كان وأخواتها

[محمود فؤاد]

كان وأخواتها

تمهيد:- تعد كان وأخواتها من النواسخ...فما معني النسخ؟ . - هو رفع حكم المبتدأ والخبر أحدهما أو كلاهما والإتيان بحكم آخر.
النواسخ علي نوعين:
أ) نواسخ فعليــــة: ( 1- كان وأخواتها. 2- كاد وأخواتها 3- ظن وأخواتها)
ب) نواسخ حرفية: ( 1- أن وأخواتها. 2- لا النافية لل***)
....وإليك تفصيل الحديث عن (كان وأخواتها)
* كان وأخواتها كلها أفعال ماعدا [ ليس ]
أ ) ذهب الجمهور إلى أنها فعل . ب) وذهب الفارسي إلى أنها حرف .
كان وأخواتها :
[ كان - أصبح - أضحى - ظل – أمسى – بات - صار – ليس – مازال - ما برح - ما فتئ - ما انفك - مادام ]
عملها :ترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
أمثلة : 1- كان العملُ معطـلاً . 2- أصبح الطالبُ نشيطاً .
3- أضحى محمد متفوقاً . 4- مازال العملُ قائماً.
أقسام كان وأخواتها من حيث العمل بشرط وبدون شرط :
( أ ) ما يعمل بدون شرط وهو ثمانية :

[ كان - أصبح - ظل - أضحى - بات - صار - أمسى - ليس ]

(ب) ما يعمل بشرط أن يتقدمه نفي أو شبه نفي : [ النهى - الدعاء ] وهو أربعة :

[ زال - برح - انفك - فتئ ]

* ما فتئ محمدٌ قائماً . * لا يزال العملُ مستمراً.
* يقول الشاعر : صــاح شمِّر ولا تزل ذاكر المـو * ت فنسيانـــــه ضــلال مبين .
ويقول آخر : ألا يا سلمى يا دارَ مي على البلى * ولازال منهلاً بجَرْعائِك القَطْر.
(ج) ما يعمل بشرط أن يتقدمه ( ما ) المصدرية الظرفية وهو [ دام ]

يقول الشاعر : وأبـرح مادام اللهُ قومي * بحمـد الله مُنتطقاً مُجـيداً

معاني كان وأخواتها

م

الفعل

ما يفيده من معني

مثال

1

كـــــــان

تفيد اتصاف خبرها بمعنى اسمها

كان العلم مفيدا

2

أصبــــــح

تفيد وقوع الحدث في الصباح

أصبح الجو صحوا

3

أضحـــي

" " " " "" " في الضحى

أضحي الإسلام منتشرا

4

ظــــــــــل

" " " " " " في النهار

ظل العمل ناجحا

5

أمســـــي

" " " " " " " في المساء

أمسي الصوت مسموعا

6

بـــــــــات

" " " " " "" " في الليل

بات السفر وشيكا

7

صـــــــــار

تفيـــد التـــــــــحول.

صار الدقيق خبزا

8

ليـــــــس

تفيد النفي.

ليس الطالب مقصرا

9- 10

مـــــازال- مافتـــئ

تفيد الاستمرار

تفيد الاستمرار

مازال البرق مشهودا.

مافتئ القطار مسرعا

11- 12

مابـــــرح ماانفـــــك

تفيد الاستمرار

تفيد الاستمرار

مابرح الربيع مقبلا.

ما انفك النجاح مأمولا.

13

مــــــادام

تفيد المدة أو الدوام.

أقابلك مادام أبوك موجودا.

لاحظسميت الأفعال السابقة أفعالاً ناقصة ؛ لأنها لا تكتفي بمرفوعها بل تحتاج إلى منصوب..

أقسامها من حيث التصرف وعدمه

تنقسم كان وأخواتها من حيث التصرف والجمود إلى ثلاثة أقسام :
( أ ) ما يتصرف تصرفاً كاملاًفيأتي منه(الماضي و المضارع والأمر واسم الفاعل و المصدر)ويعمل عمل الماضي وهو سبعة : [ كان - ظل - بات - أضحى - أصبح - أمسى - صار ]
· للتوضيح كان يكون كن كائن مكون كون)
مثال وكان حقا علينا نصر المؤمنين- ويكون الرسول عليكم شهيدا – كونوا قوامين بالقسط – محمد كائن أباك – وكونك إياه عليك عسير)
(ب) ما يكون ناقص التصرفوهو أربعة : [ زال - برح - فتئ- انفك ] يأتي منها( الماضي و المضارع و اسم الفاعل) . مثل : لا يزال محمدٌ نشيطاً . - لا يبرح علىُّ قائماً.
(ج) ما يكون جامداً لا يتصرفوهو [ مادام - ليس ] ولا تأتي إلا ماضية.

ترتيب خبر كان معها ومع اسمها

يجب تقديم خبر كان وأخواتها على اسمها بشرط :
1- إن اشتمل الاسم على ضمير يعود على الخبر: مثل : كان في المصنع صاحبه.
2- أن يكون الاسم محصورا بإلا : ما كان الطالب إلا مجتهدا.
يجب تأخير الخبر على الاسم :وذلك إذا فقد القرينة بسبب تعذر ظهور علامات الإعراب .
مثل : كان أخي صديقي كان أخي رفيقي.
يجوز توسط خبر كان وأخواتها بينها وبين اسمهاإن لم يجب تقديمه أو تأخيره.
مثل : أصبح نشيطاً محمدُ & كان ناجحاً محمدُ.
حكم توسط خبر ليس ودام:- بعض النحاة منع تقديم خبر ( ليس - مادام ) على اسمها
- البعض أجاز ذلك والراجح هو الجواز.
يقول الشاعر : سلى إنْ جهلتِ الناسَ عنَّا وعنهم * فليس سواءً عالمٌ وجهولُ
ويقول آخر : لا طيب للعيش مادامتْ مُنغصة * لذاتُهُ باد كار الموت والهرمِ .
الشاهد ليس سواءً عالمٌ وجهولُ - مادامتْ مُنغصة )
الشرح : تقدم خبر ( ليس – مادام) وهو ( سواء – منغصة) علي اسمها( عالم – لذاته)علي سبيل الجواز.
تقديم الخبر على الفعل :خبر دام : لا يجوز تقديم خبر ( ما دام ) عليها فلا يجوز : قائماً مادام زيد .
أما إن توسط الخبر بين ( ما ) و ( دام ): جاز ذلك مثل : ما قائماً دام زيد

خبر الفعل المنفي بـ [ ما ]

( أ ) ما كان النفي شرطاً في عمله[ زال - برح - فتئ - انفك ].
(ب) ما لم يكن النفي شرطاً لعملهمثل كان وأصبح - أضحى – ظل – بات - صار – ليس )
الحكم :لا يجوز تقديم الخبر في النوعين السابقين عدا الكسائي فقد أجاز تقديمه في النوع الأول مثل : قائماً مازال محمدُ .
* وبعض النحاة أجاز ذلك في النوع الثاني مثل : قائماً ما كان محمدُ
( أ ) إن كان النفي بغير ( ما ) فإنه يجوز تقديم الخبر على الفعل . مثل : قائماً لم يزل محمدُ .
(ب) إن كان النفي بـ ( ما ) فإنه يجوز تقديم الخبر على الفعل فقط ولا يجوز تقديمه على ( ما والفعل ) معاً مثل : ما قائماً زال زيد - ما مجتهداً كان محمدُ
** خبر ليس :اختلف النحاة في تقديم خبر ( ليس ) عليها :
( أ ) ذهب الكوفيون وابن مالكإلى منع تقديم خبر ( ليس )عليها فلا يجوز قولك : قائماً ليس زيد .
(ب) وذهب الفارسي وابن برهانإلى جواز ذلك بدليل قوله تعالى : " أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ "
* فقد تقَّدم ( يوم يأتيهم ) وهو معمول الخبر ( مصروفاً ) على ( ليس ) ولا يتقدم المعمول إلا حيث يتقدم العامل.
** الراجح : هو رأى الكوفيين.

تمام كان وأخواتها

معنى التمام : أن الفعل يكتفي بمرفوعه ويعرب فاعلاً.
- تنقسم كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان إلى قسمين :
( أ ) ما يأتي تاماً وناقصاً و مرفوعة يعرب فاعلاً وهو :

[ كان - دام – أمسى – أصبح – صار – أضحى - ظل – بات - برح - انفك ]

أمثلة : * قال تعالى : " وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ " ......... تامة بمعنى ( وُجد )
* قال تعالى : " خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ " .........تامة بمعنى ( بقى )
* قال تعالى : " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ"......... تامة بمعنى ( تدخلون )
* بات محمدٌ - أضحى النائمُ - برح الخفاءُ - انفكت العقدةُ
* قال تعالى : " أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ " ........................ تامة بمعنى ترجع
(ب) ما يكون ناقصاً فقط وهو :[ فتئ - ليس - زال)( التي مضارعها يزال )

حكم تقديم معمول خبر كان على اسمها

* معمول الخبر إما أن يكون ظرفاً أو جاراً أو مجروراً أو غير ذلك.
( أ ) إن لم يكن معمول الخبر ظرفاً أو جاراً أو مجروراً :
اختلف النحاة : ذهب الكوفيونإلى جواز تقديمه وحده[الفعل+ المعمول +الاسم+ الخبر] مثل : كان أخاك محمدً ضارباً .
- ذهب البصريونإلى عدم جواز ذلك.
- أجاز بعض البصريينتقديمه على الاسم ،[الفعل+ المعمول +الخبر+ الاسم] مثل : كان طعامك أكلاً زيد . وهنا تقدم معمول الخبر مع الخبر على الاسم ومنع ذلك سيبويه.
(ب) إن كان معمول الخبر ظرفاً أو جار ومجروراً جاز تقديمه باتفاق النحاة.
مثل : كان عندك محمدٌ مقيماً - كان في الدار محمد مقيماً . حيث تقدم معمول الخبر ( عندك – في الدار) علي
الاسم( محمد) وذلك جائز باتفاق النحاة.

تقديم الخبر والمعمول على الاسم

[ الفعل+ الخبر +المعمول + الاسم]

اتفق جميع النحاة على جواز تقديم الخبر والمعمول على الاسم.
مثل : كان آكلاً طعامك محمد. حيث تقدم الخبر و معموله(آكلاً طعامك) علي الاسم( محمد)

الحكم إن جاء ما ظاهره تقديم معمول الخبر

مع الخبر على اسم( ليس)

إن جاء ما ظاهره تقديم معمول الخبر على اسم ليس هو مؤول على أن اسم ( ليس ) ضمير الشأن محذوف .
مثل قول الشاعر : فأصبحوا والنوى عالي مُعرَّسهم * ليس كلَّ النوى تُلقِى المساكين
الشاهد : [ ليس كل النوى تُلقى المساكين ]
الشرح: اسم ليس ضمير الشأن محذوف و ( كل ) مفعول به للفعل ( تُلقى ) و [ تُلقى المساكين ] فعل وفاعل والجملة في محل نصب خبر ( ليس ) .

ما تختص به كان

1- تأتي كان الزائدة

تختص كان بأنها تأتى زائدة جوازاً بشرط :
أ ) أن تكون بلفظ الماضي. ب) أن تكون بين شيئين متلازمين ليسا الظرف أو الجار والمجرور.
الزيادة : قد تكون سماعية أو قياسية .
الزيادة السماعية في مواضع منها:
1) بين المبتدأ و الخبر مثل : محمدٌ كان مخلص
2) بين الفعل والفاعل مثل : لم يوجد كان أفضل منك
3) بين الاسم الموصول وصلته مثل : حضر الذي كان أكرمته .
4) بين الصفة والموصوف مثل : حضر شاب كان كريم .
الزيادة القياسية :إن وقعت بين ( ما ) التعجبية وفعل التعجب مثل : ما كان أحسن محمداً
شذ زيادة كان: أ)إن جاءت ( كان ) بلفظ المضارع:
مثل قول الشاعر : أنت تكون ما جدُ بنبيل * إذا تُهبُّ شمأل بليل
الشاهد أنت تكون ماجدا)
الشرح: زيدت كان بين المبتدأ ( أنت ) والخبر( ماجد) وزيادتها بلفظ المضارع ( تكون ) وهو شاذ.

ب) وقعت بين الجار والمجرور :
- يقول الشاعر : سُراةُ بنى أبى بكر تّسامى * على كان المُسوَّمة العِراب .
الشاهد على كان المُسوَّمة)
الشرح : زيدت كان بين حرف الجر ( على ) والمجرور( المسومة) وهو شاذ.

2- حذف كان مع اسمها ويبقى خبرها

تحذف كان مع اسمها ويبقى خبرها كثيراً بعد [ إنْ - لو ] الشرطيتين
مثل قول الشاعر : - قَدْ قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً * فما اعتذارك من قول إذا قيلا
الشاهد : [ إن صدقاً وإن كذباً ]
الشرح : حيث حذفت كان واسمها وبقي خبرها( صدقا – كذبا) دليلا عليها ، والتقدير " إن كان المقول صدقاً وإن كان المقول كذباً"
مثال آخر : تعود القراءة ولو ساعةً في اليوم . التقدير : لو كان التعوذُ ساعةً .
حذفت كان مع اسمها بعد ( لدن ) وهذا شاذ.
مثل : " مِنْ بدُ شَوْلاً فإلى إتلائها التقدير : من لد أن كانتْ هي شولاً.

3-حذف كان وحدها

تحذف كان وحدها ويبقى اسمها وخبرها بعد ( أنْ ) المصدرية ويعوض عنها بـ ( ما )
مثل : أمّا أنتَ غنياً فتصدق التقدير : إن كنت غنياً فتصدق
لا يجوز الجمع بين ( ما ) و ( كان ) ؛ لأن ( ما ) جاءت عوضاً عن ( كان ) ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض عنه خلافاً للمبرد الذي أجاز ذلك
مثل : (أمّا كنت منطلقاً انطلقت – أمّا أنت ذا نفر) على أن ( ما ) زائدة . [ أما = أن + ما]
ما جاء عن العرب حذف كان وبقاء اسمها وخبرها مع الضمير المخاطب ولكن القياس جواز ذلك أيضاً مع ضمير التكلم . مثل : أمّا أنك منطلقاً ومع الاسم الظاهر كذلك. مثل : أما زيدُ منطلقاً انطلقت.

4-حذف نون مضارع كان

ويجوز حذف نون مضارع كان بشرطين :
( أ ) أن يكون الفعل المضارع . (ب) أن يكون مجزوماً .
(ج) أن تكون علامة جزمه السكون. (د ) أن يليها متحرك ليس ضميراً متصلاً. مثل : " وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا "
إن وليها ضمير متصل لا يجوز حذف النون . مثل : " إنْ يكنهُ فلن تُسلَّط عليه "
ولا فرق بين كان التامة وكان الناقصة في جواز حذف النون من مضارعها .
مثل : " إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا "

[Step By Step]

ما شاء الله عمل رائع .. ومجهود يستحق التقدير جزاك الله خيرا

[محمد محمود بدر]

جزاكم الله خيرا

[fonon]

شكرا جزيلا على هذا المجهود

[محمد حامد سمك]

حفظكم الله ورعاكم