|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لا تنتظر شكراً من أحد ..
خلق اللهُ العباد ليذكروهُ ورزق اللهُ الخليقة ليشكروه ، فعبد الكثيرُ غيره ، وشكر الغالبُ سواه لأنَّ طبيعة الجحودِ والنكرانِ والجفاءِ وكُفْرانِ النِّعم غالبةٌ على النفوس ، فلا تُصْدمْ إذا وجدت هؤلاءِ قد كفروا جميلكـــ ، وأحرقوا إحسانكــ ، ونسوا معروفكــ ، بل ربما ناصبوكــ العِداءَ ، ورموكـــ بمنجنيق الحقدِ الدفين ، لا لشيءٍ إلا لأنكــ أحسنت إليهمْ .. " وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ " وطالعْ سجلَّ العالمِ المشهود ، فإذا في فصولِهِ قصةُ أبٍ ربَّى ابنهُ وغذّاهُ وكساهُ وأطعمهُ وسقاهُ ، وأدَّبهُ ، وعلَّمهُ ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعِب ليرتاح ، فلمَّا طرَّ شاربُ هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ، ،استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً.. ألا فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جميلِهمْ عند منكوسي الفِطرِ ، ومحطَّمي الإراداتِ ، وليهنؤوا بعوضِ المثوبةِ عند من لا تنفدُ خزائنُه . إن هذا الخطاب الحارَّ لا يدعوكـــ لتركِـــ الجميلِ ، وعدمِ الإحسانِ للغير ،وإنما يوطِّنُكـــ على انتظار الجحودِ ، والتنكرِ لهذا الجميلِ والإحسانِ ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون. اعمل الخير لِوجْهِ اللهِ ؛ لأنكـــ الفائزُ على كل حالٍ ، ثمَّ لا يضركـــ غمْطُ من غمطكــ ، ولا جحودُ من جحدكــ ، واحمدِ الله لأنكـــ المحسنُ ، واليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى.. " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً " وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ " مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ ْللمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " لا تُفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءكـــ ، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ ، فشجَّ بها رأسكـــ ، هذا هو الأصلُ عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه ، فكيف بها معي ومعكـــ ؟! . |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|