يوميات مشاكس - أنا وبابا والتكنولوجيا

tet0 · #1 20-06-2006, 11:54 PM

يوميات مشاكس - أنا وبابا والتكنولوجيا

مرة تانية معاكم كيمو من حجرتى من وراء شاشة اللابتوب على الهواء مباشرة ، أو على الكرسى ، مش دى القضية يا سادة يا افاضل، الموضوع النهاردة عن الصدام الحضارى بين تكنولوجيا القرن العشرين اللى بيحملها جيلنا المبجل العظيم، وبين الجيل السااااااااااابق، السابق اوى
الحكاية بتبتدى لما .....
كنت قاعد الصبح بدرى كده وانا آخر روقان ادام التليفزيون بتاعنا الواحد وعشرين بوصة أبو سماعات استريو تسد ودان الشمس والقمر والمريخ ده
لقيت المزيعة نطت فى نص الشاشة كالعادة وهى بتقول:
المزيعة: الثادة الحلوين اوى مساهدين كناتنا التميلة اوى اوى اوى، تساهدون بعد كليل من دلوأتى فيلم أجنبى كسر الدنيا برة، وكسر سبابيك الحجز هنا فى مسر.
بينى وبينكم انا كنت مستنى الفيلم ده كم ييجى اسبوع كده أو اكتر ، وكانوا نازلين اعلانات يمين وشمال فى التليفزيون علشان الفيلم ده، فقلت يا واد اوم وضب القعدة كده واعمل لك همة وهات بيبسى وشيبسى وشوية فشار وكافيار وفسدق ولب وترمس واعمل جو كده لنفسك.
مكدبتش خبر، قمت جرى نزلت اشتريت اللب والسودانى وخمس علب بيبسى وربع كيلو فشار الخ الخ الخ.
وطلعت سلالام العمارة جررررررررى زى ما أكون طالع ابشرهم بخبر حصول فريقنا القومى على بطولة كأس العالم المنتظرة عام 6000 ميلادية ان شاء الله تعالى.
تررررررت رررررررررت ترررررررررررت ، ده صوت جرس باب الشقة وانا عمال نازل ضرب عليه
فتحت أختى الباب ، وياااااااااااااااااالهول ما رأيت
كارثة لا تقل فى حجمها عن كارثنا انهيار الأسهم فى بورصة آسيا ، أو الانهيار الحضارى لروما القديمة، أو كارثة غرق حضارة أطلانطا.
لقيت بابا ماسك كوباية الشاى وقاعد يتفرج على ماتش كورة بين غزل المحلة فريق شركة السكر.
ودار الحوار التالى:
أنا ( بصوت حزين منكسر) : بابا بابا بابا
بابا ( حتى بدون أن يلتفت لى ): أدخل اوضتك وزاكر
أنا: النهاردة أجازة يا بابا ، وكمان خلصت مزاكرة والله العظيم و ....
بابا ( مقاطعا) : و اييييييييه؟؟ عايز ايه يعنى، عايز تنزل تتمشى مع صحابك، روح اتفضل بس مترجعش البيت متأخر زى كل يوم.
أنا ( ببراءة شديدة ) : لا لا لا أتمشى ايه يا بابا، انا سمعت كلامك وعرفت ان الشلة دى تلفانة وملهومش فى المزاكرة وسيبتهم ومش .....
بابا ( مقاطعا وقد نفذ صبره) : عايز اييييييييييه يا آخرة صبرى يا ابنى البكرى يا أعقل أخواتك يا أبو طويلة أنت؟؟؟؟؟؟
انا ( معلى وجهى ابتسامة بلاهة عبيطة) : أصل فى على القناة التانية بيتذاع دلوقتى ......
بابا ( بيبص لى وبصوت اشبه بموسيقى افلام الرعب) : تقصد انك مش عايزنى اتفرج ع الماتش المهم ده؟؟؟
أنا ( وقد تحول لونى للون أزرق بعد ما الدم هرب منى): لا لا لا ، انا بس كنت عايز اعرف النتيجة كام كام بس، أصلى كنت مستنى الماتش ده بقالى فترة كبيرة، طب عن اذنك بقا يا بابا ، انا هدخل ازاكر شوية.
قلتها وانا بداخلى احساس بالانكسار يشبه فى مضمونه احساس الشعب المصرى بعد النكسة.
دخلت الاوضة وقعدت أفكر، بابا فى الصالة، وماسك الريموت، وأدام التليفزيون، يعنى مفيش أى أمل أن الماتش يخلص دلوقتى أو هو يقوم قبل ساعة ونص.
وفجأة جت لى الفكرة العبقرية الجامدة أووووووووووى، وقمت أنط من ع الكرسى م الفرحة وأنا بقول :
تحيا شركة نوكيا ، تحيا التكنولوجيا
والسبب أنى من يومين كنت عند واحد صاحبى فى محل الموبايلات بتاعه، وحط لى على الموبايل بتاعى برنامج ريموت كونترول زى بتاع التليفزيون تمام، وبيشتغل بالانفراريد تمام زى الريموت العادى.
كده بقا عندى سلاح خفى أقدر أواجه بيه القوى الخارجية اللى بتتفرج ع الناتش بره.
أترسمت على وشى ابتسامة شيطانية بلهاء زى اللى بتترسم على وش "مستر بن" فى أفلامه، وأخدت الموبايل
وطلعت الصالة.
و قعدت على الكنبة جنب بابا تمام.
وبدأت الحرب التكنولوجيا بكل معانى الكلمة.
بحركة خبيثة ومستخبية كده، شغلت البرنامج ، وطفيت التليفزيون.
ودار الحوار التعبيرى التالى:
بابا : اترسمت على وشه تعبيرات من الدهشة ، بينما اترسمت على وشى ابتسامة خفيفة. بينما قام هو بتشغيل التليفزيون مرة أخرى.
بنفس الحركة الخفية والخفيفة، قمت انا بتغيير القناة على الفيلم الأجنبى.
واترسمت على وجه بابا علامات دهشة أكبر م المرة اللى فاتت، ومسك الريموت فى ايده وبص له بنظرة فاحصة، وانا فى اعتقادى ان بابا افتكر ان الريموت علق ولا حاجة، فعمل بابا حركة زكية اوى بصراحة، حسستنى فعلا ان هذا الشبل من ذاك الأسد، عمل ايه بقا بابا حبيب قلبى، مسك الريموت، وغير القناة على الناتش تانى، وقام شال البطاريات م الريموت خااااااااااااالص.
لكن على مييييييين، ده انا الشبل اللى من ذاك الأسسسسسسسسد
اترسمت على وجه بابا علامات الرضا مرة تانية وأخد رشفة من كوباية الشاى. وفجأة جت هجمة قوة فى الماتش خلت بقا يغير مكانه من على الكنبة جنبى، ويقعد على الأرض أدام التليفزيون نظرا لاهتمامه الشديد.
وطبعا ده تسبب ليا فى أزمة تكنيكية بحتة وهى ان بابا قفل المجال بين الموبايل وبين التليفزيون، يعنى مش هعرف اجيب الفيلم.
وحيث أنها حرب تكنولوجية بين الجيل الجديد والجيل اللى مش جديد، فقمت انا كمان وقعدت جنب بابا تمام على الأرض.
لكن من الواضح ان بابا شك فى أمرى ، أصل هو عارف تماما أن رأيى عن الكورة سىء جدا، وانى بعتبرها مجرد 22 واحد صحتهم حلوة بيجروا ورا بالونة، ومعاهم واحد لابس أسود بينقطع نفسه ونفس أهله م الجرى وراهم وهم بيصفر، بالإضافة اللى خمسين ألف متفرج فاضيين موراهومش حاجة قاعدين مركزين تفكيرهم فى البالونة دى.
المهم، بابا مخدش فى باله كتير، وسكت.
ومشكت انا الموبايل، وغيرت القناة وجبت الفيلم.
وحدث التالى:
بابا وقد اترسمت على وجهه كل علامات الدهشة وكأنه شاف عفريت أدامه، وراح باصص لى بعيونه العسلية الحلوة دى، وبص على ايدى، وبص ع الريموت، وبص على الموبايل فى ايدى، وبصراحة كان الوضع مفهوم تماما
وكانت الموااااااااااااااااااااااااااجهة

ططططططططططططشششششششش
طووووووووووووووووشششششششششش
ططططططططططططططططخخخخخخخخخخخخخ

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآىىىىىىىىىىى

بعد ما قدرت افتح عينى، لقيت نفسى خير آلهم اجعله خير، على السرير، بس التاريخ متغير، حيث انه من الواضح ان التاريخ اتقدم بالدنيا اربع أيام فجأة، ببص على الترابيزة اللى جنب السرير بتاعى، لقيت الموبايل بتاعى، بس مكنش زى الأول خاااااالص، لكن تقرير الشركة اللى انا وديت الموبايل يتصلح عندهم قال التالى:
الموبايل عبارة عن مجرد وش فقط.، كما أن البطارية أصبحت لا تعمل نتيجة شرخ، ويجب تغيير الشاشة كلها بسبب كسر مضاعف....الخ.
وتتقريبا ده كان نفس تقرير الدكتور اللى شافنى من أربع أيام فاتت.

وأنا من هذا المنطلق بحذر كل الشبااااااااااااااااب:
ابعدوا عن التكنولوجيا وخصوصا البدعة اللى اسمها ريموت كونترول دى

انتظروا الحلقة الثانية من يوميات مشاكس مع بابا