|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#76
|
|||
|
|||
«الهرش».. البدوى الذى صفع قيادات إسرائيل «على الهواء» فى أواخر شهر أكتوبر 1968 حضر إلى منزله مجموعة من ضباط «الموساد»، ليطلبوا منه تبنى فكرة تدويل قضية سيناء، ممثلاً عن أبناء شبه الجزيرة المحتلة، فتظاهر لهم بالموافقة، ليوجه إليهم صفعة لم ينسوها، إنه المجاهد الراحل سالم الهرش. بعد أن أبدى «الهرش» حماساً مصطنعاً للفكرة الإسرائيلية- حسب قول حفيده يسرى الهرش- طلبت منه المجموعة إعلان موقفه المؤيد لتدويل ملف سيناء، أمام شاشات التليفزيون والصحافة الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالمية، فوافق على الفور. وفى اليوم المحدد حضر وزير الدفاع الإسرائيلى، آنذاك، موشى ديان، بصحبة ممثلى الإعلام الإسرائيلى، إلى منزل «الهرش» وتم عرض الزيارة على شاشات التليفزيون الإسرائيلى فى بث مباشر، وما إن أمسك «الهرش» بالميكروفون حتى فاجأ الجميع بقوله «سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبراً واحداً يمكننا التفريط فيه، أما أنا فلا أملك إلا نفسى وجسدى فافعلوا بهما ما تشاءون، لكن من يتخذ قرار سيناء هم حكام مصر». بعد موقف «الهرش» أخذت إسرائيل تطارده للانتقام منه بعدما تسبب فى إحراج القادة الإسرائيليين أمام الإعلامين المحلى والدولى، فما كان أمامه سوى الهروب، وبالفعل نجح «الهرش» فى الفرار عن طريق الأردن، وحضر إلى القاهرة واستقبله الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كرمه وأهداه نوط الامتياز من الدرجة الأولى، كما منحه بندقية آلية ومسدساً، لكن «الهرش» رفض قبول الجزء المادى، وأهدى البندقية للقوات المسلحة. |
#77
|
|||
|
|||
«هجرس».. القمر الصناعى للمخابرات الحربية لا أحد يختلف على دوره الوطنى من زملائه المجاهدين، فهو أول من انضم لمنظمة سيناء العربية، ومن أبرز من تعاونوا مع المخابرات الحربية فى رصد تحركات العدو وتصويرها، ونقلها للقيادات فى مصر بمنتهى الدقة والسرعة. الشيخ متعب هجرس، الذى لقبته المخابرات بـ«القمر الصناعى»، نظراً لكم وسرعة ودقة المعلومات التى نقلها لمصر عن العدو، تم القبض عليه هو ومجموعة من المجاهدين فى 1968 من قبل الإسرائيليين، الذين وجهوا له تهمة التجسس لصالح مصر، واعتبرت إسرائيل هذه الشبكة من أخطر الشبكات الموجودة فى سيناء. وفى سجون إسرائيل لاقى البطل الشهيد أقسى أنواع ال***** على الإطلاق، وعاد مصاباً بمرض مزمن، بعد أن تمت مبادلته بأسرى إسرائيليين، ليعود إلى مصر ليتلقى العلاج، ويشهد انتصار أكتوبر وعودة سيناء التى جاهد وناضل من أجلها، ومنحته الدولة نوط الشجاعة من الطبقة الأولى ليلقى ربه فى 1977. |
#78
|
|||
|
|||
«الأعرج».. كاتب رسائل النصر الذى سقط اسمه سهواً منصور عيد، الشهير بـ«الأعرج» يرقد فى منزله مريضا، لا يجد من الدولة حتى السؤال عن أحواله، رغم بطولته وتاريخه الذى يعتبره «وساماً إلهياً». «الأعرج» الذى يبلغ من العمر75 عاما كان أحد أهم أعضاء منظمة سيناء العربية، مع الشيخ متعب هجرس، وكان دوره الرئيسى آنذاك كتابة كل الرسائل التى لا تستطيع أجهزة اللاسلكى للمخابرات المصرية نقلها، لدقتها وأهميتها، ثم يسلمها لأفراد العمل الفدائى الذين كانوا يعبرون القناة تسللاً من جهة بور فؤاد. يقول «الأعرج» لـ«المصرى اليوم»: «كان العمل الفدائى فى سيناء ينقسم إلى قسمين: الأول عيون ترقب وترصد تحركات العدو وأماكن تمركزه، ثم تأتى بهذه المعلومات لكى تعاد صناعتها فى مطبخ المنظمة، الذى يقوم بإعادة صياغتها وإرسالها إما بالشفرات اللا سلكية أو عن طريق الرجال الذين يقومون بتوصيلها عبر الملاحات، وهو القسم الثانى». ويضيف: «تم إلقاء القبض علىّ ضمن مجموعة التخابر لصالح مصر ونقلت بطائرة هليكوبتر إلى إسرائيل، وهناك وجدت زميلى خالد عرابى، الذى اعتقلوه ومعه نصف كيلو رسائل، فى كمين عبر الملاحات ليلاً، وكان ذلك عام 1968، وفى سجون إسرائيل بغزة وعسقلان تعرضت ورفاقى إلى أبشع أنواع ال***** بالكهرباء وبالضرب المؤلم على قدمى المعاقة، وحُكم علىّ بالسجن خمسة أعوام، حتى تمت مبادلتى بأسرى إسرائيليين، ومنذ هذا الوقت سقطت سهواً من حسابات الدولة». |
#79
|
|||
|
|||
«عمران».. «ذئب سيناء» المنتقم بـ«150» عملية جهادية المجاهد عمران سالم عمران، عرف بـ«ديب سيناء» بعد أن نفذ العديد من العمليات الكبيرة مع زملائه، فدمروا دفاعات العدو فى عدة مدن ومواقع سيناوية، منها «رمانة وبالوظة ومطار العريش»، ليكبدوا العدو الإسرائيلى خسائر فادحة. من أبرز العمليات التى ساهم فى نجاحها «الديب عمران»، القيام بقطع خطوط الإمداد عن الإسرائيليين، ونسف مستعمرة «نحال سيناى» التى كانت نقطة تمركز وحظيرة لطائرات الهليكوبتر التى أغارت على جزيرة شدوان. قام «الديب» ومجموعته بالتنسيق مع المخابرات بنقل الصواريخ عن طريق الجمال وسيارة نصف نقل قرب المستعمرة، بمعاونة شيخ بدوى من المنطقة، وتم إطلاق 24 صاروخاً على المستعمرة، فى عملية أسفرت عن *** 21 ضابطا وجنديا إسرائيلياً، وتدمير 11 طائرة هليكوبتر، علاوة على تدمير مستعمرة الشيخ زويد بصواريخ الكاتيوشا، وتدمير محطة رادار. بلغ مجموع العمليات الجهادية التى نفذها «الديب عمران» قرابة 150 عملية، ومع ذلك لم ينل هو الآخر حظه من التكريم. |
#80
|
|||
|
|||
الرجل الثانى بسلاح المهندسين فى حرب 73: اكتشفت «الطلمبات» التى دمرت الساتر الترابى بـ«الصدفة» (حوار) فى فبراير عام 1972 بينما كان العميد محمد الحسينى عبد السلام، تفقد مع وفد عسكرى برئاسة اللواء جمال صدقى مصنعاً للعربات العسكرية فى أحد المصانع بألمانيا الغربية فوجئ بعربة مطافئ تحمل طلمبة مياه غريبة الشكل، فطلب من رئيس المصنع معاينة عملية للطلمبة وكانت المفاجأة المذهلة أن هذه الطلمبة سوف تنجز عملية عبور خط بارليف خلال 3 إلى 6 ساعات مقارنة بالطلمبات الإنجليزية التى تم استيراد 450 واحدة منها والتى كانت ستنجز مهمتها فى 8 ساعات. وقتها أرسل «الحسينى» تقريرا مع اللواء صدقى للقيادة فى مصر والتى تعاملت مع الموضوع بجدية، وأمر الرئيس محمد أنور السادات الفريق محمد أحمد صادق وزير الدفاع حينذاك بسرعة استيراد هذه الطلمبة، والتى وصل منها مصر 120 استخدمت فى هدم الساتر الترابى فى حرب العبور، وكان لها الفضل فى وصول الدبابات المصرية للضفة الشرقية للقناة فى 4 ساعات. قصة هذه الطلمبات، وغيرها من قصص مثيرة خلال حرب أكتوبر، يرويها لـ«المصرى اليوم» اللواء الحسينى عبد السلام الذى كان يرأس فرعى الكبارى والعبور والتجهيزات الهندسية بسلاح المهندسين، وكان الرجل الثانى فى السلاح الذى مهد لانتصار أكتوبر. وإلى التفاصيل: ■ لعب سلاح المهندسين دورا شديد الأهمية فى الإعداد فى مرحلة ما بعد النكسة حتى العبور، نريد أن تلقى الضوء على دوره فى حرب أكتوبر؟ - سلاح المهندسين هو السيفمونية التى عزفت أحلى لحن فى حرب أكتوبر، وبفضل جهد هذا السلاح جاء انتصار أكتوبر الذى أذهل العالم، فقد استطاع 33 ألف ضابط وجندى بالسلاح فتح 60 ممراً فى خط بارليف وتشييد 34 معدية و10 كبارى ثقيلة و10 خفيفة، فى زمن سبع ساعات ونصف، كانت كفيلة بنقل كتائب المشاة للضفة الثانية ومواجهة الدبابات الإسرائيلية، وهذا كان بشهادة الفريق الجمسى، ولكن للأسف تم تسليط الضوء على سلاح الطيران فقط لأسباب سياسية، وجرى تجاهل سلاح المهندسين الذى حمل على عاتقه منذ النكسة التفكير فى تدمير الساتر الرملى لعبور قواتنا إلى سيناء. ■ ما الصعوبات التى واجهت سلاح المهندسين فى الإعداد للحرب؟ - صعوبة سلاح المهندسين أو الصعوبة الرئيسية كانت فى التجهيز الهندسى، كيف يكون عندنا عدد كاف من الممرات لعبور قواتنا، الصعوبة الثانية هى كيفية تدبير وسائل كافية للعبور من الناحية التكتيكية، والملحوظة أنه بعد 67 كان عندنا 3 كتائب كبارى، وعندما دخلنا حرب 73 دخلنا بـ22 كتيبة، وشكلنا هذا العدد الضخم من الكتائب فى فترة 4 سنوات فقط، وقمنا بإنشاء ساتر ترابى مطابق للساتر المقام من الناحية الأخرى للقناة بذات الارتفاعات وممر مائى بالقناطر الخيرية فى الرياح البحيرى، وقمنا بتدريب الجنود عليها. ■ هل كانت فكرة الاستعانة بطلمبات المياه ضمن السيناريوهات فى اقتحام القناة وهدم الساتر الترابى؟ - كان هناك أكثر من سيناريو ومن ضمنها الاستعانة بمواتير المياه، ولكن كل فكرة فيها سلبياتها وإيجابياتها، فقمنا بضرب الساتر الترابى بالقنابل والروس قالوا لنا الساتر لن يهدم إلا بقنبلة ذرية «نظيفة»، وجربنا الصواريخ قصيرة المدى ولم تنجح، حتى فكرة إنزال معدات أوناش بطائرات هليوكبتر على الساتر لفتح ممرات عليه لعبور القوات المصرية، ولكن وجدنا أن فكرة الهليوكبتر تواجه صعوبات شديده فى تنفيذها، لأنها ستكون فى مرمى نيران العدو، ثانيا الطائرة وزنها خفيف، ولا تتحمل حمل أوناش عملاقة وتم إلغاء الفكرة، وهو ما جعل اللواء جمال محمد على قائد سلاح المهندسين يفكر فى استخدام المياه فى هدم الساتر، وبالمناسبة فكرة الاستعانة بالمياه فكرة سلاح المهندسين، وسبق أن طبقها السلاح فى إنشاء السد العالى وجرب استخدام المياه فى هدم الرمال وفتح السواتر الترابية بالمياه، وفى الحقيقة ذهبنا إلى المهندس صدقى سليمان وزير الكهرباء وطلبنا منه طلمبات من أسوان وبالفعل أرسل لنا 3 طلمبات وقمنا بتجربتها والحقيقة رغم نجاح التجربة فى فتح الساتر الترابى فى النموذج إلا أن النتائج كانت محبطة لأن العملية أخذت وقتا أكثر من المخطط الذى كنا نرتب له وهو 8 ساعات بالإضافة إلى ثقل المعدات فى عمليات النقل، وهو ما جعلنا نعود مرة أخرى لفكرة استخدام المفرقعات، حتى جاءت الصدفة أن الفريق الشهيد جلال سر وكان رئيس مهندسين الجيش الثانى، وبالمناسبة هو استشهد مع الفريق أحمد بدوى فى حادث الطائرة الشهير وكان قد عمل تجربة باستخدام الطلمبات، وهذه الفكرة أعادت لنا الأمل مرة أخرى، وتلقفنا الفكرة فى إدارة المهندسين، وبدأنا نبحث عن طلمبات إلى أن توصلنا إلى طلمبة إنجليزية الصنع، وكان يلزمنا منها 400 طلمبة. وحددنا 76 ثغرة فى الساتر الترابى، كان عندنا 5 فرق مشاه فى النسق الأول الذى سيهاجم قناة السويس، كل فرقة ستدخل من 14 ثغرة، وبالمناسبة فى التخطيط لم نعمل معبرا واحدا بل كنا نعمل معبرا تبادليا بحيث لو ضرب المعبر يكون هناك البديل وكنا حددنا 70 بطول القناة، بالإضافة إلى 6 ثغرات فى بورسعيد من الكيلو 17 أصبح عندنا 76 ثغرة، نحن أضفنا 4 ثغرات ليصل الإجمالى إلى 80 ثغرة وكل ثغرة تحتاج 5 طلمبات وبالتالى أصبحنا محتاجين 400، وأضفنا 50 احتياطى فأصبح لدينا 450 طلمبة. ■ هل المصنع الإنجليزى وافق بسهولة على منح مصر 450 طلمبة؟ - لا طبعا، بل كان هناك تساؤل عن أسباب شراء هذا العدد الضخم من الطلمبات، وصراحة المخابرات الحربية لعبت دورا كبيرا جدا فى عمليات التمويه خاصة أن الموساد الإسرائيلى كان نشطاً جدا فى أوروبا، فقلنا عندنا سرايا فى مطارات القوات الجوية ومطلوبة فى معدات إطفاء الحريق وفى الاستخدام العادى لوحدات الجيش. وبدأت الوحدات فى التدريب على هذه الطلمبات وكان تسربها 78 متراً مكعباً فى الساعة تحت ضغط جوى 4 ضغط، وكانت تحتاج بعض التجهيزات الهندسية قمنا بتصنيعها فى ورش المهندسين مثل خراطيم وبشبور الذى يخرج منه مدفع المياه. ولكن بعد التدريب المكثف حدث موقف غريب، وقلت إن ربنا يريد لنا النصر فى حرب أكتوبر، ففى فبراير استدعى الفريق محمد أحمد صادق وزير الدفاع اللواء جمال محمد على رئيس سلاح المهندسين وأخبره أن ليبيا ستشترى لنا كبارى حديثة وطلب منه أن يرسلنى إلى أحد مصانع ألمانيا الغربية لمعاينة هذه الكبارى، ضمن لجنة برئاسة اللواء جمال صدقى، وقال لن أخاطر أن يسافر 2 جنرالات فى أوروبا لأن الموساد «شغال فى أوروبا على أشده»، وهذه المأمورية 7 أيام، وكنت سأذهب بعدها إلى فرنسا لمقابلة الملحق العسكرى هناك لتوقيع عقد لكبارى لمدة 3 أيام وكذلك4 أيام فى لندن لذات المهمة، وقبل انتهاء الزيارة بيوم وكنا نجلس فى مكتب رئيس الشركة فى فبراير 72، اقترح هذا الأخير وكان معنا عادل جزارين رئيس الشركة المصرية لصناعة السيارات أن نحضر معرضاً لآخر إنتاج المصنع من العربات، وأثناء الجولة فى المعرض لمحت عربة مطافى وجدت عليها طلمبة غريبة الشكل فقلت «أشوفها» وهل تكون مثل التى قمنا باستيرادها من إنجلترا أم لأ فوجدتها غريبة الشكل فطلبت من اللواء جمال صدقى أن أعرف مواصفات هذه الطلمبة، فأخبر رئيس الشركة، أن سرايا المطارات تريد طفايات حريق ونريد مشاهدة طلمبة الطفايات الجديدة، ورحب رئيس الشركة وبعد الغداء رأيت الطلمبة فوجدتها غريبة الشكل، وأن إمكانياتها تفوق الطلمبة الإنجليزى بمراحل، ووجدنا أن الوقت الذى ستنجزه الطلمبة الإنجليزى من 6 إلى 8 ساعات فى هدم الساتر الترابى وارتفاعه من 8 إلى 22 متراً، بينما الطلمبة الألمانية ستنجز مهمتها من 3 إلى 6 ساعات. ■متى بدأ تحرك سلاح المهندسين فى يوم 6 أكتوبر؟ - الساعة 2.30 ظهرا كان لدينا 54 كتيبة مهندسين، منها 22 كتيبة كبارى فى لحظة التوقيت الأول للعبور كلهم كانوا منتشرين بطول قناة السويس، وكان عندنا نحو 33 ألف ضابط وجندى فى السلاح. ■ كيف تغلب سلاح المهندسين على النابالم الحارق الذى زرعته إسرائيل بطول القناة؟ - وحدات الصاعقة والمهندسين قامت بالقضاء على النابالم، وإبطاله فى ليلة 5 أكتوبر قبل العبور وقطعوا ودمروا كل شىء بدون علم إسرائيل. ■ هل تم نقل الطلمبات الألمانى فقط؟ - نقلنا كل الطلمبات الإنجليزى والألمانى، وفى الليلة الأولى عملنا 60 ثغرة من إجمالى 76 والفرق الخمسة عبروا والفرقة ثانية مشاه عبرت فى 4 ساعات. وقمنا بنقل الطلمبات فى قوارب 3 طن وبدأت فى فتح الساتر الترابى، وكانت عملية الفتح صعبة جدا لأن الساتر كان مسطحا وقريباً من المياه وكانت هناك صعوبة فى تثبيت الطلمبة على الأرض وعانينا من ميل وارتفاع الساتر. ■ هل تتذكر أول شهيد فى سلاح المهندسين؟ - أول شهيد كان النقيب فتحى الصواف على كوبرى القنطرة الساعة 10 مساء يوم 6 أكتوبر. ■ كم كانت نسبة الخسائر ونجاح سلاح المهندسين فى اليوم الأول؟ - سلاح المهندسين حقق نجاحا باهرا بنسبة تصل 100٪ ونسبة الخسائر اقتربت من الصفر فى اليوم الأول. ■ ما أصعب الفترات التى مر بها سلاح المهندسين؟ - المعابر كانت هدفا للعدو، ويكفى أن الفريق أحمد حمدى استشهد على أحد المعابر وكان قائد لواء كبارى الجيش الثالث. |
#81
|
||||
|
||||
سيظل انتصار أكتوبر علامة فارقة فى حياة هذا الوطن "مصر" أم الرجال ومفرخة الأبطال منذ مينا وحتى العصر الحديث، وإلى قيام الساعة لأنها وأهلها فى رباط إلى يوم القيامة.
وقد قدم لنا رجال أكتوبر العظيم نماذج رائعة للانتماء والولاء وحب الوطن رحم الله شهداء اكتوبر وبارك الله بهذا الجيش البطل الذي استرد بدمه ارض مصر جزاكم الله خيرا وكل عام ومصر بخير تحياتي |
#82
|
|||
|
|||
المقدم «باقى».. صاحب فكرة مدافع المياه لـ «تجريف بارليف» استطاع المقدم مهندس باقى زكى يوسف أن يحفر اسمه بحروف من نور فى أنصع صفحات تاريخ العسكرية المصرية، وربما العالمية. «باقى يوسف» ضابط مهندس ابتكر فكرة «تجريف» الساتر الترابى لخط بارليف المحصن بواسطة «مضخات» المياه. «الحاجة تبرر الوسيلة وتقود إلى الفكر العميق».. هذا ما آمن به الضابط «باقى»، الذى كان يشغل منصب «قومندان» أحد تشكيلات الجيش الثالث الميدانى، رئيساً لفرع المركبات بالجيش أثناء الحرب. الفكرة «العبقرية» بدأت تدور فى رأس «باقى» قبل الحرب بسنوات، وتحديداً فى إبريل من عام 1964، عندما انتدبته القوات المسلحة للعمل بالسد العالى، وذلك للاطلاع على التكنولوجيا المستخدمة فى عمليات حفر السواتر الترابية. وعقب نكسة 1967 عاد الضابط «باقى» مرة أخرى إلى عمله بصفوف القوات المسلحة، بعد أن ألغت قيادة الجيش عمل الضباط فى المواقع المدنية. وعاد بالفعل لتسلم عمله كرئيس لفرع المركبات بأحد تشكيلات الجيش الثالث الموجودة غرب القناة. الصدفة وحدها هى التى جعلته يراقب عمليات بناء الساتر الترابى لخط بارليف الحصين. وقيام القوات الإسرائيلية بمراحل تعلية السواتر، لتصل ارتفاعاتها إلى ما بين 12 و20 متراً، وتمتد بطول القناة من السويس إلى بورسعيد. مراحل إعداد الساتر الترابى ذكّر الضابط «باقى» بما شاهده قبل هذا التاريخ بسنوات فى أسوان، خاصة عمليات «تجريف» الرمال إلى قاع السد العالى. من هنا أصبحت الفكرة واضحة.. وقابلة للتكرار بعد تطويرها بما يتناسب مع طبيعة المكان. فقد صدرت الأوامر للتشكيل الذى يقوده فى عام 1969 بعبور قناة السويس، مما دفعه إلى طرح فكرته لقائد الفرقة التابع لها التشكيل، الذى اقتنع بها. كان هناك تفكير سائد داخل القيادة بأن يتم إزاحة الساتر الترابى بالطرق التقليدية المتعارف عليها عالمياً، وهى أن يتم التكثيف «نيرانياً» عليه باستخدام المدفعية، أو توجيه الضربات الجوية، إلا أن ذلك ربما يكلف القوات المصرية خسائر كبيرة فى الأرواح نظراً لعدم وجود غطاء جوى لعملية العبور. فى البداية كان مقرراً أن تتم عملية «انهيار» الساتر الترابى بنظرية تسمى «المقذوف»، إلا أنه تم تطويرها لتناسب عبور المجنزرات، حيث غالباً ما تتأثر فكرة فتح الثغرة بعملية «التجريف»، ولهذا فإن دخول المجنزرات سيسمح بـ«تهذيب» الأرض وتمهيدها أمام القوات المتدفقة. وبالفعل تحققت المفاجأة يوم 6 أكتوبر، عندما نجحت القوات المصرية فى فتح ما يقرب من 60 ثغرة فى الساتر الترابى بنسبة نجاح تجاوزت 70٪، وتدفقت المدرعات عبر هذه الثغرات لتنطلق إلى سيناء وتخوض معاركها المجيدة. |
#83
|
|||
|
|||
فى الظل: «قوات» شاركت فى النصر.. وتجاهلها الإعلام يعتقد كثيرون أن القوات الجوية، بالتعاون مع الجيشين الثانى والثالث الميدانين، هم من تولوا مهمة تنفيذ حرب أكتوبر المجيدة، وينسى كثيرون الدور الذى قام به جميع أفرع القوات المسلحة، لتحقيق النصر الخالد. وتضم القوات المسلحة عدة أفرع رئيسية، والدور العسكرى أثناء الحرب، قد لا يكون قتاليا على خط النار بالدرجة الأولى، فهناك الكثير من الأدوار التأمينية واللوجستية، التى تقوم بها قوات متخصصة، أثناء المعركة لمساعدة التشكيلات القتالية على خط النار. سلاح البحرية هو أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، مقر قيادتها فى رأس التين بالإسكندرية، لعب العديد من الأدوار البطولية فى تاريخه أبرزها تدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات» وإغراقها فى المياه الإقليمية، ببورسعيد فى 21 أكتوبر 1967، يوم عيد القوات البحرية.. وأمر الفريق أول فؤاد ذكرى، قائد القوات البحرية فى الحرب، بفرض حصار بحرى على إسرائيل بإغلاق مضيق باب المندب لاعتراض السفن والغواصات الإسرائيلية، وتواجدت فى عمق المياه غواصة من لواء الغواصات المصرى، مهمتها المراقبة، والاستعداد لضرب أى سفينة أو غواصة إسرائيلية تحاول دخول المياه الإقليمية بـ«الطوربيد» وأدت الغواصة مهمتها بنجاح، كما ضيقت الخناق على الملاحة الإسرائيلية فى البحر المتوسط، حيث تمركزت المدمرات المصرية فى المنطقة ما بين جزيرة «مالطة» والموانئ الليبية، لملاحقة سفن النقل البحرى الإسرائيلى. وفى حرب أكتوبر اكتشف القادة العسكريون أن القوات الإسرائيلية، وضعت فى مياه القناة عبوات شديدة الاشتعال من النابالم، لمنع قواتنا من العبور للضفة الشرقية، تمكنت تشكيلات من رجال الضفادع البشرية من لواء الوحدات الخاصة وسلاح المهندسين، من سد فوهات هذه الفتحات قبل بداية العبور. قبل حرب أكتوبر المجيدة سد لواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية فتحات «النابالم» فى قناة السويس، كما هاجم على المواقع البترولية والحفارات البحرية فى منطقتى «أبورديس» و«بلاعيم» التى كانت تضم حفارات بترول مصرية إيطالية ضخمة، تعمل فى أكبر بئرين للبترول، وبعد النكسة استولت إسرائيل عليهما، وبدأت فى استخراج البترول ونقله إلى إسرائيل، فطلب الرئيس السادات نسفها، حتى لو دمرت المنطقة كلها، ونجحت القوات البحرية فى ذلك. ومع بداية الحرب، ونجاح الطائرات المقاتلة فى قصف الأهداف التى حددها، بدأت المدفعية بالتمهيد النيرانى، واشتركت القوات البحرية بالمدفعية الساحلية، ولنشات المدفعية الصاروخية، فى قذف هذه الأهداف واقتحمت خط القناة شرق «بورفؤاد» وحاصرت وحدات من القوات الإسرائيلية فى شمال خليج السويس. وعملت القوات البحرية على حرمان إسرائيل من مصادر البترول، سواء من خليج العقبة أو من موانئ البحر المتوسط، وتمركزت مدمرات القوات البحرية فى مدخل البحر، والغواصات فى قلبه، والألغام البحرية فى ممراته، ونجحت فى إغراق ناقلة بترول إسرائيلية وفى إغلاق ميناء «إيلات». عقد مجلس الوزراء المصغر، برئاسة جولدامائير، رئيسة الوزراء، اجتماعاً طارئاً قرر خلاله وقف الملاحة البحرية فى ميناء «إيلات»، مما أثر بشكل كبير على إمدادات إسرائيل اللوجستية، وحد من قدرتها. سلاح آخر، لعب دوراً بطولياً فى الظل، هو «الدفاع الجوى» بقيادة الفريق محمد على فهمى، حيث أجمع المؤرخون على أن حائط الصواريخ الشهير، وفر حماية فعالة للداخل المصرى، ومثل حاجز صد، هو الأكبر فى تاريخ الحروب عامة، كما يعد أول استخدام للحرب الإلكترونية فى التاريخ، وقد أدى القائمون عليه دورهم بكفاءة فى منظومة دقيقة، غير مسبوقة، وتمكن من «لى ذراع» إسرائيل بإسقاط 83 طائرة فى اليوم الأول للقتال، مما دفع قائد القوات الجوية الإسرائيلية بإعطاء أوامره يوم 8 أكتوبر بعدم اقتراب الطائرات لأقل من 51 كيلومتراً شرق القناة. وأعادت العسكرية المصرية بناء قوات الدفاع الجوى بعد تدمير معظم المقاتلات المصرية على الأرض فى حرب 5 يونيو 1967، وفى الفترة ما بعد النكسة وحتى نصر أكتوبر عام 1973 خاضت مصر مشواراً طويلاً لتطوير الدفاع الجوى، تحت لهيب القصف الإسرائيلى، فتم تزويد الدفاع الجوى بالأسلحة والصواريخ سوفيتية الصنع، تمركزت فى أماكن استراتيجية، يصعب تفاديها أو رصدها، ومع حرب 1973 حطم دفاعنا الجوى الأرقام القياسية فى نشر وإطلاق الصواريخ يدوياً. |
#84
|
|||
|
|||
مدحت الحداد القيادي بالإخوان : كنت في فرقة إزالة ألغام لتأمين ميناء الإسكندرية في العبور المهندس مدحت الحداد، عضو شورى جماعة الإخوان المسلمين، أحد الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، وهو يراها أنها لمن تكن مجرد حرب، إنما الوسيلة الوحيد لإنقاذ مصر من الضياع الذى سببه عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، على حسب قوله. وقال «الحداد» لـ«المصرى اليوم»: إنه لم ينضم للإخوان إلا بعد خروجه من الجيش، ويرى أن اتفاقية كامب ديفيد أحد مصائب الرئيس الراحل أنور السادات، ولابد من تعديلها إو إلغائها، وفى الوقت نفسه يؤكد أنه من الصعب حالياً دخول حرب مع إسرائيل، كما ينادى بعض أعضاء التيارات الإسلامية، وإلى نص الحوار: ■ حرب أكتوبر.. ماذا تمثل لك.. وما ذكرياتك عنها؟ - لم تكن مجرد حرب، بل الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الأمة المصرية من الضياع، الذى خلفه عهد جمال عبدالناصر، فقد كنا نطلق النكت على أنفسنا ونسخر من هزيمتنا، وأذكر وقتها أن الأديب توفيق الحكيم، أصدر كتاب «عودة الوعى»، الذى أرى أنه أيقظ أفكار الشباب التى دمرت فى عهد «عبدالناصر»، الذى صدمنا فيه كزعيم كنا نضعه فوق الرؤوس، فكيف تفر فى عهده القوات المصرية أمام العدو الصهيونى، فى سابقة لم تحدث على مر تاريخ الأمة الإسلامية، فقد انهارت صورة الزعيم فى أذهاننا من القمة للقاع. ■ ماذا عن دورك فى الجيش أثناء الحرب؟ - كنت مجندا فى القوات البحرية، فى فرقة إزالة الألغام والقنابل، وكانت مهمتها تأمين الموانئ من أى قنابل يطلقها العدو، لذلك كانت فرقتى فى الإسكندرية لحماية وتأمين الميناء من أى هجوم، بالإضافة إلى ميناء السويس، وكنا مستعدين للتوجه إلى السويس لمساعدة زملائنا، إلا أن فرقة السويس كانت قائمة بدورها تماماً، فظللت طوال أيام الحرب فى ميناء الإسكندرية. ■ هل كنت عضوا بالجماعة فى هذا الوقت؟ - لا. ■ متى انضممت للجماعة؟ - عقب الحرب بعامين، أثناء تواجدى فى إحدى رحلات العمرة، بمنحة مخفضة من الجيش، مع عدد من قيادات الجيش، وجدت راحة شديدة فى الالتزام، ورافقت بعض أنصار السنة، وكانت هذه أفضل فترات حياتى، ووقتها فكرت أن أنضم لأى جماعة إسلامية، ووقع اختيارى على الإخوان المسلمين. ■ هل تعرفت بأى من قيادات التيار الإسلامى فى الجيش سواء من الإخوان أو تيار إسلامى آخر؟ - لم يكن لى أى علاقة وقتها بأى تيار، فكنت حديث التخرج وتركيزى كله فى الحرب، ولم أشاهد أى عضو من أى تيار إسلامى، خاصة أننى كنت وقتها بعيداً تماماً عن هذا الفكرة. ■ من هم أكثر المؤثرين عليك وكان السبب الرئيسى فى انضمامك للجماعة؟ - شقيقى عصام الحداد، مساعد الرئيس للشؤون الخارجية، وعدد من قيادات الجماعة، على رأسهم جمعة أمين، ومحمد حسين عيسى. ■لماذا تهاجم عصر «عبدالناصر»؟ - لأن فيه ماتت المثل وانهارت المبادئ خاصة فى يوم 9 يونيو، عندما ألقى خطاب التنحى، وقال: «كنا ننتظر العدو من الشرق فجاءنا من الغرب، فوقعت على كصدمة حينما سمعتها وهذه الجملة تذكرتها مؤخراً مع مقولة اللواء مراد موافى، رئيس جهاز المخابرات السابق، فى تبريره لأحداث رفح عندما قال: «لم أكن أتخيل أن مسلماً ي*** مسلماً ساعة الإفطار». ■ تيارات إسلامية تدعو دائماً لشن الحرب على إسرائيل.. فهل تؤيد هذه الدعوات؟ - ليس من الطبيعى الحديث عن حرب، ونحن قادمون من عصر حسنى مبارك، المدمر اجتماعيا واقتصاديا، لذلك من الصعب دخول حرب مع إسرائيل، لأن بلدنا تحتاج لبناء ونهضة قد تستغرق سنوات؟ ■ هل ترى أن هناك تجاهلاً إعلامياً للإخوان الذين شاركوا فى الحرب؟ - الإخوان تعرضوا لحرب إعلامية ضارية لم تتعرض لها أى جماعة أو جهة أو دولة، بدأت منذ 26 أكتوبر عام 1954، ولم تنته حتى الآن، وقد قادها العسكريون بأنفسهم، فى البداية ثم أعقبهم الليبراليون والماركسيون والاشتراكيون والناصريون. ■ هل هناك من قيادات الجماعة من شارك فى الحرب؟ - معظم القيادات الإخوانية الكبيرة كانت فى المعتقلات، وأعتقد أن العدد الذى شارك محدود جداً. ■ ماذا عن الرئيس الراحل «السادات»؟ - «السادات» قاد حرب أكتوبر وخرج مرفوع الرأس ورفع رؤوس المصريين جميعاً، والتف حوله العرب، وعملنا أكبر مشروع فى تاريخ مصر الحديثة، هو إنشاء وتأسيس الهيئة العربية للتصنيع المتخصصة فى تصنيع السلاح، الذى كانت الدول العربية تتولى تمويله، وأشرف عليه أشرف مروان، صهر «عبدالناصر»، إلا أنه توقف فجأة، بسبب المعاهدة، التى كانت أحد مصائب «السادات»، لأن العرب أوقفوا التمويل اعتراضاً عليها. ■ كيف استقبلت زيارة «السادات» لإسرائيل؟ - شىء مؤلم شعرنا به، فكيف أننا نشارك فى حرب ضد العدو، ويموت فيها الكثيرون، وفجأة تضيع دماؤهم هباء، كيف بعد كل هذه العمليات الاستشهادية، نضع يدنا فى يد العدو. ■ هل ممكن تغيير المعاهدة خاصة بعد وصول الدكتور محمد مرسى للرئاسة.. وهل ترى إمكانية تنمية سيناء؟ - نعم، من الممكن تغييرها لمرور أكثر من 30 عاماً على توقيعها، لأنى اعتبر بنودها سقطت بمرور المدة، بالإضافة إلى تعديلها بإضافة مميزات جديدة لمصر. |
#85
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاكِ الله خيراً وبارك لكِ وبارك فيكِ أستاذة أم فيصل . |
#86
|
|||
|
|||
عبود الزمر عن حرب «أكتوبر»: تقدمنا 15 كيلو في العمق.. والثغرة أعادتنا أكد الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أنه شارك فى حرب 1973، ضمن إحدى فرق المدرعات فى الجيش الثانى وكان سلاحه الأساسى المخابرات الحربية. وروى الزمر لـ«المصرى اليوم» ذكريات الانتصار فقال: «عندما عبرت الطائرات المصرية قناة السويس وعادت سالمة بعد تحقيق أهدافها فى قصف أهداف العدو، شعرنا بسعادة غامرة أخرجتنا من مرارة الهزيمة التى عشنا فيها جراء نكسة 1967». وأضاف: كنا صائمين آنذاك لكننا لم نشعر بالجوع أو العطش، وعندما بدأت القوات البرية فى الاقتحام نادت مكبرات الصوت (الله أكبر) لتحث الجيش على المضى قدما لتحرير سيناء، وبالفعل عبرت القوات المسلحة بالقوارب المطاطية تحت وابل من المدفعية، وتمكنت من اقتحام القناة على طول الجبهة- 130 كيلو- وذلك بعد أن قامت القوات المسلحة بعمل الكبارى ليلا ليستخدمها الجنود فى العبور، وكنا نتناول إفطارنا فى مراكز القيادة. ويكشف أنه شارك فى المعركة يوم 12 أكتوبر فيما سمى «معركة الدبابات الكبرى» عندما بدأت الدبابات فى عبور القناة، وقال: فى بداية الحرب كانت الدبابات فى الخلف. وبعد أن أنهى الطيران مهمته اندفعنا فى اتجاه «المحور الأوسط» وألحقنا خسائر فادحة بصفوف العدو. أما المشهد الذى لم يغب عن بالى- والكلام لعبود- فهو هجوم الطيران الإسرائيلى على الدبابات المضادة للطائرات حيث ثبت المقاتل المصرى على الدبابة أمام الطيارين الإسرائليين بجرأة منقطعة النظير وكأنه لا يهاب الموت، حتى إن العشرات من جنودنا البواسل لفظوا الشهادة وهو يرددون «الله أكبر» حتى كتب لنا الله النصر فى النهاية. ويستطرد قائلا: «تقدمنا لعمق 15 كيلو فى عمق سيناء لكن جاءت الأوامر من القيادة بالعودة بعد اختراق الثغرة فعدنا مرة أخرى لتأمين الجبهة الداخلية بعد تمكن القوات الإسرائيلية من العبور من جانبنا الأيمن، وطلب منا محاضرة الثغرة من الجانب الآخر، وبالفعل نجحنا فى ذلك حتى قرار وقف إطلاق النار، وبدء المفاوضات لعودة بقية سيناء المحتلة». |
#87
|
|||
|
|||
نجل مرسي: والدي حاول التطوع في الجيش عقب حرب 1967 ورفضوه لصغر سنه قال «أسامة» نجل الرئيس محمد مرسي إن والده كان طالباً بكلية الهندسة أثناء اندلاع حرب العاشر من رمضان، الأمر الذي حال بينه وبين المشاركة فيها. وأضاف أسامة في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن والده حاول التطوع في الجيش أثناء نكسة 1967، لكن الجيش رفض لصغر سنه، وقد سعى لذلك لرغبته في المشاركة لخدمة الجيش ونصرة الأسرى، لكنه لم يسع للمشاركة في حرب أكتوبر، لأنها كانت حرباً مفاجئة. وقال أسامة: والدي تابع أحداث هذا اليوم مثل أي مواطن عادي، وجاء التحاقه بالجيش بعد تخرجه الجامعة عام 1975، وتم تجنيده في سلاح الحرب الكيماوية بسبب تخصصه في كلية الهندسة. وقال الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إنه كان رهين السجن أثناء حرب العاشر من رمضان، بسبب اتهامه في قضية تنظيم 1965. |
#88
|
|||
|
|||
صائد الدبابات الأول: أخشى أن يقول الجيل الجديد إن الإخوان أصحاب نصر أكتوبر الإخوان تنظيم متشعب وينسبون كل شىء لأنفسهم، وأخشى أن يقول الجيل القادم منهم إن الإخوان هم فقط من انتصروا فى حرب أكتوبر». بهذه الكلمات ألقت الأحداث الراهنة بظلالها على ذكرى أكتوبر فى ذهن محمد المصرى، صائد الدبابات فى حرب أكتوبر. ويضيف «المصرى»: «لو تخلص الإخوان من الأنانية ستكون مصر من الدول العظمى خلال فترة قصيرة فلابد أن يتركوا شهوة الانتقام من النظام القديم وينظروا للأمام». ويطالب «المصرى» الرئيس محمد مرسى بالانسلاخ عن الإخوان، حتى ينجح فى حكم مصر مثلما فعل الرئيس السادات فى ثورة التصحيح، لأن «الجماعة» لها أفرع فى جميع دول العالم، ولو احتاجت مصر لقرار بحل عسكرى لأى مشكلة فلن يكون سراً، فى ظل وجود الإخوان فى الحكم. وعندما سألناه هل نال حقه من التكريم قال: «جئت إلى البحيرة لكى أجد قطعة أرض أزرعها وأورثها لأبنائى، لكننى لم أستطع، رغم تخصيص الأراضى لكل من هب ودب، كما فشلت فى شراء شقة، لأننى لا أملك المقدم الكبير لها وابنى الثانى متزوج، وأصرف عليه من معاشى، لأنه دون وظيفة حتى الآن، لكن ماذا يفعل بعد وفاتى؟!». ويحكى «صائد الدبابات» عن نشأته وبطولته بقوله: تربيت يتيماً، حيث مات والدى وعمرى 9 سنوات وتحملت مسؤولية الأسرة بجانب الدراسة، وعرفت معنى أن أكون فقيراً، لكن عزيز النفس، وعندما انتهيت من الثانوية العامة التحقت بالقوات المسلحة ودخلت سلاح الصاعقة، ثم انتقلت إلى المظلات، وقبل الحرب تم إلحاق الفصيلة التى أنتمى إليها على الفرقة الثانية مشاة تحت قيادة اللواء حسن أبوسعدة، وكان سلاحنا هو صاروخ روسى وزنه 6 كيلو جرامات ومداه 3 كيلو مترات، وهو مضاد للدبابات. ويضيف: كان الموقف صعباً، لأن ثمن الصاروخ وقتها 500 دولار، ثم ارتفع إلى 1500 دولار، وكنا نريد تحرير الأرض، وأنا أعرف أن المبلغ تم توفيره من قوت إخوتى، وكنا نخرج فى مهمات خلف خطوط العدو ونعرف أننا لن نرجع، لكننا نريد الثأر لكرامتنا، كنا نعانى، وكانت مهمتنا يوم 8 أكتوبر وقف مرور الدبابات الإسرائيلية إلى كوبرى الفردان، وكان معى قائدى النقيب صلاح حواش فى حفرة واحدة، وبدأت فى مهمتى مع ظهور الدبابات الإسرائيلية، ولا أنسى هتاف البطل (حواش) بعد أول دبابة أصبتها (مسطرة يا مصرى مسطرة)، وتوالت الدبابات التى أصيبها، وفى إحدى المرات وبعد أن أصبت دبابة كان النقيب صلاح حواش يعطينى شربة ماء، وبعد أن التفت إليه لم أجده بجانبى ووجدته أشلاء بعد أن أصابته دانة. ويتابع: «مساء أحد الأيام استدعانى اللواء حسن أبوسعدة، ووجدت معه شخصاً آخر قال إنه عساف ياجورى، قائد اللواء 190 الإسرائيلى، وإنه أراد مشاهدة الجندى الذى أصاب دبابته وأن يقبل أصابعى، لكننى رفضت». «المصرى» خرج من معارك الدبابات بغنيمة وصلت إلى 27 دبابة استخدم لإصابتها 30 صاروخاً، وهو رقم قياسى عالمى. كانت مفاجأة لـ«المصرى»، عند تكريم أبطال الحرب فى مجلس الشعب، وأن يجد بطلاً آخر يتم تكريمه على أنه صائد الدبابات وهو محمد عبدالعاطى الذى دمر 23 دبابة، مؤكداً: الخطأ الذى حدث نتيجة وفاة قائدى، فلم يكن قد تم إبلاغ جميع الدبابات التى دمرتها، لكن تم إثبات ذلك، بعد هدوء الحرب، وهذا أتاح لى لقاء الرئيس الراحل السادات فى بيته، وفى الطريق له قال لى المشير أحمد إسماعيل، القائد العام للقوات المسلحة الأسبق: «لا تسلم على الرئيس، حتى يمد يده»، وعندما دخلنا منزل الرئيس استقبلتنى قرينته السيدة جيهان السادات، ورحبت بى ترحيباً حاراً وبعد ذلك نزل الرئيس ووجدته يأخذنى فى حضنه. ويتذكر «المصرى» المشهد بقوله: «أحسست فى حضن الرئيس السادات بأنه أبى الذى فقدته وعمرى 9 سنوات، وظللت فى حضنه ربع ساعة»، وظل الرئيس يحكى لى عن حياته، وتناولت طعام الغداء معه، وعندما رآنى لا أجيد التعامل مع الشوكة والسكينة قال لى «سيب الشوكة والسكينة وعك يا محمد مايهمكش». نال «المصرى» بعد هذا اللقاء نجمة سيناء، أعلى وسام عسكرى مصرى، ودعاه السادات لحضور افتتاح قناة السويس، وبعدها توارى عن الأنظار، ونسيه الإعلام الذى ظل مهتماً بالبطل محمد عبدالعاطى، وعاد إلى مركز أبوالمطامير، ليقيم فى منزله المتواضع ويتم تعيينه فى مجلس المدينة. وعن رأيه فى الثورة قال: «كنت أذهب إلى ميدان التحرير فى المليونيات حتى يوم 11 فبراير بصحبة اللواء محمد الصول، ورأيت جواً روحانياً، رغم الاختلاط بين الشباب والبنات، ولم تحدث واقعة تحرش واحدة، وبعد تنحى (مبارك) الحال تبدل ولم أذهب»، مبدياً أسفه لعدم تحسن الأوضاع بعد الثورة، وقال: «بقالنا سنتين بنتكلم وماشفناش حد اشتغل أو عمل حاجة مفيدة. |
#89
|
||||
|
||||
مشاركة الجيش العراقي في حرب 6 اكتوبر
شارك الجيش العراقي البطل في كل الحروب العربية ضد إسرائيل بداية من حرب 48 الى حرب اكتوبر 1973 وكان دائما فى مقدمة الجيوش العربية حاملا لواء الدفاع عن مقدرات هذه الامة بكل بسالة وتضحية.
نقش هذا الجيش اسمه بحروف من ذهب فى اخر الحروب العربية الاسرائيلية حرب اكتوبر والتى شارك فيها العراق بالقوات التالية: الجبهة السورية: ثلاثة أسراب ميج 21 سرب ميج 17 فرقة مدرعة فرقة مشاة وتجاوز عدد افراد هذه القوات الستون الف مقاتل الجبهة المصرية: شارك العراق بسرب هوكر هنتر على طريق الحرب ما أن اتخذ العراق قراره بالمشاركة في الحرب حتى اتصل الرئيس احمد حسن البكر بالرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد هاتفيا واعلمهما أن العراق قرر إشراك جزء من طيرانه في المعركة إلى جانب سورية وان القوات الجوية العراقية مستعدة لتلبية كل طلبات جـــــــناح ال( هوكر هنتر ) الموجود في مصر منذ السادس من نيسان 1973 ، فأعرب الرئيسان المصري والسوري عن ارتياحهما وشكرهما (20) وصدرت الأوامر إلى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية بالعمل الفوري على تنفيذ أوامر القيــادة العراقية وبدأت آلة القوة الجـوية بالدوران .. في ليلة 6-7 /10/ 1973 وضعت القوات البرية العراقية بالإنذار وصدر الأمر إلى آمر اللواء الآلي الثامن أمرا بالحركة نحو الحدود السورية في صباح 7/10 كتدبير استباقي للدخول فورا إلى ساحة المعركة بعد حصول موافقة الحكومة السورية ..وفي اجتماع يوم 7/ 10 اتخذت القيادة العراقية أربعة قرارات مهمة هي : 1. تأميم حصة أمريكا في شركة نفط البصرة واعتبار ذلك شرارة المعركة السياسية النفطية ضد الولايات المتحدة كونها شريك فعلي في الحرب ضد الأقطار العربية وداعم رئيس لإسرائيل بالأسلحة ، ويأتي هذا الأجراء تطبيقا لشعار استخدام النفط كسلاح في المعركة القومية .. 2. إرسال مزيد من القوات الجوية على وجه السرعة إلى الجبهة الشمالية لدعم القوات السورية وإسنادها .. 3. إرسال اكبر ما يمكن من القوات البرية ، وخاصة المدرعة منها ، إلى سوريا على وجه السرعة .. 4. إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، ودعوتها إلى حل المشاكل بين العراق وبينها بالطرق السلمية ، وعن طريق المفاوضات ، لتامين الجبهة الشرقية للعراق(21) وفي السياق نفسه ذكر تقرير عن حرب تشرين (22) أن العراق سارع إلى الاتصال بالاتحاد السوفيتي طالبا منه الضغط على إيران لكي لا تستغل سحب قطعات من القوات العراقية وإرسالها إلى سوريا ، وبالفعل وجه الاتحاد السوفيتي تحذيرا إلى إيران من مغبة استغلال الظروف والاعتداء على العراق وحرك السوفيت بعض قطعاتهم العسكرية نحو الحدود الإيرانية .. ويضيف التقرير : وهكذا تسنى للعراق إرسال المزيد من القوات العراقية إلى سوريا ولعبت دورا مشهودا في إيقاف زحف المدرعات الإسرائيلية نحو دمشق (23) .. وفي صباح يوم 7/10 ، وعندما كانت كتائب اللواء الآلي الثامن في طريقها إلى سوريا ، أرسلت الحكومة العراقية إلى الحكومة السورية برقية تعلمها فيها عن قرار العراق بوضع كل ثقله العسكري البري والجوي في خدمة المعركة ، وقابل السفير العراقي نائب رئيس الحكومة السورية في صبيحة نفس اليوم وابلغه مضمون البرقية .. وكان جواب الحكومة السورية في اليوم نفـــــــسه : ( أنها تلقت النبأ بشكر واعتزاز وأنها ترجو معرفة موعد التحرك وحجم القوات ونوعيتها ) (24) ..وفي مساء نفس اليوم قابل السفير العراقي الرئيس الراحل حافظ أسد الذي ( أبدى شكره واعتزازه بقرار الرئيس والقيادة في العراق بشان القرار القومي التاريخي بمشاركة العراق بكل ثقله في المعركة .. وأعرب عن أمله في وصول القوات العراقية بأسرع وقت ممكن وبأكبر حجم ممكن .. ورجا معرفة موعد تحركها وتعدادها ونوعيتها .. وأشار بان سوريا بحاجة لدبابات تي 54 وتي 55 إضافية )(25) .. وبينما كان السفير العراقي يقابل المسئولين السوريين ويتلقى تحيات الشكر ، كان جنود الجيش العراقي يحزمون أمتعتهم ويملئون خزانات الدبابات والعربات المدرعة بالوقود ويحملون صناديق القنابل في الشاحنات وينظفون أسلـــــــــــحتهم ويتهياون للحركة عند صدور الأمر بذلك ..ومرة أخرى قابل السفير العراقي في اليوم نفسه وزير الخارجية السوري بناء على طلبه وأكد له الوزير : ( على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت ممكن وبأكبر حجم ممكن ورجا أن لا تقل عن فرقتين بكامل دروعهما ) (26) .. تحشد القوات العراقية عندما اتخذت القيادة العراقية قرار المشاركة الفعلية في حرب تشرين والتحول من دولة مشاركة إلى دولة مواجهة ، وجدت القيادة العسكرية نفسها أمام معضلة استراتيجية تتمثل في نقل قواتها من العمق السوقي ( ألاستراتيجيي ) إلى العمق ألعملياتي والتعبوي وتامين الحشد المطلوب في ساحة المعركة تحت ضغط عامل الزمن .. وكانت هذه القيادة تعرف أن الحروب العربية الإسرائيلية تدور ضمن مهلة زمنية محدودة تفرضها طبيعة الصراع وحساسية المنطقة التي تدور فيها المعارك وتأثير القتال على الأمن والاقتصاد العالميين وتعي جيدا أن المشاركة العسكرية في القتال لن تكون فعالة إلا إذا تمت بحجم مناســب وفي الوقت المناسب .. وكان تحشيد القطعات العراقية من مقراتها ومعسكراتها الموزعة في عموم العراق ومن ثم انتقالها الاســتراتيجي السريع يشكل معضلة متعددة الوجه أبرزها : 1. انتشار القطعات البرية : من المعروف أن هذه القطعات لم تكن محتشدة أو قريبة من الحدود السورية العراقية قبيل اندلاع الحرب ، بل كانت منتشرة في مقرات ومعسكرات بعيدة وموزعة في معظمها قرب الحدود الشرقية للعراق بسبب الوضع المتوتر مع إيران وعدم حسم المسالة الكردية ، لذلك اتخذت القيادة العسكرية سلسلة من الإجراءات الفورية حول إعادة انتشار هذه القطعات وتنقل البعض منها من العمق السوقي إلى مناطق تجمع في وسط وغرب العراق .. 2. طول مسافة الحركة : لقد فرض انتشار القوات وبعد العراق عن جبهة القتال مع العدو الإسرائيلي عاملا مهما هو طول مسافة الحركة مما اضطر القيادة العسكرية العراقية إلى نقل بعض القطعات بالطائرات من معسكراتها البعيدة إلى قاعدة الوليد الجوية غرب العراق ونقل باقي القطعات على مراحل وتجميعها في أماكن قريبة من الطريق الدولي ( بغداد – الرمادي – الرطبة – أبو الشــامات – دمشق ) الذي يبـلغ طوله حوالي (1000) كم ، في حين تم تحريك ألوية المشــاة المتمركزة في شمــــال العراق إلى التنقل عبر محور ( الموصل – حلب – دمشق ) .. 3. ضخامة القوة المتحركة : حرك العراق إلى سوريا منذ يوم 7/10/ 1973 وحتى يوم 24/10 قوات عسكرية ضخمة ، ولقد عبر اللواء الركن (إسماعيل تايه ألنعيمي ) معاون رئيس أركان الجيش العراقي لشؤون العمليات آنذاك ، والذي كان قد وصل إلى دمشق جوا في 8/ 10 لاستقبال القوات العراقية ، عن ضخامة القوة المتحركة من العراق إلى سورية بان قال لوزير الدفاع الســــــــوري اللواء ( مصطفى طلاس ) : ( لقد جاءك جيش بدايته في الشام ونهايته في دمشق ) (27)..والحقيقة التي تم معايشتها شخصيا في تلك الفترة هي أن الارتال العسكرية العراقية التي بدأت بالتنقل إلى سوريا ، قسم منها محمول وقسم منها على السرفات ، كانت ذيولها الإدارية تمتد من بغداد إلى معسكراتها في الرمادي والموصل والعمارة وشرق العراق وغيرها من ألاماكن على شكل أصابع الكف .. 4 . نقص وسائط الحركة : في ضوء توجه العراق بالتحول من دولة مشاركة إلى دولة مواجهة فقد عملت القيادة العراقية على إعطاء اهتمام اكبر لمسألة رفع مستوى حركية القوات المسلحة ، وهذا ما دفعها بالفعل إلى البدء بمكننة القوات البرية وتوسيع الاهتمام بالنقل الجوي وتعزيز شبكة المواصلات الداخلية ، ومع هذه الإجراءات إلا أن عدم وجود خط استراتيجي لسكة الحديد بين دمشق وبغداد ومحدودية استيعاب طرق الاتصال البري الجيدة المتوفرة بين العراق وسوريا حددت من عملية تنقل القطعات على هذه الطرق ، الأمر الذي أدى إلى تزاحم الارتال خاصة على الطريق الرئيس ( بغداد – أبو الشامات – دمشق ) وكان من الممكن أن يؤدي هذا إلى وقوع خسائر كبيرة لو أن الطيران الإسرائيلي كان محتفظا بفاعليته الأساسية وانهماكه بالقتال على الجبهتين السورية والمصرية بالإضافة إلى عامل آخر يعتقد الباحث بصحته وهو أن معلومات العدو الاستخبارية عن سرعة التحشد العسكري العراقي كانت قليلة أو غير دقيقة .. 5. حماية الارتال من الضربات الجوية : كان محور تقدم القطعات العراقية أرضا مكشوفة وكان القسم الواقع منه داخل الأراضي السورية يقع ضمن مدى عمل القوة الجوية الإسرائيلية ، كما لم يكن الجيش العراقيقد حصل بعد على صواريخ ارض - جو سام 6 المتحركة أو علــــــــى صواريخ الكتف ارض – جو / سام 7 ( ستريلا ) وكانت الحماية تعتمد على الرشاشات والمدافع المضادة للطائرات ، ومع ذلك فان الباحث ( كونه شاهد عيان ومشارك في الحرب ) لم تؤشر لديه معلومات بتعرض هذه القوات إلى هجمات جوية إسرائيلية مؤثرة ولا يستبعد أن تكون الطائرات الإسرائيلية قد قامت باستطلاع حركة القوات العراقية بعد وصولها إلى سوريا .. 6. الحماية من كمائن القوات المحمولة جوا : كانت لدى القوات الإسرائيلية إمكانية عسكرية للقيام بعمليات محمولة جوا أو بإجراء عمليات إنزال خلف خطوط القوات العربية من خلال لوائين محمولين جوا باستخدام طائــــرات ســـمتية نوع ( سوبر فرلون ) الفرنســـــــــــــــــية و( سيكوريسكي ) الأمريكية ، لذلك تحسبت القيادة العسكرية العراقية لهذا الاحتمال وزادت من اجراءات الحيطة والحذر ضد هذه العمليات .. ورغم هذه المعضلات والعقبات التي اعترضت أو كان من المتوقع أن تعترض القوات العراقية خلال تنقلها فقد نفذت عملية التنقل الاستراتيجية بكفاءة وسرعة جيدتين واستطاعت التغلب على جميع المعضلات بسبب عوامل عديدة أبرزها وقوف القيادة السياسية وراء عملية التحشد ودعمها لها ماديا ومعنويا والتزام المقاتلين العراقيين بالتعليمات الصادرة بهذا الخصوص وتفانيهم في أداء واجبا تهم وحالة الاستعداد الجيدة التي اتسمت بها القوات العراقية والإعداد الإداري الجيد للمعركة وارتفاع مستوى التدريب للضباط والمراتب والكوادر الفنية وفهمهم الكامل لمشكلات التنقل وكيفية التغلب عليها وارتفاع مستوى الصيانة الفنية للآليات مما انقص الأعطال إلى الحد الأدنى ومنع تساقط الآليات أو تخلفها خلال الحركة الطويلة التي زادت عن ألف كيلو متر في ظروف بالغة الدقة والتعقيد (28).. |
#90
|
|||
|
|||
وثائق الأمن القومي الأمريكي: CIA والموساد فشلتا في التنبؤ بموعد «العبور» نشر مركز «أرشيف الأمن القومى» الأمريكى الوثائق السرية الخاصة بحرب 6 أكتوبر بعد مرور 30 عاما على الحرب فى 2003 بمقتضى قانون حرية الاطلاع على المعلومات. وتغطى الوثائق الفترة بين شهر مايو 1973 حتى انتهاء العمليات العسكرية وبدء مفاوضات فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل فى نوفمبر. وهى عبارة عن مذكرات رسمية وتقارير سرية كتبها المسؤولون فى وزارة الخارجية الأمريكية، ومجلس الأمن القومى، وسفارات الولايات المتحدة فى كل من مصر والسعودية والأردن وإسرائيل، وكذلك محاضر جلسات رسمية ضمت الرئيس الأمريكى الراحل ريتشارد نيكسون، وحافظ إسماعيل مستشار الرئيس الراحل أنور السادات للأمن القومى، وجولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك وغيرهم من الشخصيات التى لعبت دورا فى مفاوضات الحرب ووقف إطلاق النار خاصة وزير الخارجية الأسبق ومستشار شؤون الأمن القومى الأمريكى هنرى كيسنجر. وأظهرت الوثائق الأمريكية أن كلا من المخابرات الإسرائيلية والأمريكية لم يتوقعا اندلاع حرب السادس من أكتوبر، وتكشف وثيقة بتاريخ 4 أكتوبر 1973 أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والقيادة السياسية كانوا يفترضون عدم قدرة القوة العسكرية المصرية على شن حرب، وقللوا من إمكانية نشوب الصراع قبل 1975 حتى تتمكن القوات الجوية المصرية والسورية من الاستعداد لذلك، كما أن الجيش الإسرائيلى والقادة السياسيين كانوا يقللون من قدرة العرب عامة على القتال. إخفاق المخابرات الأمريكية فى التنبؤ بموعد الحرب تؤكده وثيقة أخرى بتاريخ 23 أكتوبر 1973 لاجتماع بين هنرى كيسنجر ورئيس قسم المخابرات فى وزارة الخارجية الأمريكية راى كلاين الذى قال حسب الوثيقة: «كانت الصعوبة التى واجهتنا تعود فى جانب منها إلى أننا قد خضعنا لعملية غسل مخ من جانب الإسرائيليين الذين قاموا بعملية غسل مخ لأنفسهم». وتظهر الوثائق أن مصر عرضت السلام مع إسرائيل قبل حوالى 5 أشهر من الحرب، بحسب وثيقة للقاء بين حافظ إسماعيل وكيسنجر، وقال إسماعيل: «لقد وصلنا إلى حد القبول بالدخول فى اتفاق سلام مع إسرائيل. وهذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها رئيس دولة عربى فى نحو ربع قرن باتخاذ قرار يعلن استعداده للدخول فى اتفاق سلام مع إسرائيل.. ومن هنا، إذا لم يكن هذا هو الحل الذى تريده مصر، فماذا بقى لها؟ أن تقبل بالأمر الواقع؟ أو أن تمضى إلى الحرب؟»، ورد عليها كيسنجر قائلا: «لقد حاولت فى المرة الماضية أن أشرح لك ما أفكر فيه، إقرارنا بالسيادة المصرية، وأكدت لك أن إسرائيل ستعارض ذلك بشدة». بدأت حرب الشائعات فى ربيع 1973 وخلال شهر سبتمبر من العام ذاته جمعت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «تحذيرات محددة» حول نوايا مصر وسوريا شن هجوم فى «المستقبل القريب»، وتكشف رسالة من برنت سكوكروفت مساعد كيسنجر فى 5 أكتوبر أن العاهل الأردنى الراحل الملك حسين حذر رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير فى سبتمبر من أن القوات السورية بدأت فى اتخاذ مواقع الهجوم، هذه التطورات أقلقت الإسرائيليين لكن الاستخبارات الإسرائيلية استبعدت نشوب حرب كبرى. والتقط الإسرائيليون عددا من الإشارات التى توحى باقتراب الحرب، حسب وثيقة بتاريخ 4 أكتوبر، ومنها بدء الروس فى إجلاء عائلات الدبلوماسيين فى كل من مصر وسوريا، وحذر مصدر سرى الموساد من احتمال هجوم منسق، كما كشف الاستطلاع الجوى زيادة فى انتشار الأسلحة على طول قناة السويس. وفى وثيقة بتاريخ 6 أكتوبر 1973، يوجز كيسنجر الموقف للرئيس نيكسون، فيخبره بأن القتال قد اندلع على الجبهتين المصرية والسورية. ويقول فى مذكرته إلى الرئيس: «نجح المصريون فى عبور قناة السويس فى مناطق قليلة، وهم يحاولون الاحتفاظ بمواطئ أقدام فى سيناء. ويمكن توقع هجمات إسرائيلية مضادة على هذه المواقع أثناء الليل. وسيكون الإسرائيليون معارضين بشدة لوقف إطلاق النار والعودة إلى الوضع الذى كان قائماً. وعن التحركات الدبلوماسية، يقول كيسنجر: «عندما بدأت الأعمال القتالية، قمنا باستطلاع احتمال الحصول على مساندة السوفييت لاجتماع لمجلس الأمن، يدعو إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى الوضع الذى كان قائماً، ولم نحصل على جواب، ولم نطلب رسمياً انعقاد مجلس الأمن». وأعرب كيسنجر عن اعتقاده فى أن العرب سيهزمون فى 72 ساعة وذلك فى الحوار الذى دار بينه وبين السفير الصينى هوانج شين يوم 6 أكتوبر. وقال كيسنجر: «قبل بدء القتال اليوم وبالنسبة لليوم والغد. سيظن العرب أن هذه العودة إلى خطوط ما قبل بدء القتال ليست فى صالحهم. إنهم يظنون أن هذا بمثابة مطالبتهم بالتنازل عن شىء فى أيديهم ومع حلول يوم الثلاثاء أو الأربعاء، إذا لم تكن الحرب قد انتهت، فإن العرب سوف يتوسلون إلينا لتحقيق ذلك لهم، حيث إنه فى خلال 72 أو 96 ساعة سيكون العرب قد هزموا تماما. ونحن نفكر فى هذا الموقف، وليس فى الموقف القائم اليوم حيث كسبوا قدرا قليلا من الأراضى». وبعد مرور يوم على بداية الحرب، أرسل حافظ إسماعيل، لكيسنجر رسالة سرية، حدد أهداف الحكومة المصرية من الحرب، ومنها استعادة حدود عام 1967 وهو ما وجده كيسنجر غير مقبول، إلا أنه رأى أنها رسالة مهمة للغاية، لأنها توضح أن القاهرة تتعامل مع واشنطن كلاعب أساسى فى عملية السلام وأظهرت كذلك اعتدال السادات، وأوضحت أنه لا يسعى لـ«توسيع المواجهة». واستجاب كيسنجر بسرعة للرسالة، وطلب من السادات وإسماعيل توضيح خطة الانسحاب من الأراضى. واحتوت وثيقة أخرى على نص اجتماع لهيئة الأمن القومى، لتقييم الوضع منذ اندلاع الحرب، وجاء بها أنه بينما كان يحاول كيسنجر وقف إطلاق النار، وتحدث مع الموظفين عن القضايا التى تؤرقه، منها موقف حلفائه خاصة فى أوروبا الغربية. عتقد الأدميرال توماس مورير من هيئة الأركان الأمريكية المشتركة فى الاجتماع الذى تم عقده فى غرفة دراسة الموقف بالبيت الأبيض أن عبور الدبابات الإسرائيلية للقناة سيتم بمجرد غارة على الدفاعات الجوية المصرية، وأن المصريين لن يستطيعوا إبقاء سيادتهم عليها لمدة طويلة. واستعرض كيسنجر فشل تقدير الاستخبارات للصراع العربى الإسرائيلى قبل الحرب، واستبعادها احتمال وقوع هجوم على إسرائيل، واستعرض كذلك الاستراتيجية التى استخدمتها الدول العربية، وكذلك تفسير السلوك السوفييتى، وأوضح كسينجر فى الاجتماع أنه «لا يمكن التسامح مع هزيمة إسرائيل ولكن فى نفس الوقت لا يمكن أن نضع سياستنا رهن أيديهم، ومن المهم البقاء على اتصال وثيق مع الدول العربية المشاركة». وفى مقابلة بين سميحا دينتز السفير الإسرائيلى بأمريكا وهنرى كيسنجر يوم 9 أكتوبر، جرى الحوار التالى والذى يظهر فيه كيسنجر غير مصدق ما حدث فى الحرب، حيث قال: «إننى لا أستطيع أن أفهم كيف أمكن لذلك أن يحدث. كانت استراتيجيتنا أن نعطيكم حتى مساء الأربعاء، وببلوغ ذلك الوقت، كنت أظن أن الجيش المصرى بكامله سوف يكون حطاما.. نحن نواجه مشاكل ضخمة. لقد توقعنا انتصارا سريعا. كانت استراتيجيتنا بالكامل هى التأجيل (فى استصدار قرار بوقف إطلاق النار) حتى يوم الأربعاء». وردد فى إحدى الوثائق التى تعود لتاريخ 10 أكتوبر أن مصدراً سرياً بالحكومة المصرية زود الولايات المتحدة بوضع مصر العسكرى، وبعض التطورات السياسية، الأمر الذى علمت به وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، ونشرت تقارير متضاربة حول أهداف مصر، وهى إما أن تأخذ سيناء أو أن تتوغل فى شبه الجزيرة بما يعزز موقفها فى التفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث بلّغ المصدر بأن هدف السادات هو التوغل فى سيناء بقدر محدود يسمح له بجذب انتباه واشنطن وتل أبيب، رغم أن المصدر لم يعط معلومات دقيقة حول مساحة دخول الجيش المصرى إلى سيناء. وأشارت وثيقة أخرى بتاريخ 10 أكتوبر أيضاً إلى أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى تعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار حسب قدرات كل من مصر وإسرائيل على الحسم العسكرى، وأنه فى الوقت الذى كانت فيه موسكو متشككة من قدرة العرب على إحراز مكاسب عسكرية، ركزت على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار طوال فترة الصراع. إلا أن الوثيقة أشارت إلى رغبة السادات فى مواصلة القتال من أجل الحصول على تنازلات سياسية من إسرائيل فى حين أن الأخيرة رفضت وقف إطلاق النار فى وضع يترك العرب فى موقف عسكرى متقدم. فى المقابل، حاولت الولايات المتحدة المماطلة فى المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار حتى تتمكن إسرائيل من التقدم عسكرياً. وتظهر وثيقة أخرى أن كيسنجر سمح لإسرائيل بخرق موعد وقف إطلاق النار الذى كان قد اتفق عليه شخصيا مع القيادة السوفيتية فى 20 أكتوبر، وذلك لكى تتمكن من تحسين موقفها العسكرى وتعزيز موقفها التفاوضى فى مرحلة لاحقة. وثبت فى محضر اجتماع بين كيسنجر ورئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير فى 22 أكتوبر أنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتقوم بخرق وقف إطلاق النار، مما ترتب عليه تشديد الحصار على قوات الجيش الثالث على الضفة الغربية للقناة بعد تمكن القوات الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون من العبور إلى تلك الضفة فيما يعرف باسم ثغرة الدفرسوار. وأعطى كيسنجر مساحة من الوقت للإسرائيليين فى تفسير وقف إطلاق النار حتى يتمكنوا من متابعة العمليات العسكرية قبل دخوله حيز التنفيذ. وأكد لجولدا مائير أنه لن تكون هناك احتجاجات عنيفة من واشنطن إذا حدث شىء خلال الليل أثناء تواجده فى الطائرة فى الطريق إلى الولايات المتحدة. وفى نفس الاجتماع قال كيسنجر لمائير إن وزير الخارجية الروسى، بى جروميكو، قد تنحى، وقال له «إن الخطر الرئيسى بالنسبة لمصر هو أن تصاب بالفزع، فحجم قوات إسرائيل التى عبرت القناة ليس كبيرا، وإنه إذا تمكن المصريون من التماسك، فإن قواتكم (القوات الإسرائيلية) ستنهار». وأظهرت إحدى الوثائق بتاريخ 20 أكتوبر غضب كيسنجر بعد توصية من الرئيس الأمريكى نيكسون بضرورة إيجاد تسوية مع الاتحاد السوفيتى لوقف إطلاق النار، واتخاذ نهج صارم وممارسة ضغوط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق، فيما كان كيسنجر يميل نحو المصالح الإسرائيلية. وأشارت وثيقة أخرى ترجع إلى نفس التاريخ إلى تجاهل كيسنجر تعليمات نيكسون، واعترافه إلى الجانب الروسى بعدم قدرة نيكسون على تقييم الموقف على خلفية فضيحة «ووتر جيت»، واعتبر كيسنجر أن تنفيذ تعليماته ستدمر ما تبقى من نفوذ تفاوضية. وذكرت الوثيقة أن رؤية نيكسون التى تقتضى فرض إرادتها على مصر وإسرائيل تتعارض تماماً مع عزم كيسنجر على إخراج الاتحاد السوفيتى من عملية السلام فى الشرق الأوسط. وكشفت إحدى الوثائق عن إصدار كيسنجر أوامر باستمرار الجسر الجوى الذى تمد من خلاله الولايات المتحدة إسرائيل بالاسلحة، حيث وعد مائير فى وثيقة رقم 54 يوم 21 اكتوبر بتقديم مزيد من طائرات «الفانتوم» ومساعدات عسكرية أخرى. واستخدم كيسنجر لغة حازمة لإرضاء إسرائيل، حيث قال إن هدف الولايات المتحدة هو «إبقاء العرب والاتحاد السوفيتى فى الأسفل، وإن هذه الأهداف تحققت بالفعل، وإن الواقع الموضوعى أجبر العرب على التحدث معهم، لأنها الوحيدة التى يمكن أن تساعدهم فى التوصل إلى تسوية». وكشف محضر اجتماع آخر عقد بين نيكسون وكيسنجر ومائير فى 1 نوفمبر 1973 أثناء زيارة الأخيرة إلى واشنطن، عن أزمة فى المحادثات بينهم، حيث اتهم كيسنجر جولدا مائير بإخفاء معلومات مهمة تخص خططهم العسكرية عنه، ومحاصرة الجيش الثالث بعد وقف إطلاق النار، والذى اعتبره أمراً غير عادى، إلا أن مائير سارعت بالقول إنه ليس كل ما يقوله السادات مقدس. وربطت مائير عودة خطوط الإمداد غير العسكرية للجيش الثالث باسترداد الأسرى الإسرائيليين. وفى محادثات بين كيسنجر ومائير وموردخاى جازيت، مدير مكتب رئيسة الوزراء، فى اليوم ذاته دار الحوار التالى: كيسنجر: إنه من المعقول أن تعودى إلى خطوط وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر. جازيت: قد يكون تفكيراً ساذجاً، ولكنه من المفيد أن نرى ما ستسفر عنه محادثات الكيلو 101 بين الجنرالات المصريين والإسرائيليين. كيسنجر: لا نستطيع أن نعتمد على هذه المحادثات كثيرا، فالمصريون سوف يحطمونها. كما لا يوجد تقدير للموقف الذى تواجهينه فى بلدك. ربما تفضلين ساحة الحرب.
مائير: ولو قدرنا الموقف، هل يعنى ذلك قبولى كل ما يقوله المصريون؟ إنها فقط البداية. كيسنجر: لا. لكن نعم إنها البداية، أنت تستطيعين أن تخبرى الرئيس نيكسون إنك غير موافقة على خطوط 22 أكتوبر. لكن كيف ستشرحين للرئيس أنك قبلت وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر ولكن ليس الآن؟ وفى أثناء محادثات دارت بين كيسنجر وإسماعيل فهمى، القائم بأعمال الخارجية المصرية فى 2 نوفمبر، أعرب الأخير عن إصرار مصر على عودة إسرائيل لخطوط وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر، وقال فهمى: «لا تستطيع جولدا مائير أن تساوم بخصوص خطوط وقف إطلاق النار. لقد قرر مجلس الأمن هذا الأمر، ولقد وافقت عليه حينها، لو لم تستطع أن تعطينى إجابة محددة فهل هذا يعنى أنها رفضت العودة لخطوط وقف إطلاق النار يوم 22 ؟ آمل أن تستطيع العمل على تسوية ذلك قبل مجيئك للقاهرة، ولو لم تستطع فلن تستطيع إنهاء أى شىء هناك». إلا أن كيسنجر قال لفهمى إنه كان يحاول إقناع جولدا مائير بالعودة إلى خطوط 22 أكتوبر. فى محادثة أخرى بين فهمى وكيسنجر، دار الحوار التالى: فهمى: لقد سمعت ما قلت بخصوص القبول الإسرائيلى لوقف إطلاق النار يوم 14 أكتوبر، المأساة الآن، أنا لا أعرف السبب فى رفضها (مائير) الرجوع لخطوط وقف إطلاق النار. كيسنجر: لا يوجد تفسير منطقى. فهمى: هل يريدون التسوية؟ إنهم لا يستطيعون البقاء هناك. هى تعرف ذلك. كيسنجر: هى لا تعرف. فهمى: كيف يصدق أى شخص أن السادات يستطيع الذهاب لمفاوضات وهى لا تريد العودة لخطوط وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر. وفى مقابلة أخرى يوم 2 نوفمبر بين كيسنجر ومائير ما بين الساعة 10 مساء والساعة 12.45 صباحاً. قال كيسنجر: «السادات لا يستطيع الموافقة على اتفاقية يخسر فيها 10 كيلو متر فى الضفة الغربية والأسوأ من ذلك لا يأخذ شيئاً على الضفة الشرقية. لدينا رسالة من شاه إيران، يرجونا ألا نقبل ذلك. إنه ليس عدوكم، وهو يرى ذلك». وفى مقابلة مع جولدا مائير فى 3 نوفمبر دار بينهما الحوار التالى بحسب الوثائق الأمريكية: مائير: سيناقش الجانبان موضوع خطوط 22 أكتوبر فى إطار فض الاشتباك وفصل القوات. كيسنجر: ماذا يعنى الأمر؟ مائير: يعنى أن الجنرالات المصريين والإسرائيليين سيناقشون ذلك. كيسنجر: لكن لو قدمت اقتراح تبادل القوات، فأين ما يوضح خطوط 22 أكتوبر؟ مائير: لا يوجد ما يوضح. كيسنجر: أنت ونحن نعيش فى عالمين مختلفين. افترضى أن هذا الاقتراح رفض، فما هو موقفك التالى؟ هل ستوقفين قوافل الإمداد للجيش الثالث؟ مائير: نعم، لا للقوافل. كيسنجر: ولو طار السوفيت فى طائراتهم؟ هل ستطلقين عليهم النار؟ مائير: ربما. كيسنجر: ولو كانت القوات الجوية الروسية. هل ستقاتلين السوفيت؟ مائير: هل هذا يعنى أن أى اقتراح يقدمه المصريون يجب أن نوافق عليه. كيسنجر: لا، ولكن فى سياق معقول يمكن أن نحقق شيئاً، أنت ترفضين العودة لخطوط 22 أكتوبر. بكلمات أخرى، لا شىء تحقق منذ البارحة، لن نتعاون فى تدمير الجيش الثالث، أعتقد أنك تواجهين كارثة، القوى العظمى (أمريكا، الاتحاد السوفيتى) لن تسمح لك بتدمير الجيش الثالث. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|