|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#76
|
||||
|
||||
أنا من هناك أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدة وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ. لي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ. أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها، وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ. تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ هي: الوطنُ...
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#77
|
||||
|
||||
إذا كان لي أن أعيد البداية
إذا كان لي أن أعيد البداية أختار ما اخترت: ورد السياج أسافر ثانية في الدروب التي قد تؤدي وقد لا تؤدي إلى قرطبة. أعلّق ظلي على صخرتين لتبني الطيور الشريدةُ عشاً على غصن ظلي وأكسر ظلي لأتبع رائحة اللوز وهي تطير على غيمةٍ متربهْ وأتعبُ عند السفوحِ: تعالوا إليّ اسمعوني. كلوا من رغيفي اشربوا من نبيذي ، ولا تتركوني على شارع العمر وحدي كصفصافة متعبهْ. أحبُّ البلاد التي لم يطأها نشيد الرحيل ولم تمتثل لدم وامرأهْ أحبُّ النساء اللواتي يخبّئن في الشهوات انتحار الخيول على عتبهْ أعود، إذا كان لي أن أعود، إلى وردتي نفسها وإلى خطوتي نفسها ولكنني لا أعود إلى قرطبهْ....
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#78
|
||||
|
||||
على هذه الأرض
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف الغزاة من الذكرياتْ. على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ. على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة.
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#79
|
||||
|
||||
الآن، إذ تصحو، تذكر,
الآن، إذ تصحو، تذكر رقصة البجع الأخيرة. هل رقصت مع الملائكةِ الصغارِ وأنت تحلمُ؟ هل أضاءتك الفراشةُ عندما احترقت بضوء الوردة الأبدي؟ هل ظهرت لك العنقاءُ واضحةً... وهل نادتك باسمك؟ هل رأيت الفجر يطلع من أصابع من تُحبُّ؟ وهل لمستَ الحُلمَ باليد، أم تركت الُحلمَ يحلُمُ وحدهُ، حيث انتبهت إلى غيابك بغتةً؟ ما هكذا يُخْلي المنام الحالمونَ، فإنهم يتوهجون، ويكملون حياتهم في الحُلمِ.. قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما، أقل لك من تكون والآن إذ تصحو، تذكر: هل أسأت إلى منامك؟ إن أسأت إذاً تذكر رقصة البجع الأخيرة! تُنسى، كأنك لم تكن, تُنسى، كأنك لم تكن تُنسى كمصرع طائر ككنيسة مهجورة تُنسى، كحب عابر وكوردة في الليل... تُنسى **** أنا للطريق... هناك من سبقت خُطاه خُطاي من أملى رؤاه على رؤاي. هناك من نثر الكلام على سجيّته ليدخل في الحكاية أو يضيء لمن سيأتي بعده أثراً غنائياً... وحدسا *** تُنسى، كأنك لم تكن شخصاً، ولا نصاً... وتُنسى *** أمشي على هدي البصيرة، ربما أعطي الحكاية سيرة شخصية. فالمفردات تسوسني وأسوسها. أنا شكلها وهي التجلّي الحر. لكن قيل ما سأقول. يسبقني غدٌ ماضٍ. أنا مَلِك الصدى. لا عرش لي إلا الهوامش. والطريق هو الطريقة. ربما نسيَ الأوائل وصف شيء ما، أُحرّك فيه ذاكرة وحسّا *** تُنسى، كأنك لم تكن خبراً، ولا أثراً... وتُنسى *** أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه على خطاي، ومن سيتبعني إلى رؤيايَ. من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى، أمام البيت، حراً من عبارة أمس، حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهد أنني حيّ وحرّ حين أُنسى
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#80
|
||||
|
||||
عابرون في كلام عابر
ايها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء ايها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكم دبابة اخرى- ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء ايها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فلنا في ارضنا ما نعمل و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا و لنا ما ليس يرضيكم هنا حجر.. او خجل فخذوا الماضي،اذا شئتم الى سوق التحف و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم على صحن خزف لنا ما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل ايها المارون بين الكلمات العابره كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس او الى توقيت موسيقى مسدس فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة آن ان تنصرفوا وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن ان تنصرفوا ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا فلنا في ارضنا مانعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الاول ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل ولنا الدنيا هنا...و الاخرة فاخرجوا من ارضنا من برنا ..من بحرنا من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا من كل شيء،واخرجوا من مفردات الذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة!..
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#81
|
||||
|
||||
إن مشيت على شارع
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً! إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً! إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً! إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً! إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً! إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً! إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك، كن ولداً طيباً! ليقول لك الربُّ: شكراً!
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#82
|
||||
|
||||
لا أعرف الشخص الغريب
لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش، مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟ وأين عاش، وكيف مات فإن أسباب الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة ( ما الحقيقة؟) رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح، ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى نيام هادئون وهادئون وهادئون ولم أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص الغريب وما اسمه؟ لا برق يلمع في اسمه والسائرون وراءه عشرون شخصاً ما عداي ( أنا سواي) وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة: ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق، فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون وربما لا يحلمون . وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها لأسبابٍ عديدةْ من بينها: خطأ كبير في القصيدة
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#83
|
||||
|
||||
لا تنامي...حبيبتي
عندما يسقط القمر كالمرايا المحطمه يكبر الظلُّ بيننا والأساطير تحتضر لا تنامي.. حبيبتي جرحنا صار أوسمه صار ورداً على قمر...! خلف شباكنا نهارْ وذراع من الرضا عندما لفني وطار خلتُ أني فراشةٌ في قناديل جلّنارْ وشفاهٌ من الندى حاورتني بلا حوارْ! لا تنامي.. حبيبتي خلف شباكنا نهار! سقط الورد من يدي لا عبير، ولا خَدَرْ لا تنامي.. حبيبتي العصافير تنتحرْ ورموشي سنابلٌ تشرب الليلَ والقدرْ صوتك الحُلوُ قبلةٌ وجناحٌ على وترْ غُصنُ زيتونةٍ بكى في المنافي على حجرْ باحثاً عن أُصولهِ وعن الشمس والمطرْ لا تنامي .. حبيبتي العصافير تنتحر عندما يسقط القمر كالمرايا المحطمه يشرب الظل عارنا ونداري فرارنا يصبح الحب ملحمه لا تنامي .. حبيبتي جرحنا صار أوسمه ويدانا على الدجى عندليبٌ على وترْ
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#84
|
||||
|
||||
في الانتظار
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار، فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً يُهددُها بصُنع الذكريات وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها. وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء وربما ماتت، فان الموت يعشق فجأة، مثلي، وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#85
|
||||
|
||||
الآن في المنفى
الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ، في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ يُوقدون الشَّمعَ لك فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء، لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك من فرط الزحام.... وأجّلك قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال, يضحك كالغبي فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ وأهمَلكْ فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس. في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس: سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ: هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ! سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ! قُلْ للغياب: نَقَصتني وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#86
|
||||
|
||||
إن مشيت على شارع
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً! إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً! إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً! إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً! إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً! إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً! إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك، كن ولداً طيباً! ليقول لك الربُّ: شكراً!
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#87
|
||||
|
||||
درس من كاما سوطرا
بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ انتظرها، على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا انتظرها، بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ انتظرها، بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع انتظرها، بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ انتظرها، بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ انتظرها، ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها فانتظرها، وإن أقبلتْ قبل وعدها فانتظرها، ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها وانتظرها، لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها وانتظرها، لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها وانتظرها، لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً وانتظرها، وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها وانتظرها، ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ كأنَّكَ تحملُ عنها الندى وانتظرها، تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما وانتظرها، ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً وانتظرها إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ: لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى وانتظرها!
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#88
|
||||
|
||||
هي في المساء
هي في المساء وحيدةٌ، وأًنا وحيدٌ مثلها... بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا] هي لا تراني، إذ أراها حين تقطفُ وردةً من صدرها وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً... هي لا تُفَتِّتُ خبزها وأنا كذلك لا أريق الماءَ فوق الشًّرْشَف الورقيّ [لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا] هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها وحدي. لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟ قلت في نفسي- لماذا لا أَذوقُ نبيذَها؟ هي لا تراني، إذ أراها حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها... وأَنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أَخلَعُ معطفي... لا شيء يزعجها معي لا شيء يزعجني، فنحن الآن منسجمان في النسيان... كان عشاؤنا، كُلٌّ على حِدَةٍ، شهيّاً كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ لم أكن وحدي، ولا هي وحدها كنا معاً نصغي إلى البلَّوْرِ [ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا] هِيَ لا تقولُ: الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا ويُمْسِي فِكْرَةً. وأنا كذلك لا أقول: الحب أَمسى فكرةً
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#89
|
||||
|
||||
قصيدة الرمل
إنّه الرمل مساحات من الأفكار و المرأة ، فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا في البدء كان الشجر العالي نساء كان ماء صاعدا . كان لغه . هل تموت الأرض كالإنسان هل يحملها الطائر شكلا للفراغ ؟ البدايات أنا و النهايات أنا و الرمل شكل و احتمال . برتقال يتناسى شهوتي الأولى . أرى في ما أرى النسيان ، قد يفترس الأزهار و الدهشة ، و الرمل هو الرمل . أرى عصرا من الرمل يغطينا ، و يرمينا من الأيام . ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعت و ضاع الرمل في الرمل . البدايات أنا و النهايات أنا و الرمل جسم الشجر الآتي ، غيوم تشبه البلدان . لون واحد للبحر و النوم . و للعشاق وجه واحد ، ... و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري ، سنرمي ألف نهر في مجاري الماء . و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا سيّد الأيّام . و النخلة أمّ اللّغة الفصحى . أرى ، في ما أرى ، مملكة الرمل على الرمل و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبول ووداعا ... للمسافات وداعا ... للمساحات وداعا للمغنّين الذين استبدوا "القانون" بالقانون كي يلتحموا بالرمل ... مرحى للمصابين برؤياي ، و مرحى للسيول . البدايات أنا و النهايات أنا أمشي إلى حائط إعدامي كعصفور غبيّ ، و أظنّ السهم ضلعي و دمي أغنية الرمّان . أمشي و أغيب الآن في عاصفة الرمل ، سيأتي الرمل رمليا و تأتين إلى الشاعر في الليل ، فلا تجدين الباب و الأزرق ، ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعت ... سيأتي .. سوف يأتي عاشقان يأخذان الزنبق الهارب من أيّامنا و يقولان أمام النهر : كم كان قصيرا زمن الرمل و لا يفترقان و البدايات أنا و النهايات أنا
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#90
|
||||
|
||||
قصيدة الخبز
(إلى إبراهيم مرزوق ) كان يوما غامضا ... تخرج الشمس إلى عاداتها كسلى رماد معدنيّ يملأ الشرق .. و كان الماء في أوردة الغيم و في كل أنابيب البيوت يابسا كان خريفا يائسا في عمر بيروت و كان الموت يمتدّ من القصر إلى الراديو إلى بائعة الجنس إلى سوق الخضار ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة ؟ كان إبراهيم رسّام المياه و سياجا للحروب و كسولا عندما يوقظه الفجر و لكنّ لإبراهيم أطفالا من الليّلك و الشمس يريدون رغيفا و حليب كان إبراهيم رسّاما و أب كان حيّا من دجاج و جنوب و غضب و بسيطا كصليب المساحات صغيره مقعد في غرفة . لا شيء... لا شيء و كان الرسم بالماء وطن و التفاصيل لكم . وجهي أنا برقيّة هل تقرأون الماء كي تتّفق الآن ؟ البياض الأسود احتل المسافات أنا الورد الذي لا يومىء القيد الذي يأتي من الحرية - الفوضى أو الهجز الذي يأخذ شكل الوطن - البوليس هل كان الوطن انطباعا أم صراعا ؟ وضياعا أم خلاص كان يوما غامضا ... وجهي أنا برقيّة الحنطة في حقل الرصاص ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة ؟ كنت تعرف هي بيروت الفوارق هي بيروت الحرائق ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة ؟ إنّهم يغتصبون الخبز و الإنسان منذ الخامسة .... لمم يكن للحبر في يوم من الأيّام هذا الطعم ، هذا الدم هذا الملمس الهامس هذا الهاجس الكونيّ هذا الجوهر الكلي ّ هذا الصوت هذا الوقت هذا اللون هذا الفنّ هذا الاندفاع البشريّ . السرّ. هذا السّحر هذا الانتقال الفذ من كهف البدايات إلى حرب العصابات إلى المأساة في بيروت من كان يموت في تمام الخامسة ؟ كان إبراهيم يستولي على اللون النهائيّ و يستولي على سر العناصر كان رسّاما وثائر كان يرسم وطنا مزدحما بالناس و الصفصاف و الحرب وموج البحر و العمال و الباعة و الريف و يرسم جسدا مزدحما بالوطن المطحون في معجزة الخبز و يرسم مهرجان الأرض و الإنسان ، خبزا ساخنا عند الصباح كانت الأرض رغيفا كانت الشمس غزالة كان إبراهيم شعبا في الرغيف و هو الآن نهائيّ... نهائي ّ تمام السادسة دمه في خبزه خبزه في دمه الآن تمام السادسة ..
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
العلامات المرجعية |
|
|