|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للموضوع وللفكرة | |||
ممتاز | 40 | 83.33% | |
جيد جدا | 7 | 14.58% | |
جيد | 0 | 0% | |
متوسط | 1 | 2.08% | |
ضعيف | 0 | 0% | |
المصوتون: 48. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#136
|
||||
|
||||
الفاشية: مقدمة قصيرة جدا - كيفن باسمور
الفاشية: مقدمة قصيرة جدا - كيفن باسمور حول الكتاب يكشف كيفن باسمور ببراعة النقاب عن التناقضات التي تكتنف إحدى أهم الظواهر في عالمنا الحديث؛ مقتفيًا أثر أصولها في الأزمات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي شهدتها نهايات القرن التاسع عشر، والحركات والأنظمة الفاشية في إيطاليا وألمانيا، وما آل إليه مصير الحركات الفاشية «الفاشلة» في أوروبا الشرقية وإسبانيا والأمريكتين. كما يبدي لنا مدى الأهمية التي مثلتها القومية العنصرية للفاشية، ويتحرى جاذبيتها في عيون الرجال والنساء، والعمال والرأسماليين، ويختتم الكتاب بنظرة على انبعاث اليمين المتطرف من جديد في أوروبا حديثًا.
__________________
|
#137
|
||||
|
||||
الحلم الأمريكي كابوس العالم - ضياءالدين سردار & ميريل وين ديفيز
الحلم الأمريكي كابوس العالم - ضياءالدين سردار & ميريل وين ديفيز حول الكتاب هناك خطأ كبير وعميق في التصرفات الأمريكية فالحلم الأمريكي أصبح كابوسا" كونيا" نحتاج جميعا" أن نصحو منه بأسرع وقت ممكن ويهتم الكتاب بالأساطير والحقائق وجوانب عديدة للثقافة الأمريكية كهوليود والمشاهير والنجوم والهنود والجنود والإعلام والاقتصاد والإمبريالية.
__________________
|
#138
|
||||
|
||||
الثورة العراقية الكبرى - عبدالرزاق الحسني
الثورة العراقية الكبرى - عبدالرزاق الحسني حول الكتاب وهذه الدراسة, هي حلقة من سلسلة دراسية, للوقائع التأريخية في مسار الدولة العراقية المعاصرة, لبيان السجال حول أهليتها كأيام وطنية للعراق, وحجية النخب السياسية والمجتمعية والفكرية, التي تدعمها, وبالتالي إرتداداتها في المشهد المعاصر, وإستقراء الدرس التأريخي, في إسقاطاته على التجربة المعاصرة, وإغنائها وتقويمها. وتنشر هذه الحلقة, لإنسجامها مع ذكرى الحدث, في إستذكار الثورة العراقية الكبرى, "ثورة العشرين", في الثلاثين من حزيران, من العام 1920, وقراءة مقدماتها ونتائجها, فيما ستنشر الحلقات الدراسية تباعا. لقد جرت الوقائع التأريخية السياسية, التي تزامنت ومرحلة الإحتلال, وما بعدها, في مناخ فكري قلق, وبحث سياسي غير محدد, ودور متنام للحركات الإصلاحية, الداعية إلى الاستقلال الداخلي, وطموح في الزعامة, عبّر عنها زعماء القبائل, في مناطق الفرات الأوسط والغربية وشمال العراق، ووجهاء المدن, سواء في الفعل السياسي والفكري, أو في أعمال المقاومة المسلحة, ومنها في منطقة الإنزال البريطاني في البصرة, وفي بغداد, المركز السياسي والإقتصادي والثقافي فيه[1]. مقدمات الإحتلال البريطاني للعراق كانت القوات البريطانية, قد بدأت حملتها العسكرية لاحتلال العراق, بإنزال بحري في الفاو في 6 ت2 1914م، طورته بالتقدم نحو البصرة, فأتمت احتلالها يوم 23 ت2 1914، واستمرت في التقدم شمالاً في اتجاه الهدف الإستراتيجي بغداد، لكنها تأخرت في الوصول إليها, إذ أتمت احتلالها يوم 17 أذار1917، نتيجة الإعاقة الكبيرة, التي واجهتها حركة القطعات البريطانية, على محور التقدم نحو بغداد، حيث تعرضت لمقاومة شعبية عنيفة, وأعمال دفاعية فعالة, بدءاٌ من معارك الشعيبة وتل اللحم والقرنة, وإستمرارا على طول محور تقدمها, بالمشاركة مع القوات النظامية العثمانية, دامت لقرابة الثلاث سنوات. ثم تقدمت القوات شمالاً لتنهي احتلال العراق, بدخول الموصل مع انتهاء الحرب العالمية في العام 1918, حيث انتهت العمليات القتالية عند خط حمام العليل[2]، ثم تقدمت القوات دون تماس قتالي إلى الموصل, نتيجة انسحاب القطعات العثمانية إلى الحدود الطبيعية لتركيا[3], وكان الجنرال "مود", قد أعلن عند دخوله على رأس القوات البريطانية بغداد, أن قواته "جاءت محررة لا فاتحة", لكن الأحداث لم تثبت ذلك, خاصة بعد إعلان صك الانتداب. الأعمال الدفاعية وفعاليات المقاومة العراقية كانت الإعاقة الكبيرة, التي واجهت تقدم القوات البريطانية باتجاه هدفها الاستراتيجي بغداد، قد سببتها عمليات المقاومة المدبّرة, التي شهدتها جميع العقد على محاور التقدم, فشهدت معارك كبيرة لصد الإنزال, بدءا في الفاو، ثم معارك الشعيبة والقرنة، التي تميزت بتدني أداء القوات التركية المدافعة, ما ألقى الثقل الأكبر في الدفاع على المتطوعين العراقيين, من العشائر العراقية العربية والكردية، التي سارت إلى مواقع القتال, من منطقتي إنطلاقها في النجف الأشرف, بزعامة المرجع السيد محمد سعيد الحبوبي, ومن الكاظمية بزعامة السيد مهدي الحيدري، منضماً إليهم المتطوعون الكرد, بقيادة الأمير محمود الحفيد, والمتطوعون من العشائر العربية أعالي الفرات, وسائر أرجاء العراق, في غرب ووسط وشمال البلاد. إن استيلاء العلماء المراجع, على تدوير شؤون الحرب, وتوغلهم في التداخل لجميع مواضيعها وتطوراتها، تحقق بسبب الولاء الديني لأبناء القبائل, "وصلة القربى بين القبائل والعلماء المراجع العرب من جهة, وكثرة تماسهم بالقبائل, وتعرفهم على عاداتها وأخلاقها"[4], وقد استمر الحضور الميداني للعلماء, وتقديمهم الكثير من الشهداء, بينهم السيد الحبوبي نفسه، متأثرا بجراحه في الانسحاب للناصرية[5]، ونجل السيد الحيدري، حتى بعد تعزيز القوات العثمانية. فكانت معارك الإعاقة بين العمارة والكوت, وسقوط الحامية الانكليزية، ومن ثم المعركة التي اندحرت فيها القوات البريطانية بقيادة الجنرال طاوزند في المدائن "سلمان باك", في منطقة عمليات الكوت، غير أن التطور اللاحق لسير العمليات, في تأثيرات المعطيات الداخلية, المجتمعية والإقتصادية, والعوامل السياسية الإقليمية والدولية, وتأثيرات النتائج في الجبهات الأخرى, لمسارح العمليات الحربية خارج العراق, غيّر مسرى الأحداث, حتى إنتهت الى احتلال بغداد, في 17 آذار 1917. ونتيجة ليأس العراقيين, من الوعود التي قدّمتها بريطانيا, بالانصياع للمطالب التي قدمت، خاصة بعد انتهاء الأعمال الحربية مع تركيا، بدأت سلسلة من فعاليات المقاومة، ومنها عملية تلعفر التي نفذها الضباط العراقيون, العائدون من قيادة الثورة العربية في الحجاز, بقيادة الشريف حسين, والدولة العربية التي تأسست في سوريا, بقيادة نجله الأمير فيصل, في العام 1919, وكان قد إعتمد جهازها العسكري القيادي والإستشاري, على نخبة الضباط العراقيين, المنسحبين من خدمة الجيش العثماني, والذين تولوا لاحقا, المسؤوليات السياسية, في تأسيس الدولة العراقية. وقد سبقت أحداث تلعفر, الأعمال القتالية في "ثورة النجف"[6] في العام 1918, التي عرفت تأريخيا بثورة النجف, والتي أسفرت عن م*** الحاكم السياسي في النجف, الكابتن وليم مارشال, في 19 آذار 1918, وأعقب الحادث حصار للمدينة دام (49) تسعة وأربعين يوماً, وقيام الثوار بأسر الحامية البريطانية في النجف، ونتج عن الثورة إعدام وأسر ونفي قرابة (150) مائة وخمسين ثائر نجفي. وكانت النجف قد سبقت الأحداث, منذ العام 1915، استجابة وتحدياً للأسلوب القمعي للقادة العسكريين الأتراك, أمثال أحمد بيك أورك, الذي صرح بإهانة المتطوعين في المقاومة انّه "على تركيا إعادة احتلال العراق وتأديب القبائل الفراتية ثم قبائل دجلة", بوصفهم الخونة، فكان من نتاجها, مجازر مدينة الحلة, وإعدام ثوارها وشبابها القومي, على يد واليها "عاكف بك", رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون, ليس لأجل الدولة العثمانية التركية, ولكن لأجل وطنهم, وكانت هذه المواقف, للقادة الأتراك, إحدى أسباب إندحارهم, وقد سبق أن إنتحر القائد التركي السابق في عمليات البصرة, ندما على مواقفه وسوء ظنّه بالمقاومين العراقيين. مداخلة نقدية في إنتفاضة الحلة وشهدائها من المفارقات، المقصودة ربما، هو تنفيذ حكم الإعدام بأحرار الحلة, على يد الوالي "عاكف بيك"، بنفس اليوم الذي نفّذ به حكم الإعدام, بالوطنيين العرب, في كل من دمشق وبيروت, على يد "جمال باشا السفاح"، والتي تعرف بأسمائهم "الشهداء", إلى اليوم, ابرز ساحات العاصمتين العربيتين, والتي شكلت إحدى أهم أسباب الثورة العربية الكبرى, إذ إنتهت بتحرير دمشق, على يد قوات الأمير فيصل, التي كان الضباط العراقيون يشكلون حجمها الأكبر, ثم تأسيس أول دولة عربية في التاريخ المعاصر, حيث نودي بالأمير فيصل ملكا فيها. وللأسف لم ينصف مؤرخوا العراق, نفس الحدث الذي وقع بنفس اليوم, ولنفس الأسباب, وبنفس الأهمية والنتائج, سوى تغيير المكان، كما أنصف وخلّد أهل الشام وبيروت, ذكرى شهداءهم, إذ فسّر بعضهم اشتباها أو بقصد, القمع الذي واجهته الحلة وأحرارها, "بأعمال تأديبية لقطاع الطرق"، ومنهم أستاذي الجليل, الدكتور المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف، في تحقيقه لمذكرات السيد علي البازركان، في كتاب "الوقائع الحقيقية للثورة العراقية", في مداخلته على كتاب الشيخ فريق الفرعون, الموسوم "الحقائق الناصعة للثورة العراقية", إذ ساق مؤلفه السيد البزركان, مثل هذا الرأي، ولم يعلق الأستاذ عليه ولم يخالفه, كمحقق باحث مقتدر. وذلك برغم إنتماء الشهداء المغدورين, لخيرة الأسر الحلّية، ومنها آل شهيب أسرة الأستاذ الدكتور عبد المهدي البصير، وآل علوش أسرة الدكتور ناجي علوش, معاون رئيس جامعة بغداد سابقا، والشاب صاحب عبد الرضا الميرة, "وهو خال والدة كاتب السطور", وغيرهم, ممن لا ينطبق عليهم ذلك الوصف مطلقا، الذي ورد في الكتاب المذكور, فضلا عن السياق الفلسفي التاريخي, والبحثي التحليلي للأحداث والوقائع, وليس المطلوب إقامة النصب التذكارية لهم, كما فعل الأشقاء، وهو أقل إستحقاقاتهم الوطنية التأريخية, ولكن بوصف واقعتهم بما تستحق على الأقل، وإنصاف الوطن وتراثه فيهم. الجذور التأريخية للإنتفاضة النجفية عام 1918 لقد شكلت أحداث ومجازر "مدينة الحلة" في مايس 1915، والتي تمثلت بإعدام مجموعة من الوطنيين الأحرار, واستباحة المدينة على يد واليها عاكف بيك, وبعض أعمال القمع الأخرى, في الكثير من المناطق القبلية العربية, ومن بينها الأكرع وعنزة وغيرها, إحدى أسباب الإنتفاضة في النجف, فكان رد الفعل فيها, أن طردت حاميتها التركية، ورفع عليها العلم العربي، وحكمت البلدة نفسها مستقلة منذ ذلك الحين، بعد تمكن النخب المتنورة فيها, من عزل الأهداف السياسية عن الدينية[8]، وكان المراجع وقتئذ, لازالوا مستمرين بالجهاد "الشرعي", إلى جانب القوات التركية, حتى وصلوا معهم بغداد، أمثال أنجال السيد الحيدري, والناشط الوطني القومي السيد أبو القاسم, نجل السيد مصطفى الكاشاني, وزميله السيد جواد الزنجاني، الذين شاركا لاحقاً بتنظيم العمل الوطني والقومي في بغداد والكاظمية[9]. لقد جرت أحداث ثورة النجف في العام 1918, والتي أرخ لها المؤرخ الكبير الأستاذ الحسنيو في كتابه الموسوم "ثورة النجف", ومن أعقبتها عمليات الضباط العراقيين في تلعفر في العام 1919, وثورة المناطق الكردية بقيادة الرمز الكردي أمير البرزنجية, الذي أعلن استقلاله في السليمانية, الشيخ محمود الحفيد, في العام 1919، ومعه قبائل الكوريان والزيبار وبارزان والعمادية في الموصل, منذ حزيران 1919م، وهي استمرار للفعاليات التي قادها جده وأسلافه في المنطقة، والتي قدم فيها الكثير من التضحيات. وقد تطور في هذه المرحلة, دور النخبة في المجتمع العراقي, بمتابعة آثار المتغيرات العلمية والإقتصادية, والوعي الفكري في جوانب الثقافة، والتحرر من القرارات الإستراتيجية السابقة, التي اتخذتها النخب السياسية والمجتمعية, ضد بقايا الدولة العثمانية التركية, القامعة لحرياتها, بمعزل عن المرجعية، التي كانت ترافق القوات المدافعة التركية, لأسباب دينية حتى شمال بغداد، في الوقت الذي بدا المزاج الشعبي العام, بفهم حقائق الأمور، ومنها دور طلائع الصحافة العراقية، مثل مجلة "العلم" النجفية, في توسيع الأفق العلمي وتعريف المثقف العراقي, بما يحصل في العالم.[10] لقد تسارعت الأحداث, بفعل تصلّب البريطانيين في موقفهم المعلن، لجهة عدم تلبية المطالب الوطنية, بتأسيس دولة دستورية مستقلة, تحت قيادة أمير عربي, بصلاحيات دستورية، إثر المراسلات بين الزعيم الديني والوطني, الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي, والشريف الحسين بن علي, أمير مكة وملك الحجاز، من خلال نجل الزعيم الحائري، الناشط الوطني وزعيم الاتجاه المتحمس للدولة العربية، الشيخ محمد رضا الحائري، الذي قاد وأدار الارتباط بين القبائل العربية وقيادة المرجعية، وممثل القيادة إلى ديوان الشريف الهاشمي الحسين بن علي في الحجاز, الشيخ الشبيبي. الرصاصة الأولى للثورة العراقية الكبرى، وتنظيماتها القيادية ومن خلال التنسيق مع رؤساء العشائر ووجوهها، أطلقت الشرارة الأولى للثورة العراقية الكبرى, في الرميثة يوم 30 حزيران 1920, في التعرض الناجح, الذي قاده الشيخ الحرجان لإطلاق سراح ابن عمه الشيخ شعلان أبو الجون, الموقوف في الحامية البريطانية، ثم امتدت العمليات القتالية بنجاح, لتشمل الجبهة الفراتية الجنوبية والوسطى والعليا, ممتدة إلى مناطق الفلوجة وعشائر الزوبع في لواء الدليم, بقيادة الزعيم الشيخ ضاري المحمود[11] والشيخ الكعود, وجنوبا حتى تخوم الناصرية والبصرة, ولذا تصفها الأدبيات البريطانية في وثائقها, بالإنتفاضة الفراتية. وكانت القيادة المركزية للثورة, ممثلة بمجلس علمي أعلى, يقود المجالس التنفيذية وإدارة العمليات في الجبهات، أعلن تشكيله في النجف من العلماء الأحرار, بزعامة المرجع الشيخ الحائري الشيرازي, الذي استشهد فجأة بالسم[12]، إنتقاما لمواقفه الجريئة, وتخلصا من دوره القيادي المؤثر, فانتقلت الزعامة إلى شيخ الشريعة, وميدانياً بمشاركة غالبية زعماء عشائر الفرات، والأسر والعوائل في المدن. ومن ثم امتدت المعارك إلى دجلة وديالى, فضلا عن المناطق الشمالية والكردية, لتشمل لاحقا كافة أنحاء العراق، في حين شكّلت العاصمة بغداد, حراكاً سياسياً واسعاً للزعماء الوطنيين, ومنهم من تعرض للقمع, فالتحق إلى ميدان الثورة, في مناطقها الممتدة حتى "اليوسفية" جنوب بغداد، وديالى شرقها, ومنهم الزعيمان الوطنيان البازركان والسويدي[13]، إلى جانب الحاج جعفر أبو التمن, والسيد محمد الصدر, والشيخ محمد نجل المرجع الخالصي, والخطيب السيد صالح الحلي, وسواهم. أخلاقيات الثورة وتوجهاتها السلوكية القيمية لقد تميزت الثورة, بانضباط صارم للثوار, للتوجيهات الواضحة بحفظ الممتلكات العامة, وحقن الدماء البريئة, والتمسك بأخلاقيات العرف الاجتماعي والشرعي, حرصاً على الأهداف العليا, وقد أصدر الزعيم القائد الحائري, خطاباً مثّل التهيئة الإعلامية والثقافية, للسلوك المطلوب في حال ترجيح خيار القوة, لأجل الحصول على مطالب للشعب، فطالب العراقيين بالتركيز على القضايا العملية المهمة في الحياة، والالتفات إلى تربية وتعليم الجيل الناشئ, وتقبّل الآخر, وعدم إشاعة سوء الظن, والعمل على التخلص من الأنانيات والفرديات في الحكم، وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو الاستقلال, وقد مثل ذلك الخطاب المادة الإعلامية الرئيسة لصحافة الثورة، وهي التي شكلت لاحقاً النواة لصحافة العراق[14]، من أمثال الخطاب الصادر عن جريدة العراق, في العدد الصادر في آذار 1920. ومما يؤكد الخطاب السياسي والاجتماعي والأمني المتوازن لقيادة الثورة، الذي يمثل القيم الأخلاقية الإنسانية, المعبرة عن الروح الحقيقية للإسلام، الرسالة التي بعثها في آب 1920, المرجع الديني شيخ الشريعة[15], إلى السير أرنولد ولسون, ويين فيها المطالب العراقية المشروعة لنيل الاستقلال, وتأسيس حكومة عراقية عربية, وإنهاء أعمال القمع وال***, التي تقوم بها قوات الاحتلال, وإشاعة التسامح الديني. وبرغم أن عددا من السياسيين في بغداد وغيرها, لم يؤيدوا الثورة، وعدّوها أعمال شغب وتخريب، وبدعم الكثير من رؤساء العشائر المناهضين للثورة، تحتفظ بهم وثائق التاريخ، غير أن رجالات الثورة ومقاتليها، لم يمارسوا أي أعمال *** واعتداء على أي منهم، وكذلك صينت ممتلكاتهم وعوائلهم، واعتبرت الثورة مواقفهم خيارات محترمة، ضمن ثقافة الثورة, بحرمة دم الآخر وماله, شرعاً وقيماً وعرفاً، وهو خلق وسلوك متقدم رفيع وحضاري، لم يحظ المجتمع به اليوم في العراق. الثورة في الأدبيات التحليلية البحثية إن المؤلفات الأجنبية التي تطرقت إلى أحداث الثورة، هي مؤلفات تأثّرت كثيراً, بالأسس التي سيطرت عليها مفاهيم وثائق ومذكرات مدرسة الهند البريطانية, من مؤرخين أو سياسيين أو حكام وضباط سياسيين، مثل السير أرنولد ولسون المفوض الأعلى، ان منهج المدرسة المذكورة علمي دون شك, لكنه متميز في الموقف عن مدرسة لندن البريطانية، بكونه قد ثابر على اجتراء المعلومات بشأن الثورة, وتقليل آثارها على البريطانيين. وكان الدكتور زكي صالح, قد أخرج من الوثائق البريطانية, حجم الإصابات داخل صفوف البريطانيين بمقدار(2269) إصابة بين قتيل ومفقود وجريح, فضلاً عن الأسرى الذين تحرروا لاحقاً، وبلغت الخسائر المادية (40) مليون باوند، وهو ضعف ميزانية العراق، وقد كان استخدام القوة الجوية وقصف المواقع المدنية للثوار, بالطائرات والمدفعية, الأثر لتحويل ميزان القوة لصالح بريطانيا. تعتبر مؤلفات الشيخ فريق المزهر الفرعون[16]، "الحقائق الناصعة في الثورة العراقية الكبرى", والأستاذ عبد الله الفياض, والسيد عبد الرزاق الحسني "تاريخ الثورة العراقية الكبرى"، وفق تسلسلها الزمني, بواكير المصادر المؤلفة, المؤرخة للثورة ووقائعها. ومن ثم تأتي كتابات الأستاذ الدكتور علي الوردي, في أجزاء موسوعته "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق"، إذ تناول الجانب التأريخي الإجتماعي والسلوكي فيها, ثم كتب وأبحاث الدكتور فاضل حسين, والدكتور زكي صالح, فتعد خيرة ما كتب عن وقائع الثورة، وقد صدرت الكثير من الكتب, عن رسائل وأطروحات جامعية, أهمّها للدكتور وميض عمر نظمي. فضلا عن خروج مؤلفات وبحوث, تناول الجوانب الأيديولوجية للثورة, ومنها ما استخدم الأدوات التحليلية الماركسية اللينينية, في تفسير الثورة ومقدماتها، واعتبارها استمرار للحركة العالمية المكافحة, للشغيلة البروليتارية, لأسباب طبقية، ومنها المؤرخ الروسي الأستاذ "كوتولوف", في كتابه "ثورة العراق"[17]. الآثار والنتائج للثورة في السياسة والمجتمع من الواضح أن ليوم 30 حزيران 1920, موقعاً متميزاً وفاصلاً, لتاريخ ست سنوات مضت, على بدء الاحتلال البريطاني, والسياسة البريطانية التي لم تفي بعهودها للعراقيين والعرب، وبعد حقبة طويلة من الإدارات العثمانية التركية وثم البريطانية, أفضت ثورة الثلاثين من حزيران عام 1920, إلى قيام أول حكومة بتاريخ 25 ت1 1920، برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب, شكّلها السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني. وأفضت الثورة أيضاً, إلى تأسيس الأحزاب السياسية, نظير حزب النهضة والحزب الوطني العراقي, وسن قانون الحزب الحر العراقي, وحزب الأمة العراقي, وأثبتت الثورة إنها حملت أهدافاً سياسية اجتماعية, وليست أعمال *** مجردة، فأفضت الى المباشرة بتأسيس وإجراء أول عملية سياسية, شملت انتخابات المجلس التأسيسي, وإصدار الدستور, وقانون الانتخاب, وبدء النشاط الوطني, إثر عودة المنفيين الوطنيين. وانسجم ذلك مع الأهداف الوطنية الأولى, التي صدرت عن المرجعية الدينية, في المطالبة الملحة بالاستقلال, والتأكيد على الوحدة الوطنية, واختيار حكومة عربية, يقودها أحد أنجال الشريف الهاشمي، والتأكيد أيضاً على حث الناس على ضبط الأمن وإشاعة النظام والاستقرار, ومواجهة قوات الاحتلال بالحجج الدامغة قبل القوة, والرجوع إلى العقل, في التعامل مع المحتل, والسهر على ضبط أمن البلاد, فكان من النتائج المباشرة للثورة التي استمرت قرابة الستة أشهر، حتى قمعها في ت2 1920[18]. فكانت الثورة كما يصفها المؤرخ السيد عبد الرزاق الحسني، حيّة في معناها الفلسفي والاجتماعي, بما يؤكده إنصهار التنوع المذهبي والإثني, في بودقة الوحدة الوطنية[19]، وتذكر الوثائق البريطانية في تقييمها لوقائع الثورة وغاياتها وأهدافها, أنه "من الصعب التصديق أن "الشيعة" قد ساندوا حركة الاستقلال الوطني, لكي يتمكنوا بالتالي من إقامة وطن شيعي ثيوقراطي, ومن الصعب تقييم مثل هذه الحوادث, بشكل طائفي, لكن المؤكد أن المبدأ الإسلامي ديني عام, ولم يكن مبدءاً مختصاً بطائفة أو مبدءاً طائفيا[20]. رمزية حدث الثورة في الأيام الوطنية وعليه فإن هذه المعطيات, في رمزية الحدث, الذي شكلته الثورة العراقية الكبرى, التحررية الوطنية, في مسار التأريخ العراقي المعاصر, وشروع العملية السياسية, في تشكيل الدولة العراقية, مثلت أسبابا معقولة, لمناصري الرأي الداعم, لإعتبار يوم الثلاثين من حزيران, العيد الوطني للدولة العراقية, في حين عارض ذلك آخرون, بحجية الوقائع الأخرى, التي يعدّوها أكثر رمزية وتأثيرا, لهذا العنوان, وفي مقدمتها يوم إنهاء الإنتداب البريطاني للعراق, ودخول العراق عضوا في عصبة الأمم, في يوم 3 ت1 1932, في دلالة لإعلان إستقلاله, غير أن ذلك لا ينسحب على إعتبار حدث الثورة العراقية الكبرى, في إدراك الجميع, من الأعياد الوطنية, التي دأبت الدولة والشعب, في الإحتفاء بها, وإعتبارها عطلة رسمية.
__________________
|
#139
|
||||
|
||||
أشياء لن تسمع بها أبدا - نعوم تشومسكي
أشياء لن تسمع بها أبدا - نعوم تشومسكي حول الكتاب تتناول هذه المجموعة موضوعات متنوعة، من العولمة، إلى السياسة الأمريكية تجاه إيران، إلى الحرب على العراق، والتغيير الاجتماعي، الفرق ما بين أوباما وبوش، الرأسمالية، انبعاث الجنوب، الحزب الواحد في أمريكا، الطبيعة الإنسانية، اللغة والثقافة، مستقبل الديمقراطية، الدين والسياسة، إسرائيل والهولوكوست، المثقفون، والأزمة الاقتصادية. سأعرض فيما يأتي بعض آراء تشومسكي، والكتاب كله آراء مثيرة، ومخالفة للسائد، يعيبه فقط الترجمة الركيكة والمليئة بالأخطاء. عن العولمة يقول تشومسكي "للبيان والتاريخ أنا أؤيد العولمة" ولكنه يفرق بين العولمة المطروحة الآن والتي يرى أنها وسيلة الأغنياء لنهب ما تبقى لدى الفقراء، وتدعيم سلطتهم على العالم، ويوضح أن العولمة التي يدعو إليها هي "العولمة التي تضع حقوق الناس الذين هم من لحم ودم على رأس أولوياتها". فيما يخص السياسة الأمريكية تجاه إيران، يذكر تشومسكي بتأييد كسينجر لحصول إيران على طاقة نووية عندما كانت خاضعة لأمريكا في عهد الشاه، والرفض الحالي للفكرة، والذي برره كسينجر ذاته بأن الإيرانيون "كانوا دولة حليفة" !! وتشومسكي في هذا الكتاب وكتب أخرى يبرهن مرارا ً وتكرارا ً على أن أمريكا وإسرائيل لا تلتزمان بأي قانون يخالف مصالحهما، حتى ولو كان هذا القانون إنساني ومدعوم عالميا ً، وهو ينثر الأمثلة حول هذا في كل مكان. يحتوي الكتاب على مقالين مهمين جدا ً لنا كعرب ومسلمين الأول عن الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي، والثاني عن الهجوم على الفلوجة، وأسلوب تشومسكي في هذه المقالات ليس الإدانة فقط من خلال ذكر الأحداث، وإنما المقارنة بأفعال تاريخية تم تجريمها، ليفضح النفاق والوجه الأسود لأمريكا وإسرائيل.
__________________
|
#140
|
||||
|
||||
هتلر في الميزان - عباس محمود العقاد
هتلر في الميزان - عباس محمود العقاد حول الكتاب
__________________
|
#141
|
||||
|
||||
مستقبل الثقافة في مصر - طه حسين
مستقبل الثقافة في مصر - طه حسين حول الكتاب
__________________
|
#142
|
||||
|
||||
رسائل جبران التائهة ـ رياض حنين
رسائل جبران التائهة ـ رياض حنين حول الكتاب
__________________
|
#143
|
||||
|
||||
العدالة الضريبية فى مصر: وجهة نظر دافع الضرائب - رضا عيسى
العدالة الضريبية فى مصر: وجهة نظر دافع الضرائب - رضا عيسى حول الكتاب
__________________
|
#144
|
||||
|
||||
الخالدون من أعلام الفكر: الجزء الشرقي - أحمد الشنواني (جزءان)
الخالدون من أعلام الفكر: الجزء الشرقي - أحمد الشنواني (جزءان) حول الكتاب
__________________
|
#145
|
||||
|
||||
عبقرية الحضارة المصرية القديمة - أحمد محمد عوف
عبقرية الحضارة المصرية القديمة - أحمد محمد عوف حول الكتاب
__________________
|
#146
|
||||
|
||||
دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري - جمع وتصنيف وتحقيق: عبد الرحمن عميرة
دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري - جمع وتصنيف وتحقيق: عبد الرحمن عميرة حول الكتاب بن جرير الطبري صاحب كتاب "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" الذي يعد من أجل التفاسير وأعظمها، نظراً لما يتعرض فيه مصنفه لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، وللإعراب وللاستنباط، وهو بذلك يفوق تفاسير الأقدمين: وقد مثل فيه "من أراد أن يقرأ القرآن كما انزل فليقرأ تفسير الطبري". هذه الأهمية العظيمة هي التي دفعت " الدكتور عبد الرحمن عميرة" إلى إعادة جمع الكتاب وتصنيفه وتحقيقه فكان هذا الكتاب الذي نقلب صفحاته.
__________________
|
#147
|
||||
|
||||
الموسوعة في علوم الطبيعة : تبحث في الزراعة والحيوان والنبات والجيولوجيا - إدوار غالب
الموسوعة في علوم الطبيعة : تبحث في الزراعة والحيوان والنبات والجيولوجيا - إدوار غالب (3 مجلدات) حول الكتاب اصطلاح : تدل الحروف التي توجد بين قوسين بعد بعض الكلمات على ما ليلي : ف : فتحة، ض : ضمة، ك : كسرة، ش : شدة. قدم لهذا العمل الجليل الضخم رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أفرام البستاني بالكلمات الآتية : «يسرنا على النهضة باللغة مجاراة لأحداث العصر، وتلبية لمختلف حاجاته وتكاليفه، الغير على صفائها الأصيل أن تشوبه حوشية لفظ دخيل باسم العلم، أو رطانة تعبير غريب بحجة دقة البحث-هذه المسوعة الجديدة، شاملة علوم الطبيعة بأنواعها وتفرعاتها مفردة ومجتمعة، نظرية وتطبيقية في المجتمع الإنساني المعاصر. فمن الفلاحة والزراعة إلى النبات في متميز ضروبه، إلى الحيوان في متعدد فروعه وشعبه، إلى الطفيليات والجراثيم، وما قد ينتج بعضها من أدواء نباتية وحيوانية، إلى الفيزياء والكيمياء، والرياضيات، والجيولوجية، والفلك، إلى أثر كل ذلك في المجتمع وعلاقة الناس به فائدة واستخداما، ووقاية وعلاجا ومعاملات قانونية، تتوالى الأبحاث وفاقا للترتيب الأبجدي العربي، يقابلها في كل عنوان، لسمها باللاتينية، لغة العلم، وباللغات الأجنبية.. مما يجعل الكتاب شفر علم وأدب، يرضى عنه الاختصاصي المدقق، ويرحب به اللغوي البصير، ويهش له الأديب المثقف، ويفيد منه كل طالب علم على الإطلاق». وأضيف من جهتي أن مثل هذا العمل أساس من أسس النهضة باللغة العربية، كان علينا أن نقوم به منذ زمن بعيد حينما اصطدام العالم العربي بالمدينة الغربية ورأى وأدرك أن تقدم الغرب إنما هو تقدم يرتكز على العلم ويستمد قواه من تطبيقه في سائر الميادين. والمجهودات التي قمنا بها إلى حد الآن مجهودات جبارة ولكن نقصها التنظيم والمنهج. وقبل أن أبدي بعض الآراء حول هذه النقطة الأخيرة أي ما نقصنا من تنظيم ومنهج في تطوير اللغة، أريد أن أبحث في طريقة إدوار غالب لوضع بعض مصطلحاته : طالعت هذا الكتاب وتتبعت مفرداته من أولها إلى آخرها وأعجبني من حيث هو مادة خام. مادة خام في فن السيد إدوار غالب وهو مهندس زراعي. وقد أميل إلى الظن أنه ألف موسوعته هذه بالصفة الآتية : 1) عمد فيما يرجع إلى أسماء الحيوانات والنباتات إلى المعاجم والمؤلفات الخاصة بهذه الفنون، والتي ذكرها في أول الكتاب. 2) طالع قواميس عربية مثل معجم مقاييس اللغة، ولسان العرب، والقاموس المحيط، ومحيط المحيط، وتاج العروس إلخ. وكتب اللغة مثل المخصص، والرسائل اللغوية مثل كتب النبات والشجر والنخل والكرم إلخ. ففيما يرجع إلى المعاجم والمؤلفات الخاصة مثل معجم الحيوان للمعلوف، ومعجم الألفاظ الزراعية للشهابي ومجموعة المصطلحات العلمية والفنية لمجمع القاهرة إلخ. كان عمله فيها عمل ترتيب أبجدي وجمع الألفاظ المختلفة للمصطلح العلمي الواحد أكانت تلك الألفاظ عربية أم أوربية، إذ من المعلوم أن العلماء الأوربيون آثروا أن يصوغوا المصطلحات العلمية للنبات والحيوان من اللغة اللاتينية لما رأوا في لغاتهم من اختلاف الألفاظ للشيء العلمي الواحد. فهذا حيوان أو نبات له في نفس البلاد أسماء متعددة يرجع اختلافها إلى اختلاف نواحي البلاد في تسمية ذلك الحيوان أو ذلك الحيوان أو ذلك النبات. مثلا نقول نحن للطائر المعروف بالبازي صقر باز أو شاه باز أو لو يحق بينما يسميه الفرنسيون أوتور كومان أو أوتور دي بالومب أما علميا فاللفظ الدولي المضبوط الذي يستعمله كل عالم في أي بلاد كان هو : آستور بالومباريوس. ونقول نحن : بربريس أو بر باريس أو أنير باريس أو أثرارة أو زرشك أو عود الريح ويقول الفرنسيون بيربيريس أو ايبين فينيت أو فينوتيي، أما اسم هذا النبات العلمي الذي يعرفه علماء العالم ويتباحثونه ويتكاتبون في شأنه هو : بيربيريس فورلكاريس. والسبب الآخر الذي أدى بالعلماء الأوربيين إلى اختيار اللاتينية لتسمية هذه النباتات وهذه الحيوانات هو أنهم اكتشفوا لكل نبات ولكل حيوان العشرات بل المئات والآلاف من الأنواع بحيث أن هذه الأنواع منها الكبير المرئي ومنها الصغير الذي لم ينتبه إليه أحد من قبل والمجهري الذي لم يره أحد قبل اكتشافه بالمجهر. وعلى سبيل المثال كلنا نعرف شجرة الزيتون وكلما رأينا شجرة منه إلا وقلنا هذه زيتونة دون أن نعبأ إلى أنها ثلاثون نوعا، لكل واحد اسمه العلمي الخاص المتداول بين العلماء الذين يدرسونه من جميع نواحيه. وكلنا يعرف الفطر ذلك النبات الذي منه النافع ومنه السام ولكن أنواعه مرئية ومجهرية تتعدى المئات والمئات، وكل واحد له اسمه العلمي المضبوط، ومنها طبعا من ليس له اسم عامي ولو أوروبي من اللغات الراقية. وهذه الاعتبارات هي التي أدت بالأوربيين إلى أن يختاروا اللغة اللاتينية لتكون خاصة لغة هذه العلوم لكونها وما زالت لغة مشتركة عندهم في ثقافتهم وفي كنائسهم. ولم يثر هذا الاختيار أي نزاع بل النزاع اللغوي بين فرنسا وانكلترا، وإن كان نزاعا خفيا، إلى حد أنهما تتزاحمان وتتنافسان في توسيع نفوذ لغتها ونشرها في العالم بتخصيص أموال باهظة وتشجيع كل مبادرة في هذا الميدان. ومن جهة أخرى فإن لغاتهم تكتب بالحروف اللاتيني مما وطد استعمال اللاتينية ودعم إثباتها كما أن أصوات اللاتينية لا تختلف بكثير عن أصوات لغاتهم من سواكن وصوتيات الشيء الذي يشكل صعوبات للأمم غير الأوربية فاضطرت إلى استعمال الحرف اللاتيني للمحافظة على الرسم والنطق الصحيحين لهذه الأسماء العلمية. ولو استعمل كل عالم منهم لغته الخاصة في تعيين هذه الحيوانات والنباتات لحصلت بلبلة عظيمة ولما تقدم العلم تقدمه الملحوظ بيت تلك الأمم الأوربية ولبقي كل علم محصورا في حدود البلد الواحد لا يتعداها. ولا ننسى أن نذكر أن هذه العلوم كانت موضع التباسات واختلافات في أيامها الأولى لأن كل عالم كان يضع أسماء لاتينية من عنده كلما اكتشف نوعا جديدا من أنواع النباتات أو الحيوانات، فحدث أن عالما آخر اكتشف نفس النوع وسماه باللاتينية من عنده باسم يخالف العالم الأول مما أدى إلى عقد مؤتمرات دولية لتوحيد هذه المصطلحات وإنشاء مؤسسات دولية للمحافظة على وحدة المصطلح العلمي. وفيما يرجع إلى غير هذه المعاجم الفنية الخاصة التي قد يكون استوفاها المؤلف، هناك ألفا وضعها من عنده أمام مصطلحات علمية لاتينية يظهر أنها كانت عديمة المقابل العربي فأشار إلى هذه الألفاظ بعلامة صفر صفير بعدها دلالة على أنها من وضعه وهي تنقسم إلى دخيلة ومعربة ومشتقة ومنحوتة ونظيرة. وأعني بالنظيرة اللفظية العربية التي لها نفس المعنى في اللغتين العربية وللالاتينية أو الأوربية. وهاكم أمثلة من النوع الأول : 1) إبس «ك.س» وهو من الدخيل في مقابل ips المصطلح العلمي وهو «*** حشرات خاشبة من فصيلة الكراشيات ورتبة غمديات الأجنحة»، وإبس التنوب «ف.ضش» في مقابل : Ips des abiétrines والتنوب شجرة من فصيلة الصنوبريات وقبيلة التنوبية. فلم يترجم المؤلف «****دانتاتوس» وهي اللفظة اللاتينية العلمية بل ترجم اللفظة العامية الفرنسية وهي «أبييتيني» الآتية من اللاتينية : «آبييس» بمعنى صنوبر. «و****د أنتاتوس» مركبة من «****» بمعنى ستة «ودانتاتوس» بمعنى ذي أسنان أي حشرة ذات ست أسنان. وكلمة التنوب نظيرة اللفظة الفرنسية. 2) بلنون «ض.س.ض» وهو من المعرب على وزن فعلول في مقابل balaninus اللاتينية الآتية من اليونانية : «بلانوس» بمعنى بلوط. وهو «*** خنافس صغيرة القد من فضيلة السوسيات». وسميت بذلك لسببين أولهما أنها تعيش غالبا في أشجار البلوط وثانيهما لأن جسدها في شكل ثمرة البلوط. 3) بياء «ك.» وهو من المشتق، في مقابل mesologie اللفظ العلمي المركب المنحوت من لفظتين يونانيتين وهي «ميسوس» بمعنى : المتوسط و «لوغوس» بمعنى : لغة. أي علم التفاعل بين الوسطين أو البيئتين الطبيعية والذات البشرية أو الحيوانية أو النباتية. فوضع المؤلف بياءة على وزن فعالة الذي أصبح يستعمل في مقابل المصطلحات العلمية المختومة بالكاسعتين اليونانيتين «لوجي» و «غرافي»(1). ومن الملاحظ أن الأمير مصطفى التهابي كان وضع لها لفظة بينات. 4) مشقاسي «ض.س» وهو من المنحوت، في مقابل commensurable اللفظ الفرنسي المركب من اللاتينية الفصيحة أو العالية «كوم» بمعنى : مع، ومن اللاتينية العامية أو السفلي «مانسورا» ومعناها : قياس، ومن الكاسعة، «آبل» التي أصلها : إبيليس اللاتيني والذي يدل على الصفة إذا التحق بالاسم. واللفظة العربية التي وضعها المؤلف ركبها بالنحت من كلمتي «مشترك» و«قياس» فأصبحت : «مشقاسي» أي الشيء المشترك القياس وهذا المعنى نظير المعنى الفرنسي تماما. والأمثلة كثيرة في منهج المؤلف هذا منها الموفق تمام التوفيق ومنها المحتمل ومنها الجائز وهو مشكور على اجتهاده في وضع المصطلحات الأوربية بهذه الطرق العربية المطابقة لفقه اللغة العربي. هذا من جهة. ومن جهة أخرى وهي مصادرة العربية من معاجم وكتب اللغة، فإنني أراه تناول هذه المؤلفات والقلم في يده وصار يطالع مطالعة المهندس المتقن للغة «ويرشم» كما تقول بالمغرب أي يضع علامة على كل لفظة رآها تنتمي إلى فنه وقد تصلح لمقابلة لفظة أوروبية أو علمية أكانت مشتقة من اللاتينية أم من اليونانية، وذلك، من شتى نواحي منهج الوضع في فقه اللغة. وإليكم بعض الأمثلة : 5) معاص «ف» في مقابل اللفظة الفرنسية milieu بمعنى وسط. ويقول المؤلف «هو البيئة، أطلبها» وفي البيئة يقول «هو الوسط الذي تعيش فيه المادة». ولفظة كعاص وضعها بالاشتقاق على وزن مفعل من العيص : «منبت خيار الشجر، والعيص : الشجر الكثير الملتف، والعيص : الأصل، يقال : فلان من عيص بني هاشم : أي من أصلهم، وفي المثل : «عيصك منك وإن كان أشبا» أي أصلك منك وإن كان ذا شوك، والمعيص : المنبت» «عن المعجم الوسيط». فنحن أمام كلمتين عربيتين للفظة فرنسية واحدة تستعمل في جميع الميادين بنفس المدلول وهو الوسط والبيئة. 6) مئدل ومصرب «ك.س.» في مقابل اللفظة aeidimètre بمعنى : آلة قياس الحموضة. ويقول المؤلف «مقياس الحموضة، يستعمل لمعرفة مقدار ما في بعض السوائل كالخمر والحليب وما أشبه من حوامض» فوضع مئدلا ومصربا على وزن مفعل، صيغة الآلة، الأول من الأدل «ك.س» اللبن الخاثر المتلبد الشديد الحموضة، والثاني من الصرب «ف.ف» وهو اللبن الحامض. وجاء في سائر الكتب الأخرى مقياس الحموضة، ووضع لها مجمع اللغة بالقاهرة لفظة محمض «ك.س». 7) علسط «ف.س.ف» في مقابل altimètre بمعنى آلة قياس العلو وهي مركبة من «آلتي» = علو، ومتر. ويقول المؤلف «جهاز يعين رهاء الموقع بالنسبة إلى سطح البحر أي ارتفاع المكان عن مرمى مياه البحر». ولفظة «عسلط» الموضوعة منحوتة من العلو والسطح(2)، وليس لها علاقة بمادة علسط الأخرى التي بمعنى «كلام غير ذي نظام» «انظر لسان العرب». فلم ينهج المؤلف هنا منهجه في aeidimètre ليضع لها، على وزن مفعل معلاء، أضف إلى ذلك أن كلمة «رهاء» «ض» التي أوردها في تعريف العلسط وضعها من قبل في نظير altitude المنحدرة من اللاتينية altitudo بمعنى العلو، أو الارتفاع والتي تفيد دائما معنى الارتفاع بالنسبة إلى سطح البحر فكان يقول : مرهاء على وزن مفعال. ولفظة رهاء بهذا المعنى أخذها من مادة رها يرهو رهوا «سكن، وعيش راه : خصيب ساكن راقه، .. وكل ساكن لا يتحرك راه ورهو.. ورهي البحر سكن، وفي التنزيل العزيز : وأترك البحر راهوا.. والرهو والرهوة : المكان المرتفع والمنخفض أيضا يجتمع فيه الماء وهو من الأضداد، وعن ابن سيدة : الرهوة الارتفاع والانحدار ضد» «عن اللسان باختصار» وبقطع النظر عن المعاني الأخرى التي تفيدها كلمة الرهو والتي ليس لها علاقة بمدلول السكون والارتفاع يظهر أن المؤلف زاوج في ذهنه بين سكون البحر والارتفاع بالنسبة إلى سطح البحر الساكن فرأى المادة صالحة للانطباق على اللفظ الأوربي. 8) بربخ «ف.س.ف» في مقابل aquedue بمعنى قناة لسوق الماء ذلك على وجه الأرض أم تحت سطحها. واللفظية مأخوذة من اللاتينية «آكواي دوكتوس» حرفيا : سائق الماء. والبربخ الموضوعة هنا عرفها المؤلف بأنها «قناة لجر المياه عبر الوادي ترتكز على قناطر من حجر أو أقواس من باطون «البيطون الفرنسية» تمكنها من احتمال ثقل الماء وضغطه». وتحديدها في الفرنسية لا يقتصر على سوق الماء على وجه الأرض بل ويكون ذلك حتى سطحها. أما البربخ في اللغة فهو «منفذ الماء ومجراه والبربخ : البالوعة من الخزف وغيره «ج» برابخ «عربيتها الأودية «ك.س.ف.قش»» «المعجم الوسيط». أما الأردب فجاءت عنده بمعنى «القناة التي تجري «كذا» فيها الماء على وجه الأرض»». 9) تنوخ «ض.ض» في مقابل ecologie التي بمعنى : دراسة علاقات الأنواع الحيوانية واللفظية العلمية منحوتة من اليونانية «وايكوس» بيت و«لوغوس» : لغة : علم. والتنوخ في اللغة هو الإقامة «بالمكان» والثبات على الشيء. وجاء في مقابلها عند الأمير مصطفى الشهابي : «علم البيئة أو البيئات» في معجمه للمصطلحات الزراعية. 10) نتالة «ف.» ونتل «ف.ف» في مقابل : المركبة من اليونانية من «أبو» Apogamie التي تفيد المنع و«غاموس» : زواج. والتي معناها : الظاهرة التي تجعل بعض النباتات تولد بعد فقدانها خاصيتها الشرقية –بالتبرعم أو تبقى على حالها دون إنتاج. فوضع لها المؤلف لفظتين مشتقتين من مادة واحدة وهي نتل ومعناها في اللغة التقدم قدام، والنتلة : البيضة. والنتل «ف.س.و.ف.» بيض النعام يدفن في المفازة بالماء، وتناتل النبت : التف وصار بعضه أطول من بعض «اللسان» وأظن أن هنا كذلك تزاوج في فكر الواضع معاني التقدم والبيض والنبات فأدى به إلى وضع تلك اللفظة. مع أنه من الملاحظ أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة كان قد وضع لنفس المصطلح العلمي لفظة : «لامشيجي»، من لا المانعة النافية والمشيج كل لونين اختلطا، وقيل هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل : هو كل شيئين مختلطين.. ومشجت بينهما مشجا : خلطت، والشيء مشيج. وعن ابن سيده : المشيج : اختلاط ماء الرجل والمرأة.. قل والصحيح أن يقال : المشيج : ماء الرجل يختلط بماء المرأة، وفي التنزيل العزيز : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه.. وفي حديث علي رضي الله عنه : ومحط «ف.ف.ف.» الأمشاج من مسارب الصلاب، يريد المني الذي يتولد منه الجنين «اللسان». وعند الشهابي : فقد الإلقاح وفقد. وهذه الألفاظ كلها كما يظهر ذلك جليا وضع أغلبها بالتوسيع والتشبيه والمداناة علاوة عن الاشتقاق والتعريب والنحت وغير ذلك من ضروب الوسائل المعهودة في نمو اللغات وإنمائها. إلا أن لي ملاحظات أخرى في مفردات هذه الموسوعة وهي أن المؤلف أصدر إلى حد الآن جزأين من موسوعته يحتويان على المواد من العربية إلى الأعجمية أي اللاتينية والفرنسية بالخصوص بإضافة الإنكليزية في غالب المواد والألمانية والإيطالية في الكثير منها. وسيصدر عن قريب الجزء الثالث وهو كما أعلن عن ذلك يحتوي على معجم الألفاظ الأعجمية ولاشك أن الألفاظ ستكون متبوعة بأرقام تدل على الصفحات في الجزأين الأولين حيث المواد العربية وسنرى إذ ذاك كثرة وافرة من المقابلات العربية للفظ الأعجمي الواحد مما يسمح لي أن أتابع مقالي هذا إن شاء الله بطرق موضوع النظام والمنهج اللذين نقصانا في تطوير لغتنا منذ أوائل النهضة الحديثة كما أشرت إلى ذلك في أول هذا الكلام. وأختتم بالإشارة إلى أن هذه الموسوعة مرتبة ألفاظها لا حسب الترتيب الألفبائي العرب يبل حسب الترتيب الألفبائي الأوروبي أي باعتبار نظام تتابع الحروف الهجائية لا باعتبار جذور المواد والاشتقاق، كما رأينا ذلك في «المرجع» وهو المعجم الثوري الذي وضعه العلامة عبد الله العلايلي والذي سنتناول الكلام عنه عندما يتم إن شاء الله إذ لم يظهر منه إلا المجلد الأول الذي ينتهي بمادة «جحدل»، والذي تجلت فيه مع ذلك الفائدة العظمى التي كانت تعوزنا في ميدان التعريب.
__________________
|
#148
|
||||
|
||||
موسوعة الموارد الثقافية - عوني محمد العلوي
موسوعة الموارد الثقافية - عوني محمد العلوي حول الكتاب
__________________
|
#149
|
||||
|
||||
تقرير الحالة السلفية في مصر - بهاء الزهري
تقرير الحالة السلفية في مصر - بهاء الزهري حول الكتاب وقد حاولت الدراسة وضع تصور شامل للواقع السلفي في مصر بعد ثورة يناير ، عارضة افكار وجذور الجماعات السلفية المختلفة، مظهرة أفكاره ومبادئه الحاكمة ، سواء على مستوى الرموز أو الهيئات أو المؤسسات. كما تسعى الدراسة إلى رصد التحولات التي طرأت على الاتجاه السلفي عبر تاريخه منذ نشاته إلى مابعد الثورة ن وكذلك تغيرات ما بعد الثورة ، سواء منها الخاص بالتوجه كلية للعمل السياسي ، او التقوقع ورفض العمل بالسياسة، وتتبع مسار الحركة الدعوية والعلمية السلفية في خضم التحولات الكبرى وكأرضية عامة سعت الدراسة إلى ضبط مفهوم السلفية في إطار تعريفه اللغوي والاصطلاحي من أجل أن يكون متوافقا مع المعيار الذي وضعته للسلفية ، كما بحثت في التطور التاريخي للمفهوم. وقد تعرضت الدراسة للهيئات السلفية المختلفة في مصر ، وموقفها من العمل السياسي ، وعرضت لأفكارها ورموزها المختلفين ، سواء من شارك في العمل السياسي أم لم يشارك وظل متمسكا بموقفه ودوره الدعوي أو رفض العمل السياسي بالكلية واتخذ مواقف مضادة ممن شاركوا في العمل السياسي من الفصائل السلفية. كما تناولت الدراسة تاريخ السلفية ، ومراحلها الثلاث في عمر التاريخ الإسلامي ، وركزت على ما وصفه الباحث بمرحلة البعث بعد سقوط الخلافة الإسلامية.
__________________
|
#150
|
||||
|
||||
العلاقات العثمانية - الأوروبية في القرن السادس عشر - إدريس الناصر رانسي
العلاقات العثمانية - الأوروبية في القرن السادس عشر - إدريس الناصر رانسي حول الكتاب
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مكتبة, المكتبة, البوابة, جديد, يوم, كتاب, كتاب جديد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|