير وجهه عز وجل ، فهذه يكتب الله له به الحسنات ، ويثيبه عليها في الجنة ، ولا يحبطها وقوع الرياء في أعمال أخرى ، ولا ارتكابه المعاصي في أبواب أخرى ، فهو سبحانه لا يضيع أجر المحسنين ، ولا يظلم مؤمنا حسنة عملها وقد قرر ذلك في قاعدة عامة في سورة الزلزلة فقال : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " صاحب الكبيرة إذا أتى بحسنات يبتغي بها رضا الله أثابه الله على ذلك وإن كان مستحقا للعقوبة على كبيرته . وعند أهل السنة والجماعة يُتقبل العمل ممن اتقى الله فيه فعمله خالصا لله موافقا لأمر الله فمن اتقاه في عمل تقبله منه وإن كان عاصيا في غيره ،ومن لم يتقه فيه لم يتقبله منه وإن كان مطيعا في غيره ". في القرآن الكريم الكثير من آيات الترهيب التي تتضمن من المعاني الثقيلة العظيمة التي تحدث في قلوب المؤمنين من تقوى الله والخوف من عقابه ما يكون له أكبر الأثر في ارتقائهم مدارج السالكين وفوزهم بأعلى درجات النعيم . عن ابن سيرين : " لم يكن شيء عندهم أخوف من هذه الآية : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ البقرة/8. وعن أبي حنيفة : " أخوف آية في القرآن : وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ آل عمران/131 ". وعن الشافعي قوله تعالى إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ العصر/2-3. وقيل إن أخوف آية في القرآن : وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ آل عمران/28 وقيل : سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ الرحمن/31 ، وقيل : مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ النساء/123 ، وقيل : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ الجاثية/21
__________________
[/IMG]
|
#2
|
||||
|
||||
شكرا لك
جزاك الله خير |
#3
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا
سعدت بمرورك أسأل الله أن ينفعنا واياكم بما علمنا
__________________
[/IMG]
|
#4
|
|||
|
|||
هلا والف شكر
|
#5
|
||||
|
||||
جزاك الله خيراااا
|
#6
|
||||
|
||||
جزانا واياك
__________________
[/IMG]
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الإخلاص،الفائزون |
|
|