|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الهوس الجنسي الذي يغرق العالم المادي
حين ينصح مخلص بضرورة التزام الحشمة في الملابس أو يحذر من ظاهرة قد تفضي إلى انجرار الشبان والفتيات في برك الأخطاء والخطايا ينبري له على الفور من يتهمه بأن عقله المهووس بالجنس هو الذي جعله يرى الأمور والممارسات البريئة بنظرته الجنسية الحيوانية التي تسيطر على أفكاره وتقوده إلى مستنقعات الظنون السيئة. * وبتكرار الاتهام وتسويقه في كل محفل يقتنع البسطاء بأن المتدينين بالفعل مولعون بالجنس، متيمون به حد الهوس، ووسط زخم التضليل الإعلامي والإلحاح بالفكرة يتخيل كثيرون أن تلك حقيقة مسلّمة لا يمكن درؤها أو تبرؤ المتدينين منها بحال. بيد أن الواقع في كثير من الأخبار التي تتدفق عبر وسائل الإعلام من دون أن يتوقف عندها لتجييرها باتجاه الهوس الحقيقي بالجنس الذي يغرق العالم المادي فيه، يبرهن على التصاق المادية الغربية والشرقية بالجنس لما يفوق حدود الهوس، ويجاوز سقُف المعقول والاعتيادي بكثير. * ومن بين ما طيرته وسائل الإعلام مؤخراً ما يقلب الطاولة على المتحذلقين بفكرة "الهوس الجنسي عند المتدينين" (ويقصد بهم المسلمون وحدهم حيث لا هوس جنسياً إلا عندهم في تخرصات هؤلاء المبطلين)؛ فلقد نشرت التايمز البريطانية في 8 يناير 2018 خبراً عن بيانات كُشِف عنها بعد طلب لتداول المعلومات من قِبل اتحاد الصحافة البريطانية تؤكد أنه قد "جرت أكثر من 24 ألف محاولة لزيارة مواقع جنسية من أجهزة الكمبيوتر الموجودة بمقر البرلمان البريطاني في الأشهر التي أعقبت الانتخابات العامة، التي انعقدت في يونيو 2017"، أي بمعدل 160 محاولة زيارة كل يوم في المتوسط من الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت البرلمانية التي يستخدمها أعضاء البرلمان والعاملون، في الفترة من يونيو، وحتى أكتوبر 2017 ! * الرقم مهول ومخيف، ويعني بتلقائية أن ممثلي الشعب البريطاني، الذين يجسدون "صفوة المجتمع البريطاني، ونخبته السياسية، ودرته الحزبية" مولعون بتتبع المواقع ال*****ة لحد جنوني دفعهم إلى تصفحهم لتلك المواقع المشينة في قلب البرلمان من دون أن يصبروا حتى يغادروه! إن هذه الحيوانية لا نستخلصها من نموذج على هامش الديمقراطية الأوروبية بل في أعرق أشكالها، تاريخاً وثقافة وإرثاً، ولا في أطراف الجسد الليبرالي بل في قلبه البريطاني، ولا في أبرز حالات "التحرر الأخلاقي الأوروبي"، وإنما في أكثره محافظة والتزاماً، وحيث الممارسة الدنيئة تلك تحصل في أكثر قلاع الليبرالية والديمقراطية عراقة على الإطلاق في أوروبا "المتحررة". * بريطانيا/السلطة رأت في تلك الفضيحة أمراً مشيناً لم تشأ أن تبوح به للإعلام إلا حالما اضطرت إلى ذلك في أعقاب عقب استقالة داميان غرين رئيس جهاز الحكومة البريطانية، ونائب رئيسة الوزراء تيريزا ماي، من منصبه في ديسمبر الماضي بعد أن عثرت الشرطة على "مواد *****ة" على الحاسب الخاص به في موقع العمل، وبعد استقالة وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في نوفمبر بعد اتهامه بالتحرش الجنسي بإحدى الصحفيات. * وإذا كان هذا في الدولة الأم" لأمريكا، فإن "زعيمة العالم الحر"، أشد بؤساً منها؛ فبإطلالة سريعة على أبرز الأخبار السياسية والحزبية في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية، تتكشف مثل هذه الفضائح: * -** *"إنهاء امرأة تنافس للفوز بمقعد في الكونجرس لصالح الديمقراطيين العام المقبل حملتها الانتخابية بعد اتهامات بأنها تحرشت جنسيا برجل!" [نيويورك تايمز]. * -** *استطلاع للرأي أجرته مؤسستا "بوليتيكو" و"مورنينغ كونسالت" الإعلاميتان الأمريكيتان كشف أن 50 % من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتحرش الجنسي "ذات مصداقية". -** *دان جونسون النائب الجمهوري البارز الذي يمثل ولاية كنتاكي أطلق الرصاص على نفسه، بعد توجيه اتهام له بالتحرش الجنسي بفتاة. * -** *قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن هناك منظومة سرية تدير معظم عمليات التسوية الخاصة بقضايا التحرش الجنسي لأعضاء الكونجرس الأمريكي.* وأضافت الصحيفة إنه قد وجهت انتقادات من خبراء لما يحدث واصفين إياه بأنه دليل على غياب الشفافية داخل الكونجرس، خاصة بعد إعلان مكتب الامتثال المسؤول عن تسوية قضايا التحرش وسوء السلوك من قبل النواب، دفع 17 مليون دولار في تسويات تتعلق بالتحرش في الكونجرس، بناء على موافقة لجنة مختصة في المجلس تنظر في طلبات التسويات دون معرفة هوية النائب أو الضحية! -** *ترينت فرانكس عضو الكونغرس الأمريكي قدم استقالته مؤخراً بعد التحقيق معه في اتهامات بالتحرش الجنسي، ليصبح ثالث نائب أمريكي يستقيل، خلال نفس الأسبوع، بسبب اتهامات بالتحرش. * -** *"قام عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين بتقديم اقتراح لإخضاع الأعضاء والعاملين لعملية تدريب إلزامية لمنع التحرش الجنسي والتمييز من قبلهم لمدة 90 يوماً لتجنب الوقوع في التحرش والتمييز الذي وصف من قبل أعضاء إناث في الكابيتول هيل بأنه منتشر منذ عقود هناك" [واشنطن بوست]. * يحدث كل هذا في فترات قصيرة جداً، وتنفق ملايين لطمس هوس ساسة أمريكا وبريطانيا، ثم يقال إن المتدينين المسلمين مصابون بالهوس الجنسي، وإن رؤوسهم لا ترى في المرأة إلا أداة جنسية للمتعة فقط. يلصق بأهل الإيمان اتهامات بتحقير المرأة، وهم وحدهم – في العالم – الذين يطلبون للمرأة الكرامة، وينافحون عن عفتها وخصوصيتها. أمير سعيد
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|