اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2017, 12:55 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp البدر بن فقيه فصة وولده أبو المواهب بن عبدالباقي


أبناء العلماء
البدر بن فقيه فِصة وولده أبو المواهب بن عبدالباقي
*
البدر بن فقيه فِصة:
تقي الدين عبدالباقي بن عبدالباقي بن عبدالقادر بن عبدالباقي بن إبراهيم بن عمر بن محمد الحنبلي الدمشقي، الشهير بابن بدر، ثم بابن فقيه فِصة، وفقيه فِصة - وهي بفاء مكسورة - قرية ببعلبكَّ من جهة دمشق، كان أحد أجداده يتوجَّه ويخطب بها؛ فلذلك اشتَهر بها.
*
ولِد البدر ببعلبك سنة خمس وألف 1005 هـ، وحفِظ القرآن على يد والده وعمرُه عشر سنوات، وكان والده من أهل العلم، وجده الشيخ عبدالقادر وُصِف بأنه خطيب من خطباء المسلمين، ثم بدأ في دراسة الفقه عام 1017هـ على يد القاضي أحمد الوفائي المفلحي، ورحل إلى مصر سنة 1029هـ وله أربع وعشرون سنة، فأخذ الفقه عن الشيخ منصور البُهُوتي الحنبلي، والشيخ عبدالقادر الدنشوري، والشيخ يوسف الفتوحي سبط ابن النجار، وغيرهم من علماء الأزهر، وأخذ كذلك علم الحديث والفرائض والمنطق والعربية على شيوخ مصر، وحضر لهم كثيرًا.
*
ثم عاد إلى دمشق سنة اثنتين وثلاثين وألف من الهجرة، واشتغل بالإفتاء والتدريس.
يقول ابن فقيه فِصة عن نفسه في ترجمة ولده أبي المواهب له: "أجازني وللهِ الحمدُ أهلُ مكة والمدينة، ومصر ودمشق، وأهل بيت المقدس"؛ (مشيخة أبي المواهب الحنبلي) (ص 2).
*
وقد تصدَّر البدر للإقراء والتدريس في الجامع الأموي سنة 1041هـ، وكان مدرس المدرسة العادلية الصغرى، وخطيبًا بجامع منجك خارج دمشق، وتولى منصب شيخ القراء بدمشق.
ومن مصنفاته: (العين والأثر في عقائد أهل الأثر)، و(فيض الرزاق في تهذيب الأخلاق)، و(رياض أهل الجنة في آثار أهل السنَّة)، ورسالة في (قراءة عاصم)، و(اقتطاف الثمر في موافقات عمر)، و(عقد الفرائد في نظم من الفوائد)، و(تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29])، و(شرح صحيح البخاري) لم يُكمله.
*
ونقل الزركلي عن صاحب "السحب الوابلة" ابن حميد النجدي الحنبلي قولَه: "ولم تكن تصانيفه قدر عِلمه".
قال الأمين المحبي في ترجمته: "المحدِّث المقري الأثري .. وكان فيه نفعٌ عظيمٌ، وأخَذ عنه خلقٌ كثير، أجَلُّهم الأستاذ الكبير واحد الدنيا في المعارف: إبراهيم الكوراني نزيل المدينة، والسيد العالم محمد بن عبدالرسول البرزنجي، ومنهم ولده العالم العلَم الدَّيِّن الخيِّر أبو المواهب مفتي الحنابلة الآن، أبقى الله وجوده ونفَع به"؛ (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) (2/ 283).
*
وقيل في مناقبه: "كان فقيهًا متقنًا محررًا لفقهه، مقرئًا بارعًا، وشيخًا للقراء، محدثًا ضابطًا، مفتيًا لأهل مذهبه بعد شيخه شهاب الدين أحمد الوفائي المفلحي، محبًّا للعلم ملازمًا لبثِّه وإقرائه، لا ينقطع عن الإفادة، ولا يَشغله عنه شاغل مهما عظُم؛ صيفًا وشتاءً، عيدًا أو نازلة".
وقد أثنى عليه شيوخه وأجازوه، ووصفوه في إجازاته بالشيخ الإمام العلامة النِّحرير الفهَّامة، إلى غير ذلك من الأوصاف اللائقة بذلك المحقق.
توفي سنة إحدى وسبعين وألف.
*
أبو المواهب بن عبدالباقي:
محدِّث البلاد الشامية ومسندها أبو المواهب محمد بن الشيخ تقي الدين عبدالباقي بن عبدالقادر الحنبلي البعلي الدمشقي مفتي الحنابلة بدمشق.
ولِد بدمشق سنة سنة أربع وأربعين وألف، وأخذ عن والده القرآن والحديث والفقه، وعن علماء دمشق، ورحل مع والده الشيخ عبدالباقي إلى الحج في سنة خمس وخمسين وألف، وعمره يومئذٍ إحدى عشرة سنة، وجمعه والده بعلماء مكة، وأخذ عنهم.
*
يروي أبو المواهب عن تأثير والده التربويِّ عليه، فيقول في مشيخته:
"هذا، وكان معظم انتفاعي منه وتخرُّجي عليه من قراءة الرسائل والمؤلفات والمقدمات في غالب العلوم؛ مثل: الجزرية والآجرومية، وشروحهما المشهورة كالقاضي زكريا وغيره، والشاطبية، والألفية لابن مالك، وجميع ما يوجد من شروحها، وما يوجد من شروح الشاطبية؛ كالجعبري وأبي شامة، والهمداني والفاسي والأندلسي، وشعلة وابن القاصح، وغيرها من الشروح مما يوجد، وأيضًا قرأت عليه لطائف الإشارات للقسطلاني في الأربعة عشر، وأجازني بما فيه.
*
وقرأت عليه إفرادًا وجمعًا، وقرأت عليه عرضًا ختمين كاملين؛ أحدهما للسبعة من طريق الشاطبي، وللثلاثة من طريق الدُّرة، وأجازني بجميع كتب خاتمة المتأخرين الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري، ورسائله كالنشر وطيبته والتقريب، وباقي تآليفه، وبالقراءة والإقراء من هذه الطرق أيضًا، ومقدمات الفقه؛ كدليل الطالب للشيخ مرعي الحنبلي، وزاد المتقنع للشيخ موسى الحجاوي، وغيرهما من المقدمات، وكتاب منتهى الإرادات، وكتاب الإقناع ومفردات الحنابلة، وغير ذلك من كتب الفقه للمتقدمين والمتأخرين، وحواشي الكتابين المرقومين وشروحهما للشيخ منصور البُهوتي الحنبلي وغيره، ومن كتب الحديث رواية قراءة للبعض وسماعًا وعرضًا، وإجازةً وحضورًا؛ كالبخاري ومسلم، وغالب الكتب المسطرة آنفًا، وأجازني بجميع ما انطوى عليه ثَبَتُه الذي صنَّفه في حياته بالتماس من الشيخ إبراهيم الكوراني من كتب الحديث والقراءات والفقه وغيرها، وكذلك ألفية العراقي في المصطلح وشروحها، وغير ذلك مما يطول ذكره، والمانع من استيعاب ذلك كثرةُ الاشتغال وضيق الأوقات.
*
وعلى كل حال، فقد ربَّاني حقَّ التربية، وأدَّبني حقَّ التأديب، وخرَّجني أحسن التخريج، وأحسَن إليَّ غاية الإحسان، لم يَبق شيء من أنواع الإكرام إلا وقام به حقَّ القيام، فجزاه الله تعالى ووالدتي خير ما جازى أبوين عن ولدهما، وأجزَل الله له ولها الثواب، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، آمين يا جَوَاد يا رؤوف يا رحيم"؛ (مشيخة أبي المواهب الحنبلي) (ص 3).
*
ثم رحل إلى مصر مرة ثانية سنة إحدى وسبعين وألف، فأخذ عن شيوخها؛ حيث قرأ القرآن بالروايات على مقرئها الشيخ البقري، والفقه على الشيخ محمد البهوتي الخلوتي، والحديث على الشمس البابلي، والفنون على المزاحي والشبراملسي والعناني.
ثم في سنة اثنتين وسبعين وألف، جلس لإفتاء الحنابلة لموت والده في ذلك العام، وتصدَّر للإقراء في الجامع الأموي.
*
وجاء في ترجمته بقلم أحد تلاميذه: "كان مجلسه مصانًا من الغيبة وذِكر الناس بسوء، وجميع أوقاته مصروفة في الخير؛ إما مطالعة، وإما تدريسًا، وإما تقريرًا، وإما سماعًا للقرآن، ما رآه أحد إلا هابَه، مجالسه كمجالس الملوك، وكان على قدم الصحابة والسلف والصالحين".
وقيل في ترجمته: "انتهت إليه الصدارة بدمشق الشام ومشيخة الإقراء؛ حيث إنه لم يَمُت حتى رأى علماء الشام؛ إما تلميذًا له، أو تلميذًا لتلميذه"؛ (مشيخة أبي المواهب الحنبلي) (ص27).
توفي في شوال سنة ست وعشرين ومائة وألف عن ثلاث وثمانين سنة.
*
قال "محمد خليل بن علي المرادي" عن مصنفاته: "له من التآليف رسالة تتعلق بقوله تعالى: ﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 11]، ورسالة في قوله تعالى: ﴿ فَبَدَتْ لَهُمَا ﴾ [طه: 121]، ورسالة في ﴿ تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]في جميع القرآن بالخطاب والغيبة، ورسالة في قواعد القراءة من طريق الطيبة، وله بعض كتابةٍ على صحيح البخاري بنَى بها على كتابةٍ لوالده عليه لم تَكمُل، وغير ذلك من التحريرات المفيدة"؛ (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر) (1/ 68).
*
أسرة البدر بن فقيه فِصة: جيل من العلماء:
قال الأستاذ المحقق عصام رواس قلعجي في مقدمة تحقيقه لكتاب: "العين والأثر في عقائد أهل الأثر"؛ لابن فقيه فِصة:
"لم يَقِفْ سَيْرُ رَكْبِ العلم في هذه العائلة، فابن الشيخ عبدالباقي محمد أبو المواهب ت 1126هـ، أفتى ودرس وصنَّف، وكان من أكابر الصالحين مقرئًا محدثًا، وحفيده عبدالجليل بن أبي المواهب ت 1119هـ إمام في المعقولات واللغة، وابن حفيده محمد بن عبدالجليل بن أبي المواهب 1148هـ كان مفتي الحنابلة بدمشق، عالِمًا فاضلًا بارعًا، وحفيد حفيده عبدالقادر بن محمد بن عبدالجليل الشهير بالمواهبي ت 1156هـ، شيخ فاضل لبيب مُحصل، وحفيده من ابنه سعودي عبدالمحسن بن سعودي بن عبدالباقي، فقيه عمدة في المذاهب، وحفيد ابنه محمد: محمد بن عبداللطيف بن محمد بن عبدالباقي .... الشهير بإمام الرابعة، قاضي الحنابلة وإمامهم في الجامع الأموي ت 1163هـ، ومن أبناء أحفاده أحمد بن عبدالجليل بن محمد أبي المواهب بن عبدالباقي ت 1172هـ، مفتي الحنابلة بدمشق، وبقِي كذلك حتى وفاته، ومنهم: إبراهيم بن محمد بن عبدالجليل بن أبي المواهب ت 1188هـ، فقيهٌ بارعٌ، وجلس لإفتاء الحنابلة بعد أخيه أحمد إمام الرابعة حتى وفاته.
وهؤلاء خمسة عشر عالِمًا بعضهم من بعض، وذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء".

محمود ثروت أبو الفضل
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:22 PM.