|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#46
|
||||
|
||||
(19) مَحَاسِنُ المَوَاعِظِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى: {ادْعُ إِلَى سَبيلِ رَبِّكَ بالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ}. سورة النحل: 125. - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا". رواه البخاري ومسلم (يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ): يَتَعَهَّدنَا مُرَاعِيًّا أَوْقَات نَشَاطِنَا ولاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ دَائِمًا. (كَرَاهَةَ السَّآمَةِ): لاَ يُحِبُّ أَنْ يُصِيبَنَا المَلَلِ. -- قال الجاحظ: - قال الأَصْمَعِيُّ: "حَجَجتُ، فنزلتُ ضرية، فإذا أعرابي قد كَوَّر عمامته على رأسه، وقد تَنَكَّب قَوْساً؛ فصعد المِنْبَر، فحَمَد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إنما الدنيا دار مَمَر، والآخرة دار مَقَرّ؛ فخُذُوا مِن مَمَرِّكم لمَقَرِّكم، ولا تَهتِكوا أَسْتَاركم عند مَن يعلم أسراركم ... أمَّا بعدُ، فإنه لن يستقبل أحدٌ يوماً من عُمره إلا بفراق آخر من أجله؛ فاستعجلوا لأنفسكم لما تُقدمون عليه، لا لما تطعنون عنه؛ وراقبوا مَن ترجعون إليه، فإنَّه لا قويّ أقوى مِن خالق ولا ضعيف أضعف مِن مخلوق، ولا مَهْرَب مِن الله إلا إليه؛ وكيف يهرب مَن يتقلَّب بيني يدي طالبه". - وقال بعض الأعراب: "إنَّ الموت ليقتحم على بني آدم كاقتحام الشَّيب على الشَّباب؛ ومَن عرف الدنيا لم يفرح بها فهو خائف، ولم يحزن فيها على بَلوى؛ ولا طالب أَغْشَم مِن الموت، ومَن عطف عليه الليل والنهار أَردياه، ومَن وُكِّل به الموت أَفْنَاه". - وقال أعرابي: "كيف يُفْرَح بمَمَرّ تَنْقُصه الساعات، وبسلامة بَدَن مُعَرَّض للآفات؟! لقد عجبتُ مِن المَرء يَفِرُّ مِن الموت، وهو سبيله، ولا أرى أحدًا إلاَّ استدركه الموتُ". - وحَضَرت الوَفَاةُ رجلاً من حُكَماء فارس فقيل له: "كيف حالك؟!" قال: "كيف يكون حال مَن يُريد سَفَراً بعيداً بغير زَاد، ويَقْدُم على مَلِك عَادِل بغير حُجَّة، ويَسْكُن قَبراً مُوحِشاً بغير أَنِيس؟!" *********
__________________
|
#47
|
||||
|
||||
(20) مَحَاسِنُ المَوْتِ - قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ}. سورة آل عمران، الآية رقم: 185 - وقَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْري نَفْسٌ بأيِّ أرْضٍ تَمُوتُ}. سورة لقمان، الآية رقم: 34 - وقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإذَا جَاءَ أجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}. سورة النحل، الآية رقم: 61 - وقال بعضُ السَّلَف: "ما مِن مؤمن إلاَّ والموت خير له مِن الحياة، لأنه إِنْ كان مُحسِناً فاللهُ تَعَالى يقول: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ}. سورة آل عمران، الآية رقم: 198؛ وإِنْ كان مُسِيئاً، فاللهُ عَزّ وجَلّ يقول أيضاً: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}. سورة آل عمران، الآية رقم: 178 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الوَسَطِ، وَقَالَ: «هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا». رواه البخاري (مُرَبَّعًا): شَكْلاَ ذَا أَضْلاَعٍ أَربَعٍ مُتَسَاوِي الزَّوَايَا. (خَارِجًا مِنْهُ): مُمْتَدًّا إِلَى خَارِجِهِ. (الأَعْرَاضُ): الآفَاتُ الَّتِي تُعْرَضُ لَهُ مِنْ مَرَضٍ وشُغْلٍ وآخِرُهَا المَوْتُ. (أَخْطَأَهُ): لَم يُصِبْهُ. (نَهَشَهُ): أَصَابَهُ. - وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي». رواه البخاري ومسلم -- قال الجاحظ: - قال مَيْمُون بْنُ مِهْرَان: "أَتِيتُ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز، فكَثُر بُكاؤُه، ومَسْأَلَتَه اللهَ المْوتَ". فقلتُ: "يا أمير المؤمنين، تسأل ربك الموت، وقد صنع اللهُ على يدك خيراً كثيراً، أَحيَيتَ سُنَناً، وأَمَتَّ بِدَعاً، وفعلتَ وصنعتَ، ولَبَقَاؤُك رحمةً للمؤمنين". فقال: "أَلاَ أكونُ كالنَّبِي الصَّالح حِين أَقَرَّ اللهُ عَيْنَه، وجَمَع له أَمْرَه؛ قال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}. سورة يوسف، الآية رقم: 101؛ فما دَارَ عليه أُسْبُوع حتَّى مَات، عليه السلامُ". - وقال بَعضُ السَّلَف: "الصَّالِح إذا مات استراح، والطَّالِح إذا مات اسْتُريح منه". - وقال بعضهم: "الموت أَشَدُّ مِمَّا قبله، وأَهْوَن مِمَّا بعده". - ونَظَرَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إلى مَيِّت يُدفَن، فقال: "إِنَّ شَيئاً أوَّله هذا لحَقِيق أن يُخَاف آخره، وإِنَّ شَيئاً هذا آخره لحَقِيقٌ أَنْ يُزْهَد في أوَّله". ************ ؛،؛ تم بحمد الله تعالى ؛،؛
__________________
|
#48
|
||||
|
||||
الــــمـــــــصــــــــــادر - "الأمثال"، لـــ/ القاسم بن سلاّم الهروي. - "البيان والتبيين"، لـــ/ عمرو بن بحر، الشهير بالجاحظ. - "الآمل والمأمول"، لـــ/ عمرو بن بحر، الشهير بالجاحظ. - "الحيوان"، لـــ/ عمرو بن بحر، الشهير بالجاحظ. - "المحاسن والأضداد"، لـــ/ عمرو بن بحر، الشهير بالجاحظ. - "المحاسن والمساوئ"، لـــ/ إبراهيم بن محمد البيهقي. - "المجتنى"، لـــ/ محمد بن الحسن بن دريد الأزدي. - "حلية المحاضرة"، لـــ/ محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي. - "جمهرة الأمثال"، الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري. - "نثر الدر في المحاضرات"، لـــ/ منصور بن الحسين الرازي، أبو سعد الآبي. - "خاص الخاص"، لــــ/ عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي. - "التمثيل والمحاضرة"، لــــ/ عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي. - "الإعجاز والإيجاز"، لــــ/ عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي. - "المستقصى في أمثال العرب"، لـــ/ محمود بن عمرو بن أحمد الزمخشري. - "زهر الآداب وثمر الألباب"، لـــ/ إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري. - "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء"، لـــ/ الحسين بن محمد؛ الراغب الأصفهاني. - "مجمع الأمثال"، لـــ/ أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري. - "لباب الآداب"، لـــ/ أسامة بن مرشد بن علي الشيزري. - "الحماسة المغربية"، لـــ/ أحمد بن عبد السلام الجرّاوي. - "العباب الزاخر"، لـــ/ الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي. - "التذكرة الحمدونية"، لـــ/ محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون البغدادي. - "لسان العرب"، لـــ/ محمد بن مكرم بن على، ابن منظور الإفريقي. - "غرر الخصائص الواضحة"، لـــ/ محمد بن إبراهيم بن يحيى؛ الوطواط. - "نهاية الأرب في فنون الأدب"، لـــ/ أحمد بن عبد الوهاب النويري. - "القاموس المحيط"، لـــ/ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي. - "روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار"، لـــ/ محمد بن قاسم بن يعقوب الأماسي. - "تاج العروس من جواهر القاموس"، لـــ/ محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، المُلقّب بمرتضى الزَّبيدي. ***************
__________________
|
#50
|
||||
|
||||
__________________
|
#51
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا مسترحاتم جعله الله ف ميزان حسناتكم
|
#52
|
||||
|
||||
اقتباس:
بارك الله فيكِ يا هنود
أسعدني وشرفني مرورك الغالي
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|