|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تحية لنساء مصر
تحية لنساء مصر لم أكن أعرف أن هناك ما يسمى «الجمعية العمومية لنساء مصر» إلا حينما قرأت البيان الصادر عن الجمعية فيما يتعلق بالقضية المثارة الآن حول الميراث، ذلك البيان الذى أرى من خلاله أن المرأة المصرية أكثر تعقلاً وتديناً وفطنة وذكاءً من رجال كثيرين داخل مصر وخارجها، رغم أن لكل قاعدة شواذها، ذلك أن هناك أيضاً من النساء من اعتدن «الشرود» نتيجة ظروف اجتماعية معينة، ولا أريد استخدام التعبير الآخر الأكثر دقة، كما هناك من اعتدن الشطط نتيجة خروج عن الملّة أو العقيدة، حسب معلومات مؤكدة، إلا أنهن لا يجاهرن بالاعتراف، حتى لا يفقدن صلاحية الجدل السُّفسطائى والظهور الإعلامى الكثيف. بيان الجمعية العمومية لنساء مصر برئاسة الدكتورة منال العبسى حول هذه القضية جاء كافياً شافياً، وقد نص على الآتى: (نرفض الصدام مع أحكام الشريعة الإسلامية، فنظام المواريث ثابت بآيات قطعية لا يمكن الاجتهاد فيها، وندعم جهود الأزهر فيما يخص الرد على القضايا المثيرة للجدل والمغلوطة، التى يرددها البعض عن الدين الإسلامى)، ونبهت رئيسة الجمعية إلى أن تدعيم المرأة وضمان مبدأ المساواة مع الرجل فى الحقوق والواجبات يجب أن يتم فى إطار الأديان السماوية، وفى ضوء الدستور والمعايير الدولية والقوانين والتشريعات المتبعة). هذا البيان العاقل أكد أن المرأة المصرية سوف تظل دوماً حصناً منيعاً للاختراق القادم من الداخل أو الخارج على السواء، وما الشذوذ الذى نراه إلا حالات طارئة فردية، لم تصمد أبداً أمام كلمة الحق، البيان لم يتطرق إلى تفاصيل، ترك التفاصيل لأصحابها أو للمختصين من رجال الدين، الذين أوضحوا أن هناك فى الميراث ١١ حالة ترث فيها المرأة مثل الرجل، كما أن هناك ٥ حالات ترث فيها المرأة ولا يرث معها نظيرها من الرجال، بينما هناك ٤ حالات فقط ترث فيها المرأة نصف ميراث نظيرها من الرجال، وهو ما يدحض أى افتراءات تتحدث عن ظلم المرأة فى الميراث، إلا أن أحداً من رجال الدين لم يتطرق إلى الذمة المالية الخاصة بالمرأة، والتى لا يحق للزوج التدخل فيها أو الإنفاق منها بأى شكل من الأشكال، حتى على الأبناء، على عكس الديانات أو القوانين الأخرى بمختلف أنواعها. لا نريد أن نعيد أو نزيد فى أن ثوابت الدين، أى دين، لا يجوز الجدال فيها، بمعنى أدق: لا اجتهاد مع النص، حتى إن من أطلقوا على أنفسهم (القرآنيين) الذين لا يؤمنون بالسُنة، ولا يؤمنون بالاجتهاد، ولا يؤمنون بالسلف ولا الخلف، ينطلقون فى أحكامهم من الإيمان والعمل بما نزل بشأنه نص قرآنى فقط، ذلك أن النص القرآنى لا يقبل المساس ولا المساومة، وهو فيما يتعلق بمسائل الميراث كان واضحاً قاطعاً، كما هو الأمر تماماً فيما يتعلق بأحكام الزواج والطلاق، لذا فإن الأمر غريب جداً، ليس مصادفة على الإطلاق أن تأتى محاولات العبث فى أمور الزواج والطلاق بمصر فى توقيت متزامن مع العبث فى مسائل الميراث فى الشقيقة تونس بمنأى عن كل الدول العربية والإسلامية، وهما دولتا النواة فيما يُطلق عليه الربيع العربى!!. الأمر الآخر، هو أن الأزهر أيها السادة ليس أزهر مصر، بل هو أزهر العالمين العربى والإسلامى، وإذا كنا فى المحروسة أردنا أن ننتقص من قيمة الأزهر، فمن الطبيعى أن ينتقص الآخرون من قدره أيضاً، إلا أنه فى كل الأحوال يجب ألا يقف علماء الأزهر مكتوفى الألسنة حينما يتعلق الأمر بثوابت وصحيح الدين فى أى من بقاع العالم، لذا فقد أحسن وكيل الأزهر صنعاً حينما بادر بتوضيح موقف الدين من هذه الكارثة التى حلت بالأمة الإسلامية على يد أبنائها، ثم جاء البيان الرسمى لفضيلة الإمام شيخ الجامع الأزهر ليحسم أمر هذه القضية، (برفض المس بعقائد المسلمين وأحكام شريعتهم، موضحاً أن ذلك هو دور الأزهر الذى ائتمنه عليه المسلمون عبر القرون)، وإلا فمن أين يستقى الناس ثوابت أمور دينهم بشكل عام؟!. الأمر الذى أود توضيحه، هو أن مثل هذه الترهات قد مر منها الكثير على الأمتين العربية والإسلامية على امتداد التاريخ الإسلامى، وكانت على الدوام بمثابة زوابع لم تستطع النيل من صحيح الدين فى أى من عصوره، ذلك أن هناك كتاباً منزلاً من عند الله، محفوظ بإرادة إلٰهية (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) «سورة الحجر»، لذا فقد سجل التاريخ من هم خوارج، ومن هم زنادقة، ومن هم عصاة، كما سجل القرآن الكريم من هم الفاسقون، ومن هم المرتدون، ومن هم المنافقون، وجميعهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ من أوسع الأبواب. الغريب فى الأمر هو أنه رغم وجود هذا الموقف المشرّف والمشرق للجمعية العمومية لنساء مصر، وهو موقف معلن لا تورية فيه، إلا أن التركيز الإعلامى خلال الأيام القليلة الماضية، كان على الحالات الفردية التى اعتادت الشطط فى كل ما يتعلق بأمر من أمور الدين، رجالاً كانوا أو نساءً، وكأن الشطط والشذوذ ظاهرة مصرية، على الرغم من أن الوضع ليس كذلك أبداً، مصر بخير، وسوف تظل كذلك، ونساء مصر بخير، وسوف يظللن كذلك، وعلماء الدين بخير، وسوف يستمرون كذلك أيضاً، ما بالنا بأحكام الله التى وردت فى كتاب محفوظ (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) صدق الله العظيم، «سورة فُصِّلَتْ».
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ميراث |
|
|