#76
|
||||
|
||||
السادس عشر من رمضان
__________________
~|| رَبّيْ لآ أَعلمُ أَيّ كَلامٍ فِي غَيبتيْ يُقالُ عَنيْ!
وَلا أعلَمُ أَي ظنونْ خَاطئه تدوُر حَوليْ رَبّي أَنـتَ أعـلــمُ مِنّـيْ وَمنهُـم ♥ ♥ فَأحسِـنْ يَا رب ذِكـريْ فيمَا بيَنـهمْ ♥ ♥||~ |
#77
|
||||
|
||||
اغتنام العشر الأواخر من رمضان قال العلماء أعظم أيام السنة هي أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.. وأفضل ليالي السنة على الإطلاق ليالي العشر الأواخر من رمضان.ولهذه العشر خصائص ليست لغيرها من الليالي. شهر رمضان كله خير ، فله فضل على سائر الشهور كلها ، لكن العشر الأواخر لها فضل خاص في هذا الشهر ، والاجتهاد في هذه الأيام بالعبادة يعرّض المسلم نفسه لليلة القدر ، وليلة القدر خير من ألف شهر كما يقول الله عز وجل ، وكان صلى الله عليه وسلم - يجدُّ للعبادة في هذا الشهر أكثر من غيره من الشهور ويجتهد في العشر الأخيرة ما لم يجتهده في العشرين الأولى منه ، كان يسهر ليله ، ويطوي فراشه ويودع النوم..اخواني اخواتي..ها نحن نقترب من هذه الليالي العشر الأواخر.. فما نحن فاعلون؟وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم خير نبراس وهدى. عن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" ، وفي رواية مسلم : عن عائشة رضي الله عنها :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ". الساعات الغالية النفيسة التي لا تعود إلا مرة في العام يسارع إليها المؤمنون يغتنمون لحظاتها ودقائقها ويتعرضون فيها لنفحات الجواد الكريم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها بقية الشهر :فمنها : إحياء الليل كله ففي حديث عائشة قالت :"كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر - يعني الأخيرة - شمر وشد المئزر"، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة قالت :"ما أعلمه صلى الله عليه وسلم: قام ليله حتى الصباح ".ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي. وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يترك أحدًا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسهر للإحياء ، والقوة على ذلك إلا أيقظه ، وقد صح عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما : ألا تقومان فتصليان.وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة.. ومنها : الاعتكاف.. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين.. وإنما كان يعتكف النبي صلى اله عليه وسلم في العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه و يرضيه . قال الإمام الزهري - رحمه الله - :"عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل ".من أعظم ليال العام في العشر الأواخر ليلة القدر إذ يفيض الرب عز وجل على عباده وتنزل عليهم الرحمات في ليلة خير من ألف شهر. إنها ليلة نزول الملائكة .. ليلة الخيرات .. ليلة النفحات .. ليلة العتق من النار.. ليلة الرحمة. ومن فاتته هذه الليلة فهو محروم حقا.. قال صلى الله عليه وسلم : من حرمها فقد حرم الخير كله . وفي الحديث: (التمسوها في العشر الأواخر وهي ليلةُ وتر وإنّ الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى).أخي المسلم : عليك بالمبادرة إلى الخيرات والإسراع في عمل الصالحات ولا تفوتنك هذه الأيام والليال الغالية.. فإن الوقت يمضي ويسرع.. وتأمل في حال من صلى وصام العام الماضي.. واليوم هو رهبن القبر.. فأسرع إلى طاعة ربك وتذلل بين يديه واسأله العافية في الدنيا والآخرة. أخي المسلم : نداء من الرب عز وجل يحتاج إلى حسن استجابة ومداومة على الخير {وَسَارًعُواْ إًلَى مَغْفًرَةْ مًّن رَّبًّكُمْ وَجَنَّةْ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعًدَّتْ لًلْمُتَّقًينَ) عن الحسن قال :"إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا و تخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون"هذه الليالي فرصتكم أيها الصائمون العابدون ..فرصتكم التي تنتظرونها على مدار العام..فأحيوها وقوموها.. وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم.. أروا الله من أنفسكم خيرا.. فإن لله نفحات من حرمها فقد حرم خيراً كثيراً.جعلنا الله وإيّاكم من المقبولين في هذا الشهر الكريم.ونسأله أن يعيننا وإياكم على استثمار هذه الليالي المباركات في الطاعات و القربات ، ونسأله أن يعتق رقابنا من النار..
__________________
~|| رَبّيْ لآ أَعلمُ أَيّ كَلامٍ فِي غَيبتيْ يُقالُ عَنيْ!
وَلا أعلَمُ أَي ظنونْ خَاطئه تدوُر حَوليْ رَبّي أَنـتَ أعـلــمُ مِنّـيْ وَمنهُـم ♥ ♥ فَأحسِـنْ يَا رب ذِكـريْ فيمَا بيَنـهمْ ♥ ♥||~ |
#78
|
||||
|
||||
__________________
~|| رَبّيْ لآ أَعلمُ أَيّ كَلامٍ فِي غَيبتيْ يُقالُ عَنيْ!
وَلا أعلَمُ أَي ظنونْ خَاطئه تدوُر حَوليْ رَبّي أَنـتَ أعـلــمُ مِنّـيْ وَمنهُـم ♥ ♥ فَأحسِـنْ يَا رب ذِكـريْ فيمَا بيَنـهمْ ♥ ♥||~ |
#79
|
||||
|
||||
اقتباس:
شكرررررررررررررررررررررررا لحضرتك لتلبيلة الدعوة والف شكر على الفطار الجااااااااااااااااااامد ده وربنا يتقبل منك وكل سنة وحضرتك طيب
__________________
|
#80
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرااا
وإن شاء الله في أقرب وقت ينضم لنا الأستاذ رضا جعله الله في ميزان حسناتكم ان شاء الله
__________________
والحب له قوانين آخري..!
|
#81
|
||||
|
||||
اقتباس:
__________________
|
#82
|
||||
|
||||
اقتباس:
__________________
|
#83
|
||||
|
||||
اقتباس:
اقتباس:
__________________
|
#84
|
||||
|
||||
اقتباس:
__________________
|
#85
|
||||
|
||||
اقتباس:
اقتباس:
رائعة والله يا عبدالله بجد مشاركات ممتازة خاصة الثانية
__________________
|
#86
|
||||
|
||||
اقتباس:
بارك الله فيك نقاء
__________________
|
#87
|
||||
|
||||
اقتباس:
جزاك الله خيرًا
__________________
|
#88
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا ع المجهود الرائع دة
__________________
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.
|
#89
|
||||
|
||||
رمضان .. شهر الإيمان والصحة النفسية .
شهر الصيام .. فرصة للمسلمين لوقفة مع النفس والعودة إلى ينابيع الدين . آثار نفسية إيجابية للصيام علي الأصحاء والمرضى أيضاً . تقوية الإرادة سلاح فعال في مواجهة الاكتئاب والقلق والوساوس المرضية وغيرها .. الإقلاع عن التدخين والإدمان .. الفرصة مواتية في شهر الصيام. يأتي شهر رمضان هذا العام على الأمة الإسلامية في ظروف وأحوال صعبة تختلف عن أي عام مضى .. فالصراعات والحروب تشتعل وتمتدد لتشمل أماكن كثيرة في أنحاء العالم الإسلامي ، والمسلمون يعيشون عصراَ من القهر والضعف والهوان ..ورغم ذلك فانه مع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام يعيش العالم الإسلامي في مناخ روحي متميز يختلف عن بقية أوقات السنة .. ولعل الصيام في هذا الشهر هو أحد الأركان الهامة إلى تمتد آثارها لتشمل كل نواحي حياة المسلمين في هذا الشهر .. وللصيام آثار إيجابية علي الصحة العامة للجسد وعلي الصحة النفسية أيضاً .. وفي هذا الموضوع إجابة علي التساؤلات حول الجوانب النفسية لصوم رمضان كما نلاحظها ونرصدها من وجهة النظر النفسية .. كما أننا هنا نعرض أهمية التقرب إلى الله بالصيام والعبادات ودور الإيمان بالله في الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية والمشكلات الأخرى ، والوصول إلى حالة من الطمأنينة والاستقرار والاتزان النفسي . رمضان .. وأحوال المسلمين : يأتي رمضان هذا العام في ظروف صعبة يعانى منها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، فالبقع الساخنة للحروب والصراعات على امتداد كوكب الأرض تكاد تشمل دائماً مجتمعات المسلمين سواء في الدول العربية أو الإسلامية ، أو بالنسبة للأقليات المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب حيث فرض الواقع الجديد للعالم أن يكون المسلمون في موضع المتهم بالتخلف والإرهاب ، وأن يتعرضوا لألوان العداء وهم في أشد حالاتهم ضعفاً منذ قرون طويلة رغم أنهم يتفوقون علي غيرهم في العدد والموارد .. لكن السبب في ما آل إليه حالهم أنهم غفلوا عن تعاليم الإسلام ، ولم يعودوا كما كانوا من قبل أمة متماسكة علي قلب رجل واحد . وشهر رمضان قد يكون مناسبة جيدة ليعود فيها المسلمون إلى أنفسهم ويتدبروا أمورهم ويدرسوا ما وصل إليه حالهم من ضعف وهوان حتى أصبحوا هدفاً للأعداء ، وفي رمضان علينا كمسلمين فرادي وجماعات أن نعود إلي ينابيع الدين الإسلامي ، ونستلهم من تعاليمه القيم التي غفلنا عنها مثل الصبر والتمسك بحبل الله والتعاون ليتم تبديل هذا النموذج الراهن للمسلم بنموذج المؤمن القوي الذي ورد في الحديث الشريف ، والذي هو أفضل وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف هل للصيام آثار نفسية إيجابية !؟ لعل أهم ما يميز شهر رمضان عن بقية العام هو الصيام الذي يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب وممارسة الشهوات خلال النهار ، بالإضافة إلى الجو الروحاني الخاص الذي يميز هذا الشهر من المشاركة العامة بين الأفراد في تنظيم أوقاتهم خلال اليوم بين العبادة والعمل في فترات محددة وتخصيص أوقات موحدة يجتمعون فيها للإفطار ، وهذه المشاركة في حد ذاتها لها أثر إيجابي من الناحية النفسية علي المرضي النفسيين الذين يعانون من العزلة ويشعرون أن إصابتهم بالاضطراب النفسي قد وضعت حاجزاً بينهم وبين المحيطين بهم في الأسرة والمجتمع .. وشهر رمضان بما يتضمنه من نظام شامل يلقي بظلاله علي الجميع حين يصومون خلال النهار ، وتتميز سلوكياتهم عموماً بالالتزام بالعبادات ، ومحاولات التقرب إلى الله ، وتعم مظاهر التراحم بين الناس مما يبعث علي الهدوء النفسي والخروج من دائرة الهموم النفسية المعتادة التي تمثل معاناة للمرضي النفسيين فيسهم هذا التغيير الإيجابي في حدوث تحسن في حياتهم النفسية . وللصوم آثار إيجابية في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف في كل مرضي النفس،كما إن الصوم هو تقرب إلى الله يمنح أملاً في الثواب ويساعد علي التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للمرض النفسي ، كما أن الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار يسهم في مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال مما يقوى مواجهته ومقاومته للأعراض المرضية ... ولهذه الأسباب فإننا في ممارسة الطب النفسي ننصح جميع المرضى بالصيام في رمضان ونلاحظ أن ذلك يؤدى إلى تحسن حالتهم النفسية . صيام المرضى النفسيين : الاكتئاب النفسي هو مرض العصر الحالي ، وتبلغ نسبة الإصابة به 7% من سكان العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، وأهم أعراض الاكتئاب الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب والتفكير في الانتحار ، والصوم بما يمنحه للصائم من أتمل في ثواب الله يجدد الرجاء لديه في الخروج من دائرة اليأس ، كما أن المشاركة مع الآخرين في الصيام والعبادات والأعمال الصالحة خلال رمضان يتضمن نهاية العزلة التي يفرضها الاكتئاب علي المريض ، وممارسة العبادات مثل الانتظام في ذكر الله وانتظار الصلاة بعد الصلاة في هذا الشهر تتضمن التوبة وتقاوم مشاعر الآثم وتبعد الأذهان عن التفكير في إيذاء النفس بعد أن يشعر الشخص بقبول النفس والتفاؤل والأمل في مواجهة أعراض الاكتئاب . أما القلق فإنه سمة من سمات عصرنا الحالي ، وتقدر حالات القلق المرضي بنسبة 30-40% في بعض المجتمعات ، والقلق ينشأ من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ والخوف على المال والأبناء والصحة ، وشعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان ، وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فيه أيضاً راحة نفسية وطمأنينة تسهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر . والوساوس القهرية يعاني منها عدد كبير من الناس علي عكس الانطباع بأنها حالات فردية نادرة ، فالنسبة التي تقدرها الإحصائيات لحالات الوسواس القهري تصل إلى 3% مما يعني ملايين الحالات في المجتمع ، وتكون الوساوس في صورة تكرار بعض الأفعال بدافع الشك المرضي مثل وسواس النظافة الذي يتضمن تكرار الاغتسال للتخلص من وهم القذارة والتلوث ، وهناك الأفكار الوسواسية حول أمور دينية أو جنسية أو أفكار سخيفة تتسلط علي المرضي ولا يكون بوسعهم التخلص منها ، ويسهم الصوم في تقوية إرادة هؤلاء المرضى ، واستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام ليحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر مما يعطي دفعة داخلية تساعد المريض علي التغلب علي تسلط الوساوس المرضية . الصيام وقوة الإرادة : من وجهة نظر الطب النفسي فإننا ننظر إلي الصوم وقدوم شهر رمضان علي انه فرصة جيدة وموسم هام يساعدنا في مواجهة الكثير من المشكلات النفسية ، والمثال على ذلك حالة المدخنين الذين اعتادوا علي استهلاك السجائر بانتظام خلال الأيام العادية بمعدل زمني لا يزيد عن دقائق معدودة بين إشعال سيجارة بعد سيجارة حتي يتم الاحتفاظ بمستوى معين من مادة النيكوتين التي تم تصنيفها ضمن مواد الإدمان .. إن قدوم شهر الصيام والاضطرار إلى الامتناع عن التدخين علي مدى ساعات النهار هو فرصة للمدخنين الراغبين في الإقلاع لاتخاذ قرار التوقف نهائياً عن التدخين ، ونلاحظ بالفعل أن نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان اكبر من النسبة المعتادة في الأوقات الأخرى والتي لا تزيد عن 20% بمعنى أن كل 10 من المدخنين يبدؤون في الإقلاع ينجح 2 فقط منهم ويعود 8 إلى التدخين مرة أخرى . وبالنسبة للإدمان - وهو إحدى المشكلات المستعصية التي تواجه الأطباء النفسيين - فإن تحقيق نتيجة ايجابية في علاج هذه الحالات يمكن أن تزيد فرصته مع صيام رمضان ، فالصيام تقوية للإرادة المتدنية لدى المدمنين ، وقبولهم تحدى الامتناع عن الطعام والشراب خلال نهار رمضان يسهم في تقوية إرادتهم ومقاومتهم لإلحاح تعاطي مواد الإدمان المختلفة ، كما أن شهر رمضان يذكر الجميع بضرورة التوقف عن ممارسة الأعمال التي تتنافي مع روح الدين ويمنح فرصة للتوبة والرجوع إلى الله ، وهي فرصة كبيرة للخروج من مأزق الإدمان لمن لديه الدافع إلى ذلك .. الصيام والحالة النفسية : القاعدة الطبية المعروفة التي تؤكد أن الوقاية أفضل وأجدى من العلاج تنطبق تماماً في حالة الأمراض النفسية ، فقد ثبت لنا من خلال الملاحظة والبحث في مجال الطب النفسي أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع ديني قوى ، ويلتزمون بأداء العبادات وروح الدين في تعاملهم هم غالباً اقل إصابة بالاضطرابات النفسية ، وهم أكثر تحسناً واستجابة للعلاج عند الإصابة بأي مرض نفسي ، والغريب في ذلك أن بعض هذه الدراسات تم اجراؤها في الغرب حيث ذكرت نتائج هذه الأبحاث أن الإيمان القوى بالله والانتظام في العبادات لدى بعض المرضي النفسيين كان عاملاً مساعداً علي سرعة شفائهم واستجابتهم للعلاج بصورة أفضل من مرضي آخرين يعانون من حالات مشابهة ، والأغرب من ذلك أن دراسات أجريت لمقارنة نتائج العلاج في مرضى القلب والسرطان والأمراض المزمنة أفادت نتائجها بأن التحسن في المرضي الملتزمين بتعاليم الدين الذين يتمتعون بإيمان قوى بالله كان ملحوظاً بنسبة تفوق غيرهم ، وقد ذكرت هذه الأبحاث أن شعور الطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان بالله له علاقة بقوة جهاز المناعة الداخلي الذي يقوم بدور حاسم في مقاومة الأمراض ... كلمة أخيرة .. أتوجه بها إليك - عزيزي القارئ - فأمامنا جميعاً فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب كثيرة في هذا الشهر الكريم .. فالصيام وذكر الله في نهار رمضان ، والتقرب إلى الله بالعبادات في هذا الشهر من الأمور الايجابية التي تنعكس علي الصحة النفسية للجميع .. والفرصة كبيرة أمام إخواننا ممن يعانون من الاضطرابات النفسية لتدعيم تحسن حالتهم ومساعدتهم في الخروج من المعاناة النفسية .. كما أن الفرصة الذهبية هي من نصيب إخواننا الذين هم أسرى لعادة التدخين التي تهدد صحتهم ويمكن أن تودي بحياتهم ، وللذين وقعوا في مأزق الإدمان علي المواد المخدرة .. كل هؤلاء يمكنهم في هذا الموسم بالذات الاستفادة من هذه الفرصة في شهر رمضان الذي استقبلناه ونعيش أيامه ولياليه في جو روحاني رائع .. ونتمنى أن يكون هذا الشهر مناسبة مباركة يتم فيها شروق أمل في نهاية المصاعب والمتاعب التي يعانى منها المسلمون في أنحاء العالم .. وأن يشهد رمضان في الانتصار والخير والسلام للإسلام والمسلمين .. ونتجه إلى الله بالدعاء ، ونرجو منه الإجابة .. أنه سميع مجيب . |
#90
|
||||
|
||||
لو كان رضا عطية هنا كان سيشارك بهذه المشاركة القلب يفكر!!
__________________
آخر تعديل بواسطة عبدالله حسن رياش ، 26-08-2010 الساعة 09:25 PM |
العلامات المرجعية |
|
|