اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2013, 11:08 AM
الصورة الرمزية راغب السيد رويه
راغب السيد رويه راغب السيد رويه غير متواجد حالياً
معلم لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 9,278
معدل تقييم المستوى: 24
راغب السيد رويه is a jewel in the rough
افتراضي صنفان من الأشرار

صنفان من الأشرار


هل يتعين علينا أن ننحاز إلى أحد الشرين؛ إسرائيل ونظام الأسد؟ ولماذا لا نرفضهما معا بحيث ندين الجريمة الإسرائيلية المتمثلة فى الغارة على ريف دمشق، وندين فى ذات الوقت جرائم نظام الأسد بحق الشعب السورى؟.. هذا الكلام الذى تصورت أنه بديهى صار من المهم التذكير به فى أجواء هذا الزمان الذى اهتزت فيه الثوابت واختلطت المعايير والأوراق، بحيث ما عدنا نعرف على وجه الدقة من هو العدو ومن الصديق، كما لم نعد نميز بين ما يجب أن نرفضه أو نتحفظ عليه أو نقبل به.

الغارة الإسرائيلية التى ***ت نحو 300 مواطن سورى، واستهدفت مخازن السلاح ومركزا للأبحاث العسكرية فى ريف دمشق، كشفت عن ذلك الخلل الذى أدعيه. إذ استغربت حفاوة البعض بهذه الجريمة، واعتبارهم أن استنكارها بمثابة تأييد لنظام الأسد والتحاقا بالمحور الإيرانى، فى حين أن ذلك الاستنكار موجه بالأساس ضد العربدة الإسرائيلية التى استباحت العالم العربى وباتت تتعامل معه بحسبانه جثة هامدة لا حياة فيها ولا كرامة لها.

لقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتنفيذ الغارة، وبعد ساعات قليلة من انطلاقها سافر إلى الصين، مطمئنا إلى أن العرب لن يكترثوا بنتائجها، وأن ردهم عليها لن يتجاوز بيانات الشجب والإدانة، وعبارات التهديد والوعيد، وأغلب الظن أنه كان مدركا لحقيقة أن العالم العربى منكفئ على ذاته، وأن أنظمته باتت عاجزة عن أن تتخذ أى إجراء حازم فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، فضلا عن أن ثمة أجواء فى المنطقة ما عادت تعتبر إسرائيل العدو الأول، ناهيك عن الذين ما عادوا يعتبرونها عدوا من الأساس.

يوم الاثنين الماضى 6/5 نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» الخبر على صفحتها الأولى تحت العنوان التالى: غارات إسرائيلية تستهدف صوارخ إيرانية فى دمشق، ورغم أنها ذكرت على الصفحة الثانية، نقلا عن المصادر الإسرائيلية أن الغارة استهدفت شحنات من صاروخ سام ــ17 الروسى الصنع، فإن صياغة العنوان بدت تبريرية إلى حدٍّ ما. وكأن الغارة كانت مجرد تصفية حسابات إسرائيلية إيرانية ولا شأن لنا بها. وفى العدد ذاته نشرت الصحيفة تعليقا لأحد كتابها البارزين ــ الأستاذ عبدالرحمن الراشد ــ قال فيه إن: إسرائيل عندما تهاجم النظام السورى فهى تدافع عن أمنها ومصالحها، ونحن أيضا عندما نسعد بهجوم الإسرائيليين على قوات الأسد ومخازنها، لأن ذلك سيسرع فى سقوط النظام ويجرده من أسلحته التى ستستخدم ل*** المزيد من السوريين، وأضاف أنه: «فقط الموالون لإيران هم الذين يعارضون وينددون بالغارة الإسرائيلية».

هذا الرأى الذى له مؤيدوه فى بعض الدوائر السياسية نموذج للخلل والتشوه فى الإدراك، الذى بات يبرر العدوان الإسرائيلى بزعم أنه دفاع عن الأمن والمصالح. كما أنه يعبر عن «السعادة» إزاء الهجوم الإسرائيلى، ثم إنه يعتبر انتقاد الغارة من قبيل موالاة السياسة الإيرانية.

أذكر هنا بأن النظام السورى لم يكن يوما ما مصدرا لتهديد الأمن أو المصالح الإسرائيلية، وفى الإسرائيليين والأمريكيين من اعتبره مريحا لإسرائيل، حيث لم تنطلق من سوريا رصاصة واحدة ضدها منذ عام 1973، حيث ظل التزام دمشق بالهدنة ثابتا وصارما. أذكر أيضا بأن الغارة الإسرائيلية استهدفت مركز جمرايا للبحوث العسكرية. الأمر الذى يدل على أن الهدف الحقيقى لا هو تدمير القدرة العسكرية لسوريا، وليس تدمير الأسلحة التى ت*** الشعب السورى. يؤيد ذلك أن إسرائيل إذا أرادت حقا تدمير الأسلحة الإيرانية التى تهدد أمنها، فربما كان أجدر بها أن تستهدف مخازن أسلحة حزب الله فى لبنان وليس مخازن الجيش السورى فى ريف دمشق.

ومن السذاجة والتبسيط الشديدين الادعاء بأن انتقاد الغارة تعبير عن موالاة السياسة الإيرانية، علما بأن الاتفاق مع تلك السياسة فى بعض المواقف ليس تهمة أو جريمة (مساندتها للمقاومة الفلسطينية ورفضها التطبيع مع إسرائيل أو الخضوع للهيمنة الأمريكية من نماذج المواقف التى تستحق التأييد). ذلك أننى أزعم أن الضمير العربى الذى لم يلوث لا بد له أن يعلن رفض الغارة وإدانتها. انطلاقا من الحرص على قوة سوريا التي نتمناها وليس سوريا الأسد. وحين نرفض الغارة فإننا نميز بين جريمة عدو هو إسرائيل وجريمة شقيق فى سوريا. ذلك أن سوريا التى نعرفها أكبر وأبقى من الأسد وعائلته وحزبه. ومن ثم فانحيازنا الحقيقى هو لسوريا التى نعرفها، وخصومتنا مع نظامها ينبغى ألا تدفعنا بأى حال إلى التوافق أو الحفاوة بممارسات العدو الاستراتيجى والتاريخى.

هما قاتلان فى حقيقة الأمر أحدهما «أصولى» *** الشعب الفلسطينى والثانى «منحرف» *** الشعب السورى، الأمر الذى يضعنا فى النهاية بإزاء صنفين من الأشرار، لا نستطيع أن نتعاطف مع أى منهما، وإنما يتعين أن ندرجهما معا فى قوائمنا السوداء.



http://www.shorouknews.com/columns/v...c-64065a0cd333


__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-05-2013, 09:19 PM
ابونرمين ابونرمين غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,493
معدل تقييم المستوى: 17
ابونرمين will become famous soon enough
افتراضي

كما لم نعد نميز بين ما يجب أن نرفضه أو نتحفظ عليه أو نقبل به.
نسأل العلى القدير لنا الهداية والرشد والصواب
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:32 PM.