الاساتذة الافاضل
معيار جودة التعلم يقاس على مستوي العالم على اساس معيار رئيسي واحد: هو الناتج النهائي للعملية التعليمية.. و هل سقف المعلومات الذي تم اتاحته للمتعلمين كان معاصراً و محدثاً ام لا؟ و هل تم تأهيل المتعلم لمتابعة المعرفة في شتي المجالات اكاديمياً ام لا؟.. لن اطيل عليكم، فأنتم ادري و اعلم مني...
و ماذا عن كتابي الفلسفة و علم النفس للثانوية العامة في مصر؟؟ هل يمكن ان يتتطابق مع اي من هذه المعايير؟؟؟ ما الذي نعلم ابنائنا؟؟ هل يحصل ابني و ابنتك على اي مقدار من المعرفة بالفلسفة او علم النفس بعد تحصيله لهذان الكتابان؟؟؟
رأيي الشخصي: كتاب الفلسفة على وجه الخصوص لا علاقة له بالفلسفة من قريب او بعيد! و كتاب علم النفس و الاجتماع يفتقدان للتحديث الجدي حتي يجاري ابنائنا معارف العصر الذي نعيش فيه!
قرأت كتاب الفلسفة و المنطق الذي كان مقرراً على والدي في الستينات (على فكرة كان من تأليف المفكر الكبير زكي نجيب محمود) و قرأت ما بعده و ما بعده الى ان انتهي بي الامر لتدريس كتاب المشكلات الفلسفية.. و من يوازن بين هذه الكتب سيجد ان سقف المعلومات بدلاً من ان يرتفع (ليشمل المقرر نقاد المجتمع الجدد امثال هربرت ماركوز او ميشيل فوكو، او نقلص من نصيب المنطق الارسطي و نوسع المجال للمنطق الرمزي).. بالعكس سقف المعلومات سقط على الارض!
لماذا ندرس الغزالي مثلاً في كتاب الفلسفة؟؟ لماذا نزرع في ابنائنا ان الحسن و القبح نقليان لا عقليان؟؟؟ هل مؤلف الكتاب من الدواعش؟؟؟ و لماذا نعلم ابنائنا ان هناك قوانين للفكر في حين ان المناطقة المحدثين تخلصوا من هذه الافكار مع نهايات العصر الحديث و بدايات الفلسفة المعاصرة؟؟
لماذا لا ننظر بعين الحب و الرحمة لمستقبل ابنائنا؟؟ لماذا لا نرحم انفسنا؟؟
لن اطيل.. و سأكتفي بما سبق.. لكن في النهاية اليس من المفترض ان ترتفع اصواتنا للمطالبة بتغيير هذا الهراء و العبث الذي نحشو به عقول ابنائنا... كل ما اتمني هو ان ندرس لابنائنا ما يليق بعصرنا و ما يليق بمصريتنا..