|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الهدف من حياتنا
الهدف من حياتنا
عبير النحاس في مرحلة من مراحل الشباب الأولى، أو لنقل في فترة المراهقة كان يصيبني شعور كبير بالاكتئاب، عندما أفكر في المستقبل. لم تكن فكرة الأمومة والزواج كافية لتمنحني ابتسامة الرضا والشعور بالمتعة. ولم تكن الوظيفة لتفعل هذا أيضا. كنت محاطة بالكثير من الزوجات والأمهات والنساء العاملات كذلك. وكنت غارقة في بحر شكواهن و أوجاعهن و آلامهن الجسدية و النفسية فلم تغرني تجربتهن وحدها. عندما كبرت مررت وحصلت على كل تجاربهن، الزواج، والأمومة، والوظيفة. وكان أن عرفت السر وراء العيش الماتع السعيد: فالإنجاز دوما كان سر المتعة، وأعني الإنجاز باتجاه الهدف المحدد مسبقا بالتأكيد. كان الهدف الأسمى هو أن يرضى الله -تعالى-. ورضا الله -تعالى- يتحقق بأن نحسن خلافته في الأرض. وحسن الخلافة هو تطبيق الشرع الحنيف في دقائق حياتنا. وأهم أسس ودعامات هذا التطبيق هو الإخلاص بالتأكيد، ومراقبة الله -عز وجل-. عندما نضع الهدف الأسمى أمامنا ستفتح الدروب. ستترتب الأهداف الأخرى، والتي تندرج كلها تحت مظلة الهدف الأسمى كما أحب أن أسميه. عندما يكون رضا الله هو الغاية، ستشعرين بحلاوة الإنجاز الدراسي. ستستمتعين بالدراسة الخارجة عن إطار المنهج المدرسي، كذلك لتستخدميها بما ينفع كالدعوة مثلا. ستسعدين بحفظ القرآن، وستتحينين الفرص للعمل بما علمت، وسيفتح الله -تعالى- لك أبواب العمل إن صدقت النية، وإلا فلك الأجر على تلك النية المباركة. في المنزل ستبتسمين لكل خدمة تؤديها لوالدتك، أو والدك، وإخوتك؛ فميزانك في الحياة مختلف، ومعياره أن أرضي الله وأحقق الهدف. ستسهل عليك أمور أخرى لم تتخيليها، ويهون التعب، والدراسة، والعمل المنزلي، والزواج وخدمة الزوج و الولد، وكذلك مشاق التربية والأمومة. ستجدين الوقت الكافي لإنجاز واجباتك، وكذلك مناصرة قضايا الدين، والمجتمع العادلة، ولن تتخلي عن موهبتك، بل ستسخرينها لخدمة هدفك السامي. الهدف السامي إذن هو البداية للانطلاق، للتطوير. للعلم والتعلم، للعمل، ولتحمل المشاق و الصعاب بروح سعيدة مرحة ونفس مطمئنة هادئة. لنطور من ذاتنا إذن. لنبدأ بالهدف الأسمى، ولنربط به كل هدف بعده. تحياتي لقلوبكن. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|