#1
|
|||
|
|||
الضاد و " لغة الضـــاد " ؟
لقد ظنوا قديمًا وكثيرًا أن حرف الضاد حرف خاص بالعربية ( 1) ، لا تشاركها فيه لغة أخرى . يقول صاحب " القاموس المحيــط " إن " الضاد حرف هجاء للعرب خاصة ، ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل " . ونحن اليوم نلفظ الضاد دالاً مفخمة ، وتشاركنا في هذا الصوت لغات أخرى ، فمن شك في ذلك فلينطق مثلاً : don't ) ) هناك طريقتان للفظ الضاد : قديمة ومعاصرة . وقد وصف سيبويهِ ( ت . 796 م ) اللفظ القديم فقال : " أول حافــَة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد " – ( الكتاب ، ج2 ، ص 489 ) . وهذا الحرف كما نفهم أو نتخيل كان احتكاكيـــًا رخوًا ، بينما هو اليوم في لفظنا انفجاري شديد ومخرجه اللسان واللثة – إنه اليوم دال مفخمة . ويعلل تمام حسان في كتابه " اللغة العربية - معناها ومبناها ذلك ، فيقول : "الضاد الفصيحة كانت تُنطق بواسطة احتكاك هواء الزفير المجهور بجانب اللسان والأضراس المقابلة لهذا الجانب ، ومن ثم يكون صوت الضاد الفصيحة من بين أصوات الرخاوة مثله في ذلك مثل الثاء "( ص 55 ). وقد وصلت إلينا بعض المعلومات التي تشير إلى الطريقة في ذلك اللفظ ، فكان ثمة خلط بين الضاد والظاء ( شأن كثير من العراقيين والمغاربة في لهجاتهم اليوم ) ، ومن ذلك ما أورده الجاحظ ( 868ت . م ) في ( البيان والتبيين ) – ج 2 ، ص 211 ، وأسوق ذلك على سبيل الطرفة : " كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمــياء ، فكان إذا دعاها قال : يا ضميـــاء ! ، فقال له ابن المقفع : " قل يا ظمياء ! " ، فناداها : " يا ضميـــاء ! " فلما غيّرعليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثًا قال له : " هي جاريتي أو جاريتك ؟!!! " . أعود إلى القول إن الضاد القديمة هي التي ميّزت أو تميزت في لغتنا ، وكان د . إبراهيم أنيس قد ذكر ذلك على سبيل التقدير : " ويظهر أن الضاد القديمة مقصورة على اللغة العربية " – الأصوات اللغوية ، ص 49 . فأنيس إذن يُقدّر أنه قد طرأ على لفظ الضاد أو صوتها تطور ، ولكن البحث المستفيض الذي أجراه د . رمضان عبد التواب ( المدخل إلى علم اللغة ، ص 62 ) يؤكد هذا التباين بما لا يدعو إلى الشك ( 2 ) . كما يعلل محمد المبارك أسباب التبدلات الصوتية عامة . ( فقه اللغة وخصائص العربية ، ص 54 ) . ويبدو أن الضاد قد وردت في حديث شريف - في إحدى رواياته : "أنا أفْصَحُ من نَطق بالضَّاد بَيْدَ أني من قُريش" ( انظر تاج العروس للزبيدي ، مادة الضاد ) . أما تعريف العربية بأنها لغة " الضاد " فقد سبق أن وردت بعد عصر الاحتجاج والرواية ، ولعل المتنبي - ت . 965 . م - ( إن لم يكن أول ) من استعملها في المعنى في شعرنا القديم : لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجـــــدودي وبهم فخر كل من نطق الضــا دَ وعوذ الجاني وغوث الطريد ثم ذكر البوصيري ( ت . 1296 م ) بعده : فارضَه أفصح امرئ نطق الضا د، فقامت تغار منها الظـــاء ومع ذلك فلم يذكر الثعالبي ( ت . 1038 م ) هذا التركيب " لغة الضاد " في كتابه " ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " – مع أنه أدرك المتنبي صغيرًا . بمعنى آخر : لم يكن التعبير شائعًا وذائعًا في اللغة . ثم ورد بعد ذلك على لسان الفيروز أبادي ( ت . 1415 ) في صورة النسبة ، وذلك في قوله : يا باعث النبي الهادي مُفــحمــًا باللسان الضادي وفي شعرنا المعاصر يقول شوقي ( ن . 1932 ) مفاخرًا : إن الذي ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد وخليل مطران ( ت . 1949 ) يسمي العرب " بني الضاد " : وفود بني الضاد جاءت إليك وأثنت عليك بما وجبْ ويقول إسماعيل صبري ( ت . 1923 ) : أيها الناطقون بالضاد هذا منهل صفــا لأهل الضاد ويقول حليم دموس ( شاعر لبناني ت . 1957 ) : لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد وتظل رابطـــة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد مع تحيات أ/ محمد رفعت فضل السنبلاوين
__________________
الأستاذ / محمد رفعت فضل
معلم اللغة العربيةالسنبلاوين حى السوعة - بجوار مدرسة الشهيد المغاورى |
#2
|
|||
|
|||
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
|
#3
|
|||
|
|||
شكررررررررررررررررررررررررررررااااا
__________________
الأستاذ / محمد رفعت فضل
معلم اللغة العربيةالسنبلاوين حى السوعة - بجوار مدرسة الشهيد المغاورى |
#4
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا وجعلة في ميزان حسناتك
__________________
الحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
|
|