اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > منتــدى مُـعـلـمـــي مـصــــــر > الجودة والإعتماد التربـوى

الجودة والإعتماد التربـوى كل ما يخص الجودة و الدراسات التربوية و كادر المعلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2010, 08:37 PM
الصورة الرمزية faten forever
faten forever faten forever غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,096
معدل تقييم المستوى: 25
faten forever is on a distinguished road
Icon Music ::محاور الآداء المهنى للمعلم


محاور الآداء المهنى للمعلم
ينظر علماء التنمية البشرية للمعلم على أنه يشكل مصدراً هاماً فى البناء الحضارى والاقتصادى والاجتماعى للأمم من خلال إسهاماته الحقيقية فى بناء البشر حيث أكدت ذلك نظرية رأس المال البشرى على أنه "كلما نجح المعلم فى زيادة نمو المستويات التعليمية لأبناء الأمم كلما ارتفعت مستويات الإنتاج القومى وزادت مستويات الدخل وتحققت الرفاهية الاجتماعية لهؤلاء الأبناء"فتقدم الأمم ورقيها يكاد يكون مرتبطاً ويسير في اتجاه متوازي مع ما يصل إليه الأفراد من مستويات تعليمية متقدمة، فالتعليم يثمر عن إنتاج كوادر بشرية قادرة على قيادة عجلة التنمية بالمجتمع ومن ثم يتحقق تقدماً اقتصادياً للمجتمع تنعكس آثاره على هؤلاء الأفراد فتتحقق ما يسمى بالرفاهية الاجتماعية لهم، والمعلم في المراحل التعليمية المختلفة يقع على عاتقه مسئولية إعداد وتربية هؤلاء الأفراد من خلال ما يمارسه من آداء مهني داخل المدرسة وخارجها.ومن أهداف العملية التعليمية تنمية شخصية الفرد وإكسابه اتجاهات إيجابية نحو المجتمع وثقافته وتحقيق تكيفه الشخصي والاجتماعي وتزويده بالخبرات والمهارات التعليمية التي تمكنه من آداء دوره المهني الذي يتوقعه المجتمع منه، ومن ثم فإن محاور الآداء المهني للمعلم ترتبط بتلك الأهداف العامة، ولا شك في أن مقدرة المعلم على الوفاء بمسئولياته تجاه المجتمع والتلميذ تتحدد بمدى استيعابه لأهداف العملية التعليمية ومتطلبات المجتمع وتوقعاته من دوره كمعلم، ومدي إتقانه للمهارات والمعارف المرتبطة بتخصصه وقدرته على الانتقاء والاختيار من خبراته بما يؤثر به على خبرات ومهارات الآخرين، واستجابته واستيعابه للمستحدثات التربوية ووسائل التعليم وظروف التغير بالنسبة للمجتمع ومتطلباته وتوقعاته المتجددة.ونظراً لأن عملية التعلم نشاط مركب ينطوي على العديد من المتغيرات المتفاعلة على نحو ديناميكي، فهناك العديد من المتغيرات الخاصة بالمعلم والمتعلم والمادة الدراسية وطريقة التدريس، ورغم التباين بين المعلمين من حيث فاعليتهم التعليمية، ومن حيث قدرتهم على إيجاد تغييرات إيجابية لدى تلاميذهم، إلا أن المعلم قد يمثل العنصر الفعال والمتفاعل مع جميع العناصر والمتغيرات السابقة. وبالنظر إلى ما كان يؤديه المعلم قديماً فلا يزيد عن كونه ملقناً وناقلاً للمعرفة فقط وما على تلاميذه إلا حفظ هذه المعارف إلا أن هدف التربية الحديثة لم يعد تحصيل المعرفة فقط بل إكساب التلاميذ القدرة على الوصول إلى مصادرها الأصلية وتوظيفها لحل المشكلات ومن ثم يتبلور دور المعلم حديثاً فى كونه منظماً ومنسقا ًلبيئة التعلم مستثمراً بما فيها من موارد متاحة، ومشجعاً تلاميذه على الاستقلال الفكرىفالتربية الحديثة تملى على المعلم مسئولية توفير المناخ التربوى السوى للتلاميذ وتوفير الخبرات اللازمة لهم ولنموهم من كافة الوجوه حيث يتم ذلك من خلال تنظيم البيئة التعليمية بما فيها من عناصر وبدائل وتنسيقها وإدارتها وتخطيط العمل التعليمى بها وتشجيع المتعلمين على إجادة العمل مع الأخر بروح الفريق لتنشئتهم تنشئة سليمة من كافة الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية.وأصبح ينظر إلى المعلم على أنه معلم ومربٍ في آن واحد فعلى عاتقه تقع مسؤولية التلاميذ والمساهمة بالتوجيه والفاعلية في تنشئتهم التنشئة السليمة من خلال الرعاية الواعية والشاملة للنمو المتكامل للفرد المتعلم روحياً وعقلياً وجسمياً ومهارياً ووجدانياً وهذا بالإضافة إلى دور المعلم في مجال التفاعل مع البيئة وخدمة المجتمع والمساهمة في تقدمه ورقيّه، فالمعلم يعد أحد العناصر المؤثرة والفعالة فى العملية التعليمية حيث يتعايش مع مختلف القضايا التربوية الموجودة على الساحة التربوية ويشكل مواقفه الخاصة به حول تلك القضايا، وهذه المواقف تعكس بظلالها على آدائه المهنى داخل الفصل وخارجه مع تلاميذه وداخل أسوار المدرسة مع زملائه وإدارة المدرسة وأيضاً مع عناصر البيئة المحلية المحيطة. إن النظر إلى وظيفة المعلم قد تغيرت فبدلاً من النظرة السابقة إلى المعلم على أنه هو الذي يصدر التوجيهات ويملي على تلاميذه ما يجب أن يفعلوه أو يحفظوه، صار عمل المعلم ميسراً ومنسقاً للتعليم داخل المدرسة. فوظيفة المعلم في المدرسة هو تهيئة البيئة المناسبة لتعليم التلاميذ، وإيجاد تفاعل صفي يساعد على توسيع مدى هذا التعلم إلى أبعد حد ومن ثم تحقق المنظومة التربوية أهدافها المرسومة لها وتكون المحصلة النهائية إعداد جيل من المتعلمين نافع لنفسه ومساهم في تقد مجتمعه في ذات الوقت.والآداء المهنى للمعلم تتحكم فيه مجموعة من القوى والعوامل المتمثلة فى مدى استيعابه لأهداف العملية التعليمية، ومتطلبات المجتمع وتوقعاته من دوره كمعلم، ومدى إتقانه للمهارات والمعارف المرتبطة بتخصصه التعليمى، واستجابته واستيعابه للمستحدثات التربوية وظروف التغير الحادثة والمتجددة فى المجتمع وكل ما هو محيط به.حيث أن هذه القوى والعوامل قد تعد عاملاً فى تشكيل مواقف المعلم تجاه بعض القضايا التربوية المختارة وهي :قضية الدروس الخصوصية، وقضية الأوضاع الاجتماعية والمهنية للمعلم، وقضية مجانية التعليم. ولمزيد من الإيضاح يستعرض الباحث فيما يلي محاور الآداء المهنى للمعلم فى ظل القضايا التربوية المختارة التى استعرضها الباحث بالفصل السابق، وتأثير مواقف المعلمين من تلك القضايا على آدائهم المهني وذلك بعرض إسهامات بعض الكتاب والمفكرين التربويين المهتمين بهذا المجال، حتى يمكن التعرف على مدى اتساع أو ضيق الفجوة بين الآداء المهني المأمول والمتوقع من المعلم في ظل القضايا المختارة من جهة وبين الآداء المهني لمعلمي المرحلة الابتدائية- عينة البحث- نظرا ًلمواقفهم من تلك القضايا التربوية من جهة أخرى عبر الدراسة الميدانية.
أولاً: الآداء المهني للمعلم في ظل قضية الدروس الخصوصية
إن الدروس الخصوصية تعد ظاهرة يشترك فيها كل من المعلم الذي يقدم الخدمة التعليمية مقابل أجر مادي وفى غير أوقات عمله الرسمية بالمدرسة والتلميذ الذي يتلقى هذه الخدمة، ومن ثم فإن المعلم وما يحمله من أخلاقيات وأمانة علمية يلعب دوراً كبيراً في الحد من تلك الظاهرة عندما يقوم بدوره المنوط إليه كما ينبغي داخل أسوار المدرسة التي يعمل بها وبالتالي لا يلجأ التلميذ إلى الدروس الخصوصية .
ومحاور الآداء المهني للمعلم المرتبطة بقضية ظاهرة الدروس الخصوصية يمكن أن تتبلور فيما يلي: عرض وتقديم المادة الدراسية، والتعامل مع التلاميذ، ومراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ، والتعلم الذاتي، والتخطيط لعملية التدريس، والاستعانة بعناصر التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، واستثارة دافعية التلاميذ نحو التعلم، وإرشاد وتوجيه التلاميذ، وتوفير مثيرات التعلم للتلاميذ، والتقييم والتقويم لسلوك التلاميذ، هذا بالإضافة إلى تنظيم التفاعلات بين التلاميذ، ويمكن عرض المحاور التالية للآداء المهني للمعلم حيث تظهر ملامحها في ضوء انعكاس موقف المعلم من قضية الدروس الخصوصية.
عرض وتقديم المادة الدراسية
من مهام المعلم داخل الفصل شرح وتبسيط المادة الدراسية لتلاميذه مراعياً في ذلك اختلاف مستوياتهم العقلية والثقافية، الأمر الذى يتطلب منه تشكيل المواقف التعليمية والاستعانة بالوسائل التعليمية الحديثة بما يتلاءم واختلاف مستوياتهم وذلك في إطار من مكارم الأخلاق التي عليه أن يتحلى بها أثناء آدائه المهني حتى لا يضطر هؤلاء التلاميذ أو هو يجبرهم إلى اللجوء باسلوب أو بأخر إلى الدروس الخصوصية.
ويؤدي المعلم دوره المهني وفق ما هو مرسوم له عندما تتكامل سماته الشخصية في تناغم وانسجام مع سماته المهنية والتي تتمثل في : قوة تمكنه من المادة العلمية التي يقوم بتدريسها لتلاميذه، حيث أن المتعلمين يضعون معلومات المعلم وقدرته على تقديمها وعرضها في المقام الأول عند تقديرهم لجوانب شخصيته وخاصة إذا كانت تلك المعلومات يغلب غليها الطابع التخصصي.فالتمكن من عرض وتقديم المادة الدراسية للتلاميذ والقدرة على توصيل المفاهيم والمعارف التي تحويها تلك المادة قد يعد مؤشراً لآداء مهني جيد من جانب المعلم.
وتكمن خصائص المعلم في قوة تمكنه من مادته العلمية وامتلاكه للعديد من أساليب التدريس يستخدم منها بما يتناسب وكل موقف تعليمي يعيشه مع تلاميذه، ولديه انتماء للمهنة وللمدرسة، ويسمح لتلاميذه بالمشاركة في اتخاذ القرارات، هذا إلى جانب توافر قوة الشخصية فى ضبط سلوك التلاميذ بجانب توفر عاطفة دافئة أثناء التعامل معهم، ويتفاعل مع المجتمع المحلى المحيط بالمدرسة بفاعلية

والمعلم في ظل ممارسته للدروس الخصوصية قد لا يهتم بآداء مهامه المنوطة إليه- سالفة الذكر- أثناء الحصة الدراسية بالمدرسة لتركيزه عل ما يؤديه مع تلاميذه في الدروس الخصوصية، فلا يهتم بشرح وتبسيط المنهج ليسهل على تلاميذه استيعابه بالمدرسة، كما أنه قد يتجاهل ما بين تلاميذه من فروق واختلافات من حيث سرعة الاستيعاب والقدرة على الفهم نظراً لالتزامه بالخطة الزمنية الموضوعة لتدريس المنهج، وهذا بعكس المعلم الذي يحارب الدروس الخصوصية ويحد من انتشارها فإنه يقوم بالعديد من الأدوار والمهام.
  • التعامل مع التلاميذ
ففي إطار دور المعلم فإنه يقوم بمجموعة من المهام والتى منها: تشخيص نقاط الضعف فى المستوى التعليمى للتلميذ ويتولى علاجها، وإتقان أفضل الطرق وأقصرها لإيصال محتوى المادة الدراسية لتلاميذه، وإعادة شرح الدروس داخل الفصل وما يصاحبه من أنشطة بالسرعة والمستوى الملائمين لقدرات التلاميذ، وتوجيه تلاميذه للطريقة المثلى عند آدائهم للامتحانات حتى يحصلوا على أعلى الدرجات، هذا مع توافر النية الصادقة لديه لأداء مهنى كما هو مرسوم فى ظل نظام محكم من التوجيه والمتابعةحيث يلتزم المعلم في آدائه لهذه المهام بالتوصيات والقرارات التي توصلت إليها الهيئات الرسمية المهتمة بشئون تربية وتعليم النشء والمتمثلة في المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، ووزارة التربية والتعليم.
ففى ظل مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية صدرت عدة توصيات من المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى منها: العمل على إطالة اليوم الدراسى حتى تتاح الفرصة أمام التلاميذ للاستيعاب الجيد للمقررات الدراسية، والتدريب على أعمال الامتحانات، وتعديل الاسلوب القائم فى تقدير أعمال السنة للتلميذ، واقتصار مجموعات التقوية على الفئات الضعيفة علمياً من التلاميذ، والرقابة الجادة على مواظبة التلاميذ لحضور المدرسة، هذا بالإضافة إلى تحسين الظروف المادية للمعلم.حيث أنه في ظل ممارسة المعلم للدروس الخصوصية قد يفرض سيطرته على تلاميذه من خلال أعمال السنة ودرجات الامتحانات التي يجريها كنوع من الضغط عليهم لأخذ درس خاص لديه.
ومن الإجراءات التنظيمية التى تسهم فى خفض حدة ظاهرة الدروس الخصوصية ما اتخذته وزارة التربية والتعليم بشأن تنظيم مجموعات التقوية حيث يلتحق بها التلاميذ أصحاب المستويات الضعيفة علمياً.الأمر الذى يحتم على المعلم أن يعمل على إنجاح هذه المجموعات والمشاركة فيها بجدية وفق ما تقتضيه أمانته العلمية حتى تؤتى ثمارها المرجوة منها كأحد الوسائل للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، وهذا عكس ما يقوم به المعلم الذي يمارس الدروس الخصوصية فإنه قد يعمل على عرقلة هذه المجموعات عن تحقيق أهدافها.
مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ
إن مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ قضية حظيت بالاهتمام في عصرنا الحالي حيث تنادى التربية المعاصرة بضرورة مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين تطبيقاً لما توصل إليه علم النفس الحديث بتجاربه وبحوثه من أن كل إنسان يختلف عن الآخرين في قدراته العقلية وأن هناك درجات متفاوتة بين عقول الأطفال حتى في السن الواحدة وليس هذا الاختلاف فى التكوين العقلي فحسب بل في الميول والرغبات والإمكانات الجسمية والسمات الانفعالية والنفسية.
والمعلم داخل الفصل الدراسى وخارجه يتعامل مع تلاميذ يختلفون فيما بينهم من حيث الاستعدادات والقدرات والميول وتوجد بينهم فروقاً فى القدرة على التعلم حيث تتفاوت سرعة الاستيعاب والتحصيل لديهم من فرد إلى آخر بل أن بعضهم قد يكون أقدر من غيره فى الاستيعاب فى مجالات معينة كما أن فيهم من لا يصلح تعليمه إلا لحد معين لا يتعداه وهذا يتطلب من المعلم أن يراعى كل هذه الفروق والاختلافات بين تلاميذه وهذا ما يعرف باسم مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين أثناء ممارسته لآدائه المهني بالمدرسة.
إن مراعاة المعلم للفروق والاختلافات بين تلاميذه تكمن في إتباعه اسلوب التعليم الفردي مع هؤلاء التلاميذ، والعمل على تنويع المهام والاختصاصات بينهم مع تقديم خدمات خاصة لمن ساء تكيفهم أو لمن يتعلم منهم ببطء، هذا بالإضافة إلى تعديل السياسة المدرسية إلى الوضع الذي تهتم فيه بما بين التلاميذ من فروق وذلك من خلال تنظيم الفصول المدرسية وتوجيه البرنامج المدرسي لهذا الغرض.
والمعلم يستخدم العديد من الطرق والأساليب التدريسية التي تتناسب وكل موقف تعليمي يمر به مع تلاميذه ليس هذا فحسب بل ويستخدم من تلك الطرق والأساليب ما يتناسب مع كل واحد منهم فهو على دراية ووعى بقدراتهم واستعداداتهم من الناحية التحصيلية والتعليمية، ويستطيع أن يتابع الكثير من تلاميذه الذين يمارسون العمل الواحد سواء كان داخل الفصل أو خارجه فيمكنه أن يكتشف المتميز منهم والمتوسط والضعيف فيتعامل مع كل فئة بما يناسبها من طرق التدريس فالأفراد عند ممارستهم لأي عمل لا يؤدونه بنفس الكفاءة والمهارة إذ أنهم في الواقع يختلفون في آداءه.إن مبادئ التدريس الحديث تؤكد على أن التلميذ محور العملية التعليمية ومن ثم يراعى رغباته وميوله وحاجاته العلمية والنفسية والاجتماعية، ومراعاة الفروق الفردية بينه وبين أقرانه من التلاميذ، وتحليل خصائصه وتحديد قدراته لاختيار الوسائل والأنشطة لتنمية تلك القدرات، لذا يعتمد التدريس الحديث على التدرج من المحسوس إلى المجرد ومن البسيط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول ومن الجزء إلى الكل.
وسبيل المعلم فى مراعاة تلك الفروق والاختلافات الحادثة بين تلاميذه تتمثل في تنويعه لطرق التدريس التى يستخدمها ويختار منها ما يناسب هذه الاختلافات، واستخدام العديد من الوسائل التعليمية وفقاً لطبيعة الموقف التعليمى وقدرات التلاميذ، بالإضافة إلى العمل على تنوع الأنشطة التعليمية مع استخدام وسائل وأساليب التقويم، كما يعمل على تنوع التكليفات والتعيينات التى يكلفها لتلاميذه حيث يكلف كل منهم حسب امكاناته وقدراته.وهذا ما قد لا يتوافر للمعلم الذي يمارس الدروس الخصوصية.
فالمعلم عند مراعاته للفروق الفردية لتلاميذه يقوم بمراعاة طبيعتهم الإنسانية حيث ينمى علاقات طيبة بينه وبين تلاميذه ليساعدهم فى حل المشكلات التى تعوقهم عن فهم واستيعاب موادهم الدراسية الأمر الذى يتطلب منه فهم طبيعة شخصياتهم وما يمتلكونه من قدرات وإمكانات شخصية.ويتطلب ذلك من المعلم أن يكون على فهم بتلاميذه من كافة الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية ومن ثم يصمم خطته الدراسية في ضوء هذا الفهم ويحاول أن يصل بهم إلى أقصى درجات التحصيل الدراسي المأمول وفي ظل ما بينهم من اختلافات وفروق، وهذا ما قد لا يتوافر لدى المعلم الذي يمارس الدروس الخصوصية لأنه يركز على تلقين التلاميذ المعارف التي يضمها منهجهم الدراسي دون اعتبار لما قد يوجد بينهم من فروق في سرعة استيعاب تلك المعلومات والمعارف.
ونظراً لأن التربية المعاصرة تنادى بضرورة مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وضرورة تعليمهم على قدر عقولهم وعلى حسب إمكاناتهم واستعداداتهم حتى يمكنهم الاستفادة بما يتعلمون.فإن المعلم يجب عليه الالتزام بهذا المنهج التربوى عند ممارسته لآدائه المهنى مع تلاميذه، حيث يعمل على تنظيم المواقف التعليمية بما يتناسب وقدرات وإمكانات تلاميذه ليكسبهم الخبرات التعليمية التى تناسبهم
ومن ثم يؤدى هذا المناخ المتمثل فى جدية المعلم فى آداء واجباته المهنية وإخلاصه وتفانيه فى تقديم الخدمة التعليمية لتلاميذه، مراعاة ما بينهم من فروق واختلافات فى القدرات وإمكانات أثناء تدريسه للمادة الدراسية لهم، مع حثهم على الانتظام فى الدراسة وعدم تسربهم من المدرسة إلى غير ذلك من الأمور التي من شأنها التقليل والحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، وفي المقابل فإن ممارسة المعلم للدروس الخصوصية يؤدي به إلى إهماله لآداء دوره المهني كما ينبغي داخل المدرسة فلا يراعي مابين التلاميذ من فروق واختلافات أثناء عملية التدريس، ولا يراعي العدل والمساواة في تقدير درجات أعمال السنة والامتحانات بين من يأخذون درس خاص لديه وبين غيرهم من التلاميذ، هذا بالإضافة إلى معارضته لأي وسائل تحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية.
وفي ظل ممارسة المعلم للدروس الخصوصية قد لا يهتم بما هو كائن بين تلاميذه من فروق واختلافات في مختلف النواحى والتي منها الجانب العقلي المسئول عن استيعاب المادة العلمية التي يدرسونها وبالتالي ينحصر دوره في تلقين كم المعلومات للتلاميذ في فترة زمنية محددة هي فترة الدرس الخاص دون مراعاة لما قد يوجد بينهم من اختلافات في سرعة الاستجابة لتلك المعلومات وفهمها، ومن ثم لا يهتم بسبل مراعاة تلك الفروق التي بين التلاميذ.
  • التعلم الذاتي
ويتسم الآداء المهني للمعلم بالمرونة ليتفق وما تضيفه مستحدثات العلم المتمثل في التراكم المعرفي المتجدد وذلك من خلال تبنيه لطرق تدريسية متنوعة وخلق مواقف تعليمية تناسب مستويات تلاميذه من جهة ونابعة من الإمكانيات المتاحة في البيئة المحيطة من جهة أخرى، ومن ثم فإن صور وأنماط الآداء المهني للمعلم تتغير وتتعدد وفق ما يقتضيه كل موقف تعليمي على حده، وتكون المحصلة مواقف تدريسية لا يحتاج معها تلاميذه إلى اللجوء للدروس الخصوصية.
ويعد التعلم الذاتي من أهم المصادر التي يمكن الحصول بها على المعرفة، فالاتجاهات الحديثة في التعليم تؤكد على حقيقة هامة وهى أن التعليم النظامي الذي يتلقاه المتعلمون في المراحل التعليمية المختلفة ما هو إلا مرحلة لتزويدهم بالمهارات والقدرات الضرورية لهم، كما يتمكن المتعلمون عن طريق التعلم الذاتي من صقل تلك المهارات وتوظيف قدراتهم فيما هو مفيد لهم ولمجتمعهملذلك فإن التعلم الذاتي كاسلوب تربوي حديث من الأساليب التربوية التي تنادى بها الاتجاهات التربوية المعاصرة الضرورية لتربية وتعليم نشء يكون قادر على مواكبة مستحدثات العصر الحالي.
ونظراً للتغيرات السريعة والمتلاحقة في كافة المجالات بات لزاماً على كل طالب علم ملاحقة هذه التغيرات وأن يحيط بكل ما هو جديد في دنيا المعرفة وبخاصة فيما يدرسه من علوم. فمعلم اليوم مهما كان واسع الاطلاع لا يعد المصدر الوحيد أمام المتعلم في الحصول على المعرفة لذا فعليه أن يدرب تلاميذه أن يعلموا أنفسهم بأنفسهم ويعطيهم الحرية في إشباع حاجاتهم ورغباتهم وفضولهم من خلال ما يتعلمونه
إن أسلوب التعلم الذاتي يتيح الفرصة للمتعلم أن يعلم نفسه بنفسه حيث يحصل علي المعرفة من مصادرها المختلفة وفق ما يتوافر لديه من إمكانات وقدرات وفى الوقت الذي يناسبه، الأمر الذي يتطلب من المعلمين أن يدربوا طلابهم على الاعتماد على أنفسهم فى الحصول على المعرفة. لذلك يمكن القول أن أسلوب التعلم الذاتي يعد تحولاً تعليمياً من التركيز على جهد المعلم في إكساب المتعلمين مختلف ألوان المعرفة إلى التركيز على جهد المتعلم في ذلك.
وتتضح قيمة التعلم الذاتي فيما يحمله من خصائص تربوية متمثلة في: مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين حيث يعتمد على أعداد المواد التعليمية وطرق التدريس والأنشطة التربوية بما يتلاءم وقدرات وحاجات وميول واهتمامات هؤلاء المتعلمين، وتشجيع إيجابية المتعلم وتفاعله فى ممارسة الأنشطة التربوية والحث عن المعلومات والربط والاستنتاج، ومنح المتعلم الحرية فى متابعة مجالاته الدراسية وفقاً لتوجهاته الذاتية الأمر الذي يزيد من دافعيته نحو تعلم أشياء جديدة، والسماح للمتعلم بتقويم وتوجيه نفسه ذاتياً.)والمعلم في ظل ممارسته للدروس الخصوصية قد لا يهتم بتثقيف نفسه وزيادة معارفه من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال تخصصه نظراً لضياع معظم وقته في ممارسة الدروس الخصوصية حيث همه الأوحد هو توصيل كم المعلومات والمعارف المقررة فحسب دون التطرق لمعلومات خارجية حتى وإن كانت تمس المنهج الذي يدرسه لتلاميذه وتثري مادته العلمية، وبالتالي يعيش هذا المعلم بمعزل عن ما يدور في عالمه الخارجي ومن ثم يعجز عن ربطه بالمنهج الدراسي الذي يدرسه لتلاميذه، وهذا بالإضافة إلى حرصه الشديد على تحصيل المال من هؤلاء التلاميذ دون اعتبارات أخرى متجاهلاً التراكم المعرفي الذي يتزايد يوماً بعد يوم والذي فيه ما قد يخدم تخصصه العلمي.
إن التقدم العلمى الهائل وفى كافة المجالات والتطور التكنولوجى الحادث وضع المدرسة كمؤسسة تعليمية نظامية أمام طوفان من المعرفة وشتى العلوم الأمر الذى يدعو إلى أن يتسلح قاصدو العلم فى مختلف المراحل التعليمية بسلاح العلم والمعرفة لمواجهة هذا الطوفان، وبالتالى يتطلب من المعلم عند آدائه لرسالته المهنية بأن يطالع كل ما هو جديد ومستحدث ويوظفه لخدمة تخصصه الدراسى.
  • التخطيط لعملية التدريس
فالمعلم له دوره الرئيسي في التخطيط لعملية التدريس والتي تتضمن صياغة الأهداف التدريسية في صورة قابلة للملاحظة والتقويم وفق قدرات التلاميذ واستعداداتهم بالإضافة إلى قدرته على التخطيط لمواقف تستثير تفكيرهم، وإبداعهم عن طريق ما يعده وينظمه من مواقف وخبرات مثيرة للتفكير وحب الاستطلاع، كما يقوم بتنظيم الخبرات التعليمية والأحداث التدريسية والبيئة التعليمية المناسبة، هذا مع استخدام التقنيات ووسائل الاتصال بما يخدم العملية التعليمية ومادته الدراسية.هذا وعلى الجانب الآخر فإن المعلم الذي يمارس الدروس الخصوصية قد يهمل ترجمة الأهداف التدريسية إلى أفعال قابلة للملاحظة والتقييم نظراً لاعتماده عل الحفظ والتلقين كهدف تدريسي أسمى يسعى بتلاميذه لتحقيقه ومن ثم قد يهمل تصميم المواقف التعليمية والأنشطة التربوية التي تستثير قدرات التلاميذ واستعداداتهم للتعلم وبذلك يتراجع مستوي الآداء المهني للمعلم إلى النمط التقليدي.
إن الآداء المهني التقليدي للمعلم والذي يتمثل في تقديم وشرح الكتاب المدرسي وتحضير الدروس واستخدام الوسائل ووضع الاختبارات قد تغير إلى دور يقوم على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها ومعرفة أجزائها، فالمعلم في هذا المجال أصبح هو المخطط والموجه والمرشد والمدير للعملية التعليمية برمتها، هذا فضلاً عن إتاحة الفرصة للتلاميذ للمشاركة بحرية اكبر مع إكسابهم مهارات القدرة على الاتصال بالعالم الخارجي والاطلاع على احدث ما توصل له العلم في شتى المجالات، وهذا يتطلب من المعلم أن يكون على معرفة بالبيئة التعليمية وخصائص المتعلمين ومهاراتهم وقدراتهم والطرق التدريسية المناسبة، ووضع الأهداف التعليمية المناسبة ومراعاة الفروق الفردية بينهم.
والمعلم في ظل ممارسة الدروس الخصوصية قد يكون مستوى آدائه المهني أقرب إلى النمط التقليدي منه إلى النمط المتجدد الذي تنادي به التربية الحديثة حيث لا يهتم بالتخطيط للعملية التعليمية وتصميمها في ضوء ما يمتلكه تلاميذه من قدرات واستعدادات، وعدم إتاحة الفرصة لهم للمشاركة وحرية اتخاذ القرار وحل المشكلات، ومن ثم فلا يهتم بالتعرف على خصائص تلاميذه وما يناسبها من طرق تدريسية نظراً لأنه لا يعير اهتماماً لما بينهم من فروق فردية.
  • الاستعانة بعناصر التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية
إن القائمين على أمر التربية والتعليم يهتمون بتطوير الأساليب التربوية لتتواكب المتغيرات والمستجدات، حيث أصبحت مدرسة اليوم لم تكن تلك المدرسة التقليدية التي تدعو إلى الحفظ المكبل للتفكير والتلقين الذي يلغى ذاتية المعلم بل أصبحت مدرسة بلا أسوار بينها وبين مرافق الحياة في البيئة المحلية المحيطة ترابط وتلاحم، كما لم يعد الكتاب المدرسي المصدر الوحيد للمعرفة.الأمر الذي يؤكد على الاستعانة بعناصر التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية.
ويبحث المعلم الجيد بشكل دائم عن كل ما هو جديد في مجال تخصصه ليتعلم أكثر ويُحسِّن مهاراته التدريسية، فالتعلم نشاط مستمر يتضمن إتقان مهارات ومفاهيم جديدة، وأن يُزيد المعلم من حساسيته للتحديات التي يواجهها من قِبل المتعلمين داخل غرفة الصف، وينبغي على كل معلم أن يكون واسع الاطلاع والممارسة لكل جديد في مجال التربية وطرائق التدريس، ومجال تخصصه الأكاديمي.حتي يستفيد المعلم من كل ما هو جديد ومستحدث مستمد من العناصر التكنولوجية الحديثة ويوظفه لخدمة العملية التعليمية عامة ومنهجه الذي يقوم بتدريسه لتلاميذه خاصة.
ومجمل ما سبق فإن دور المعلم في عصر الإنترنت والتعليم عن بعد- كأحد عناصر التكنولوجيا الحديثة- يتبلور في تصميم المواقف التعليمية التي تمنح الفرصة للمتعلمين بالاتصال بالعالم الخارجي من خلال شبكة الإنترنت للإطلاع من خلالها على كل ما هو جديد ويخدم موادهم الدراسية وبالتالي لا يكون هناك مجال للجوئهم للدروس الخصوصية، وتشجيع تفاعل التلاميذ وتطوير أساليب التعلم الذاتي لديهم في الحصول على المعرفة بدلاً من الحصول عليها جاهزة كما هو متبع في ظاهرة الدروس الخصوصية حيث يعجز المعلم الممارس للدروس الخصوصية عن الاتصال بالعالم الخارجي للتعرف على كل ما هو جديد وتوظيفه في مجال تخصصه نظراً لأن معظم وقته يضيع في ممارسته للدروس الخصوصية من جهة وعدم تشجيع تلاميذه على أن يعلموا أنفسهم بأنفسهم من خلال البحث عن المعرفة وكيفية الاستفادة منها من جهة أخرى.
  • استثارة دافعية التلاميذ نحو التعلم
يعد المعلم قائداً للأنشطة والممارسات التدريسية بما يمتلكه من سمات شخصية وقدرات واستعدادات ذاتية تمكنه من استثارة دافعية تعلم التلاميذ ومشاركتهم في المواقف التعلمية، وتخطيط المواقف الصفية، وجعل تعلُّمهم تعلُّماً إيجابياً وذلك حينما يكونوا مدفوعين بدوافع داخلية للتعلم وتحصيل المعرفة، وتدريبهم على تحمُّل مسؤوليات تعلمهم، ومساعدتهم على استغلال أقصى قدراتهم للتعلُّم وهذا ما يؤكده النظام التعليمي الحديث.
فالنظام التعليمي الحديث يتسم بأنه تفاعل تعليمي من الجانبين حيث تتيح الحاسبات عن طريق برمجيات الوسائط المتعددة ودوائر المعارف التفاعلية، والاتصال بشبكات المعلومات المحلية والعالمية فرصاً غنية للتفاعل عن طريق مشاركة المتعلمين في كافة الأنشطة كما يتيح لهم الفرصة أن يتعلموا تعلماً ذاتياً، تعلماً بدافع منهم وبرغبة أكيدة من داخلهم في تعلم ما يختارونه من موضوعات، في الوقت الذي يتناسب مع ظروفهم واحتياجاتهم وميولهم حيث يعتمد المتعلم على الإتقان الذاتي للمعلومة مع ضمان بقائها مدة أطول، والاستفادة منها في مواقف أخرى، فالمتعلم قد أتقنها بمجهوده الشخصي وبدافع من داخله بالعمل والممارسة كما أنه تعليم ديمقراطي : بمعنى أن كل متعلم يتعلم طبقاً لاستعداداته وقدراته وميوله ويتعلم بحرية، والمعلم يستخدم اسلوب الاتصال المتعدد الاتجاهات والذي يسمح بالمناقشة مع المتعلمين.
وفي ظل انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية قد ينعدم هذا التفاعل بين المعلم وتلاميذه حيث لا مجال للاستعانة بالوسائل التكنولوجية وبرمجيات الوسائط المتعددة خلال العملية التعليمية والتي تتيح للمتعلم البحث عن المعلومات التي يحتاج إلى أن يتعرف عليها وقتما شاء وأينما كان والاستفادة منها وفق ما تؤهله له قدراته واستعداداته الذاتية نظراً لتركيز المعلم على معلومات محددة يرغب في توصيلها للتلاميذ – بالدرس الخاص- لحفظها واسترجاعها أثناء الامتحان وحسب ومن ثم لا يلتزم المعلم الممارس للدروس الخصوصية بأساسيات النظام التعليمي الحديث الموضوعة أثناء ممارسته لآدائه المهني مع التلاميذ.
إن التزام المعلم بما يتضمنه النظام التعليمي الحديث من قواعد ونظم- سالفة الذكر- أثناء ممارسته لآدائه المهني مع تلاميذه قد يساهم ولو بشكل غير مباشر في محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية، ففي ظل هذا النظام يشجع المعلم تلاميذه على ممارسة أساليب التعلم الذاتي التي تتيح للمتعلم فرصة البحث عن المعلومة بنفسه وبدافع من داخله في حدود ما يمتلكه من قدرات واستعدادات ولا يكون لديه مجال للحصول على تلك المعلومة جاهزة ودون بذل مجهود منه كما يحدث في الدروس الخصوصية .
إرشاد وتوجيه التلاميذ
والمعلم في ظل النظام التعليمي الحديث لم يعد موصلاً للمعلومات والمعارف للتلاميذ ولا ملقناً لهم، بل أصبح الآداء المهني للمعلم في هذا المجال مساعداً للتلميذ في عملية التعلم والتعليم، حيث يعاونهم في الاستعداد للدروس والبحث والدراسة مستنيرين بإرشادات وتوجيه معلمهم الذي يعي الأساليب التقنية وتكنولوجيا التعليم ولديه القدرة والمهارات الهادفة في معاونتهم على توظيف المعرفة في المجالات الحياتية المتنوعة هذا إضافة إلى قدرة المعلم على صياغة الأهداف الدراسية والتربوية والعمل على تحقيقها من خلال الدرس والحصة والنشاطات الصفية واللاصفية، لذا فإن المعلم في هذا المجال يحتاج إلى التطور والتجدد باستمرار ليحقق تلك الأهداف التعليمية التعلمية وهذا ما قد يفتقده المعلم الممارس للدروس الخصوصية.
إن هدف التربية الحديثة لم يعد تحصيل المعرفة فقط،، بل الأهم من تحصيلها القدرة على الوصول إلى مصادرها الأصلية وتوظيفها لحل المشكلات، لقد أصبحت القدرة على طرح الأسئلة في هذا العالم المتغير الزاخر بالاحتمالات والبدائل تفوق أهمية القدرة على الإجابة عنها كما تسعى التربية الحديثة لإكساب الفرد أقصى درجات المرونة وسرعة التفكير والقدرة علي التكيف الاجتماعي والفكري، كما لم تعد وظيفة التعليم في التربية الحديثة مقصورة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية، والمطالب الفردية، بل تجاوزتها إلى النواحي الوجدانية والأخلاقية، وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته، وأن يحيا حياة أكثر ثراءً وعمقاً، ومن ثم يضع المعلم نصب عينيه هذه الأمور عند ممارسته لآدائه المهني.])
وسبيل المعلم في تحقيق أهداف التربية الحديثة بأن يمتلك مكتبة خاصة في منزله تحتوى على مواد علمية في مجال تخصصه ودراسات تربوية تخدم المنهج الدراسي الذي يقوم بتدريسه، وتكون لديه القدرة على التعامل مع الكمبيوتر وتحصيل المعرفة من الإنترنت ليطلع على كل ما هو جديد في مجال تخصصه، وينمى من معارفه وخبراته طوال حياته المهنية من خلال اتصاله وتواصله مع كل جديد ومستحدثحتى يسير المعلم على نهج التربية الحديثة وما تقره من أساليب تربوية خاصة بتربية وتعليم النشء حيث تحمل في طياتها استفادة المتعلم من الخدمة التعليمية المقدمة له دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية.
وبالتأمل فيما تهدف إليه التربية الحديثة يتضح أنه في ظل ممارسة المعلم للدروس الخصوصية قد يبدو بعيداً عن تحقيق تلك الأهداف في العملية التعليمية، ففي ظل انتشار الظاهرة قد لا يهتم أثناء آدائه المهني باستثمار ما لديه من معارف في تدريب تلاميذه على استخدام هذه المعارف والمعلومات وتوظيفا في حل المشكلات، وأيضا لا ينمي الجوانب الوجدانية والمهارية لدى تلاميذه حيث يتركز اهتمامه على تنمية الجوانب المعرفية فقط لديهم ومن ثم لا يحقق أهداف التربية الحديثة.
  • توفير مثيرات التعلم للتلاميذ
ويسعى المعلم دائماً للنمو المهني والتطور والتجديد في مجال الاطلاع على خبرات المهنة ويعي الأساليب والتقنيات الحديثة ليقوم بنقل الخبرات المتطورة إلى تلاميذه بشكل فعال وإيجابي، حتى يكون عصرياً في توظيف تكنولوجيا التعلم والتعليم ومتجدداً ومسايراً لروح العصر في أساليبه ومهاراته التعليمية ليستطيع بالتالي من المساهمة الفعالة في تحقيق الأهداف السلوكية التربوية المرجوة، وبمعنى آخر على المعلم أن يعلم نفسه بنفسه باطلاعه على كل ما هو جديد ومستحدث فى مجال تخصصه وجوانب من الثقافة العامة حتى يتسنى له أن يكون ملماً بكل جديد فيه فائدة ويعينه على آداء رسالته المهنية بصورة مرضية تجاه تلاميذه وفى نفس الوقت يدربهم على أن يعلموا أنفسهم بأنفسهم وذلك بما يتبعه من أساليب تدريسية تنادى بها التربية الحديثة.
ومن الأساليب التى يتبعها المعلم وتعينه على مساعدة تلاميذه فى البحث على المعرفة والاستفادة منها فيما يخدم المواد الدراسية هى : الاستثارة حيث يمكن للمعلم أن يوفر لتلاميذه مجموعة من المثيرات التى تجعلهم ينخرطون فى العملية التعليمية بفاعلية، والدافعية حيث يتيح الفرصة أمامهم للعمل بفاعلية لتحسين مستوى آدائهم، والاستجابات المتفاعلة من خلال تنوع المثيرات، هذا بالإضافة إلى مراعاة الفروق الفردية حيث يصل بالمتعلم لأقصى المستويات التعليمية التى تسمح به قدراته واستعداداته.(أما في إطار ممارسة المعلم للدروس الخصوصية فقد يكون لا مجال لديه لتوفير عناصر الاستثارة والدافعية لتلاميذه وكذلك توليد الاستجابات المتفاعلة بينه وبين تلاميذه أثناء الدرس الخاص وبالتالي يفتقد هذا المعلم المهارة في تنمية قدراتهم العقلية والإبداعية.
ومهارة المعلم في إتباع تلك الأساليب تنبع من خلال إكساب المتعلمين مهارات التفكير العليا باستخدام أساليب التعلم الفردي، والوسائط المتعددة، وأساليب التقويم الذاتي واسلوب لاتصال المتعدد الاتجاهات الذي يسمح بالمناقشة معهم، بل والأكثر من ذلك يكسبهم أقصى درجات المرونة وسرعة التفكير والقدرة علي التكيف الاجتماعي والفكري وتحقيق الذات، وسبيله في ذلك يتمثل في إتقان مهارات التواصل والتعلم الذاتي، وامتلاك القدرة على التفكير الناقد، والتمكن من فهم علوم العصر وتقنياته واكتساب مهارات تطبيقها في العمل والإنتاج، والقدرة على عرض المادة العلمية بشكل مميز، والإدارة الصفية الفاعلة وتهيئة بيئة صفية جيدة، والقدرة على استخدام التقويم المستمر والتغذية الراجعة أثناء التدريس.
والمعلم الممارس للدروس الخصوصية قد يفتقد إكساب تلاميذه لتلك المهارات التي في مجملها تعينهم على الاعتماد على أنفسهم وبتوجيه منه في عملية التعلم حيث أنه لا مجال في ظل ممارسة الدروس الخصوصية أن يتقن مهارات التقويم الذاتي، والقدرة على الاستقلال الفكري أثناء دراسة منهجهم الدراسي، والاتصال والتواصل مع العالم الخارج للاستعانة به في فهم موادهم الدراسية. وعلى الجانب الآخر المعلم الذي يحارب الدروس الخصوصية فإنه يعمل على مساعدة تلاميذه على تنمية المهارات الأساسية بدلا من تحصيل المعرفة فحسب أو الحصول عليها جاهزة من خلال الدروس الخصوصية حيث أنه لم يعد المعلم- في ظل توجهات التربية الحديثة – ناقلاً للمعرفة والمصدر الوحيد لها بل الموجه والمشارك لتلاميذه واكتشافه المستمر لما يمتلكونه من قدرات وإمكانيات حيث يعمل على تنمية القدرة الإبداعية والابتكارية لديهم.وبذلك فإن تنمية الإبداع لدى المتعلمين تكسبهم القدرة على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية ومن ثم يتولد لديهم الشعور بأهمية البحث والإطلاع على كل ما هو جديد ومستحدث في مجال مناهجهم الدراسية بدلاً من تلقي المعلومة جاهزة كما هو كائن عند ممارسة الدروس الخصوصية.
  • تقييم وتقويم سلوك التلاميذ
إن مستوى التحصيل الجيّد للتلاميذ يعتبر هدفاً مرموقاً يسعى المعلم الناجح لمتابعته وتحقيقه مستخدماً كل أساليب التقنية وتكنولوجيا التعليم في رعاية مستواهم التحصيلي على مدار العام الدراسي بل والأعوام الدراسية التالية وذلك في مجال ما يدرسه من مناهج ومقررات، والمتابعة الدورية لسلوك تلاميذه كما يتطلب منه أيضاً وضع الخطط اللازمة لمعالجة حالات الضعف وحفز حالات التفوق .

وفي هذا المجال يقوم بأبحاث ودراسات إجرائية لحالات التأخر في مجالات التحصيل المعرفي أو المجالات السلوكية الأخرى متعاوناً بذلك مع زملائه وإدارة المدرسة ومع الأسرة،" وهذا يتطلب من المعلم مهارة مهنية فى إدارة النقاش مع تلاميذه داخل الفصل الدراسى بالعمل على انتقال المسئولية عن التعلم تدريجياً منه إلى التلميذ ومساعدته على أن يكون مستقلاً فى عملية التعليم والتعلم ويحصل على المعلومات المناسبة له وهذا لن يتحقق إلا إذا كان المعلم هو أولاً مستقلاً فى اكتساب المعرفة فى مجال تخصصهوبذلك يكون المعلم قادراً على أن يعلم نفسه بنفسه ويطور من آدائه بين الحين والآخر وتكون لديه المهارة فى التدريس بأكثر من طريقة، وهذا يتأتى من خلال الإطلاع المستمر على كل ما هو جديد ومستحدث خاصةً بما يتعلق بمنهجه الدراسي والخصائص العمرية لتلاميذه.
إن دور المعلم كممارس ومفكر يعد من الأدوار الهامة التي يقـوم بها والتي تبرز شخصيته من خلال تطبيقه وممارسته لهذا الدور حيث يقوم من خلاله بالتأمل والتفكر في ممارساته التي يقوم بها داخل الفصل الدراسي، وينظـر لتدريسـه من منظـور ما له من تـأثير على المتـعلمين أكثر من منظور تغطـيته لمحتوى المنهج الدراسي الذي هو بصدد تدريسه لهم، وبالتـالي يجـدد مهاراته وعمليات نموه المهني بشكل مستمر،كما أن دور المعلـم كفني أو تقني يتطلب منه توفير تقنيات من شأنها توضيح المادة العلمية وسهولة استيعابها من قبـل التلاميذ، مما يشجعهم على استخدم التقنيات الحديثة للرقي بعقولهم وتنمية مهاراتهمتنظيم التفاعلات بين التلاميذ
المعلم يعد ميسراً لعمليتي التعليم والتعلم حيث يوجه تلاميذه نحو الأهداف التعليمية المحددة لهم، ويساعدهم في التعرف على المصادر المختلفة لجمع المعلومات، وينمي لديهم المهارات الأساسية المتصلة بجمع المعلومات وتلخيصها وعرضها، كما يساعدهم في تنمية قدراتهم العقلية في، وفضلاً عن ذلك يشرف على المناقشات الصفية ويبني على معلومات تلاميذه ويثريها بأبعاد جديدة، ويراقب أنشطتهم التعليمية ويتدخل لتقديم العون لهم إذا اقتضى الأمر،والمعلم أيضاً يعد منظمًا لبيئة التعلم حيث تقع على عاتقه مسؤولية توفير الوسائط والخامات والأجهزة والمواد المناسبة التي يستعين بها التلاميذ في عملية التعلم.
والمعلم في سبيل ذلك يعمل على توفير مناخ اجتماعي صحي يسوده التعاون والثقة والاحترام المتبادل فيما بين تلاميذه وبعضهم البعض، وفضلاً عن ذلك يساعدهم في تحديد معايير وقواعد للسلوك للالتزام بها ولضمان تحقق الانضباط الذاتي لديهم، ومن ثم يعمل على تنظيم التفاعلات التي فيما بينهم لتحقيق الأهداف المرسومة، وهذا ما قد لا يستطيع انجازه المعلم الممارس للدروس الخصوصية لما لديه من اهتمامات أخرى تتركز في تجميع الجانب المعرفي لدي تلاميذه على حساب الجوانب الوجدانية والاجتماعية لهم.
وخلاصة القول فإن أدوار المعلم في ظل توجهات التربية الحديثة تتغير من ملقن وناقل للمعرفة كما هو متبع في ممارسة الدروس الخصوصية إلي مدرب حيث يدرب تلاميذه على استخدام التقنيات الحديثة في تعلمهم، وتهيئة بيئة تعليمية جيدة لهم، ويكون مخططاً جيداً لاستخدام التقنيات الحديثة بنفسه حتى يقلده ويحاكيه تلاميذه في عمل الأشياء والمواد التي يقوم بتنفيذها لتلاميذه والتي تساعدهم وتمكنهم من المادة الدراسية، ويستطيع إنجاز مهامه الاجتماعية والتربوية، ويحسن استثمار التقنيات التربوية ويستخدم مستحدثاتها فى تمكن ومهارة كالتعليم المبرمج، والتعليم المصغر، والتعليم الذاتيمما يساعده على رسم صورة جيدة للآداء المهني الذي يساعد على فهم التلاميذ للمعلومات ومن ثم عدم الحاجة للدروس الخصوصية والتي في ظلها قد لا يكتسب التلاميذ المهارات سالفة الذكر. ثانياً: الآداء المهني للمعلم فى ظل قضية الأوضاع الاجتماعية والمهنية للمعلم
إن محاور الآداء المهني للمعلم في ظل قضية الأوضاع الاجتماعية والمهنية للمعلم يمكن أن تتمثل فيما يلي :السمات والخصائص الشخصية والمهنية للمعلم، وعلاقة المعلم بزملائه، وعلاقة المعلم بتلاميذه، وتقويم سلوك التلاميذ، وتقويم المعلم لذاته، وعلاقة المعلم بأفراد المجتمع المحيط به، والمهام الإدارية والإشرافية التي يقوم بها المعلم، وتأكيد الاهتمامات البيئية لدى التلاميذ، والأنشطة التربوية، هذا بالإضافة إلى الضبط الاجتماعي لسلوك التلاميذ ويمكن عرض ملامح تلك المحاور للأداء المهني للمعلم في ضوء انعكاس موقف المعلم من قضية ما يعيشه من أوضاع اجتماعية ومهنية فيما يلي:
  • السمات والخصائص الشخصية والمهنية للمعلم
هناك مجموعة من السمات والخصائص التي يتحلى بها المعلم لقيامه بآداء دوره في العملية التعليمية منها : الإخلاص لله عز وجل في عمله، والقدرة على التعاون مع الآخرين، والصدق، والموضوعية فى التعامل، وانسجام مظهره الخارجى مع العادات والتقاليد المألوفة، واحترام تلاميذه ورعايتهم، وتوظيف القوانين واللوائح المدرسية بما يحقق صالح التلاميذ، واحترام مواعيد العمل، والقدرة على تقويم تلاميذه بعد تقييمهم، والصبر على تصرفاتهم ويعاملهم بحلم ولين ورفق، والعدل فيما بينهم مراعياً الفروق الفردية الناشئة بينهم، والاستعداد التام لتحمل المسئولية وتبعات المهنة، هذا إلى جانب توافر الشفقة والرحمة والمحبة مع تلاميذه وخاصة الصغار منهم.
ووجود هذه السمات والخصائص تتطلب قيام المعلم بعدة أدوار سواء من الناحية المعرفية أو الإدارية ومنها قيامه بعمليات التدريس لتلاميذه وتدربهم على حفظ النظام والالتزام بقواعد السلوك المرغوب، فالمعلم يصبح بنقله للثقافة والمعلومات والقيم خبيراً أكاديميا ومدرباً أخلاقياً، ويهتم بمساعدة كل طفل تحت رعايته في بناء شخصيته وخلقه وتطوير القيم والاتجاهات لديه وقد يعتقد المعلم أن دوره الأساسي المرشد والناصح والموجه لتلاميذه والقاضي والحكم، إلا أن دوره قد يكون أوسع وأشمل من ذلك حيث يمارس علاقات إنسانية، ويدخل في نسيج متشابك من العلاقات بينه وبين كل من التلاميذ والآباء ونظار المدارس والموجهين وجميع أفراد المجتمع المحيطين به.
مما سبق يتضح أن ما يمتلكه المعلم من سمات وخصائص شخصية ومهنية تبلور وضعه الاجتماعي والمهني مما قد ينعكس على مستوى آدائه المهني سلباً أو إيجابا، فإن كان المعلم يمتلك قدراً من السمات الإيجابية سالفة الذكر فإنه يؤدي دوره المهني بصورة جيدة ومن ثم يسمو بوضعه الاجتماعي والمهني، وعلى العكس من ذلك إن كان يمتلك من السمات السلبية فإن هذا من شأنه قد يحط من وضعه الاجتماعي والمهني حيث أنه في هذه الحالة لا يؤدي دوره المهني كما هو متوقع منه.
  • علاقة المعلم بزملائه
وفى ظل الأوضاع الاجتماعية/المهنية التى يعيشها المعلم نجد أنه عضو فى هيئة التدريس بالمدرسة التى يعمل بها وله علاقات مع زملائه المعلمين، وقائد لمجموعة من التلاميذ داخل الفصل وخارجه من خلال ما يمارسونه من أنشطة تربوية ومصمم للمواقف التعليمية التي تخدم مادته الدراسية، وفرد من أفراد المجتمع الذى يعيش فيه، وفى كل موقع يشغله المعلم ملامح للآداء المهنى المطلوبة منه.
إن الدور المأمول للمعلم يأخذ بعدين: بُعد التقارب، وبعد التكامل فبدلاً من عمل المعلم لوحده منعزلاً عن بقية زملائه، فإنه في ظل المدرسة الحديثة يظهر اتجاه يؤكد على تقريب المعلمين وربطهم ببعض بعلاقات أخوية تعاونية تساعد على الاستثمار الأمثل لجهودهم داخل المدرسة، فالأخوة والعمل التشاركي بين المعلمين وبعضهم البعض يجب أن يكون سمة العمل المدرسي أيضا هو معلم ميسر لعملية التعلم الذاتي وتعليم التلاميذ التفكير بأنواعه وكيفية البحث عن المعلومةفعلاقة المعلم بزملائه بالمدرسة تكون محاطة بإطار من التفاعل والتعاون وعلاقات وظيفية طيبة قائمة بينه وبين زملائه على اعتبار أنهم جميعاً يعملون فى نسق واحد له أهداف واضحة يسعى الجميع إلى تحقيقها كلٌ حسب تخصصهوبذلك فإن إشاعة لغة التفاهم والتعاون المثمر بين العاملين فى المجال الواحد من شأنها أن تحقق المزيد من النجاح وتحقيق آداء مهني متميز لجميع المعلمين.
وأوجه العلاقات الوظيفية التي تقوم بين المعلم وزملائه بل وجميع المحيطين به كثيرة ومتعددة منها مسئوليات الإشراف بالمدرسة، والاتصال بأولياء الأمور، والعمل بروح الفريق مع الزملاء، هذا بالإضافة إلى العلاقات الغير رسمية التي تنشأ بين فريق العمل بالمدرسة والتي تنشأ في وجود مناسبات الفرح والحزن والمشاركة الوجدانية بينهم.
إن مظاهر العلاقة الطيبة البناءة بين المعلم وزملائه تتمثل في التعاون المثمر وتبادل الخبرات والثقة المتبادلة واحترام التخصص واحترام الرؤساء والاستفادة من توجيهاتهم في الميدان التربوي وتقبل النقد البناء الصادر من بعضهم البعض في مجال موادهم الدراسية لبذل مزيد من الجهد المخلص لخدمة العملية التعليمية.
فالمعلم سواء كان عضواً في هيئة التدريس أو معلماً لمجموعة من التلاميذ داخل الفصل أو عضواً في احدى النقابات المهنية أو فرداً من أفراد المجتمع يحرص على أن تكون علاقاته بكل المحيطين به سواء كانوا زملاء في العمل أو غيرهم علاقات طيبة وجيدة إطارها التعاون وحب العمل مع الفريق حتى يتمكن من آداء دوره المهني بصورة جيدة، وهذا ما قد ينعكس بأثر طيب على وضعه الاجتماعي والمهني.
علاقة المعلم بالتلاميذ
وعن علاقة المعلم بتلاميذه فإنه يمثل نموذجاً وقدوة لهم فى اتجاهاته وسلوكياته فلو كان يملك مثلاً اتجاهاً ايجابياً نحو النظام حيث يراه تلاميذه منظم فى أفكاره وفى استعمال أدواته فإن هذا الاتجاه سرعان ما يتبناه التلاميذ ويصبح جزء من تكوينهم الشخصى ويمارسوه فى حياتهم المستقبلية.(
ويقوم التدريس الفعال على بعدين هامين هما : مهارة المعلم في خلق الإثارة العقلية والفكرية لدى تلاميذه من جهة، والصلة الإيجابية بين المعلم وهؤلاء التلاميذ ممثل في أنماط العواطف والعلاقات التي تثير دافعيتهم لبذل مزيد من الجهد في تحصيلهم الدراسي من جهة أخرى، ومن ثم تصبح عملية التدريس أكثر فاعلية وإنتاجيةفالآداء المهني للمعلم داخل المدرسة يتسم بجانبين رئيسيين، جانب أكاديمي يتمثل في تدريس المنهج الدراسي لتلاميذه وجانب آخر يتمثل في الأدوار غير تدريسية والتي لا تقل في أهميتها عن دوره التدريسي الذي يقوم به داخل جدران غرفة الصف التربوي فيشمل إلى جانب الأنشطة الصفية أنشطة أخرى تتم خارج غرف الصف هذا إلى جانب ما يتصل ببعض المهام الإدارية المعاونة لإدارة المدرسة مثل الغياب ومتابعة مشكلات التلاميذ والاتصال بأولياء الأمور واستقبالهم في بعض الأحيان لبحث ومناقشة وعلاج تلك المشكلات التي تعوق المستقبل الدراسي لأبنائهم التلاميذ، ولكي يحقق المعلم ذلك عليه أن يتعرف على شخصيات تلاميذه ويدرسها جيداً حتى يسهل عليه التعامل معهم والتأثير فيهم.
إن العصر التربوي الحديث يؤكد على أن التلميذ محور العملية التربوية بكل أبعادها حيث تهدف هذه العملية أولاً وأخيراً إلى النمو الشامل للتلاميذ روحياً وعقلياً ومعرفياً ووجدانياً وبما أن المعلم يعد قائداً للعملية التربوية فهو مسئول عن تحقيق هذه الأهداف السلوكية من خلال آدائه المهني التربوي وذلك من خلال المواقف التعليمية التي يصممها داخل غرفة الصف أو خارجها في المجتمع المدرسي والمحلي، وكل ذلك يتطلب منه أن يضمن خطته الدراسية الأهداف السلوكية التي تساعد على النمو المتكامل للتلاميذ وتنشئتهم تنشئة سليمة ويتأتى ذلك من خلال تحليل المناهج والمقررات التي يدرسها لهم عاملاً على إثرائها وتوظيفها لخدمتهم، وضع الخطط الهادفة للأنشطة الصفية واللاصفية التي تساعد في توظيف المعرفة وربطها بواقعهم الحياتي وأن يكون ذا علاقات إنسانية طيبة مع تلاميذه والمجتمع المدرسي بأكمله ليتمكن من تحقيق إيجابيات هذا الدور.
وبذلك فإن مهنة المعلم لم تعد قاصرة على تلقين تلاميذه المعلومات فحسب بل أصبح- في ظل التربية الحديثة- يساهم في تنميتهم التنمية المتكاملة من كافة الجوانب (العقلية- النفسية- الاجتماعية) من خلال ما يهيئه لهم من بيئات وظروف ووسائط تعليمية تساعدهم على تحقيق تقدم ملموس في مختلف تلك الجوانب على فرض أنه يمثل القدوة والمثل الحسن الذي يجب أن يلتزم به هؤلاء التلاميذ في حياتهم التعليمية من خلال ما يقوم به من ممارسات مهنية وأدوار تربوية تترجم علاقته بهؤلاء التلاميذ.
والمعلم فى سبيل ذلك يعمل على إشاعة جو من الاحترام المتبادل بينه وبين تلاميذه ويثير فيهم شيء من الحماس والجد تمهيداً لتعويدهم على تحمل المسؤولية، حيث يتأتى ذلك من خلال تشجيعهم على اختيار أنشطة ومشروعات علمية ومرتبطة بموادهم الدراسية، وتقبله لهم دون سخرية أو امتهان، والسماح لهم بالاشتراك وبفاعلية فى العملية التعليمية حتى لا يكونوا مجرد متلقيين أو مستقبلين لمادتهم العلمية فحسب.
والمعلم يعد مديراً للعلاقات الإنسانية الناشئة بينه وبين تلاميذه بل بينهم وبين بعض فالتدريس يتضمن علاقة شخصية بين المعلم والمتعلم تتجاوز كلاً من البعدين المعرفي والعقلي إلى كلاً من البعدين الاجتماعي والإنساني ومن ثم يتطلب من المعلم أن يتعامل مع كل تلميذ باعتباره إنساناً له كيانه وشخصيته وقدراته الفردية وذكاؤه الخاص، وميوله واهتماماته الخاصة كما أن عليه العمل على تقليل مشاعر الخوف والقلق لدى تلميذه، وأن ينمي معهم علاقات صحيحة تقوم على الثقة والمودة والرحمة.(
إن المبدأ الديموقراطي في التعليم يقوم على تحقيق تكافؤ الفرص بين المتعلمين والإيمان بالفروق الفردية القائمة بينهم، وعلى حرية الاختيار والإقناع، فالمعلم- كقائد ديموقراطى- يقترح ولا يملى أو يفرض، ويراعى رغبات ومطالب تلاميذه على أساس من المرونة والتفاهم بتدعيمه للعلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام المتبادل.أى أن التعليم القائم على أسس ديموقراطية يحقق أدمية المتعلم ويحترم شخصيته مهما كانت قدراته وإمكاناته التعليمية .
فالمعلم مصمم للتفاعلات التي تحدث بينه وبين تلاميذه وبين بعضهم البعض داخل الصف من خلال الموقف التعليمي الذي هم بصدده، والمعلم يعد نموذجاً يتعلم منه التلاميذ باعتباره القدوة والمثل الذي يجب أن يحتذى به، كما أن المعلم يعد كمنظم للمناخ الاجتماعي والنفسي داخل الصف الدراسي، كما أنه يعد كموجه لسلوك التلاميذ في ضوء توقعاته ،هذا إلى جانب ذلك فإنه يعمل جاهداً على استثارة الدافعية لدى التلاميذ أثناء عملية التعلم.]إن علاقة المعلم بالتلميذ ينبغي أن تقوم على الاحترام المتبادل وتقدير الذات والثقة المتبادلة حتى يكون لسلوك المعلم وأفعاله أثره الفعال في نفس التلميذ ويصبح له القدوة الصالحة وعندها يصبح صوته مسموعاً ويجد من التلميذ أذاناً صاغية واعية لكل ما يراه منه أو يسمعه عنه، ومن ثم فعلى المعلم أن يبني سلوكه على مبدأ الإقناع والاقتناع وليس على الفرض والاستبداد وعلى الرغبة دون الرهبة حتى يكون لانطباعه على تلاميذه أثرها الدائم فلا تزول بزوال المؤثر وتنتهي بنهايتهإن لتطور الفكر التربوي انعكاسات واضحة على الآداء المهني للمعلم مع تلاميذه حيث رسم أدواراً جديدة للمعلم منها :التأكيد على التفاعل اللفظي وغير اللفظي بين المعلم وتلاميذه، وإتاحة الفرصة لتلاميذه للمشاركة والتعبير والتفكير المستقل من خلال المناقشات الصفية التي يديرها، حيث إنه يعد ممثلاً للقدوة الصالحة لتلاميذه، والوعي بحاجاتهم ومشكلاتهم ومعاونتهم على حلها، وتوفير المواقف التعليمية التي يتمكن المتعلم من خلالها تحقيق النجاح وتجنب الفشلويتأتى ذلك من خلال التوجيه والإرشاد المستمرين من جانب المعلم إلى تلاميذه بهدف مساعدتهم على مفهوم وتحليل استعداداتهم وقدراتهم وإمكاناتهم وميولهم، وتوفير الفرص المتاحة لهم لاتخاذ القرارات التي تمكنهم من تحقيق التوافق النفسي ومعرفة واقع المجتمع الذي يعيشون فيه حتى يستطيعوا حل مشكلاتهم الشخصية التي في حياتهم، والتوافق معها ومن ثم يعد الإرشاد أحد أدوار المعلم داخل المدرسة، حيث أن هذا الدور لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن دورة التدريسي، حيث يهدف إلى مساعدة التلاميذ على تحقيق الصحة النفسية السليمة التي تعينهم على النمو السليم.
ومن أهم ما يتصف به المعلم في كونه مرشداً نفسياً وتربوياً وموجهاً لتلاميذه ما يلي :أن يتقبلهم ويهيئ لهم جواً ودياً في قاعة الدرس، ويطبق مبادئ الصحة النفسية في جميع جوانب عملية التعليم، ويساند برنامج النشاط المدرسي ويشجع تلاميذه على المشاركة فيه لشغل وقت فراغهم بالنشاط المناسب، ويتعرف على التلاميذ الذين يحتاجون إلى دراسة خاصة ويقدم لهم مساعدته متعاوناً مع زملائه من الأخصائيين الاجتماعيين، ويعمل على تفهم الحاجات الطبيعية والانفعالية والاجتماعية والتربوية لتلاميذه، ويساعد أولياء الأمور على تنمية فهمهم وإدراكهم لحاجات أبنائهم التلاميذ، كما يساعدهم على تنميه هواياتهم، وغرس القيم الأخلاقية لديهم.
إن المعلم يقوم بدور متكامل في العملية التعليمية، حيث لا يقتصر دورة على النواحي التدريسية فقط، بل يتسع دورة ويمتد ليستهدف تكوين وبناء الشخصية المتكاملة للتلاميذ بجوانبها العقلية والنفسية والاجتماعية وإعدادهم ليس فقط لمجالات العمل، وإنما لمواجهة الحياة اليومية المتغيرة، والمشاركة الفعالة في مواقفها والتصدي لمشكلاتها وهذه الأدوار التي يقوم بها المعلم متداخلة فيما بينها في الوسط المدرسي، وتتعدد من خلالها الواجبات التي يتعين على المعلم القيام بها وفق المعايير الخاصة بكل دور،حيث أنه قد تسهم تلك الأدوار وغيرها في رسم الإطار العام للوضع الاجتماعي والمهني للمعلم.
  • تقويم سلوك التلاميذ
والمعلم أثناء تفاعلاته مع تلاميذه وتوجيهه لسلوكهم أثناء عمليتي التعليم والتعلم قد تعترضه بعض المشكلات الصفية والتي منها صدور بعض السلوكيات السيئة والغير مقبولة اجتماعياً من بعض تلاميذه مما يؤثر سلباً على العلاقة القائمة بينهم وبالتالي يحول ذلك بين تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، الأمر الذي يدعو المعلم إلى بحث تلك المشكلات ومحاولة معالجتها وذلك للمحافظة على العلاقة الحميمة القائمة بينه وبين هؤلاء التلاميذ.
ومن أسباب السلوك الصفي السيئ والذي يؤثر في العلاقة بين الطرفين هي: شعور التلاميذ بالملل والضجر ويعمل المعلم لمعالجة ذلك على استثارة تفكيرهم من خلال إشاعة جو من التشويق وجذب الانتباه أثناء العملية التعليمية، والإحباط والتوتر الذي يشعر به التلاميذ نتيجة عدم قدرتهم علي السير في عملية التعلم بالمستوى الذي يتوقعه المعلم وسبيل المعلم في معالجة هذه المشكلة مراعاته لما بين تلاميذه من فروق واختلافات قائمة بينهم فيسير في عملية التعلم بالسرعة التي تناسب المستوى العقلي لتلاميذه ،ورتابة الأنشطة التعليمية وصعوبتها مما يدعو المعلم للخروج من هذا الموقف الإشكالي إدخال الألعاب والرحلات والمناقشات لإضافة نوع من الجاذبية والتشويق عند ممارسة تلاميذه لهذه الأنشطة، وميل التلاميذ إلى جذب الانتباه فالتلميذ الذي يعجز في النجاح في التحصيل المدرسي يسعى نحو جذب انتباه المعلم عن طريق سلوكه السيئ والمزعج ويمكن أن تعالج هذه المشكلة بتوزيع الانتباه العادل من جانب المعلم على جميع تلاميذه دون تفرقة
تقويم المعلم لذاته
إن وجود مشكلا ت صفية لا يكون التلميذ مسئولاً عنها بمفرده بل قد تصدر من المعلم بعض الأنماط السلوكية التي قد تسهم في وجود هذه النوعية من المشكلات، مما يدعو إلى أن يتعرف المعلم على هذه الأنماط السلوكية والعمل على تجنبها أثناء آداءه لدوره المهني حتى تظل العلاقة القائمة بينه وبين تلاميذه علاقة مهنية قوية متماسكة تؤدي إلى ممارسات مهنية ناجحة من جهة وتعمل على حفظ النظام وتقرير السلوك السليم من جانب التلاميذ بمنح معلمهم التقدير والاحترام أثناء التفاعلات الصفية المشتركة بينهم من جهة أخرى.
ومن المشكلات التي تنجم عن سلوكيات المعلم: القيادة المتسلطة وغير الديمقراطية، وسوء التخطيط للدرس والأنشطة المصاحبة للدرس، والحساسية الزائدة للمعلم والتي قد تؤدي إلى انفعالات وردود أفعال غير مرغوبة للمحافظة على كرامته ووضعه الاجتماعي، و صعوبة اللغة التي يستخدمها المعلم مع تلاميذه في تعليمه الصفي، وكثرة الواجبات التعليمية التي يكلف بها تلاميذه لإنجازها، واقتصار الأنشطة الصفية على الجوانب اللفظية مع تكرارها ورتابتها أحياناً.إن ما يصدر من التلاميذ من سلوكيات غير مرغوبة، وما يصدر من المعلم من ممارسات مهنية غير مسئولة قد يتسبب في مشكلات صفية يعاني منها كل من التلاميذ والمعلم، فالتلميذ قد تعوقهم هذه المشكلات عن الانتظام في الدراسة بل والتسرب من المدرسة، والمعلم قد تؤثر هذه المشكلات تأثيراً سلبياً على مستوي آدائه المهني بالمدرسة.
  • علاقة المعلم بأفراد المجتمع المحلي المحيط به
وعن نظرة المجتمع للمعلم وتقدير أفراده لرسالة المعلم وآدائه المهنى المتوقع منه لها جانب كبير من الأهمية والتأثير على مستوى هذا الأداء، فالفرد الذى يلقى تقديراً لجهوده فإنه يقدم أقصى ما عنده، وهذا بعكس ما إذا كان هناك تجاهل لهذا الدور أو ما يقوم به فبطبيعة الحال يتأثر الآداء وينخفض المستوى، والمجتمع يتوقع من المعلم تربية وتعليم أبناءه وإعدادهم لحياتهم المستقبلية فإذا حدث قصور من جانب المعلم تجاه المتوقع منه فقد ينظر المجتمع له نظرة دون المستوى ومن ثم يتأثر وضعه الاجتماعي بشكل أو بأخر .
والمعلم يستطيع أن يغير من نظرة المجتمع السلبية له ولآدائه المهني من خلال ما يقوم به من مماراسات مهنية مع تلاميذه داخل المدرسة ومع أفراد مجتمعه خارج أسوار المدرسة حيث إنه يمكن أنه يوجه تلاميذه ويرشدهم ويأخذ بأيديهم صوب كل ما يرتقى بشخصياتهم حتى يصيروا أعضاء ايجابيين فى المجتمع وذلك عن طريق استثارة اهتمامهم وإشاعة الاتجاهات الإيجابية التى تخدم بيئاتهم من خلال ممارسة الأنشطة التى تربط المدرسة بهذه البيئات.
إن نجاح المعلم قي فهم مهامه تجاه مجتمعه يأتي عن طريق المواقف التعليمية وما ينشأ عنها من علاقات متبادلة بين المعلم والمتعلم وهى علاقات يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرة بحيث تتعدى نقل المعرفة من طرف إلى آخر لتؤدى إلى تنمية القدرات وممارسة قوى التعبير والتفكير وإطلاق قوى الإبداع، وتهذيب الأخلاق وتطوير الشخصية بجملتها.
وسبيل المعلم في ذلك دراسة بعض القوى والمؤثرات التي يموج بها المجتمع والمتمثلة في: القوى التاريخية حتى يتعرف على الفرص المتاحة لتعليم الذكور والبنات حتى يعطي دفعة أكبر لتعليم الفتيات، والقوى الاجتماعية والخاصة بدراسة الكثافة السكانية وأثرها على كثافة فصله الدراسي حتى يحدد معايير تعامله مع تلاميذه في ظل هذه الظروف، والقوى السياسية المرتبطة بدراسة أساليب الديمقراطية في تعامله مع تلاميذه من حيث أهمية الرأي والرأي الآخر والحوار البناء، والقوى الدينية من خلال الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية حتى يحمي تلاميذه من طغيان المادة والإلحاد والبعد عن العقيدة الصحيحة
كما أن ممارسات المعلم المهنية من أجل خدمة المجتمع المحلي تتمثل في المساهمة في أنشطة وفعاليات المجتمع المحلي من خلال إبداء الرأي في قضايا المجتمع ومشكلاته بهدف تكوين رأي ناضج لدى تلاميذه مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة، بالإضافة إلى إشراك أولياء الأمور في اتخاذ القرارات المناسبة التي تسهم في تطوير تعليم أبنائهم من خلال اجتماعات مجلس الآباء والمعلمين.فالدور الريادي الذي يلعبه المعلم كرائد اجتماعي يتمثل في أنه يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه عن طريق تربية الأطفال تربية صحيحة تتسم بحب الوطن والحفاظ عليه، وتسلح تلاميذه بطرق التعلم الذاتي التي تمكنهم من متابعة اكتساب المعارف وتكوين القدرات والمهارات وغرس قيم العمل الجماعي في نفوسهم، وتعويدهم على ممارسة الديمقراطية في حياتهم اليومية.
إن علاقة المعلم بالمجتمع تؤكد على ضرورة يعمل على المحافظة على ثقافته مع العمل على تنقيتها وتجديدها وتبسيطها لتلاميذه حتى يسهل عليهم فهمها واستيعابها فتتولد لديهم حاسة المشاركة الاجتماعية في بناء مجتمعهم حيث يتم ذلك من خلال استخدام البيئة الاجتماعية معملاً للتعلم واستخدام مرافق المدرسة لخدمة البيئة وتطويع المناهج الدراسية لخدمة الحياة الواقعية للتلاميذ هذا إلى جانب إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع للمشاركة في رسم سياسة المدرسة وتخطيط برامجها.
والمعلم في هذا الدور مطالب بأن يكون عضواً فعالاً في المجتمع المحلي، بحيث يتفاعل معه فيأخذ منه ويعطيه، فالمعلم في المفهوم التربوي الحديث ناقل لثقافة المجتمع، فكيف يكون ذلك إذا لم يساهم المعلم في خدمة هذا المجتمع في إحياء مناسباته الدينية والوطنية والقومية من خلال تدريسه لمنهجه الدراسي، ومشاركاته الاجتماعية عن طريق تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين وتسخيرها لخدمة العملية التعليمية هذا وبالإضافة إلى الانضمام إلى الجمعيات الخيرية الموجهة لخدمة المجتمع والتعاون مع المؤسسات التربوية والمهتمين بتربية وتعليم النشء في المجتمع والعمل على توجيه الجميع إلى المساهمة في تطوير وتحسين العملية التعليمية، وبذلك قد يحسن من مستوى آدائه المهني.
  • المهام الإدارية والإشرافية التي يزاولها المعلم
إن نجاح العمل الإدارى فى المدارس يتطلب تهيئة المناخ المدرسى الملائم الذى يساعد جميع العاملين بها- إدارة المدرسة، المعلمين، التلاميذ – على العمل فى جو يتسم بالدفء والحماس للعمل والإنتاج، حتى يحقق جميع أطراف العملية التعليمية بالمدارس الأهداف التى يسعى الجميع إلى تحقيقها على اعتبار أن بينهم اهتمامات مشتركة وأهداف يجب أن تحقق فى ظل مناخ يسوده التعاون والتفاهم بين جميع عناصر العملية التعليمية.
إن المهام الإدارية والإشرافية التي يمارسها المعلم داخل المدرسة هي جزء من الحياة المدرسية اليومية له لا يمكن إغفاله أو التغاضي عنه ومن هذه المهام : حضور طابور الصباح والعمل على حفظ النظام فيه، والاستماع إلى ما يقدم به من مواد وتعليمات، من خلال الإذاعة المدرسية، الاشتراك في المجالس واللجان المدرسية لتنظيم سير العمل في المدرسة، وخلق نوع من الاحتكاك والتعامل مع ممثلين عن التلاميذ وأولياء الأمور بهدف تفعيل دور الأسرة والمجتمع في خدمة العملية التعليمية، الإشراف العام وضبط النظام أثناء اليوم الدراسى.والمجتمع المدرسي بما يضمه من فئات بينها اهتمامات مشتركة وأهداف يسعى الجميع إلى تحقيقها فى جو من التناغم والانسجام وفى ظل مناخ يسوده التعاون والتفاهم . حيث إن " المناخ الذى يشيع فيه الشعور بالدفء والصداقة فى العلاقات يساعد على تحقيق الأهداف المنشودة.فالمعلم يعمل جنباً إلى جنب مع زملائه المعلمين وتحت رئاسة إدارة مدرسته كفريق عمل تسود العلاقات الناشئة بين أفراده الجو الديموقراطي.
وأكدت احدى الدراسات فى توصياتها على أن ترسيخ مبادئ الديمقراطية فى التعليم، وفى جميع المراحل التعليمية عامةً والتعليم الابتدائى خاصة يعمل على تأكيد الوظيفة الأساسية للمدرسة الابتدائية والتى تتمثل فى توفير تعليم مناسب لكل تلميذ ومقابلة احتياجاتهم. الأمر الذى يتطلب من المعلم بمد جسور الود والتفاهم والحرية بينه وبين تلاميذه أثناء تفاعله معهم.
ومجمل القول إن المعلم كعضو فى مهنة، وكفرد من أفراد المجتمع لا يعيش بمعزل عن كل ما يحيط به بل يتفاعل معهم ويتأثر بهم ويؤثر فيهم ونتيجة هذا التأثير والتأثر يتشكل آداءه المهنى، كما أن انتماء المعلم لمهنته التي يعمل بها وولائه لها يعد حافزاً له أن يسعى على الدوام بأن ينمي ويطور آدائه المهني، هذا بالإضافة إلى أن ما يقوم به المعلم من مهام إدارية وإشرافية مسندة إليه بصورة جيدة فإنه قد ينال حب وتقدير زملاءه وتلاميذه ومرؤوسيه بل والمحيطين به من أفراد المجتمع ومن ثم يحسن من مستوى آدائه المهني، وهذا بعكس ما إذا كان المعلم لم يؤدي ما عليه من مهام إشرافية وإدارية كما ينبغي فإن هذا قد يؤثر سلباً على مستوى آدائه المهني.
  • تأكيد الاهتمامات البيئية لدى التلاميذ
فالمعلم يمثل القدوة والمثل لتلاميذه فى تعامله مع البيئة المحلية الأمر الذى يدعو إلى أن يكون سلوكه يخدم صالح هذه البيئة ومسخر للمحافظة عليها حتى ينشأ تلاميذه وخاصة من هم فى المرحلة الابتدائية باعتبارهم أطفال فى مقتبل العمر يسهل تشكيل شخصياتهم وتعديل سلوكياتهم واتجاهاتهم نحو بيئاتهم، على اعتبار أن سلوك المعلم السوى تجاه البيئة تنعكس آثاره على سلوك تلاميذه نحو بيئتهم فيعمل الجميع ـ المعلم وتلاميذه ـ فى خدمة هذه البيئة.
إن اكتساب التلاميذ للمفاهيم البيئية وإنماء الوعى البيئى لديهم يتطلب ذلك من المعلم امتلاك المهارات والكفايات اللازمة وتفهم قضايا البيئة ومشكلاتها وتوظيفها فى الموقف التعليمية التى يوفرها لتلاميذه .كما أن تأكيد الاهتمامات البيئية لدى التلاميذ من جانب المعلم يعمل على إحداث التوازن بين الاهتمامات العامة والخاصة لهؤلاء التلاميذ وبين المتطلبات المجتمعية وحاجاتهم النفسية.
إن ربط ما يتعلمه التلاميذ بهموم ومشكلات بيئاتهم المحلية، وبمعنى آخر تضمين المناهج الدراسية قضايا ومشكلات بيئية وفى مستوى دارسيها يسهم بفاعلية فى ترشيد سلوكهم تجاه بيئاتهم سواء كانوا بالمدرسة أو خارجها حيث أنهم يلمسون عن قرب عند دراستهم لمقرراتهم الدراسية تلك القضايا والمشكلات وبالتالى يستطيعون التعامل معها دون الإخلال بتوازن بيئاتهم، لذا فإن المعلم لا يقف عند حد تلقين التلاميذ المقررات منعزلاً عن زملائه المعلمين أو عن التيارات الفكرية والتكنولوجية التي تحيطه خارج المجتمع، وإنما يقوم بدور المنظم والمنسق لبيئة التعلم بما فيها من موارد متاحة، وكسر عادة التبعية عند التلاميذ وتشجيعهم على الاستقلال الفكري.
ويبرز دور المعلم فى تأكيد الاهتمامات البيئية لدى تلاميذه من خلال استثارة اهتمامهم نحو المحافظة على بيئاتهم المحلية من خلال التعاون الجاد فى الأنشطة المدرسية التى تخدم المدرسة والبيئة المحيطة فى آن واحد لما فى تلك الأنشطة من فرص عديدة للعمل التطوعى الذى يعلى المصلحة العامة على الاهتمامات الخاصة لدى ممارسيها طالما توافر فيها حسن التخطيط والتنظيم وبنائها على أسس علمية.
ويعمل المعلم على توظيف ما يتعلمه تلاميذه من معلومات ومهارات وخبرات فى حياتهم الاجتماعية من خلال : تهيئة المواقف التى يواجه فيها التلاميذ المشكلات الموجودة فى بيئاتهم ثم تدريبهم على حل هذه المشكلات باسلوب علمى، وتعريف التلاميذ بالمشكلات الاجتماعية وبأبعادها وأسبابها الحقيقية والآثار المترتبة عليها ويتم ذلك أثناء تدريس المقررات، وتنظيم زيارات ميدانية لأماكن ومواقع فى المجتمع تنتشر فيها المشكلات ومشاهدة أبعادها وآثارها على الطبيعة وذلك لتوليد الإحساس العميق بوجود هذه المشكلات فى نفوس التلاميذ، وتوعية التلاميذ بكيفية توظيف معلوماتهم وخبراتهم فى الموقف الحياتية التى يعيشوها.
إن تدريب المعلم لتلاميذه على حسن استثمار الموارد المتاحة في بيئاتهم المحلية لخدمة العملية التعليمية يتطلب من المعلم امتلاكه للمهارات والكفايات اللازمة لفهم قضايا البيئة ومشكلاتها وتوظيفها في المواقف التعليمية التي يصممها لتلاميذه والأنشطة التعليمية التي يقودهم لممارستها، فالمعلم بآدائه لتلك الممارسات المهنية قد يحسن من آدائه المهني بالمدرسة بل وبالمجتمع المحلي المحيط بها لما يناله من حب وتقدير كل المحيطين به من تلاميذ وزملاء ورؤساء في العمل.
  • الأنشطة التربوية
إن ممارسة الأنشطة التربوية داخل المدارس حظى باهتمام كبير خاصةً فى الآونة الأخيرة وذلك لما فى ممارسة تلك الأنشطة من فوائد اجتماعية وتربوية تعود عى ممارسيها من التلاميذ فى حياتهم الحالية والمستقبلية، كما أنها- أى ممارسة التلاميذ للأنشطة- تدفع بالرسالة التربوية للمدرسة إلى آفاق بعيدة لما تحققه من الأهداف التربوية المنشودة والموضوعة سلفاً، وقد برز الاهتمام بالنشاط الطلابي على أنه واحد من الجوانب الرئيسية للتربية الحديثة حيث أكدت أدبيات التربية على أهمية الأنشطة الحرة أو الأنشطة غير الصفية لكونها تمثل جانباً مكملاً للأنشطة الصفية في تحقيق أهداف التربية المدرسية الشاملة ومن ثم وضعت له من الأسس والمبادئ التي بها ينفذ في إطار علمي مقنن خالي كلما أمكن من الارتجالية حتى يحقق الأهداف المرجوة منه.
ونظراً لأن النشاط الطلابي جزء لا يتجزأ من التربية المدرسية الشاملة، فعلى المعلم أن يهتم بمراعاة المبادئ الأساسية للنشاط الطلابي، والتي يمكن إيجازها فيما يلي : تحديد أهداف النشاط الطلابي بصورة واضحة وأن يشترك في صياغة هذه الأهداف كل من التلاميذ والمعلم بحيث تؤخذ رغباتهم في الاعتبار عند تحديد هذه الأهداف، وتنويع مجالات النشاط بشكل يساير تنوع ميول، واهتمامات التلاميذ، وأن يتفق النشاط الطلابي مع مستوى نضج التلاميذ سواء من الناحية الجسمية أو العقلية، وأن تترك الحرية الكافية للطلاب لاختيار النشاط الذي يرغبون في ممارسته مع توفر التوجيه والإرشاد اللازمين من قبل المعلمين، وأن يراعى في تقديم الأنشطة المختلفة ارتباطها بالإطار العام للنهج الدراسي مما يكمل أي قصور فيه ويحسن من الناتج العام التعليمي بالمدرسة، هذا بالإضافة إلى تقويم أوجه الأنشطة المختلفة لبحث إمكانية تطويرها وتحسينها.فالنشاط الطلابي تتنوع مجالاته التي يمكن أن يقودها المعلم في المدرسة تنوعاً كبيراً، فقد تتصل هذه النشاطات بصورة مباشرة بتحقيق أهداف المقررات الدراسية، مثلما يحدث في الأنشطة العلمية التي تتصل بأهداف مقررات المواد الدراسية أو الأنشطة الرياضية التي تتصل بتحقيق أهداف مقرر التربية الرياضية... وهكذا، بينما هناك أنشطة تتحرر من المقررات الدراسية تماماً، وتهدف إلى إنماء الطلاب في جوانب معينة لا تتصل بالمقررات الدراسية في المرحلة التي يمرون بها، وقد يكون الهدف من هذه الأنشطة تحرير طاقات الطلاب، واكتشاف المواهب والقدرات الكامنة لديهم، والعمل على تنميتها وإبرازها.
وهناك العديد من الأنشطة التي يقوم المعلم بتشكيل جماعات لها بعيداً عن المقررات الدراسية والتي تهدف إلى تحرير طاقات التلاميذ وإطلاقها لمجال أوسع لاكتشاف ما لديهم من مواهب مكبوتة وإبداعات حبيسة فيعمل على تنميتها وإظهارها إلى حيز الوجود والتي منها جماعة التربية الإسلامية لإشباع الميول الدينية وتأكيد الاتجاهات الدينية المعتدلة في نفوس التلاميذ، وجماعة الإذاعة المدرسية لتأكيد حرية التعبير عن الرأي وإبداء الآراء في مختلف القضايا التي تشغل تفكير التلاميذ، وجماعة اللغة والأدب لتنمية الحس الأدبي واللغوي لدى التلاميذ، والجماعة الفنية لتنمية الحس الفني المرهف لدى التلاميذ، والجماعات الاجتماعية بالمدرسة ويتم تشكيلها بالتعاون مع الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة لتدريب التلاميذ على فن التعامل مع الآخرين في المواقف الحياتية التي يمرون بها
وتمر عملية تخطيط وتنفيذ برامج النشاط الطلابي بعدة مراحل هي:مرحلة تحديد مضمون برامج النشاط وتتضمن المخطط العام للبرنامج، والأعضاء المشاركين من التلميذ، ودور كل منهم في هذا النشاط على وجه التحديد، والميزانية المتوقعة لإتمام هذا البرنامج، ومرحلة تشكيل جماعة النشاط حيث يقوم المعلم بالإعلان عن نشاط الجماعة التي يشرف عليها ببعض الوسائل الإعلانية بالمدرسة.ومرحلة تنفيذ برنامج النشاط، والمعلم في هذه المرحلة ما هو إلا موجه ومرشد لتلاميذه لمتابعتهمأثناء تنفيذ النشاط ثم مرحلة تقويم برنامج النشاط حيث التعرف على مدى ما تحقق من الأهداف المرسومة لذا على المعلم الاهتمام بمعرفة مواطن الضعف أو القوة في برنامج النشاط، وينصب التقويم على الفوائد والأهداف التي تحققت من البرنامج وتنوع المهام والاتجاهات التي اكتسبوها من خلال ممارستهم الأنشطة كما يحدد التقويم العقبات والمشكلات التي واجهت البرنامج ولم يتمكن المعلم من التغلب عليها، ومناقشتها من جانب التلاميذ أعضاء الجماعة، ومع أعضاء هيئة تدريس المادة، لتلافي هذه العقبات في برامج النشاط مستقبلاً.
إن مراحل تنفيذ النشاط بدءاً من التخطيط له ومروراً بتنفيذه وانتهاءً بتقويمه لمعرفة مردودة التربوي على ممارسيه من التلاميذ تعد بمثابة عمليات يشترك فيها هؤلاء التلاميذ بتوجيه وإرشاد من المعلم وذلك بهدف أن تكون ممارسة النشاط بدافع شخصي من التلاميذ ونابعة من حاجة ملحة بداخلهم يسعوا إلى إشباعها ومن ثم يكون العمل لتنفيذ هذا النشاط يتسم بالجدية والحماس والاستمتاع في ذات الوقت، إلا أن عند ممارسة أي عمل غالبا ما يعوقه بعض المشكلات التي تعوق سيره في المسار المرسوم له الأمر الذي يتطلب تعاون القائمين على هذا العمل لمواجهة تلك المشكلات للقضاء عليها أو الحد من آثارها على أقل تقدير، وفي هذا المجال فإنه عندما تعوق عملية تنفيذ النشاط بعض المشكلات أو العقبات فإن التلاميذ بمعاونة معلمهم يعملون على مواجهتها حتى يحقق النشاط أهدافه الموضوعة عند تنفيذه.
ومن المشكلات التي تعوق تنفيذ النشاط :ضعف البنود المالية اللازمة للنشاط وفي ذلك يراعي المعلم أن يختار من برامج النشاط أقلها تكلفة وأكثرها نفعاً لممارسيها من التلاميذ،وكذلك ضيق الوقت حيث يزدحم اليوم الدراسي بوقت الدروس التي تتركز جهود المعلمين عليها بحيث يبدو النشاط مجرد عامل جانبي مساعد في العملية التعليمية دون أن يكون عنصراً جوهرياً فنياً، لذلك أصبح الوقت كله, وكذلك كافة الحصص مقصورة على دراسة المواد المقررة، أما ممارسة الطلاب للنشاط فإنه يكون خارج هذا النطاق وفي ذلك يعمل المعلم على حل هذه المشكلة بأن يفسح المجال لبرامج النشاط الطلابي، بحيث يكون النشاط متكاملاً مع موضوعات المقرر، وفي إطار شامل للمنهج، بدلاً من أن ينفصل النشاط عن المنهج فتنعدم الفوائد المرجوة منه، بالإضافة إلى اعتقاد بعض أولياء الأمور أن النشاط هو مجرد لهو لا فائدة منه، ولذا يقع على المعلم دور الإعلام عن برامج النشاط، ومقابلة أولياء الأمور للحصول على تأييدهم ودعمهم لتلك البرامج .
إن الهدف من ممارسة الأنشطة التربوية يتحقق عند امتلاك المعلم مهارات نقل المنهج الدراسى الذى يقوم بتدريسه لتلاميذه من مرحلة التفكير المجرد إلى مرحلة الواقع الملموس). كما أن إسهام الأنشطة المدرسية فى تطبيع التلاميذ اجتماعياً يعد أقوى من الدراسة النظرية التى غالباً ما تفتقد آثارها بعد فترة قصيرة الأمر الذى يضع المعلم أمام عدة مسؤوليات في هذا المجال لا يحيد عنها والتى منها : تدريب التلاميذ على بعض المهارات الحياتية كالأخذ والعطاء المتبادل، إكسابهم مهارات أدب الحوار واحترام الرأى والرأى الآخر، تنمية القدرة لديهم على العمل مع الفريق، تدريبهم على خدمة البيئة وممارسة الديمقراطية فى التعامل.
وتتبلور مسؤوليات المعلم أثناء قيادة تلاميذه لممارسة النشاط فى تحديده لأهداف هذا النشاط على أن تكون مناسبة للمرحلة السنية لممارسيها من التلاميذ ويمكن تحقيقها فى ضوء الإمكانات المتاحة واضعاً فى اعتباره أن هذه الأنشطة تشجع الابتكار لدى ممارسيها من التلاميذ وتخدم أهداف المنهج المراد تدريسه، وهذا كله يتم من خلال ما يقوم به- أى المعلم- من تنظيم جماعات للنشاط والإشراف عليها والمساهمة فى التنظيم الإدارى والفنى والعلمى لهذه الجماعات.فالمعلم بما لديه من مهارات وخبرات تفوق تلاميذه فهو قادر على قيادتهم وتوجيههم أثناء ممارسة النشاط الذى يعد أحد الوسائل التربوية الهامة فى مساعدة التلاميذ فى فهم مقرراتهم الدراسية كما أنه ينتقل بتلاميذه من القوالب النظرية عند تدريسه للمنهج إلى ما هو أوسع وأرحب بقيادته وتوجيهه لهم أثناء ممارسة النشاط المدرسى حتى يمكن تطبيعهم اجتماعياً بتعويدهم على مهارات القيادة والتبعية والأخذ والعطاء والتعاون والعمل بروح الفريق، وإكسابهم الاسلوب الديموقراطى فى التعامل مع الآخرين، وذلك من خلال مساعدتهم على اختيار أنشطة تتناسب مع قدراتهم والإمكانات المتاحة، وهذا في مجمله قد ينعكس بصورة إيجابية على مستوى آدائه المهني بالمدرسة.
  • الضبط الاجتماعي لسلوك التلاميذ
هناك علاقات تنشأ بين المعلم وتلاميذه أثناء تواجدهم داخل الفصل أو خارجه لإنجاز الموقف التعليمي، وحتى يمكن تحقيق الهدف المنشود من العملية التعليمية توضع مجموعة من القواعد والقوانين تكون بمثابة مظلة لترسيخ القيم والمعايير التى تحكم السلوك الإنسانى، ووسيلة المعلم فى ذلك ما يصدر عنه من سلوكيات وأفعال من شأنها أن تحقق الضبط الاجتماعى لتلاميذه إذ تتطلب إدارة الفصل الدراسي أن يتمتع المدرس بصفة القدرة على الضبط والمراقبة الجيدة المربية، حتى يتسنى له تحقيق أهداف الدرس حيث أن غياب عملية الضبط تجعل عملية التدريس عملية خالية من النظام.
وفى ظل التربية الحديثة لم يعد المعلم مصدراًَ للرهبة وإرهاب التلاميذ مثلما كان الحال فى ظل التربية التقليدية بل أصبح أكثر مرونة وتفهماً وأكثر اهتماماً بهم وعلى دراية جيدة بمتطلباتهم واحتياجاتهم الخاصة والعامة، ومن ثم يعمل على ضبط سلوكهم مراعيا كل هذه المتغيرات سالفة الذكر حتى يمنحهم مزيداً من حرية الرأى والتعبير عن أنفسهم فى المواقف المختلفة بل فى حياتهم المستقبلية.فالمعلم يعمل فى سبيل ذلك على تشجيع تلاميذه بدوام انشغالهم فى أعمالهم وتعريفهم بما هو متوقع انجازه، توضيح القوانين المدرسية لهم كلما استدعى الموقف، يكون صديقاً متعاطفاً معهم وإلى جانب ذلك حازما وغير متساهل
ولتحقيق الضبط الاجتماعى داخل الفصل الدراسى يعمل المعلم على: تدريب التلاميذ على احترام القيم التربوية وكيفية الالتزام بها، الانضباط الذاتى الذى يساعدهم على مواجهة متطلباتهم الحياتية، إكسابهم العادات الحسنة ليصبحوا مواطنين صالحين، وهذا يتأتى من خلال الفهم المستنير لسلوك التلاميذ وبتربيتهم وتنشئتهم نفسياً وأكاديمياً،مع مراعاته لسلوكه الشخصى حيث يمثل القدوة والمثل الأعلى لهم.
ويعتبر المعلم في هذا المجال مساعداً ووسيطاً لتحقيق سلوك اجتماعي إيجابي لدى تلاميذه قوامه الانضباط والنظام، بحيث لا يتأتى ذلك من خلال الأوامر والتسلط بل من خلال إشاعة الجو الديمقراطي الهادف لرعايتهم بحيث يساهم التلاميذ في قرارات حفظ النظام والانضباط في حدود مقدرتهم وإمكانياتهم بشكل عام فالتلميذ الذي يساهم في صنع القرار يحترمه ويطبقه، وهذا يتم بتوجيه وإرشاد المربي المعلم الذي من المفترض فهمه وإدراكه لشخصياتهم ودوافعهم النفسية وخصائص المرحلة السنية التي يمرون بها، ويستطيع المعلم إنجاز ذلك من خلال ما يستخدمه من وسائل تربوية وهادفة لضبط سلوك تلاميذه وذلك بالتعاون مع إدارة المدرسة بما تسنه من قوانين ولوائح تنظم العمل اليومى داخل المدرسة وأيضا مع تلاميذه حينما يقربهم إليه ويسمح لهم بمساحة من حرية الرأى والتفكير الموجه من جانبه فى اتخاذ القرارات وحل المكلات الخاصة بالمواقف التعليمية التى ينظمها لهم أثناء تدريس المنهج الدراسى.
ومن الوسائل التربوية التى يمكن أن يستعين بها المعلم لضبط سلوك تلاميذه : تعويدهم على تحمل مسئولية ما يقومون بإنجازه من أعمال، العمل على شد انتباههم طوال الحصة الدراسية وأثناء ممارسة النشاط، التعليمات والإرشادات التى تصدر منه إلى تلاميذه تكون إما باسلوب ودى مثل البشاشة والنظر فى وجه التلميذ أو باسلوب جاف مثل النظرة الساخرة أو عبوس الوجه، الثواب للمحسن من التلاميذ مثل كلمات التشجيع وتقديم الهدايا، والعقاب للمسيء منهم مثل التأنيب والحرمان من حضور شرح بعض الدروس.ويلجأ المعلم إلى العديد من الوسائل لتحقيق الضبط بين تلاميذه . منها ما هو سلبى ومنها ما هو إيجابى، ومن الوسائل السلبية الشائعة فى مدارسنا ما يسمى بالعقاب البدنى الذى يتبعه المعلم أو إدارة المدرسة لضبط سلوك الطلاب وعادة ما يسفر عن إحداث الألم أو التكدير لديهم، حيث يعتقد كثير من المعلمين أن العقاب البدنى من العوامل التى تدفع إلى نجاح العملية التعليمية رغم قناعتهم بعم فاعليته فى تعديل السلوك واعترافهم بأن هناك العديد من الآثار السلبية التى تترتب على استخدامه، أما الوسائل الايجابية فمنها الإثابة والتقبل والدعم للسلوك الإيجابى، واستخدام الإيماءات المتمثلة فى نبرة صوت وملامح وجه المعلم وطريقة إلقائه لتعديل السلوك السلبى الذى يصدر من تلاميذه). وبذلك يكون عوضاً عن العقاب البدنى كاسلوب سلبى للضبط مخاطره أكثر من فوائده.
فالمعلم الذى يتعامل بقسوة مع تلاميذه ويهمل استخدام الثواب فإنه ربما ودون أن يدرى يتسبب فى كراهية التلاميذ له ولمادته التى يدرسها لهم وقد تمتد هذه الكراهية لأبعد من ذلك إلى المدرسة والعملية التعليمية ككل، لذلك "تنادى التربية المعاصرة بضرورة استعمال الشفقة مع المتعلمين وتحذر من استعمال القسوة والعنف معهم حتى لا يكرهوا التعليم وينفروا منه".وهذا ما يؤكد فلسفة الانضباط المدرسى فى اعتبار الفصل الدراسى مجتمع صغير له نظام أخلاقى مستمد من النظام المدرسى الأكبر الذى يضع التزامات وواجبات على كل من التلميذ والمعلم.
فالضبط الاجتماعى داخل المدرسة قضية مشتركة بين عناصر عدة، المعلم باستخدام الأساليب التربوية من شفقة وديمقراطية الحوار ومراعاته لظروف تلاميذه المختلفة، والتلميذ بإتباعه قواعد النظم والتعليمات ألموضوعه لحسن سير العمل بالمدرسة، وإدارة المدرسة بإتباعها الأساليب الديمقراطية والبعد عن التسلط والدكتاتورية فى تعاملها مع تلاميذها وتوفر المناخ المدرسى الذى يحقق الأهداف التربوية المرسومة.
ويعمل المعلم في ظل ما يعيشه من أوضاع اجتماعية ومهنية على التأكيد على الحاضر عن طريق خلق المواقف التعليمية التي تنبثق أصولها وأركانها من الواقع الفعلي المحيط بالمتعلمين والتعامل الذكي مع المشكلات العديدة والمتنوعة التي يموج بها المجتمع وذلك بتشجيع المتعلم ليبحث ويبتكر ويبدع ويدرك أهمية التفاعل مع متغيرات العصر، التأكيد على ديمقراطية الموقف التدريسي بإتاحة الفرصة المناسبة أمام المتعلم لممارسة بعض الأنشطة ويكون لديه رؤية خاصة فيما يعرض عليه من مشكلات دراسية أو مجتمعية، الاستعداد للمستقبل وذلك بالتمسك بالتراث القديم وخاصة المفيد منه والاهتمام بالحاضر والتطلع إلى المستقبل بفهم ووعي.
فالمعلم له أدواراً رسمية وأخرى غير رسمية، فالأدوار الرسمية التي ترتبط بتلاميذه، والمنهج الدراسي الذي يتولى تدريسه لهم ودوره في توثيق الصلة بين المدرسة والبيئة المحيطة، كما أنه مسئول عن حفظ النظام والضبط داخل المدرسة، أما الأدوار غير الرسمية للمعلم فتتمثل كدوره في إشباع حاجات التلاميذ ورغباتهم وآمالهم وحل مشكلاتهم والتعامل مع التنظيمات الغير رسمية التي تنشأ بين التلاميذ بحرص وموضوعية حتى يحقق أهدافه التعليمية بنجاح]). فالمعلم يمكن أن يسهم فى إقرار الضبط لسلوك تلاميذه داخل المدرسة من خلال ما يقيمه من اسلوب ديمقراطى مع تلاميذه أثناء التفاعلات المشتركة بينهما فى المواقف التعليمية المختلفة، ومن التقرب إليهم والإحساس بمشاكلهم ومعاونتهم فى حلها واشبع احتياجاتهم حسب ما تقتضيه أعمارهم السنية وهذا من خلال إتباعه للأساليب التربوية سلفه الذكر لضبط سلوكهم.
إن أساليب الضبط الاجتماعي التي يتبعها المعلم لتدريب تلاميذه على حفظ النظام وضبط داخل المدرسة قد تحقق من الفوائد والمزايا التيس تنعكس آثارها على كل من المعلم والتلميذ بل والمدرسة، فالمعلم الذي يعمل بمدرسة تتبع القواعد والنظم الموضوعة وتسير عليها قد تحقق له وضعاً اجتماعياً ومهنياً مناسباً ومن ثم يؤدي اداءاً مهنيا جيداً،والتلميذ بإتباعه لتلك القواعد والنظم قد يحقق لنفسه تقدماً تعليمياً وتفوقاً دراسياً، هذا فضلاً عن الآثار الطيبة التي تعود على المدرسة التي تمارس فيها أساليب الضبط الاجتماعي.
ثالثاً: الآداء المهني للمعلم فى ظل قضية مجانية التعليم
إن معلم المرحلة الابتدائية يؤدى رسالته المهنية مع أطفال قد يشتركون فى مرحلة سنية واحدة ولكنهم قد يختلفون فى قدراتهم الذهنية وميولهم الشخصية، والمعلم أمام ذلك مطالب بأن يمنح الخدمة التعليمية بالعدل والمساواة لهؤلاء جميعا على الرغم بما هو كائن بينهم من اختلافات وفوارق تطبيقاً لروح مجانية التعليم التي تأكدها السياسة التعليمية، فمما لا شك فيه أن التعليم فى مصر شهد طفرة كبيرة لمسها جميع المهتمين بالعملية التعليمية بهدف الارتقاء بمستوى التلاميذ مع التمسك بمجانية التعليم باعتباره كالماء والهواء ولا يمكن الاستغناء عنها لمساعدة غير القادرين منهم خاصة على الاستمرار فى قطف ثماره على اعتبار أنهم هم النواة لمستقبل مصر لتصبح أكثر ازدهاراً وتقدماً، وهذا ما تنشده السياسة التعليمية الحديثة الآن بمصر.
ومن أهم المقومات الأساسية لتحديث التعليم بمصر ما يلي: العمل على التوازن بين الريف والحضر وبين القرية والمدينة فى توفير الخدمة التعليمية لكل أفراد المجتمع على اختلاف طوائفه وما بينه من فوارق، واتساع مفهوم ديمقراطية التعليم لكي تشمل توفير الفرص المتكافئة للمواطنين في الحصول على الخدمة التعليمية ذاتها لأجل مواجهة الفوارق الاجتماعية بين المتعلمين، بالإضافة إلى اعتبار ان التعليم هو أحد القوى الاجتماعية إلي لا يستهان بها في تقرير تقدم الأفراد ورقي المجتمع في ذات الوقت.(
من هذا المنطلق فإن محاور الآداء المهني للمعلم المرتبطة بقضية مجانية التعليم تتبلور فيما يلي: تحقيق العدل والمساواة في توزيع الخدمة التعليمية بين جميع التلاميذ، وإدارة الصف، ومراعاة الفروق الفردية التي بين تلاميذه، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، والتعامل مع الفئات الخاصة، والاهتمام بتعليم الفتاة جنباً إلى جنب الفتى، هذا بالإضافة إلى الاتصال والتواصل الجيد مع التلاميذ، ويمكن عرض تلك المحاور للأداء المهني للمعلم من خلال توضيح ملامحها في ضوء تأثير موقف المعلم من قضية مجانية التعليم على آدائه المهني.
تحقيق العدل والمساواة في توزيع الخدمة التعليمية بين جميع التلاميذ
فالسياسة التعليمية فى مصر ترسم الطريق أمام المعلم لكى يحقق العدل والمساواة فى منح ما يقدمه من خدمات تعليمية لتلاميذه وبما يحملونه من اختلافات فيما بينهم، وتتبلور ملامح تلك السياسة فيما يلى :- أن تكون الخدمة التعليمية المطلوبة موجودة فعلاً، ومتاحة لكل من يرغب الالتحاق بها ممن تنطبق عليهم شروط القيد، والالتحاق بها ميسوراً دون عوائق مالية أو اجتماعية.)
ويقوم المعلم بترجمة تلك السياسة من خلال ممارساته المهنية بإقامة فرص التعليم للجميع والعمل على القضاء على تسرب المتعلمين من المراحل الدراسية كافة، وإشاعة التعليم مدى الحياة لمختلف طبقات الشعب ولجميع المراحل، القضاء على التباين في الالتحاق بالتعليم بين البنين والبنات بالمناطق الريفية والحضرية وبين الأصول العرقية المتعددة والأديان المختلفة والأوضاع الاقتصادية المختلفة، وتحسين نوعية التعليم وذلك من خلال الارتقاء بقدرات وكفاءة تلاميذه التعليمية، وممارسة الإرشاد التربوي معهم وتوجيههم إلى كل ما هو مفيد في مشوارهم التعليمي.
ولتأكيد فلسفة المجانية يعمل المعلم على غرس مبادئ حقوق الإنسان بكافة معانيها في نفوس تلاميذه مثل حقوق المرأة، حقوق الطفل، احترام الرأي والرأي الآخر، تدريبهم على اسلوب المناقشة العلمية الهادفة، تعريفهم بحقوق المواطن وواجباته، وكيفية احترام الفكر والأديان وكذلك تعزيز التسامح والتلاحم الاجتماعي لديهم ومقاومة التطرف بكل أشكاله واتجاهاته وهذا يتم من خلال المواقف التعليمية التي يصممها المعلم لتلاميذه ويمارسوها بتوجيه وإرشاد منه لتأصيل تلك المبادئ لديهم .بهذا يستشعر المتعلمون أن الدولة تعمل على تعريفهم بمختلف الحقوق سالفة الذكر من خلال ما يقدم لهم من خدمة تعليمية بالمؤسسات التعليمية التابعين لها وبالمجان .
والمعلم فى ظل تلك السياسة مطالب بأن يعمل على تحقيق المساواة فى المعاملة والاحترام- بين جميع تلاميذه- فى المواقف المختلفة داخل مجتمع المدرسة، وتكون لديه القدرة على مواصلة تقديم الخدمة التعليمية وبقدر ما تسمح به القدرات التعليمية التى يمتلكها تلاميذه، هذا إلى جانب العمل على تحقيق التكافؤ والمساواة فى تقدير نتائج التعلم سواء من خلال الاختبارات التحريرية أو الشفوية أو أعمال السنة .])
والعدالة الحقيقية التى تحويها تلك السياسة تؤكد على أن معلم المرحلة الابتدائية يتعامل مع تلاميذ ذوى مستويات مختلفة اجتماعياً واقتصادياً وأيضاً عقلياً ومن ثم فهو مطالب بأن يوزع ما يقدمه من خدمات تعليمية إلى هؤلاء التلاميذ رغم ما بينهم من اختلافات وفروق أثناء ممارساته المهنية مع تلاميذه داخل الفصل أو خارجه بالعدل والمساواة ودون تمييز يذكر.
والدولة في سبيل تقديمها لخدمة المجانية في التعليم لرعاياها من المتعلمين تنتظر من المعلم أن يقوم بالعديد من الممارسات المهنية أهمها : تحقيق الأمن الفكري للتلاميذ وتقوية الانتماء والولاء لله ثم لولاة الأمر لديهم وتنمية إحساسهم بالمسئولية تجاه الوطن وحمل الرسالة من جيل إلى جيل وكذلك ترسيخ مبدأ الحوار الهادف واحترام الرأي الآخر, مع إقامة برامج وأنشطه تهتم بالغايات المنشودة, واستدعاء الدعاة والمتميزين لنشر الوعي الفكري، محاولة التعرف على الانحراف السلوكي والفكري لدى التلميذ ومتابعته من خلال الحوار معه ومعرفة أفكاره وميوله مع معالجة ذلك في تصحيح الخاطئ منها وكذلك من خلال حوار التلاميذ مع بعضهم البعض ومراقبة سلوكياتهم في أوقات الأنشطة اللاصفيه.
ومجمل القول فإن السياسة العامة للدولة والتي تشتق منها السياسة التعليمية تؤكد على منح الخدمة التعليمية بالعدل والمساواة ودون تفرقة لكافة أفراد المجتمع وأن تقدم هذه الخدمة بالمجان في كافة المراحل التعليمية التي يمر بها هؤلاء الأفراد ومن ثم يراعي المعلم في آدائه المهني هذه الاعتبارات حتى يحقق ما ترمي إليه مجانية التعليم من أهداف.
إدارة الصف
على الرغم من تفاوت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بين المتعلمين إلا أن المعلم عليه ألا يجامل تلميذاً لثرائه أو لمركز والده الاجتماعى كما لا ينبغى له أن يحط من قدر طالب لفقره، وأيضا تتوافر عدالته فى المعاملة تجاه المستويات العقلية المختلفة فيشجع سريع الفهم ويأخذ بيد بطيء الفهم، ويتبلور عدل المعلم فى تقييم تلاميذه فى إعطاء كل فرد منهم ما يستحقه من الدرجات حسب مجهوده وقدراته دون اعتبار لأية أمور أخرى.
ويحقق المعلم العدل والمساواة في منح الخدمات التعليمية لجميع المتعلمين دون استثناء من خلال إتباع إدارة ديمقراطية تسعى بآليات العمل لديها إلى تحقيق عدم التمييز بين تلاميذه ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة منهم مع أقرانهم من خلال نظام تعليمي ديمقراطي متجانس ومتطور وفي ظل إدارة مدرسية متطورة مرنة متعاونة ومرحبة بهذا النظام الديمقراطي ولديه حافز التطوير الذاتي والإبداع، يؤمن بتقبل الآخر ويحترم الفروق الفردية التي بين تلاميذه وبعضهم البعض، هذا إلى جانب توفر بناء مدرسي يضمن حرية التنقل واللعب والتعليم الآمن لجميع المتعلمين،وبيئة مجتمعية متعاونة تسعى لتطوير المدرسة ودعم أنشطتها التي تعمل على تطوير العمل لصالح التلاميذ
إن من سمات المعلم الطيبة التي ترافق جهوده في آداء رسالته التربوية والتعليمية سماته الاجتماعية التي تتمثل في الاحترام المتبادل بينه وأقرانه من زملاء المهنة وأن تكون علاقاته مرنة مع الإدارة المدرسية والتربوية وفيما بينه وبين أبناءه التلاميذ والأسرة والمجتمع وأن تسمو على علاقته هذه مفاهيم وأساليب الديمقراطية الحقة البعيدة عن التعصب الأعمى والآراء الضيقة والديكتاتورية الفردية،إضافة إلى أن تكون من صفاته أيضاً مراعاة التلاميذ بصفات أخلاقية على اعتبار أن الجوانب الأخلاقية كالعطف والحنان تهم تلاميذ المرحلة الأولى من التعليم الأساسي أكثر من اهتمامهم بالعطاء العلمي حيث يحتاج الطفل في تلك المرحلة إلى الرعاية والحنان أكثر من أي شيء آخر.
مراعاة الفروق الفردية
والمعلم عندما يلتزم بهذه التوجهات- سالفة الذكر- فى آدائه المهنى فأنه يحقق العدالة والمساواة فى تقديم الخدمة التعليمية لجميع تلاميذه ويحقق التكافؤ فى إتاحة الفرص التعليمية لهم وهذا بالرغم من وجود اختلافات وفوارق شتى بينهم فى نواحى كثيرة يعاونه في ذلك إدارة مدرسية واعية وموارد وإمكانيات ميسرة لعملية التعلم وتقديم الخدمة التعليمية للمتعلمين بالمجان مع مساندة حقيقية للمجتمع المحلي حتي تحقق العملية التعليمية أهدافها المرسومة.
والمعلم في تأكيده لفلسفة المجانية في التعليم يعمل على أن يسير في العملية التعليمية بخطى تتناسب ومستويات من يعلمهم فمنهم من يصل إلى معدل معين من التقدم لا يزيد عنه بصورة ملحوظة مهما زادت مواقف التعلم والممارسة التي يتعرض لها، وإن دفع المتعلم إلى القيام بآداء مهام لا تتناسب مع قدراته وإمكانياته لاشك إنه يؤدي به إلى التعثر والإحباط نحو التعلم ومن ثم عدم الاستمرار في الدراسة وفي هذا إهدار لمبدأ المجانية في التعليم لذلك يمكن للمعلم أن يعمل على رفع مستوى طموح المتعلمين بدرجة تعادل درجة استعدادهم وميولهم وقدراتهم نحو الأنشطة المختلفة حتى يتسنى للمتعلمين النجاح والاستمرارية في دراستهم وعدم التعرض للإحباط.
فالمعلم في آدائه المهني يعمل على مراعاة الفروق الفردية ودورها في نجاح العملية التعليمية حيث أن التلاميذ يختلفون فيما بينهم من حيث القدرات والاستعدادات مثلما هم يختلفون في الأوصاف الجسمية، ومن ثم لا يدفع التلاميذ إلي طموح قد يكون أكبر من مما يملكون من قدرات وإمكانيات عقلية حتى لا يصابوا بشيء من الإحباط ويتسرب إليهم الملل من استكمال مشوارهم الدراسي ويكون مصيرهم الرسوب أو التسرب من المدرسة وبالتالي يحرموا من الخدمة التعليمية التي تقدم لهم بالمجان، ومن ثم فإن إتباع المعلم الأساليب الديمقراطية- من خلال ممارساته المهنية سالفة الذكر- في إدارة الفصل الدراسي قد يحقق الفلسفة التي ترمي إليها المجانية في التعليم .
  • تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية
إن المعلم في تقديمه للخدمة التعليمية لتلاميذه بالعدل والمساواة وفي ظل فلسفة المجانية التعليمية فإنه يحقق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية أمام جميع تلاميذه دون استثناء ومن ثم يوفر لهم تربية سليمة ويكسبهم خصال عديدة منها: حب الوطن والإخلاص له، والمشاركة الإيجابية في التنمية البشرية والاجتماعية، وتقوية الثقة في المؤسسة التعليمية والمنظومة التربوية ككل، والتمسك بمسايرة الدراسة والعزم على بلوغ أعلى المستويات الدراسية.([88])
وبذلك يتضح أن إقرار مبدأ التكافؤ في إتاحة الفرص التعليمية لجميع المتعلمين قد يعد ترجمة حقيقية لتأكيد فلسفة المجانية في التعليم هذا إلى جانب تحقيق العديد من الفوائد التي تعود على المتعلم نفسه ومجتمعه في الوقت ذاته حيث أنه بالتعليم تتحقق الرفاهية للفرد والتقدم والرقي لمجتمعه.
إن العدالة الحقيقية في تكافؤ الفرص التعليمية تتضح في أن تكون الخدمة التعليمية المطلوبة موجودة فعلا بأن تكون المؤسسة التعليمية مشيدة وقائمة، وأن تكون متاحة لكل من يرغب الالتحاق بها ممن تنطبق عليهم شروط القيد، وأن يكون الالتحاق بها ميسورا دون عوائق مالية أو اجتماعية أو سكنية، والمساواة في المعاملة دون تمييز في العلاقات، والقدرة علي مواصلة التعليم في مختلف مراحله إلي أقصي ما تسمح به القدرات العلمية في التحصيل، التكافؤ والمساواة في تقدير نتائج التعلم سواء من خلال الاختبارات التحريرية أو الشفوية أو أعمال السنة، وهذا بدوره يؤدي إلى التكافؤ في فرص العمل وعدم التمييز في شغل الوظائف‏.وعلى العكس من ذلك، فإن عدم سيادة مبادئ المساواة والعدل والإنصاف، وخصوصا مبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع التلاميذ على حد سواء، يؤدي بهم إلى الشعور بالظلم والإحباط وبالتالي النفور من العملية التربوية واحتقار التلميذ لذاته والاستهانة بما يمتلكه من قدرات ذاتية، ومن ثم يعمل على انتهاج سلوكيات عدوانية ومقاومة كل ما هو صحيح ومقبول اجتماعياً.
  • رعاية الفئات الخاصة من التلاميذ
وتتبلور العدالة في توزيع الخدمات التعليمية من جانب المعلم إلى تلاميذه من المتعلمين سواء كانوا من فئة ممن يعانون صعوبات في التعلم أومن فئة الموهوبين على حد سواء فالفئة الأولى قد تحتاج من المعلم رعاية خاصة في التعامل للوصول بهم إلى درجة من الاستيعاب والفهم في حدود ما يمتلكونه من قدرات واستعدادات ذاتية ويعمل جاهداً على منع تسربهم من التعليم وبذلك يسهم في تحقيق مجانية التعليم بإتاحة الفرص التعليمية للجميع سواء كان بطيء الفهم أو متوسط أو يمتلك قدرات عالية في الفهم والاستيعاب.
والدور الذي يمكن أن يقوم به المعلم مع ذوي صعوبات التعلم يتمثل في تغيير استراتيجيات التدريس مع التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة والتركيز معهم على التدريس الفردي، ومعالجة نقاط الضعف التي يعانون منها وتقوية الجوانب الإيجابية ونقاط القوة لديهم، وإقامة علاقة إيجابية واتصال دائم مع أولياء أمورهم، وتقديم التعزيز اللفظي والمادي لهم في ضوء تقدمهم الأكاديمي والسلوكي والانفعالي والاجتماعي، وتعزيز عملية التفاعل الإيجابي بينهم وبين زملائهم العاديين.(
إن اهتمام المعلم بالتلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم لا يقل أهمية عن اهتمامه بفئة الموهوبين من التلاميذ والعمل الجاد على تنمية مواهبهم، وكشف استعداداتهم، والإفادة من جوانب تميزهم،، والحرص على تنمية التفكير الإبداعي لديهم، إيجاد المواقف التعليمية التي تستثير الإبداع عند التلاميذ في الفصل الدراسي، وتشجيعهم على ممارسته بمختلف الطرق والأساليب الممكنة، والحرص على توجيههم بطريقةٍ إيجابية وفاعلة.
ويعمل المعلم في مجال رعاية الموهوبين والعناية بهم من خلال تقديمه للمواد الدراسية وما يتبعها من نشاطات فصليةٍ أو غير فصلية بصورةٍ حديثةٍ وشائقةٍ وجذابةٍ، والتخلص من النمط التقليدي الذي يُركِّز دائماً على اسلوب تلقين المعرفة للتلاميذ بصورةٍ يكونوا معها سلبيين وغير متفاعلين، وضع خطة شاملة لرعاية التلاميذ الموهوبين، وتوفير الجوّ التربوي الملائم لنمو المواهب المختلفة لديهم، والعمل على توفير ما أمكن من الأدوات والتجهيزات اللازمة لممارسة مختلف الأنشطة التي يمكن من خلالها التعرف على ما بهم من مواهب وتنميتها، استخدام طرائق وأساليب تعليمية فاعله وإيجابية في التدريس، والاتصال بأولياء الأمور وتعريفهم بمواهب أبنائهم ليتحقق التكامل بين دور الأسرة ودور المدرسة في رعايتهم.
مما سبق يتضح أن تطبيق المعلم لمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية وما يحويه من مسلمات تتمثل في توفير الخدمة التعليمية وإتاحتها لجميع الأفراد بالعدل والمساواة ودون تفرقة بينهم أي تمنح الخدمة التعليمية بالقدر الذي تسمح به ما يمتلكه هؤلاء الأفراد من قدرات واستعدادات للتعلم فإنه بذلك يؤكد على المبدأ الذي يقر بأن التعليم متاح للجميع ومن ثم يترجم المجانية في التعليم إلى ممارسات فعلية .
  • الاهتمام بتعليم الفتاة جنباً إلى جنب الفتي
إن مدارس المرحلة الابتدائية بمصر سواء كانت خاصة أو حكومية مدارس مشتركة أى تضم الجنسين البنين والبنات من تلاميذها وبالتالى تمنح الخدمات التعليمية لهؤلاء البنين والبنات على حد سواء ودون تفرقة من جانب المهتمين بالعملية التعليمية بتلك المدارس تأكيداً لما ترمي إليه فلسفة المجانية في التعليم، وهذا فضلاً على أن الاهتمام بتعليم الفتاة جنباً إلى جنب الفتى يحقق مجموعة من الفوائد والمكاسب لها ولمجتمعها فى ذات الوقت.
فالاهتمام بتعليم الفتاة يجعلها أقدر على تربية النشء التربية السليمة عندما تصبح أماً، ويتيح لها فرصة المساهمة فى تنمية مجتمعها، ويعمل على زيادة الوعى الاجتماعى لديها ونمو تفكيرها، كما يؤدى إلى تحسين مركزها الاجتماعى ويجعلها أكثر ثقة بنفسها وبالتالى تقوم بدورها ورسالتها فى الحياة بدقة ونجاح ومن ثم يضع المعلم نصب عينيه تلك المكاسب التي تجنيها الفتاة عندما يسهم في منحها الخدمة التعليمية التي أقرتها لها الدولة بالمجان.
ويتسم الآداء المهني للمعلم تجاه تعليم الفتاة في ظل مجانية التعليم من خلال عدة محاور منها تدريس المناهج الدراسية المقررة لهن بطريقة إيجابية أي بها العديد من الأنشطة المحررة من الرتابة والجمود كما تتميز بالجاذبية لعقل الفتاة، فلا تعطى لها المعلومة سهلة فتذهب سريعاً، أو تعتمد على التلقين فتقتل فيها الإبداع والابتكار، بل تكون المعلومة حوارية قائمة على المشكلات الحياتية، تولد فى الفتاة الطاقات المبدعة والمبتكرة، تنويع الفرص التعليمية أمام الفتاة والاستفادة من استراتيجيات التعلم المتاحة في النظام التعليمي، إتباع اسلوب جديد في تقديم الخدمات التعليمية لها بالشكل الذي يتفق مع كرامتها كفتاة مثلها مثل الفتي في الاستفادة من الخدمة التعليمية التي تقدم لهما بالمجان على حد سواء دون تفرقة في مختلف المؤسسات التعليمية.وقد أكد الدين الإسلامى الحنيف على ضرورة تعليم الفتاة وإقرار حقوقها التعليمية حيث ورد ذلك في القرآن حيث يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم آياته "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً"(الأحزاب:34).وفى هذا توجيه سماوى لكل فتاه مسلمة أن تتعلم القراءة والكتابة حتى تستطيع تلاوة وتدبر الآيات القرآنية والعمل بمقتضاها، كما أن السنة النبوية المطهرة أكدت على حق الفتاة فى التعليم شأنها شأن الفتى حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"ومن ثم فإن معلم المرحلة الابتدائية مطالب بأن يضع نصب عينية تلك الفوائد والمكاسب التى تجنيها الفتاة عند مساعدتها فى الحصول على ما يقدمه لها من خدمات تعليمية مقتضياً بما يقره ديننا الحنيف فى هذا الشأن وذلك من خلال آدائه ا لمهنى مع التلاميذ من الفتيات داخل الفصل أو خارجه أثناء تقديمه للخدمة التعليمية لهن، ومن هذا المنطلق فإن المعلم يعمل على تأكيد مجانية التعليم وتحقيق أهدافها المرسومة لها والتي منها منح الخدمة التعليمية لجميع المتعلمين مهما وجد بينهم من فروق واختلافات في الجنس.
ويتبلور دور المعلم فى تأكيد تعليم الفتاة من خلال مساعدتها على الاستفادة من الخدمات التعليمية التى يقدمها لها فى حدود ما تمتلكه من قدرات وإمكانات مثلها مثل الفتى سواءً بسواء وذلك بالنظر بعين المساواة والعدل بينهما دون أدنى تفرقة، والحرص على عدم تسربها من التعليم، هذا إلى جانب تأكيد أساسيات الثقافة الإسلامية الخاصة بالفتاة باعتبارها أساسيات تربوية.

إن في التزام المعلم بتحقيق العدل والمساواة في منح الخدمة التعليمية بين الفتى والفتاة أثناء آدائه لدوره المهني قد يحقق فلسفة المجانية في التعليم التي تؤكد على أن التعليم متاح للجميع دون اعتبار لأي فوارق قد توجد بين المتعلمين حتى وإن كانت فوارق في النوع البشري، فلا فرق بين الذكر والأنثى من المتعلمين في منح الخدمات التعليمية لأي منهما وأن يفسح المجال لما يمتلكانه من قدرات واستعدادات تؤهلهما للاستفادة من الخدمة التعليمية المقدمة لهما .
  • الاتصال والتواصل الجيد مع التلاميذ
إن معلم المرحلة الابتدائية في تأكيده لفلسفة المجانية بما يقوم به من خلال أداءه المهني من ممارسات تحمل في طياتها تحقيق العدل والمساواة بين جميع المتعلمين بالرغم ما بينهم من اختلافات سواء كانت عقلية أو اجتماعية أو اقتصادية أو مادية أو أي اختلافات أخري فإنه يتحلى بالعديد من الصفات والخصال التي تمكنه من آداء دوره المهني في ظل ما يواجهه من هذه الاختلافات وغيرها ومن ثم فإنه يعمل على إتقان مهارات التعامل مع جميع المتعلمين من تلاميذه وإن وجدت بينهم اختلافات . إن المهارات التي على المعلم أن يتقنها حتى يمنح الخدمة التعليمية لجميع تلاميذه دون استثناء ومن ثم يعمل على تأكيد فلسفة المجانية في التعليم تتمثل في القدرة على مخاطبة التلاميذ بكلمات تصل إلى أذانهم وتتمثل في عقولهم مع العلم بأن فن توصيل المعلومات لعقول التلاميذ الصغار ليس بالأمر اليسير فقد يعجز عنه المتخصصين في مخاطبة الكبار، الشخصية القوية القادرة على التأثير في التلاميذ مع الهدوء والصبر والأناة وعدم الغضب حتى يتجنب نفور التلاميذ منه، ومن ثم نفورهم من التعليم بأكمله، الصوت الجهوري الواضح حيث أن سلامة أداء المعلم وقدرته على إخراج الحروف من مخارجها تضفي عليه قدرا كبيراً من الرصانة والهيبة أمام تلاميذه الذين يجدون فيه قدوة ومثلاً يحتذى به، الكتابة الصحيحة والخط الواضح قد تسهم في زيادة معدل الفهم والاستيعاب لدى تلاميذه. وبذلك فإن إتقان المعلم لمختلف المهارات أثناء آدائه لدوره المهني مع تلاميذه قد يسهم في تدعيم وترسيخ مبادئ مجانية التعليم بالمؤسسة التعليمية التي يعمل بها فقدرته على الاتصال والتواصل الجيد مع تلاميذه سواء كان شفهياً أو تحريرياً مكتوباً، وتحليه بمكارم الأخلاق من حلم وصبر وموضوعية في التعامل دون تطرف أو تساهل فإن هذا قد يمكنه من منح الخدمة التعليمية لجميع المتعلمين دون استثناء ومن ثم يسهم في تأكيد رسالة التعليم بالمجان. إن من مقتضيات قيام المعلم بالآداء المهني المطلوب في ظل تلك القضية ما يلي: تحقيق العدالة في كل ممارسات المهنية مع تلاميذه، وضع إستراتيجية واضحة مع تلاميذه بشأن التعامل مع مشكلاتهم، الاستعداد التام لتقديم يد العون والمساعدة لجميع تلاميذه ودون استثناء، توزيع مجال اهتمامه لجميع تلاميذه وبطريقة عادلة.إن الآداء المهني للمعلم في ظل قضية مجانية التعليم يتبلور في تأكيده لفلسفة مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية وأن يسعي دائماً إلى إتاحة الفرص التعليمية لجميع المتعلمين من تلاميذه بالعدل والمساواة دون تفرقة أو اعتبار لما بينهم من فوارق واختلافات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو حتى جنسية وان يحقق ذلك في جميع ممارساته المهنية أثناء تدريسه للمنهج الدراسي وما يصاحبه من أنشطة وموقف تعليمية واضعاً نصب عينيه أن الدولة تقدم الخدمة التعليمية لكل مواطنيها دون تفرقة وبالمجان دون تكلفة مادية يتحملها المتعلم نظير حصوله على تلك الخدمة
الخاتمة
إن صور الآداء المهني لمعلم المرحلة الابتدائية في ظل القضايا التربوية المختارة والتي تتمثل في: قضية الدروس الخصوصية، وقضية الأوضاع الاجتماعية والمهنية للمعلم، وقضية مجانية التعليم قد تمثل الممارسات المهنية التي يسلكها في ظل تلك القضايا كما صورتها الكتابات التربوية التي اهتمت بهذا المجال والتي تم عرض بعض منها في هذا الفصل من الدراسة.
ففي ظل قضية الدروس الخصوصية استعرض الباحث بعض صور وأنماط الآداء المهني للمعلم من واقع الكتابات التربوية التي تناولت هذا الجانب والتي قد يمثل بعض منها ممارسات المعلم المهنية في ظل ممارسته للدروس الخصوصية والبعض الآخر يمثل منهاج عمل يلتزم به المعلم في ممارساته المهنية وفي ظل انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية حتى يعمل علي القضاء عليها أو محاربتها أو حتى التقليل من آثارها التي تنجم عند ممارستها وهذا ينبع من موقفه تجاه تلك القضية.
وفي ظل قضية الأوضاع الاجتماعية والمهنية للمعلم استعرض الباحث بعض متطلبات الآداء المهني للمعلم في ظل تلك القضية من واقع ما تناولته بعض الكتابات التربوية التى اهتمت بهذا الشأن وخاصة العلاقات الناشئة بين المعلمين وبعضهم البعض والتي قد تؤثر بشكل فعال في جودة الآداء المهني للمعلم كما هو مأمول، هذا إلى جانب علاقاته مع تلاميذه ورؤسائه في العمل، بالإضافة إلى علاقاته مع أفراد المجتمع المحلي.
وفي ظل قضية مجانية التعليم استعرض الباحث الممارسات المهنية للمعلم والتي تتبلور في تحقيقه لمبدأ التكافؤ وتقريره للعدل والمساواة في منح الخدمة التعليمية لجميع المتعلمين من تلاميذه رغم ما بينهم من فروق واختلافات ناشئة بينهم وذلك من خلال ما استعرضه الباحث من بعض الكتابات التربوية التي تناولت هذا الجانب بالدراسة والتحليل بهدف التعرف قدر الإمكان على الصورة المثلى للأداء المهني للمعلم في ظل تلك القضية.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-01-2010, 03:26 AM
Observer Observer غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 8,627
معدل تقييم المستوى: 24
Observer is on a distinguished road
افتراضي


جميلة المحاور دى
والموضوع أكثر من رائع
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-01-2010, 04:10 PM
الصورة الرمزية faten forever
faten forever faten forever غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,096
معدل تقييم المستوى: 25
faten forever is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamad fawzy مشاهدة المشاركة
جميلة المحاور دى
والموضوع أكثر من رائع

شكرا لمرورك الكريم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-01-2010, 06:58 PM
مروة سليمان مروة سليمان غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 250
معدل تقييم المستوى: 17
مروة سليمان is on a distinguished road
افتراضي

شكرا استاذة فاتن
بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-01-2010, 07:30 PM
الصورة الرمزية faten forever
faten forever faten forever غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,096
معدل تقييم المستوى: 25
faten forever is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة سليمان مشاهدة المشاركة
شكرا استاذة فاتن
بارك الله فيك
وبارك الله فى حضرتك
شكرا لمرورك الكريم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-07-2010, 07:35 PM
mahmoudasus mahmoudasus غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,115
معدل تقييم المستوى: 0
mahmoudasus is on a distinguished road
افتراضي




رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29-07-2010, 11:09 PM
الصورة الرمزية faten forever
faten forever faten forever غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,096
معدل تقييم المستوى: 25
faten forever is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahmoudasus مشاهدة المشاركة


شكرا لمرورك الكريم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16-08-2012, 11:37 AM
محمد عبد الحميد1 محمد عبد الحميد1 غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 133
معدل تقييم المستوى: 16
محمد عبد الحميد1 is on a distinguished road
افتراضي

عظيييييييييييييم
__________________
تحياتي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24-08-2012, 10:15 AM
مستر مصطفى الناقه مستر مصطفى الناقه غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,464
معدل تقييم المستوى: 14
مستر مصطفى الناقه has a spectacular aura about
افتراضي

شكراااااااااااجزيلا
__________________
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 04-12-2012, 05:52 PM
الصورة الرمزية faten forever
faten forever faten forever غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,096
معدل تقييم المستوى: 25
faten forever is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لمروركم الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:35 AM.